قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب nindex.php?page=treesubj&link=28985قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات أي اذكر يوم تبدل الأرض ، فتكون متعلقة بما قبله . وقيل : هو صفة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=41يوم يقوم الحساب . واختلف في كيفية تبديل الأرض ، فقال كثير من الناس : إن تبدل الأرض عبارة عن تغير صفاتها ، وتسوية آكامها ، ونسف جبالها ، ومد أرضها ; ورواه
ابن مسعود - رضي الله عنه - ; خرجه
ابن ماجه في سننه وذكره
ابن المبارك من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، قال حدثني
ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وزيد في سعتها كذا وكذا ; وذكر الحديث . وروي مرفوعا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
تبدل الأرض غير الأرض فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في الثانية في مثل مواضعهم من الأولى من كان في بطنها ففي بطنها ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ذكره
الغزنوي . وتبديل السماء تكوير شمسها وقمرها ، وتناثر نجومها ; قال
ابن عباس . وقيل : اختلاف أحوالها ، فمرة
[ ص: 337 ] كالمهل ومرة كالدهان ; حكاه
ابن الأنباري ; وقد ذكرنا هذا الباب مبينا في كتاب التذكرة وذكرنا ما للعلماء في ذلك ، وأن الصحيح إزالة هذه الأرض حسب ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . روى
مسلم عن
ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835351كنت قائما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك ; وذكر الحديث ، وفيه : فقال اليهودي أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : في الظلمة دون الجسر . وذكر الحديث . وخرج عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835352سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فأين يكون الناس يومئذ ؟ قال : ( على الصراط ) . خرجه
ابن ماجه بإسناد
مسلم سواء ، وخرجه
الترمذي عن
عائشة وأنها هي السائلة ، قال : هذا حديث حسن صحيح ; فهذه الأحاديث تنص على أن
nindex.php?page=treesubj&link=30296السماوات والأرض تبدل وتزال ، ويخلق الله أرضا أخرى يكون الناس عليها بعد كونهم على الجسر . وفي صحيح
مسلم عن
سهل بن سعد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=835353يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد ) . وقال
جابر : سألت
أبا جعفر محمد بن علي عن قول الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض قال : تبدل خبزة يأكل منها الخلق يوم القيامة ، ثم قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام . وقال
ابن مسعود : إنها تبدل بأرض غيرها بيضاء كالفضة لم يعمل عليها خطيئة . وقال
ابن عباس : بأرض من فضة بيضاء . وقال
علي - رضي الله عنه - : تبدل الأرض يومئذ من فضة والسماء من ذهب وهذا تبديل للعين ، وحسبك .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48وبرزوا لله الواحد القهار أي من قبورهم ، وقد تقدم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49وترى المجرمين وهم المشركون .
يومئذ أي يوم القيامة .
[ ص: 338 ] مقرنين أي مشدودين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49في الأصفاد وهي الأغلال والقيود ، واحدها صفد وصفد . ويقال : صفدته صفدا أي قيدته والاسم الصفد ، فإذا أردت التكثير قلت : صفدته تصفيدا ; قال
عمرو بن كلثوم :
فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا
أي مقيدينا . وقال
حسان :
من كل مأسور يشد صفاده صقر إذا لاقى الكريهة حام
أي غله ، وأصفدته إصفادا أعطيته . وقيل : صفدته وأصفدته جاريان في القيد والإعطاء جميعا ; قال
النابغة :
فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد
فالصفد العطاء ; لأنه يقيد ويعبد ، قال
أبو الطيب :
وقيدت نفسي في ذراك محبة ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
قيل : يقرن كل كافر مع شيطان في غل ، بيانه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=22احشروا الذين ظلموا وأزواجهم يعني قرناءهم من الشياطين . وقيل : إنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50سرابيلهم من قطران أي قمصهم ، عن ابن دريد وغيره ، واحدها سربال ، والفعل تسربلت وسربلت غيري ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك :
تلقاكم عصب حول النبي لهم من نسج داود في الهيجا سرابيل
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50من قطران يعني قطران الإبل الذي تهنأ به ; قاله الحسن . وذلك أبلغ لاشتعال النار فيهم . وفي الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835354أن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب . وروي عن
حماد أنهم قالوا : هو النحاس . وقرأ
عيسى بن عمر : " قطران " بفتح القاف وتسكين الطاء . وفيه قراءة ثالثة : كسر القاف وجزم الطاء ; ومنه قول
أبي النجم :
[ ص: 339 ] جون كأن العرق المنتوحا لبسه القطران والمسوحا
وقراءة رابعة : " من قطران " رويت عن
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ويعقوب ; والقطر النحاس والصفر المذاب ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني أفرغ عليه قطرا . والآن : الذي قد انتهى إلى حره ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44وبين حميم آن .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وتغشى وجوههم النار أي تضرب
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وجوههم النار فتغشيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=51ليجزي الله كل نفس ما كسبت أي بما كسبت .
