قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=141كذبت ثمود المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=142إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=143إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=144فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=145وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=146أتتركون في ما هاهنا آمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=147في جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=148وزروع ونخل طلعها هضيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=150فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=151ولا تطيعوا أمر المسرفين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=152الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=153قالوا إنما أنت من المسحرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=154ما أنت إلا بشر مثلنا nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=154فأت بآية إن كنت من الصادقين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=156ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=157فعقروها فأصبحوا نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=158فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=159وإن ربك لهو العزيز الرحيم .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=141كذبت ثمود المرسلين ذكر
قصة صالح وقومه وهم
ثمود ; وكانوا يسكنون الحجر كما تقدم في ( الحجر ) وهي ذوات نخل وزروع ومياه .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=146أتتركون في ما هاهنا آمنين يعني في الدنيا آمنين من الموت والعذاب . قال
ابن عباس : كانوا معمرين لا يبقى البنيان مع أعمارهم . ودل على هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=61واستعمركم فيها فقرعهم
صالح ووبخهم وقال : أتظنون أنكم باقون في الدنيا بلا موت
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=147في جنات وعيون nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت لم قال : " ونخل " بعد قوله : و ( جنات ) والجنات تتناول
[ ص: 119 ] النخل أول شيء كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج حتى إنهم ليذكرون الجنة ولا يقصدون إلا النخل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل قال
زهير :
كأن عيني في غربي مقتلة من النواضح تسقي جنة سحقا
يعني النخل ; والنخلة السحوق البعيدة الطول . قلت : فيه وجهان ; أحدهما : أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيها على انفراده عنها بفضله عنها . والثاني : أن يريد بالجنات غيرها من الشجر ; لأن اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل . والطلعة هي التي تطلع من النخلة كنصل السيف ; في جوفه شماريخ القنو ، والقنو اسم للخارج من الجذع كما هو بعرجونه وشماريخه . و ( هضيم ) قال
ابن عباس : لطيف ما دام في كفراه . والهضيم : اللطيف الدقيق ; ومنه قول
امرئ القيس :
[ هصرت بفودي رأسها فتمايلن ] علي هضيم الكشح ريا المخلخل
الجوهري : ويقال للطلع " هضيم " ما لم يخرج من كفراه ; لدخول بعضه في بعض . والهضيم من النساء اللطيفة الكشحين . ونحوه حكى
الهروي ; قال : هو المنضم في وعائه قبل أن يظهر ; ومنه رجل هضيم الجنبين أي منضمهما ; هذا قول أهل اللغة . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي وغيره في ذلك اثني عشر قولا ، أحدها : أنه الرطب اللين ; قاله
عكرمة . الثاني : هو المذنب من الرطب ; قاله
سعيد بن جبير . قال
النحاس : وروى
أبو إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد - هو ابن أبي زياد كوفي ويزيد بن أبي مريم شامي -
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=148ونخل طلعها هضيم قال : منه ما قد أرطب ومنه مذنب . الثالث : أنه الذي ليس فيه نوى ; قاله
الحسن . الرابع : أنه المتهشم المتفتت إذا مس تفتت ; قاله
مجاهد . وقال
أبو العالية : يتهشم في الفم . الخامس : هو الذي قد ضمر بركوب بعضه بعضا ; قاله
الضحاك ومقاتل . السادس : أنه المتلاصق بعضه ببعض ; قاله
أبو صخر . السابع : أنه الطلع حين يتفرق ويخضر ; قاله
الضحاك أيضا . الثامن : أنه اليانع النضيج ; قاله
ابن عباس . التاسع : أنه المكتنز قبل أن ينشق عنه القشر ; حكاه
ابن شجرة ; قال :
كأن حمولة تجلى عليه هضيم ما يحس له شقوق
العاشر : أنه الرخو ; قاله
الحسن . الحادي عشر : أنه الرخص اللطيف أول ما يخرج وهو الطلع النضيد ; قاله
الهروي . الثاني عشر : أنه البرني ; قاله
ابن الأعرابي ; " فعيل " بمعنى
[ ص: 120 ] " فاعل " أي هنيء مريء من انهضام الطعام . والطلع اسم مشتق من الطلوع وهو الظهور ; ومنه طلوع الشمس والقمر والنبات .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين النحت النجر والبري ; نحته ينحته ( بالكسر ) نحتا إذا براه والنحاتة البراية . والمنحت ما ينحت به . وفي ( والصافات ) قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=95أتعبدون ما تنحتون . وكانوا ينحتونها من الجبال لما طالت أعمارهم وتهدم بناؤهم من المدر . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو ونافع : ( فرهين ) بغير ألف . الباقون : " فارهين " بألف وهما بمعنى واحد في قول
أبي عبيدة وغيره ; مثل : " عظاما نخرة " و ( ناخرة ) . وحكاه
قطرب . وحكى : فره يفره فهو فاره وفره يفره فهو فره وفاره : إذا كان نشيطا . وهو نصب على الحال . وفرق بينهما قوم فقالوا : فارهين : حاذقين بنحتها ; قاله
أبو عبيدة ; وروي عن
ابن عباس وأبي صالح وغيرهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد : " فارهين " متجبرين . وروي عن
ابن عباس أيضا أن معنى : ( فرهين ) بغير ألف أشرين بطرين ; وقاله
مجاهد . وروي عنه " شرهين " .
الضحاك : كيسين .
قتادة : معجبين ; قاله
الكلبي ; وعنه : ناعمين . وعنه أيضا آمنين ; وهو قول
الحسن . وقيل : متخيرين ; قاله
الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . ومنه قول الشاعر :
إلى فره يماجد كل أمر قصدت له لأختبر الطباعا
وقيل : متعجبين ; قاله
خصيف . وقال
ابن زيد : أقوياء . وقيل : " فرهين " : فرحين ; قاله
الأخفش . والعرب تعاقب بين الهاء والحاء ; تقول : مدهته ومدحته ; فالفره الأشر الفرح ثم الفرح بمعنى المرح مذموم ; قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18ولا تمش في الأرض مرحا وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=76إن الله لا يحب الفرحين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=150فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=151ولا تطيعوا أمر المسرفين قيل : المراد الذين عقروا الناقة . وقيل : التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وغيره : أوحى الله تعالى إلى
صالح : إن قومك سيعقرون ناقتك ; فقال لهم ذلك ، فقالوا : ما كنا لنفعل . فقال لهم
صالح : إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها ويكون هلاككم على يديه ; فقالوا : لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه . فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر فذبحوا أبناءهم ، ثم ولد للعاشر فأبى أن يذبح ابنه وكان لم يولد له قبل ذلك . وكان ابن العاشر أزرق أحمر فنبت نباتا سريعا ; وكان إذا مر بالتسعة فرأوه قالوا : لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا
[ ص: 121 ] مثل هذا . وغضب التسعة على
صالح ; لأنه كان سبب قتلهم أبناءهم فتعصبوا وتقاسموا بالله لنبيتنه وأهله . قالوا : نخرج إلى سفر فترى الناس سفرنا فنكون في غار ، حتى إذا كان الليل وخرج
صالح إلى مسجده أتيناه فقتلناه ، ثم قلنا ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ; فيصدقوننا ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر . وكان
صالح لا ينام معهم في القرية وكان يأوي إلى مسجده ، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم ، فلما دخلوا الغار أرادوا أن يخرجوا فسقط عليهم الغار فقتلهم ، فرأى ذلك ناس ممن كان قد اطلع على ذلك ، فصاحوا في القرية : يا عباد الله ! أما رضي
صالح أن أمر بقتل أولادهم حتى قتلهم ; فأجمع أهل القرية على قتل الناقة . وقال
ابن إسحاق : إنما اجتمع التسعة على سب
صالح بعد عقرهم الناقة وإنذارهم بالعذاب على ما يأتي بيانه في سورة ( النمل ) إن شاء الله تعالى .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=153قالوا إنما أنت من المسحرين هو من السحر في قول
مجاهد وقتادة على ما قال
المهدوي . أي أصبت بالسحر فبطل عقلك ; لأنك بشر مثلنا فلم تدع الرسالة دوننا . وقيل : من المعللين بالطعام والشراب ; قاله
ابن عباس والكلبي وقتادة ومجاهد أيضا فيما ذكر
الثعلبي . وهو على هذا القول من السحر وهو الرئة أي بشر لك سحر أي رئة تأكل وتشرب مثلنا كما قال
لبيد :
فإن تسألينا فيم نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر
وقال [
امرؤ القيس ] :
ونسحر بالطعام وبالشراب
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=154ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين في قولك .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قال
ابن عباس : قالوا إن كنت صادقا فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا . فدعا الله وفعل الله ذلك ف
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155قال هذه ناقة لها شرب أي حظ من الماء ; أي لكم شرب يوم ولها شرب يوم ; فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار ، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم ، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا ، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا . قال
الفراء : " الشرب " الحظ من الماء . قال
النحاس : فأما المصدر فيقال فيه شرب شربا وشربا وشربا وأكثرها المضمومة ; لأن
[ ص: 122 ] المكسورة والمفتوحة يشتركان مع شيء آخر فيكون الشرب الحظ من الماء ، ويكون الشرب جمع شارب كما قال [
الأعشى ] :
فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا [ شيموا فكيف يشيم الشارب الثمل ]
إلا أن
أبا عمرو بن العلاء nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي يختاران الشرب بالفتح في المصدر ، ويحتجان برواية بعض العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832201إنها أيام أكل وشرب .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=156ولا تمسوها بسوء لا يجوز إظهار التضعيف هاهنا ; لأنهما حرفان متحركان من جنس واحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=156فيأخذكم جواب النهي ، ولا يجوز حذف الفاء منه والجزم كما جاء في الأمر إلا شيئا روي عن
الكسائي أنه يجيزه .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=157فعقروها فأصبحوا نادمين أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب . وذلك أنه أنظرهم ثلاثا فظهرت عليهم العلامة في كل يوم ، وندموا ولم ينفعهم الندم عند معاينة العذاب .
وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا ، بل طلبوا
صالحا عليه السلام ليقتلوه لما أيقنوا بالعذاب . وقيل : كانت ندامتهم على ترك الولد إذ لم يقتلوه معها . وهو بعيد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إن في ذلك لآية إلى آخره تقدم . ويقال : إنه ما آمن به من تلك الأمم إلا ألفان وثمانمائة رجل وامرأة . وقيل : كانوا أربعة آلاف . وقال
كعب : كان
قوم صالح اثني عشر ألف قبيل كل قبيل نحو اثني عشر ألفا من سوى النساء والذرية ، ولقد كان
قوم عاد مثلهم ست مرات .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=141كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=142إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=143إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=144فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=145وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=146أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=147فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=148وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=150فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=151وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=152الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=153قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=154مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=154فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=156وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=157فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=158فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=159وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=141كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ذِكْرُ
قِصَّةِ صَالِحٍ وَقَوْمِهِ وَهُمْ
ثَمُودُ ; وَكَانُوا يَسْكُنُونَ الْحِجْرَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي ( الْحِجْرِ ) وَهِيَ ذَوَاتُ نَخْلٍ وَزُرُوعٍ وَمِيَاهٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=146أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ يَعْنِي فِي الدُّنْيَا آمِنِينَ مِنَ الْمَوْتِ وَالْعَذَابِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانُوا مُعَمِّرِينَ لَا يَبْقَى الْبُنْيَانُ مَعَ أَعْمَارِهِمْ . وَدَلَّ عَلَى هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=61وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَقَرَّعَهُمْ
صَالِحٌ وَوَبَّخَهُمْ وَقَالَ : أَتَظُنُّونَ أَنَّكُمْ بَاقُونَ فِي الدُّنْيَا بِلَا مَوْتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=147فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ لِمَ قَالَ : " وَنَخْلٍ " بَعْدَ قَوْلِهِ : وَ ( جَنَّاتٍ ) وَالْجَنَّاتُ تَتَنَاوَلُ
[ ص: 119 ] النَّخْلَ أَوَّلَ شَيْءٍ كَمَا يَتَنَاوَلُ النَّعَمُ الْإِبِلَ كَذَلِكَ مِنْ بَيْنِ الْأَزْوَاجِ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَذْكُرُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَقْصِدُونَ إِلَّا النَّخْلَ كَمَا يَذْكُرُونَ النَّعَمَ وَلَا يُرِيدُونَ إِلَّا الْإِبِلَ قَالَ
زُهَيْرٌ :
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ مِنَ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا
يَعْنِي النَّخْلَ ; وَالنَّخْلَةُ السَّحُوقُ الْبَعِيدَةُ الطُّولِ . قُلْتُ : فِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا : أَنْ يُخَصَّ النَّخْلُ بِإِفْرَادِهِ بَعْدَ دُخُولِهِ فِي جُمْلَةِ سَائِرِ الشَّجَرِ تَنْبِيهًا عَلَى انْفِرَادِهِ عَنْهَا بِفَضْلِهِ عَنْهَا . وَالثَّانِي : أَنْ يُرِيدَ بِالْجَنَّاتِ غَيْرَهَا مِنَ الشَّجَرِ ; لِأَنَّ اللَّفْظَ يَصْلُحُ لِذَلِكَ ثُمَّ يُعْطَفُ عَلَيْهَا النَّخْلُ . وَالطَّلْعَةُ هِيَ الَّتِي تَطْلُعُ مِنَ النَّخْلَةِ كَنَصْلِ السَّيْفِ ; فِي جَوْفِهِ شَمَارِيخُ الْقِنْوِ ، وَالْقِنْوُ اسْمٌ لِلْخَارِجِ مِنَ الْجِذْعِ كَمَا هُوَ بِعُرْجُونِهِ وَشَمَارِيخِهِ . وَ ( هَضِيمٌ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : لَطِيفٌ مَا دَامَ فِي كُفُرَّاهُ . وَالْهَضِيمُ : اللَّطِيفُ الدَّقِيقُ ; وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
[ هَصَرْتُ بِفَوْدَيْ رَأْسِهَا فَتَمَايَلنَ ] عَلَيَّ هَضِيمَ الْكَشْحِ رَيَّا الْمُخَلْخَلِ
الْجَوْهَرِيُّ : وَيُقَالُ لِلطَّلْعِ " هَضِيمٌ " مَا لَمْ يَخْرُجْ مِنْ كُفُرَّاهُ ; لِدُخُولِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ . وَالْهَضِيمُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّطِيفَةُ الْكَشْحَيْنِ . وَنَحْوَهُ حَكَى
الْهَرَوِيُّ ; قَالَ : هُوَ الْمُنْضَمُّ فِي وِعَائِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ ; وَمِنْهُ رَجُلٌ هَضِيمُ الْجَنْبَيْنِ أَيْ مُنْضَمُّهُمَا ; هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُ فِي ذَلِكَ اثْنَي عَشَرَ قَوْلًا ، أَحَدُهَا : أَنَّهُ الرَّطْبُ اللَّيِّنُ ; قَالَهُ
عِكْرِمَةُ . الثَّانِي : هُوَ الْمُذَنَّبُ مِنَ الرَّطْبِ ; قَالَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَرَوَى
أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدَ - هُوَ ابْنُ أَبِي زِيَادٍ كُوفِيٌّ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَامِيٌّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=148وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ : مِنْهُ مَا قَدْ أَرْطَبَ وَمِنْهُ مُذَنَّبٌ . الثَّالِثُ : أَنَّهُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ نَوًى ; قَالَهُ
الْحَسَنُ . الرَّابِعُ : أَنَّهُ الْمُتَهَشِّمُ الْمُتَفَتِّتُ إِذَا مُسَّ تَفَتَّتَ ; قَالَهُ
مُجَاهِدٌ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : يَتَهَشَّمُ فِي الْفَمِ . الْخَامِسُ : هُوَ الَّذِي قَدْ ضَمَرَ بِرُكُوبِ بَعْضِهِ بَعْضًا ; قَالَهُ
الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ . السَّادِسُ : أَنَّهُ الْمُتَلَاصِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ; قَالَهُ
أَبُو صَخْرٍ . السَّابِعُ : أَنَّهُ الطَّلْعُ حِينَ يَتَفَرَّقُ وَيَخْضَرُّ ; قَالَهُ
الضَّحَّاكُ أَيْضًا . الثَّامِنُ : أَنَّهُ الْيَانِعُ النَّضِيجُ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . التَّاسِعُ : أَنَّهُ الْمُكْتَنِزُ قَبْلَ أَنْ يَنْشَقَّ عَنْهُ الْقِشْرُ ; حَكَاهُ
ابْنُ شَجَرَةَ ; قَالَ :
كَأَنَّ حَمُولَةً تُجْلَى عَلَيْهِ هَضِيمٌ مَا يُحَسُّ لَهُ شُقُوقُ
الْعَاشِرُ : أَنَّهُ الرِّخْوُ ; قَالَهُ
الْحَسَنُ . الْحَادِي عَشَرَ : أَنَّهُ الرَّخْصُ اللَّطِيفُ أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ وَهُوَ الطَّلْعُ النَّضِيدُ ; قَالَهُ
الْهَرَوِيُّ . الثَّانِي عَشَرَ : أَنَّهُ الْبَرْنِيُّ ; قَالَهُ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ ; " فَعِيلٌ " بِمَعْنَى
[ ص: 120 ] " فَاعِلٍ " أَيْ هَنِيءٌ مَرِيءٌ مِنْ انْهِضَامِ الطَّعَامِ . وَالطَّلْعُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الطُّلُوعِ وَهُوَ الظُّهُورُ ; وَمِنْهُ طُلُوعُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنَّبَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ النَّحْتُ النَّجْرُ وَالْبَرْيُ ; نَحَتَهُ يَنْحِتُهُ ( بِالْكَسْرِ ) نَحْتًا إِذَا بَرَاهُ وَالنِّحَاتَةُ الْبِرَايَةُ . وَالْمِنْحَتُ مَا يُنْحَتُ بِهِ . وَفِي ( وَالصَّافَّاتِ ) قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=95أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ . وَكَانُوا يَنْحِتُونَهَا مِنَ الْجِبَالِ لَمَّا طَالَتْ أَعْمَارُهُمْ وَتَهَدَّمَ بِنَاؤُهُمْ مِنَ الْمَدَرِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَنَافِعٌ : ( فَرِهِينَ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ . الْبَاقُونَ : " فَارِهِينَ " بِأَلِفٍ وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي قَوْلِ
أَبِي عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِ ; مِثْلُ : " عِظَامًا نَخِرَةً " وَ ( نَاخِرَةً ) . وَحَكَاهُ
قُطْرُبٌ . وَحَكَى : فَرُهَ يَفْرُهُ فَهُوَ فَارِهٌ وَفَرِهَ يَفْرَهُ فَهُوَ فَرِهٌ وَفَارِهٌ : إِذَا كَانَ نَشِيطًا . وَهُوَ نُصِبَ عَلَى الْحَالِ . وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَوْمٌ فَقَالُوا : فَارِهِينَ : حَاذِقِينَ بِنَحْتِهَا ; قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ ; وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَغَيْرِهِمَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16439عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ : " فَارِهِينَ " مُتَجَبِّرِينَ . وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا أَنَّ مَعْنَى : ( فَرِهِينَ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ أَشِرِينَ بَطِرِينَ ; وَقَالَهُ
مُجَاهِدٌ . وَرُوِيَ عَنْهُ " شَرِهِينَ " .
الضَّحَّاكُ : كَيِّسِينَ .
قَتَادَةُ : مُعْجَبِينَ ; قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ ; وَعَنْهُ : نَاعِمِينَ . وَعَنْهُ أَيْضًا آمِنِينَ ; وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ . وَقِيلَ : مُتَخَيِّرِينَ ; قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ . وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِلَى فَرِهٍ يُمَاجِدُ كُلَّ أَمْرٍ قَصَدْتُ لَهُ لِأَخْتَبِرَ الطِّبَاعَا
وَقِيلَ : مُتَعَجِّبِينَ ; قَالَهُ
خُصَيْفٌ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : أَقْوِيَاءُ . وَقِيلَ : " فَرِهِينَ " : فَرِحِينَ ; قَالَهُ
الْأَخْفَشُ . وَالْعَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الْهَاءِ وَالْحَاءِ ; تَقُولُ : مَدَهْتُهُ وَمَدَحْتُهُ ; فَالْفَرِهُ الْأَشِرُ الْفَرِحُ ثُمَّ الْفَرِحُ بِمَعْنَى الْمَرِحِ مَذْمُومٌ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=76إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=150فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=151وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ قِيلَ : الْمُرَادُ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ . وَقِيلَ : التِّسْعَةُ الرَّهْطُ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَغَيْرُهُ : أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
صَالِحٍ : إِنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُونَ نَاقَتَكَ ; فَقَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ . فَقَالَ لَهُمْ
صَالِحٌ : إِنَّهُ سَيُولَدُ فِي شَهْرِكُمْ هَذَا غُلَامٌ يَعْقِرُهَا وَيَكُونُ هَلَاكُكُمْ عَلَى يَدَيْهِ ; فَقَالُوا : لَا يُولَدُ فِي هَذَا الشَّهْرِ ذَكَرٌ إِلَّا قَتَلْنَاهُ . فَوُلِدَ لِتِسْعَةٍ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ فَذَبَحُوا أَبْنَاءَهُمْ ، ثُمَّ وُلِدَ لِلْعَاشِرِ فَأَبَى أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ وَكَانَ لَمْ يُولَدْ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ . وَكَانَ ابْنُ الْعَاشِرَ أَزْرَقَ أَحْمَرَ فَنَبَتَ نَبَاتًا سَرِيعًا ; وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِالتِّسْعَةِ فَرَأَوْهُ قَالُوا : لَوْ كَانَ أَبْنَاؤُنَا أَحْيَاءً لَكَانُوا
[ ص: 121 ] مِثْلَ هَذَا . وَغَضِبَ التِّسْعَةُ عَلَى
صَالِحٍ ; لِأَنَّهُ كَانَ سَبَبَ قَتْلِهِمْ أَبْنَاءَهُمْ فَتَعَصَّبُوا وَتَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ . قَالُوا : نَخْرُجُ إِلَى سَفَرٍ فَتَرَى النَّاسُ سَفَرَنَا فَنَكُونُ فِي غَارٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَخَرَجَ
صَالِحٌ إِلَى مَسْجِدِهِ أَتَيْنَاهُ فَقَتَلْنَاهُ ، ثُمَّ قُلْنَا مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ; فَيُصَدِّقُونَنَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّا قَدْ خَرَجْنَا إِلَى سَفَرٍ . وَكَانَ
صَالِحٌ لَا يَنَامُ مَعَهُمْ فِي الْقَرْيَةِ وَكَانَ يَأْوِي إِلَى مَسْجِدِهِ ، فَإِذَا أَصْبَحَ أَتَاهُمْ فَوَعَظَهُمْ ، فَلَمَّا دَخَلُوا الْغَارَ أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا فَسَقَطَ عَلَيْهِمُ الْغَارُ فَقَتَلَهُمْ ، فَرَأَى ذَلِكَ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى ذَلِكَ ، فَصَاحُوا فِي الْقَرْيَةِ : يَا عِبَادَ اللَّهِ ! أَمَا رَضِيَ
صَالِحٌ أَنْ أَمَرَ بِقَتْلِ أَوْلَادِهِمْ حَتَّى قَتَلَهُمْ ; فَأَجْمَعَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ عَلَى قَتْلِ النَّاقَةِ . وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : إِنَّمَا اجْتَمَعَ التِّسْعَةُ عَلَى سَبِّ
صَالِحٍ بَعْدَ عَقْرِهِمُ النَّاقَةَ وَإِنْذَارِهِمْ بِالْعَذَابِ عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي سُورَةِ ( النَّمْلِ ) إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=153قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ هُوَ مِنَ السِّحْرِ فِي قَوْلِ
مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ عَلَى مَا قَالَ
الْمَهْدَوِيُّ . أَيْ أُصِبْتَ بِالسِّحْرِ فَبَطَلَ عَقْلُكَ ; لِأَنَّكَ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَلِمَ تَدَّعِ الرِّسَالَةَ دُونَنَا . وَقِيلَ : مِنَ الْمُعَلَّلِينَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْكَلْبِيُّ وَقَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ أَيْضًا فِيمَا ذَكَرَ
الثَّعْلَبِيُّ . وَهُوَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مِنَ السَّحْرِ وَهُوَ الرِّئَةُ أَيْ بَشَرٌ لَكَ سَحْرٌ أَيْ رِئَةٌ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ مِثْلَنَا كَمَا قَالَ
لَبِيدٌ :
فَإِنْ تَسْأَلِينَا فِيمَ نَحْنُ فَإِنَّنَا عَصَافِيرُ مِنْ هَذَا الْأَنَامِ الْمُسَحَّرِ
وَقَالَ [
امْرُؤُ الْقَيْسِ ] :
وَنُسْحَرُ بِالطَّعَامِ وَبِالشَّرَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=154مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فِي قَوْلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالُوا إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَادْعُ اللَّهَ يُخْرِجُ لَنَا مِنْ هَذَا الْجَبَلِ نَاقَةً حَمْرَاءَ عُشَرَاءَ فَتَضَعُ وَنَحْنُ نَنْظُرُ ، وَتَرِدُ هَذَا الْمَاءَ فَتَشْرَبُ وَتَغْدُو عَلَيْنَا بِمِثْلِهِ لَبَنًا . فَدَعَا اللَّهَ وَفَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ أَيْ حَظٌّ مِنَ الْمَاءِ ; أَيْ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ وَلَهَا شِرْبُ يَوْمٍ ; فَكَانَتْ إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا شَرِبَتْ مَاءَهُمْ كُلَّهُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَتَسْقِيهِمُ اللَّبَنَ آخِرَ النَّهَارِ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهِمْ كَانَ لِأَنْفُسِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَأَرْضِهِمْ ، لَيْسَ لَهُمْ فِي يَوْمِ وُرُودِهَا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ شِرْبِهَا شَيْئًا ، وَلَا لَهَا أَنْ تَشْرَبَ فِي يَوْمِهِمْ مِنْ مَائِهِمْ شَيْئًا . قَالَ
الْفَرَّاءُ : " الشِّرْبُ " الْحَظُّ مِنَ الْمَاءِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : فَأَمَّا الْمَصْدَرُ فَيُقَالُ فِيهِ شَرِبَ شَرْبًا وَشُرْبًا وَشِرْبًا وَأَكْثَرُهَا الْمَضْمُومَةُ ; لِأَنَّ
[ ص: 122 ] الْمَكْسُورَةَ وَالْمَفْتُوحَةَ يَشْتَرِكَانِ مَعَ شَيْءٍ آخَرَ فَيَكُونُ الشِّرْبُ الْحَظَّ مِنَ الْمَاءِ ، وَيَكُونُ الشِّرْبُ جَمْعَ شَارِبٍ كَمَا قَالَ [
الْأَعْشَى ] :
فَقُلْتُ لِلشَّرْبِ فِي دُرْنَا وَقَدْ ثَمِلُوا [ شَيَّمُوا فَكَيْفَ يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ ]
إِلَّا أَنَّ
أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيَّ يَخْتَارَانِ الشَّرْبَ بِالْفَتْحِ فِي الْمَصْدَرِ ، وَيَحْتَجَّانِ بِرِوَايَةِ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832201إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشَرْبٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=156وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ لَا يَجُوزُ إِظْهَارُ التَّضْعِيفَ هَاهُنَا ; لِأَنَّهُمَا حَرْفَانِ مُتَحَرِّكَانِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=156فَيَأْخُذَكُمْ جَوَابُ النَّهْيِ ، وَلَا يَجُوزَ حَذْفُ الْفَاءِ مِنْهُ وَالْجَزْمُ كَمَا جَاءَ فِي الْأَمْرِ إِلَّا شَيْئًا رُوِيَ عَنِ
الْكِسَائِيِّ أَنَّهُ يُجِيزُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=157فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ أَيْ عَلَى عَقْرِهَا لَمَّا أَيْقَنُوا بِالْعَذَابِ . وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْظَرَهُمْ ثَلَاثًا فَظَهَرَتْ عَلَيْهِمُ الْعَلَامَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَنَدِمُوا وَلَمْ يَنْفَعْهُمُ النَّدَمُ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ .
وَقِيلَ : لَمْ يَنْفَعْهُمُ النَّدَمُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتُوبُوا ، بَلْ طَلَبُوا
صَالِحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ لِيَقْتُلُوهُ لَمَّا أَيْقَنُوا بِالْعَذَابِ . وَقِيلَ : كَانَتْ نَدَامَتُهُمْ عَلَى تَرْكِ الْوَلَدِ إِذْ لَمْ يَقْتُلُوهُ مَعَهَا . وَهُوَ بَعِيدٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً إِلَى آخِرِهِ تَقَدَّمَ . وَيُقَالُ : إِنَّهُ مَا آمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْأُمَمِ إِلَّا أَلْفَانِ وَثَمَانِمِائَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ . وَقِيلَ : كَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ . وَقَالَ
كَعْبٌ : كَانَ
قَوْمُ صَالِحٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ قَبِيلٍ كُلُّ قَبِيلٍ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ سِوَى النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ ، وَلَقَدْ كَانَ
قَوْمُ عَادٍ مِثْلَهُمْ سِتَّ مَرَّاتٍ .