قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين
أي حسابهم وجزاؤهم . وقرأ
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق برفع الحق على أنه نعت لله - عز وجل - . قال
أبو عبيد : ولولا كراهة خلاف الناس لكان الوجه الرفع ؛ ليكون نعتا لله - عز وجل - ، وتكون موافقة لقراءة
أبي ، وذلك أن
جرير بن حازم قال : رأيت في مصحف
أبي ( يوفيهم الله الحق دينهم ) . قال
النحاس : وهذا الكلام من
أبي عبيد غير مرضي ؛ لأنه احتج بما هو مخالف للسواد الأعظم . ولا حجة أيضا فيه لأنه لو صح هذا أنه في مصحف
أبي كذا جاز أن تكون القراءة : يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم ، يكون ( دينهم ) بدلا من الحق . وعلى قراءة ( دينهم الحق ) يكون ( الحق ) نعتا ل ( دينهم ) ، والمعنى حسن ؛ لأن الله - عز وجل - ذكر المسيئين وأعلم أنه يجازيهم بالحق ؛ كما قال : عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=17وهل نجازي إلا الكفور ؛ لأن مجازاة الله - عز وجل - للكافر والمسيء بالحق والعدل ، ومجازاته للمحسن بالإحسان والفضل .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25ويعلمون أن الله هو الحق المبين اسمان من أسمائه سبحانه . وقد ذكرناهما في غير موضع ، وخاصة في الكتاب الأسنى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
أَيْ حِسَابُهُمْ وَجَزَاؤُهُمْ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ بِرَفْعِ الْحَقِّ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - . قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَلَوْلَا كَرَاهَةُ خِلَافِ النَّاسِ لَكَانَ الْوَجْهُ الرَّفْعُ ؛ لِيَكُونَ نَعْتًا لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَتَكُونُ مُوَافِقَةً لِقِرَاءَةِ
أُبَيٍّ ، وَذَلِكَ أَنَّ
جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ فِي مُصْحَفِ
أُبَيٍّ ( يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ الْحَقُّ دِينَهُمْ ) . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا الْكَلَامُ مِنْ
أَبِي عُبَيْدٍ غَيْرُ مَرْضِيٍّ ؛ لِأَنَّهُ احْتَجَّ بِمَا هُوَ مُخَالِفٌ لِلسَّوَادِ الْأَعْظَمِ . وَلَا حُجَّةَ أَيْضًا فِيهِ لِأَنَّهُ لَوْ صَحَّ هَذَا أَنَّهُ فِي مُصْحَفِ
أُبَيٍّ كَذَا جَازَ أَنْ تَكُونَ الْقِرَاءَةُ : يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ الْحَقَّ دِينَهُمْ ، يَكُونُ ( دِينَهُمْ ) بَدَلًا مِنَ الْحَقِّ . وَعَلَى قِرَاءَةِ ( دِينَهُمُ الْحَقَّ ) يَكُونُ ( الْحَقَّ ) نَعْتًا لِ ( دِينَهُمْ ) ، وَالْمَعْنَى حَسَنٌ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ذَكَرَ الْمُسِيئِينَ وَأَعْلَمَ أَنَّهُ يُجَازِيهِمْ بِالْحَقِّ ؛ كَمَا قَالَ : عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=17وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ؛ لِأَنَّ مُجَازَاةَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لِلْكَافِرِ وَالْمُسِيءِ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ ، وَمُجَازَاتُهُ لِلْمُحْسِنِ بِالْإِحْسَانِ وَالْفَضْلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ اسْمَانِ مِنْ أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ . وَقَدْ ذَكَرْنَاهُمَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، وَخَاصَّةً فِي الْكِتَابِ الْأَسْنَى .