nindex.php?page=treesubj&link=28985قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52هذا بلاغ للناس أي هذا الذي أنزلنا إليك بلاغ ; أي تبليغ وعظة .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52ولينذروا به أي ليخوفوا عقاب الله - عز وجل - وقرئ . " ولينذروا " بفتح الياء والذال ، يقال : نذرت بالشيء أنذر إذا علمت به فاستعددت له ، ولم يستعملوا منه مصدرا كما لم يستعملوا من عسى وليس ، وكأنهم استغنوا بأن والفعل كقولك : سرني أن نذرت بالشيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وليعلموا أنما هو إله واحد أي وليعلموا وحدانية الله بما أقام من الحجج والبراهين .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وليذكر أولو الألباب أي وليتعظ أصحاب العقول . وهذه اللامات في
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52ولينذروا nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وليعلموا nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وليذكر متعلقة بمحذوف ، التقدير : ولذلك أنزلناه . وروى
يمان بن رئاب أن هذه الآية نزلت في
أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - . وسئل بعضهم
nindex.php?page=treesubj&link=29568هل لكتاب الله عنوان ؟ فقال : نعم ; قيل : وأين هو ؟ قال قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52هذا بلاغ للناس ولينذروا به إلى آخرها . تم تفسير سورة
إبراهيم - عليه السلام - والحمد لله .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ nindex.php?page=treesubj&link=28985قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ أَيِ اذْكُرْ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ ، فَتَكُونُ مُتَعَلِّقَةً بِمَا قَبْلَهُ . وَقِيلَ : هُوَ صِفَةٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=41يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ . وَاخْتُلِفَ فِي كَيْفِيَّةِ تَبْدِيلِ الْأَرْضِ ، فَقَالَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : إِنَّ تَبَدُّلَ الْأَرْضِ عِبَارَةٌ عَنْ تَغَيُّرِ صِفَاتِهَا ، وَتَسْوِيَةِ آكَامِهَا ، وَنَسْفِ جِبَالِهَا ، وَمَدِّ أَرْضِهَا ; وَرَوَاهُ
ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ; خَرَّجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَذَكَرَهُ
ابْنُ الْمُبَارَكِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ حَدَّثَنِي
ابْنُ عَبَّاسُ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ وَزِيدَ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا ; وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَرُوِيَ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ فَيَبْسُطُهَا وَيَمُدُّهَا مَدَّ الْأَدِيمِ الْعُكَاظِيِّ لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ثُمَّ يَزْجُرُ اللَّهُ الْخَلْقَ زَجْرَةً فَإِذَا هُمْ فِي الثَّانِيَةِ فِي مِثْلِ مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الْأُولَى مَنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا فَفِي بَطْنِهَا وَمَنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا ذَكَرَهُ
الْغَزْنَوِيُّ . وَتَبْدِيلُ السَّمَاءِ تَكْوِيرُ شَمْسِهَا وَقَمَرِهَا ، وَتَنَاثُرُ نُجُومِهَا ; قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ : اخْتِلَافُ أَحْوَالِهَا ، فَمَرَّةٌ
[ ص: 337 ] كَالْمُهْلِ وَمَرَّةٌ كَالدِّهَانِ ; حَكَاهُ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ ; وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْبَابَ مُبَيَّنًا فِي كِتَابِ التَّذْكِرَةِ وَذَكَرْنَا مَا لِلْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ ، وَأَنَّ الصَّحِيحَ إِزَالَةُ هَذِهِ الْأَرْضِ حَسَبَ مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . رَوَى
مُسْلِمٌ عَنْ
ثَوْبَانِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835351كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَهُ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ ; وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ : فَقَالَ الْيَهُودِيُّ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَمَاوَاتُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَخَرَّجَ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835352سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمئِذٍ ؟ قَالَ : ( عَلَى الصِّرَاطِ ) . خَرَّجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادِ
مُسْلِمٍ سَوَاءً ، وَخَرَّجَهُ
التِّرْمِذِيُّ عَنْ
عَائِشَةَ وَأَنَّهَا هِيَ السَّائِلَةُ ، قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ; فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ تَنُصُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30296السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ تُبَدَّلُ وَتُزَالُ ، وَيَخْلُقُ اللَّهُ أَرْضًا أُخْرَى يَكُونُ النَّاسُ عَلَيْهَا بَعْدَ كَوْنِهِمْ عَلَى الْجِسْرِ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=835353يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ ) . وَقَالَ
جَابِرٌ : سَأَلْتُ
أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ قَالَ : تُبَدَّلُ خُبْزَةً يَأْكُلُ مِنْهَا الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ . وَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّهَا تُبَدَّلُ بِأَرْضٍ غَيْرَهَا بَيْضَاءَ كَالْفِضَّةِ لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : بِأَرْضٍ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ . وَقَالَ
عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : تُبَدَّلُ الْأَرْضُ يَوْمئِذٍ مِنْ فِضَّةٍ وَالسَّمَاءُ مِنْ ذَهَبٍ وَهَذَا تَبْدِيلٌ لِلْعَيْنِ ، وَحَسْبُكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ أَيْ مِنْ قُبُورِهِمْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ .
يَوْمَئِذٍ أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
[ ص: 338 ] مُقَرَّنِينَ أَيْ مَشْدُودِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49فِي الْأَصْفَادِ وَهِيَ الْأَغْلَالُ وَالْقُيُودُ ، وَاحِدُهَا صَفْدٌ وَصَفَدٌ . وَيُقَالُ : صَفَدْتُهُ صَفْدًا أَيْ قَيَّدْتُهُ وَالِاسْمُ الصَّفَدُ ، فَإِذَا أَرَدْتَ التَّكْثِيرَ قُلْتَ : صَفَّدْتُهُ تَصْفِيدًا ; قَالَ
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ :
فَآبُوا بِالنِّهَابِ وَبِالسَّبَايَا وَأُبْنَا بِالْمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا
أَيْ مُقَيَّدِينَا . وَقَالَ
حَسَّانُ :
مِنْ كُلِّ مَأْسُورٍ يُشَدُّ صِفَادُهُ صَقْرٍ إِذَا لَاقَى الْكَرِيهَةَ حَامِ
أَيْ غُلُّهُ ، وَأَصْفَدْتُهُ إِصْفَادًا أَعْطَيْتُهُ . وَقِيلَ : صَفَدْتُهُ وَأَصْفَدْتُهُ جَارِيَانِ فِي الْقَيْدِ وَالْإِعْطَاءِ جَمِيعًا ; قَالَ
النَّابِغَةُ :
فَلَمْ أُعَرِّضْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ بِالصَّفَدِ
فَالصُّفَدُ الْعَطَاءُ ; لِأَنَّهُ يُقَيِّدُ وَيُعْبِدُ ، قَالَ
أَبُو الطَّيِّبِ :
وَقَيَّدْتُ نَفْسِي فِي ذَرَاكَ مَحَبَّةً وَمَنْ وَجَدَ الْإِحْسَانَ قَيْدًا تَقَيَّدَا
قِيلَ : يُقْرَنُ كُلُّ كَافِرٍ مَعَ شَيْطَانٍ فِي غُلٍّ ، بَيَانُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=22احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ يَعْنِي قُرَنَاءَهُمْ مِنَ الشَّيَاطِينِ . وَقِيلَ : إِنَّهُمُ الْكُفَّارُ يُجْمَعُونَ فِي الْأَصْفَادِ كَمَا اجْتَمَعُوا فِي الدُّنْيَا عَلَى الْمَعَاصِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ أَيْ قُمُصُهُمْ ، عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ وَغَيْرِهِ ، وَاحِدُهَا سِرْبَالٌ ، وَالْفِعْلُ تَسَرْبَلْتُ وَسَرْبَلْتُ غَيْرِي ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ :
تَلْقَاكُمُ عَصَبٌ حَوْلَ النَّبِيِّ لَهُمْ مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْهَيْجَا سَرَابِيلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50مِنْ قَطِرَانٍ يَعْنِي قَطِرَانَ الْإِبِلِ الَّذِي تُهْنَأُ بِهِ ; قَالَهُ الْحَسَنُ . وَذَلِكَ أَبْلَغُ لِاشْتِعَالِ النَّارِ فِيهِمْ . وَفِي الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835354أَنَّ النَّائِحَةَ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ . وَرُوِيَ عَنْ
حَمَّادٍ أَنَّهُمْ قَالُوا : هُوَ النُّحَاسُ . وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ : " قَطْرَانٍ " بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَسْكِينِ الطَّاءِ . وَفِيهِ قِرَاءَةٌ ثَالِثَةٌ : كَسْرُ الْقَافِ وَجَزْمُ الطَّاءِ ; وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي النَّجْمِ :
[ ص: 339 ] جَوْنٌ كَأَنَّ الْعَرَقَ الْمَنْتُوحَا لَبَّسَهُ الْقِطْرَانَ وَالْمُسُوحَا
وَقِرَاءَةٌ رَابِعَةٌ : " مِنْ قِطْرَانٍ " رُوِيَتْ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَيَعْقُوبَ ; وَالْقِطْرُ النُّحَاسُ وَالصُّفْرُ الْمُذَابُ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا . وَالْآنُ : الَّذِي قَدِ انْتَهَى إِلَى حَرِّهِ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ أَيْ تَضْرِبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وُجُوهَهُمُ النَّارُ فَتُغَشِّيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=51لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ أَيْ بِمَا كَسَبَتْ .
nindex.php?page=treesubj&link=28985قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ أَيْ هَذَا الَّذِي أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ بَلَاغٌ ; أَيْ تَبْلِيغٌ وَعِظَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وَلِيُنْذَرُوا بِهِ أَيْ لِيُخَوَّفُوا عِقَابَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَقُرِئَ . " وَلِيَنْذَرُوا " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالذَّالِ ، يُقَالُ : نَذِرْتُ بِالشَّيْءِ أَنْذَرُ إِذَا عَلِمْتُ بِهِ فَاسْتَعْدَدْتُ لَهُ ، وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْهُ مَصْدَرًا كَمَا لَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْ عَسَى وَلَيْسَ ، وَكَأَنَّهُمُ اسْتَغْنَوْا بِأَنْ وَالْفِعْلِ كَقَوْلِكَ : سَرَّنِي أَنْ نَذِرْتَ بِالشَّيْءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ أَيْ وَلِيَعْلَمُوا وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ بِمَا أَقَامَ مِنَ الْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ أَيْ وَلِيَتَّعِظَ أَصْحَابُ الْعُقُولِ . وَهَذِهِ اللَّامَّاتُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وَلِيُنْذِرُوا nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وَلِيَعْلَمُوا nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52وَلِيَذَّكَّرَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ ، التَّقْدِيرُ : وَلَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ . وَرَوَى
يَمَانُ بْنُ رِئَابٍ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - . وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=29568هَلْ لِكِتَابِ اللَّهِ عُنْوَانٌ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ; قِيلَ : وَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=52هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ إِلَى آخِرِهَا . تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .