[ ص: 83 ]
القول في الاستعاذة
وفيها اثنتا عشرة مسألة :
الأولى : أمر الله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=18636بالاستعاذة عند أول كل قراءة فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم [ النحل : 98 ] أي إذا أردت أن تقرأ ; فأوقع الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر :
وإني لآتيكم لذكري الذي مضى من الود واستئناف ما كان في غد
أراد ما يكون في غد ; وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت ; كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى [ النجم : 8 ] المعنى فتدلى ثم دنا ; ومثله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر [ القمر : 1 ] وهو كثير .
[ ص: 83 ]
الْقَوْلُ فِي الِاسْتِعَاذَةِ
وَفِيهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ مَسْأَلَةً :
الْأُولَى : أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=18636بِالِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ أَوَّلِ كُلِّ قِرَاءَةٍ فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [ النَّحْلِ : 98 ] أَيْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقْرَأَ ; فَأَوْقَعَ الْمَاضِيَ مَوْقِعَ الْمُسْتَقْبَلِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
وَإِنِّي لَآتِيكُمْ لِذِكْرِي الَّذِي مَضَى مِنَ الْوُدِّ وَاسْتِئْنَافِ مَا كَانَ فِي غَدِ
أَرَادَ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ ; وَقِيلَ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَأَنَّ كُلَّ فِعْلَيْنِ تَقَارَبَا فِي الْمَعْنَى جَازَ تَقْدِيمُ أَيِّهِمَا شِئْتَ ; كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [ النَّجْمِ : 8 ] الْمَعْنَى فَتَدَلَّى ثُمَّ دَنَا ; وَمِثْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [ الْقَمَرِ : 1 ] وَهُوَ كَثِيرٌ .