nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=27ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم
فيه ثمان مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28980قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين لما بلغ
هوازن فتح
مكة جمعهم
مالك بن عوف النصري من بني نصر بن مالك ، وكانت الرياسة في جميع العسكر إليه ، وساق مع الكفار أموالهم ومواشيهم ونساءهم وأولادهم ، وزعم أن ذلك يحمي به نفوسهم وتشتد في القتال عند ذلك شوكتهم . وكانوا ثمانية آلاف في قول
الحسن ومجاهد . وقيل : أربعة آلاف ، من
هوازن وثقيف . وعلى
هوازن مالك بن عوف ، وعلى
ثقيف كنانة بن عبد ، فنزلوا بأوطاس . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عينا ، فأتاه وأخبره بما شاهد منهم ، فعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قصدهم ، واستعار من
nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية بن خلف الجمحي دروعا . قيل : مائة درع . وقيل : أربعمائة درع . واستسلف من
ربيعة المخزومي ثلاثين ألفا أو أربعين ألفا ، فلما قدم قضاه إياها . ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836321بارك الله لك في أهلك ومالك إنما nindex.php?page=treesubj&link=30987_30994_30961_30945_18085جزاء السلف الوفاء والحمد خرجه
ابن ماجه في السنن . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا من المسلمين ، منهم عشرة آلاف صحبوه من
المدينة وألفان من
مسلمة الفتح وهم الطلقاء إلى من انضاف إليه من الأعراب من
سليم وبني كلاب وعبس وذبيان .
[ ص: 34 ] واستعمل على
مكة nindex.php?page=treesubj&link=29401عتاب بن أسيد . وفي مخرجه هذا رأى جهال الأعراب شجرة خضراء ، وكان لهم في الجاهلية شجرة معروفة تسمى
nindex.php?page=treesubj&link=30582_28668ذات أنواط ، يخرج إليها الكفار يوما معلوما في السنة يعظمونها ، فقالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836322يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال عليه السلام : الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال : إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى أنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى
وادي حنين ، وهو من أودية
تهامة ، وكانت
هوازن قد كمنت في جنبتي الوادي وذلك في غبش الصبح فحملت على المسلمين حملة رجل واحد ، فانهزم جمهور المسلمين ولم يلو أحد على أحد ، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت معه
أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته
علي والعباس nindex.php?page=showalam&ids=9809وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابنه
جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد ،
وأيمن بن عبيد وهو أيمن بن أم أيمن قتل يومئذ
بحنين -
nindex.php?page=showalam&ids=15886وربيعة بن الحارث ،
nindex.php?page=showalam&ids=69والفضل بن عباس ، وقيل في موضع
nindex.php?page=showalam&ids=1538جعفر بن أبي سفيان :
nindex.php?page=showalam&ids=300قثم بن العباس . فهؤلاء عشرة رجال ، ولهذا قال
العباس :
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر عنه وأقشعوا وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه
بما مسه في الله لا يتوجع
وثبتت
أم سليم في جملة من ثبت محتزمة ممسكة بعيرا
لأبي طلحة وفي يدها خنجر . ولم ينهزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من هؤلاء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء واسمها دلدل . وفي صحيح
مسلم عن
أنس قال
عباس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836323وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة ألا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي عباس : ناد أصحاب السمرة . فقال عباس - وكان رجلا صيتا . ويروى من شدة صوته أنه أغير يوما على مكة فنادى واصباحاه ؛ فأسقطت كل حامل سمعت صوته جنينها - : فقلت بأعلى صوتي : أين أصحاب السمرة ؟ قال : فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها . فقالوا : يا لبيك يا لبيك . قال : فاقتتلوا والكفار . . . الحديث . وفيه : قال ثم
nindex.php?page=treesubj&link=30813أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار . ثم قال : انهزموا ورب
محمد . قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى . قال : فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته ، فما زلت
[ ص: 35 ] أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا . قال
أبو عمر : روينا من وجوه عن بعض من أسلم من المشركين ممن شهد
حنينا أنه قال - وقد سئل عن
nindex.php?page=treesubj&link=30809يوم حنين - : لقينا المسلمين فما لبثنا أن هزمناهم وأتبعناهم حتى انتهينا إلى رجل راكب على بغلة بيضاء ، فلما رآنا زجرنا زجرة وانتهرنا ،
nindex.php?page=treesubj&link=30813وأخذ بكفه حصى وترابا فرمى به وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836324شاهت الوجوه فلم تبق عين إلا دخلها من ذلك ، وما ملكنا أنفسنا أن رجعنا على أعقابنا . وقال
سعيد بن جبير : حدثنا رجل من المشركين ، يوم
حنين قال : لما التقينا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقفوا لنا حلب شاة ، حتى إذا انتهينا إلى صاحب
nindex.php?page=treesubj&link=31085البغلة الشهباء - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - تلقانا رجال بيض الوجوه حسان ، فقالوا لنا : شاهت الوجوه ، ارجعوا ، فرجعنا وركبوا أكتافنا فكانت إياها . يعني الملائكة .
قلت : ولا تعارض فإنه يحتمل أن يكون شاهت الوجوه من قوله صلى الله عليه وسلم ومن قول الملائكة معا ويدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=30809_29747الملائكة قاتلت يوم حنين . فالله أعلم .
nindex.php?page=treesubj&link=30809وقتل علي رضي الله عنه يوم حنين أربعين رجلا بيده . وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف رأس . وقيل : ستة آلاف ، واثنتي عشرة ألف ناقة سوى ما لا يعلم من الغنائم .
الثانية : قال العلماء في هذه الغزاة : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836325من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه . وقد مضى في ( الأنفال ) بيانه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : ولهذه النكتة وغيرها أدخل الأحكاميون هذه الآية في الأحكام .
قلت : وفيه أيضا جواز
nindex.php?page=treesubj&link=6402استعارة السلاح وجواز
nindex.php?page=treesubj&link=23714_28210الاستمتاع بما استعير إذا كان على المعهود مما يستعار له مثله ، وجواز
nindex.php?page=treesubj&link=25637استلاف الإمام المال عند الحاجة إلى ذلك ورده إلى صاحبه . وحديث
صفوان أصل في هذا الباب . وفي هذه
nindex.php?page=hadith&LINKID=836326الغزاة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا توطأ حامل حتى تضع ولا حائل حتى تحيض حيضة . وهو يدل على أن السبي يقطع العصمة . وقد مضى بيانه في سورة ( النساء ) مستوفى . وفي حديث
مالك أن
صفوان خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كافر ، فشهد
حنينا والطائف وامرأته مسلمة ، الحديث . قال
مالك : ولم يكن ذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أرى أن
nindex.php?page=treesubj&link=8371يستعان بالمشركين على المشركين إلا أن يكونوا خدما أو
[ ص: 36 ] نواتية . وقال
أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي : لا بأس بذلك إذا كان حكم الإسلام هو الغالب ، وإنما تكره
nindex.php?page=treesubj&link=8372الاستعانة بهم إذا كان حكم الشرك هو الظاهر . وقد مضى القول في الإسهام لهم في ( الأنفال )
الثالثة : قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ويوم حنين حنين واد بين
مكة والطائف ، وانصرف لأنه اسم مذكر ، وهي لغة القرآن . ومن العرب من لا يصرفه ، يجعله اسما للبقعة . وأنشد :
نصروا نبيهم وشدوا أزره بحنين يوم تواكل الأبطال
ويوم ظرف ، وانتصب هنا على معنى : ونصركم يوم
حنين . وقال
الفراء : لم تنصرف
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25مواطن لأنه ليس لها نظير في المفرد وليس لها جماع ، إلا أن الشاعر ربما اضطر فجمع ، وليس يجوز في الكلام كل ما يجوز في الشعر . وأنشد :
فهن يعلكن حدائداتها
وقال
النحاس : رأيت
أبا إسحاق يتعجب من هذا قال : أخذ قول
الخليل وأخطأ فيه ؛ لأن
الخليل يقول فيه : لم ينصرف لأنه جمع لا نظير له في الواحد ، ولا يجمع جمع التكسير ، وأما بالألف والتاء فلا يمتنع .
الرابعة : قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25إذ أعجبتكم كثرتكم قيل : كانوا اثني عشر ألفا . وقيل : أحد عشر ألفا وخمسمائة . وقيل : ستة عشر ألفا . فقال بعضهم : لن نغلب اليوم عن قلة . فوكلوا إلى هذه الكلمة ، فكان ما ذكرناه من الهزيمة في الابتداء إلى أن تراجعوا ، فكان النصر والظفر للمسلمين ببركة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم . فبين الله عز وجل في هذه الآية أن
nindex.php?page=treesubj&link=29677الغلبة إنما تكون بنصر الله لا بالكثرة وقد قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=160وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده .
الخامسة : قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25وضاقت عليكم الأرض بما رحبت أي من الخوف ، كما قال :
كأن بلاد الله وهي عريضة على الخائف المطلوب كفة حابل
والرحب - بضم الراء - السعة . تقول منه : فلان رحب الصدر . والرحب - بالفتح - : الواسع . تقول منه : بلد رحب ، وأرض رحبة . وقد رحبت ترحب رحبا ورحابة . وقيل : الباء بمعنى مع أي مع رحبها . وقيل : بمعنى على ، أي على رحبها . وقيل : المعنى برحبها ، ف " ما " مصدرية .
[ ص: 37 ] السادسة : قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ثم وليتم مدبرين روى
مسلم عن
أبي إسحاق قال : جاء رجل إلى
البراء فقال : أكنتم وليتم يوم
حنين يا
أبا عمارة nindex.php?page=hadith&LINKID=836327 . فقال : أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ، ولكنه انطلق أخفاء من الناس ، وحسر إلى هذا الحي من هوازن . وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان يقود به بغلته ، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول : أنا النبي لا كذب . أنا ابن عبد المطلب . اللهم نزل نصرك . قال
البراء : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم .
السابعة : قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين أي أنزل عليهم ما يسكنهم ويذهب خوفهم ، حتى اجترءوا على قتال المشركين بعد أن ولوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وأنزل جنودا لم تروها وهم الملائكة ، يقوون المؤمنين بما يلقون في قلوبهم من الخواطر والتثبيت ، ويضعفون الكافرين بالتجبين لهم من حيث لا يرونهم ومن غير قتال ؛ لأن الملائكة لم تقاتل إلا يوم
بدر .
وروي أن رجلا من بني نصر قال للمؤمنين بعد القتال : أين الخيل البلق ، والرجال الذين كانوا عليها بيض ، ما كنا فيهم إلا كهيئة الشامة ، وما كان قتلنا إلا بأيديهم . أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : تلك الملائكة .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وعذب الذين كفروا أي بأسيافكم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وذلك جزاء الكافرين ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء أي على من انهزم فيهديه إلى الإسلام .
كمالك بن عوف النصري رئيس
حنين ومن أسلم معه من قومه .
الثامنة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836329ولما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بالجعرانة ، أتاه وفد هوازن مسلمين راغبين في العطف عليهم والإحسان إليهم ، وقالوا : يا رسول الله ، إنك خير الناس وأبر الناس ، وقد أخذت أبناءنا ونساءنا وأموالنا . فقال لهم : إني قد كنت استأنيت بكم وقد وقعت المقاسم وعندي من ترون وإن خير القول أصدقه فاختاروا إما ذراريكم وإما أموالكم . فقالوا : لا نعدل بالأنساب شيئا . فقام خطيبا وقال : هؤلاء جاءونا مسلمين وقد خيرناهم فلم يعدلوا بالأنساب فرضوا برد الذرية وما كان لي ولبني عبد المطلب وبني هاشم فهو لهم . وقال
المهاجرون والأنصار : أما ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وامتنع
الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن في قومهما من أن يردوا عليهم شيئا مما وقع لهم في سهامهم . وامتنع
العباس بن مرداس السلمي كذلك ، وطمع أن يساعده قومه كما ساعد
الأقرع وعيينة قومهما . فأبت
بنو سليم وقالوا : بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من ضن منكم بما في يديه فإنا نعوضه منه .
[ ص: 38 ] فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وأولادهم ، وعوض من لم تطب نفسه بترك نصيبه أعواضا رضوا بها . وقال
قتادة : ذكر لنا
أن ظئر النبي صلى الله عليه وسلم التي أرضعته من بني سعد أتته يوم حنين فسألته سبايا حنين فقال صلى الله عليه وسلم : إني لا أملك إلا ما يصيبني منهم ولكن ايتيني غدا فاسأليني والناس عندي فإذا أعطيتك حصتي أعطاك الناس . فجاءت الغد فبسط لها ثوبه فأقعدها عليه . ثم سألته فأعطاها نصيبه فلما رأى ذلك الناس أعطوها أنصباءهم . وكان
nindex.php?page=treesubj&link=30814عدد سبي هوازن في قول
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ستة آلاف رأس . وقيل : أربعة آلاف . قال
أبو عمر : فيهن
nindex.php?page=treesubj&link=29262الشيماء أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ، وهي بنت الحارث بن عبد العزى من بني سعد بن بكر وبنت حليمة السعدية ، فأكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاها وأحسن إليها ، ورجعت مسرورة إلى بلادها بدينها وبما أفاء الله عليها . قال
ابن عباس :
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس امرأة تعدو وتصيح ولا تستقر ، فسأل عنها فقيل : فقدت بنيا لها . ثم رآها وقد وجدت ابنها وهي تقبله وتدنيه ، فدعاها وقال لأصحابه : أطارحة هذه ولدها في النار ؟ قالوا : لا . قال : لم ؟ قالوا : لشفقتها . قال : الله أرحم بكم منها . وخرجه
مسلم بمعناه والحمد لله .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=27ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
فِيهِ ثَمَانِ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28980قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ لَمَّا بَلَغَ
هَوَازِنَ فَتْحُ
مَكَّةَ جَمَعَهُمْ
مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ ، وَكَانَتِ الرِّيَاسَةُ فِي جَمِيعِ الْعَسْكَرِ إِلَيْهِ ، وَسَاقَ مَعَ الْكُفَّارِ أَمْوَالَهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ ، وَزَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ يَحْمِي بِهِ نُفُوسَهُمْ وَتَشْتَدُّ فِي الْقِتَالِ عِنْدَ ذَلِكَ شَوْكَتُهُمْ . وَكَانُوا ثَمَانِيَةَ آلَافٍ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ . وَقِيلَ : أَرْبَعَةُ آلَافٍ ، مِنْ
هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ . وَعَلَى
هَوَازِنَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ، وَعَلَى
ثَقِيفٍ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدٍ ، فَنَزَلُوا بِأَوْطَاسَ . وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّ عَيْنًا ، فَأَتَاهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا شَاهَدَ مِنْهُمْ ، فَعَزَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَصْدِهِمْ ، وَاسْتَعَارَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=90صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ دُرُوعًا . قِيلَ : مِائَةُ دِرْعٍ . وَقِيلَ : أَرْبَعُمِائَةِ دِرْعٍ . وَاسْتَسْلَفَ مِنْ
رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ ثَلَاثِينَ أَلْفًا أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا ، فَلَمَّا قَدِمَ قَضَاهُ إِيَّاهَا . ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836321بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ إِنَّمَا nindex.php?page=treesubj&link=30987_30994_30961_30945_18085جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ خَرَّجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ فِي السُّنَنِ . وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، مِنْهُمْ عَشَرَةُ آلَافٍ صَحِبُوهُ مِنَ
الْمَدِينَةِ وَأَلْفَانِ مِنْ
مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ وَهُمُ الطُّلَقَاءُ إِلَى مَنِ انْضَافَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ
سُلَيْمٍ وَبَنِي كِلَابٍ وَعَبْسٍ وَذُبْيَانَ .
[ ص: 34 ] وَاسْتَعْمَلَ عَلَى
مَكَّةَ nindex.php?page=treesubj&link=29401عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ . وَفِي مَخْرَجِهِ هَذَا رَأَى جُهَّالُ الْأَعْرَابِ شَجَرَةً خَضْرَاءَ ، وَكَانَ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَجَرَةٌ مَعْرُوفَةٌ تُسَمَّى
nindex.php?page=treesubj&link=30582_28668ذَاتَ أَنْوَاطٍ ، يَخْرُجُ إِلَيْهَا الْكُفَّارُ يَوْمًا مَعْلُومًا فِي السَّنَةِ يُعَظِّمُونَهَا ، فَقَالُوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836322يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : اللَّهُ أَكْبَرُ قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ، قَالَ : إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى أَنَّهُمْ لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ . فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى
وَادِي حُنَيْنٍ ، وَهُوَ مِنْ أَوْدِيَةِ
تِهَامَةَ ، وَكَانَتْ
هَوَازِنُ قَدْ كَمَنَتْ فِي جَنْبَتَيِ الْوَادِي وَذَلِكَ فِي غَبَشِ الصُّبْحِ فَحَمَلَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَمْلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، فَانْهَزَمَ جُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَلْوِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ، وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَتَ مَعَهُ
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ
عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ nindex.php?page=showalam&ids=9809وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنُهُ
جَعْفَرُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=111وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ،
وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ وَهُوَ أَيْمَنُ بْنُ أُمِّ أَيْمَنَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ
بِحُنَيْنٍ -
nindex.php?page=showalam&ids=15886وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=69وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَقِيلَ فِي مَوْضِعِ
nindex.php?page=showalam&ids=1538جَعْفَرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ :
nindex.php?page=showalam&ids=300قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ . فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةُ رِجَالٍ ، وَلِهَذَا قَالَ
الْعَبَّاسُ :
نَصَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْحَرْبِ تِسْعَةً وَقَدْ فَرَّ مَنْ قَدْ فَرَّ عَنْهُ وَأَقْشَعُوا وَعَاشِرُنَا لَاقَى الْحِمَامَ بِنَفْسِهِ
بِمَا مَسَّهُ فِي اللَّهِ لَا يَتَوَجَّعُ
وَثَبَتَتْ
أُمُّ سُلَيْمٍ فِي جُمْلَةِ مَنْ ثَبَتَ مُحْتَزِمَةً مُمْسِكَةً بَعِيرًا
لِأَبِي طَلْحَةَ وَفِي يَدِهَا خِنْجَرٌ . وَلَمْ يَنْهَزِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ وَاسْمُهَا دُلْدُلُ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ
عَبَّاسٌ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836323وَأَنَا آخُذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَلَّا تُسْرِعَ وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْ عَبَّاسُ : نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ . فَقَالَ عَبَّاسٌ - وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا . وَيُرْوَى مِنْ شِدَّةِ صَوْتِهِ أَنَّهُ أُغِيرَ يَوْمًا عَلَى مَكَّةَ فَنَادَى وَاصَبَاحَاهُ ؛ فَأَسْقَطَتْ كُلُّ حَامِلٍ سَمِعَتْ صَوْتَهُ جَنِينَهَا - : فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ ؟ قَالَ : فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطَفْتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا . فَقَالُوا : يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ . قَالَ : فَاقْتَتَلُوا وَالْكُفَّارُ . . . الْحَدِيثَ . وَفِيهِ : قَالَ ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30813أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ . ثُمَّ قَالَ : انْهَزَمُوا وَرَبِّ
مُحَمَّدٍ . قَالَ فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى . قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ بِحَصَيَاتِهِ ، فَمَا زِلْتُ
[ ص: 35 ] أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا . قَالَ
أَبُو عُمَرَ : رَوَيْنَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ بَعْضِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ شَهِدَ
حُنَيْنًا أَنَّهُ قَالَ - وَقَدْ سُئِلَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30809يَوْمِ حُنَيْنٍ - : لَقِينَا الْمُسْلِمِينَ فَمَا لَبِثْنَا أَنْ هَزَمْنَاهُمْ وَأَتْبَعْنَاهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَجُلٍ رَاكِبٍ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ ، فَلَمَّا رَآنَا زَجَرَنَا زَجْرَةً وَانْتَهَرَنَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=30813وَأَخَذَ بِكَفِّهِ حَصًى وَتُرَابًا فَرَمَى بِهِ وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836324شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَلَمْ تَبْقَ عَيْنٌ إِلَّا دَخَلَهَا مِنْ ذَلِكَ ، وَمَا مَلَكْنَا أَنْفُسَنَا أَنْ رَجَعْنَا عَلَى أَعْقَابِنَا . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، يَوْمَ
حُنَيْنٍ قَالَ : لَمَّا الْتَقَيْنَا مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقِفُوا لَنَا حَلْبَ شَاةٍ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى صَاحِبِ
nindex.php?page=treesubj&link=31085الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ - يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَلَقَّانَا رِجَالٌ بِيضُ الْوُجُوهِ حِسَانٌ ، فَقَالُوا لَنَا : شَاهَتِ الْوُجُوهُ ، ارْجِعُوا ، فَرَجَعْنَا وَرَكِبُوا أَكْتَافَنَا فَكَانَتْ إِيَّاهَا . يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ .
قُلْتُ : وَلَا تَعَارُضَ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ مَعًا وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30809_29747الْمَلَائِكَةَ قَاتَلَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=treesubj&link=30809وَقَتَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَرْبَعِينَ رَجُلًا بِيَدِهِ . وَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ آلَافِ رَأْسٍ . وَقِيلَ : سِتَّةَ آلَافٍ ، وَاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَلْفِ نَاقَةٍ سِوَى مَا لَا يُعْلَمُ مِنَ الْغَنَائِمِ .
الثَّانِيَةُ : قَالَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836325مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ . وَقَدْ مَضَى فِي ( الْأَنْفَالِ ) بَيَانُهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : وَلِهَذِهِ النُّكْتَةِ وَغَيْرِهَا أَدْخَلَ الْأَحْكَامِيُّونَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي الْأَحْكَامِ .
قُلْتُ : وَفِيهِ أَيْضًا جَوَازُ
nindex.php?page=treesubj&link=6402اسْتِعَارَةِ السِّلَاحِ وَجَوَازُ
nindex.php?page=treesubj&link=23714_28210الِاسْتِمْتَاعِ بِمَا اسْتُعِيرَ إِذَا كَانَ عَلَى الْمَعْهُودِ مِمَّا يُسْتَعَارُ لَهُ مِثْلُهُ ، وَجَوَازُ
nindex.php?page=treesubj&link=25637اسْتِلَافِ الْإِمَامِ الْمَالَ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ وَرَدِّهِ إِلَى صَاحِبِهِ . وَحَدِيثُ
صَفْوَانَ أَصْلٌ فِي هَذَا الْبَابِ . وَفِي هَذِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=836326الْغَزَاةِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَّا تُوطَأَ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ وَلَا حَائِلَ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً . وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ السَّبْيَ يَقْطَعُ الْعِصْمَةَ . وَقَدْ مَضَى بَيَانُهُ فِي سُورَةِ ( النِّسَاءِ ) مُسْتَوْفًى . وَفِي حَدِيثِ
مَالِكٍ أَنَّ
صَفْوَانَ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَافِرٌ ، فَشَهِدَ
حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَامْرَأَتُهُ مُسْلِمَةٌ ، الْحَدِيثَ . قَالَ
مَالِكٌ : وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا أَرَى أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=8371يُسْتَعَانَ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ إِلَّا أَنْ يَكُونُوا خَدَمًا أَوْ
[ ص: 36 ] نَوَاتِيَّةً . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيُّ : لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِذَا كَانَ حُكْمُ الْإِسْلَامِ هُوَ الْغَالِبُ ، وَإِنَّمَا تُكْرَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=8372الِاسْتِعَانَةُ بِهِمْ إِذَا كَانَ حُكْمُ الشِّرْكِ هُوَ الظَّاهِرُ . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي الْإِسْهَامِ لَهُمْ فِي ( الْأَنْفَالِ )
الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25وَيَوْمَ حُنَيْنٍ حُنَيْنٌ وَادٍ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ ، وَانْصَرَفَ لِأَنَّهُ اسْمٌ مُذَكَّرٌ ، وَهِيَ لُغَةُ الْقُرْآنِ . وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ ، يَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ . وَأَنْشَدَ :
نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ وَشَدُّوا أَزْرَهُ بِحُنَيْنٍ يَوْمَ تَوَاكُلِ الْأَبْطَالِ
وَيَوْمَ ظَرْفٌ ، وَانْتَصَبَ هُنَا عَلَى مَعْنَى : وَنَصَرَكُمْ يَوْمَ
حُنَيْنٍ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : لَمْ تَنْصَرِفْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25مَوَاطِنَ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا نَظِيرٌ فِي الْمُفْرَدِ وَلَيْسَ لَهَا جِمَاعٌ ، إِلَّا أَنَّ الشَّاعِرَ رُبَّمَا اضْطَرَّ فَجَمَعَ ، وَلَيْسَ يَجُوزُ فِي الْكَلَامِ كُلُّ مَا يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ . وَأَنْشَدَ :
فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِدَاتِهَا
وَقَالَ
النَّحَّاسُ : رَأَيْتُ
أَبَا إِسْحَاقَ يَتَعَجَّبُ مِنْ هَذَا قَالَ : أَخَذَ قَوْلَ
الْخَلِيلِ وَأَخْطَأَ فِيهِ ؛ لِأَنَّ
الْخَلِيلَ يَقُولُ فِيهِ : لَمْ يَنْصَرِفْ لِأَنَّهُ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْوَاحِدِ ، وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ التَّكْسِيرِ ، وَأَمَّا بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ فَلَا يَمْتَنِعُ .
الرَّابِعَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ قِيلَ : كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا . وَقِيلَ : أَحَدَ عَشَرَ أَلْفًا وَخَمْسُمِائَةٍ . وَقِيلَ : سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَنْ نُغْلَبَ الْيَوْمَ عَنْ قِلَّةٍ . فَوُكِلُوا إِلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ ، فَكَانَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْهَزِيمَةِ فِي الِابْتِدَاءِ إِلَى أَنْ تَرَاجَعُوا ، فَكَانَ النَّصْرُ وَالظَّفَرُ لِلْمُسْلِمِينَ بِبَرَكَةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَبَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29677الْغَلَبَةَ إِنَّمَا تَكُونُ بِنَصْرِ اللَّهِ لَا بِالْكَثْرَةِ وَقَدْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=160وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ .
الْخَامِسَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ أَيْ مِنَ الْخَوْفِ ، كَمَا قَالَ :
كَأَنَّ بِلَادَ اللَّهِ وَهِيَ عَرِيضَةٌ عَلَى الْخَائِفِ الْمَطْلُوبِ كِفَّةُ حَابِلٍ
وَالرُّحْبُ - بِضَمِّ الرَّاءِ - السَّعَةُ . تَقُولُ مِنْهُ : فُلَانٌ رُحْبُ الصَّدْرِ . وَالرَّحْبُ - بِالْفَتْحِ - : الْوَاسِعُ . تَقُولُ مِنْهُ : بَلَدٌ رَحْبٌ ، وَأَرْضٌ رَحْبَةٌ . وَقَدْ رَحُبَتْ تَرْحُبُ رُحْبًا وَرَحَابَةً . وَقِيلَ : الْبَاءُ بِمَعْنَى مَعَ أَيْ مَعَ رَحْبِهَا . وَقِيلَ : بِمَعْنَى عَلَى ، أَيْ عَلَى رَحْبِهَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى بِرَحْبِهَا ، فَ " مَا " مَصْدَرِيَّةٌ .
[ ص: 37 ] السَّادِسَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ رَوَى
مُسْلِمٌ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
الْبَرَاءِ فَقَالَ : أَكُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ
حُنَيْنٍ يَا
أَبَا عُمَارَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=836327 . فَقَالَ : أَشْهَدُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَلَّى ، وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ النَّاسِ ، وَحُسَّرٌ إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ هَوَازِنَ . وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَانْكَشَفُوا ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو سُفْيَانَ يَقُودُ بِهِ بَغْلَتَهُ ، فَنَزَلَ وَدَعَا وَاسْتَنْصَرَ وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبَ . أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ . اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ . قَالَ
الْبَرَاءُ : كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
السَّابِعَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَيْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ مَا يُسَكِّنُهُمْ وَيُذْهِبُ خَوْفَهُمْ ، حَتَّى اجْتَرَءُوا عَلَى قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ أَنْ وَلَّوْا .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، يُقَوُّونَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا يُلْقُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْخَوَاطِرِ وَالتَّثْبِيتِ ، وَيُضَعِّفُونَ الْكَافِرِينَ بِالتَّجْبِينِ لَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُمْ وَمِنْ غَيْرِ قِتَالٍ ؛ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تُقَاتِلْ إِلَّا يَوْمَ
بَدْرٍ .
وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي نَصْرٍ قَالَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ الْقِتَالِ : أَيْنَ الْخَيْلُ الْبُلْقُ ، وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَيْهَا بِيضٌ ، مَا كُنَّا فِيهِمْ إِلَّا كَهَيْئَةِ الشَّامَةِ ، وَمَا كَانَ قَتْلُنَا إِلَّا بِأَيْدِيهِمْ . أَخْبَرُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ : تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ بِأَسْيَافِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ أَيْ عَلَى مَنِ انْهَزَمَ فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ .
كَمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّصْرِيِّ رَئِيسِ
حُنَيْنٍ وَمَنْ أَسْلَمَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ .
الثَّامِنَةُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836329وَلَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعْرَانَةِ ، أَتَاهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ رَاغِبِينَ فِي الْعَطْفِ عَلَيْهِمْ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ وَأَبَرُّ النَّاسِ ، وَقَدْ أَخَذْتَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا وَأَمْوَالَنَا . فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي قَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ وَقَدْ وَقَعَتِ الْمَقَاسِمُ وَعِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ وَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ فَاخْتَارُوا إِمَّا ذَرَارِيَكُمْ وَإِمَّا أَمْوَالَكُمْ . فَقَالُوا : لَا نَعْدِلُ بِالْأَنْسَابِ شَيْئًا . فَقَامَ خَطِيبًا وَقَالَ : هَؤُلَاءِ جَاءُونَا مُسْلِمِينَ وَقَدْ خَيَّرْنَاهُمْ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَنْسَابِ فَرَضَوْا بِرَدِّ الذُّرِّيَّةِ وَمَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنِي هَاشِمٍ فَهُوَ لَهُمْ . وَقَالَ
الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ : أَمَّا مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَامْتَنَعَ
الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فِي قَوْمِهِمَا مِنْ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِمَّا وَقَعَ لَهُمْ فِي سِهَامِهِمْ . وَامْتَنَعَ
الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ كَذَلِكَ ، وَطَمِعَ أَنْ يُسَاعِدَهُ قَوْمُهُ كَمَا سَاعَدَ
الْأَقْرَعَ وَعُيَيْنَةَ قَوْمُهُمَا . فَأَبَتْ
بَنُو سُلَيْمٍ وَقَالُوا : بَلْ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ ضَنَّ مِنْكُمْ بِمَا فِي يَدَيْهِ فَإِنَّا نُعَوِّضُهُ مِنْهُ .
[ ص: 38 ] فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ ، وَعَوَّضَ مَنْ لَمْ تَطِبْ نَفْسُهُ بِتَرْكِ نَصِيبِهِ أَعْوَاضًا رَضَوْا بِهَا . وَقَالَ
قَتَادَةُ : ذُكِرَ لَنَا
أَنَّ ظِئْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ مِنْ بَنِي سَعْدٍ أَتَتْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَسَأَلَتْهُ سَبَايَا حُنَيْنٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا مَا يُصِيبُنِي مِنْهُمْ وَلَكِنِ ايِتِينِي غَدًا فَاسْأَلِينِي وَالنَّاسُ عِنْدِي فَإِذَا أَعْطَيْتُكِ حِصَّتِي أَعْطَاكِ النَّاسُ . فَجَاءَتِ الْغَدَ فَبَسَطَ لَهَا ثَوْبَهُ فَأَقْعَدَهَا عَلَيْهِ . ثُمَّ سَأَلَتْهُ فَأَعْطَاهَا نَصِيبَهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ النَّاسُ أَعْطَوْهَا أَنْصِبَاءَهُمْ . وَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30814عَدَدُ سَبْيِ هَوَازِنَ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ سِتَّةَ آلَافِ رَأْسٍ . وَقِيلَ : أَرْبَعَةُ آلَافٍ . قَالَ
أَبُو عُمَرَ : فِيهِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29262الشَّيْمَاءُ أُخْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، وَهِيَ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَبِنْتُ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ ، فَأَكْرَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَاهَا وَأَحْسَنَ إِلَيْهَا ، وَرَجَعَتْ مَسْرُورَةً إِلَى بِلَادِهَا بِدِينِهَا وَبِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهَا . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ :
رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَوْطَاسٍ امْرَأَةً تَعْدُو وَتَصِيحُ وَلَا تَسْتَقِرُّ ، فَسَأَلَ عَنْهَا فَقِيلَ : فَقَدَتْ بُنَيًّا لَهَا . ثُمَّ رَآهَا وَقَدْ وَجَدَتِ ابْنَهَا وَهِيَ تُقَبِّلُهُ وَتُدْنِيهِ ، فَدَعَاهَا وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَطَارِحَةٌ هَذِهِ وَلَدَهَا فِي النَّارِ ؟ قَالُوا : لَا . قَالَ : لِمَ ؟ قَالُوا : لِشَفَقَتِهَا . قَالَ : اللَّهُ أَرْحَمُ بِكُمْ مِنْهَا . وَخَرَّجَهُ
مُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .