قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما .
العامل في إذ قوله تعالى : لعذبنا أي : لعذبناهم إذ جعلوا هذا . أو فعل مضمر تقديره واذكروا . الحمية فعيلة وهي الأنفة . يقال : حميت عن كذا حمية ( بالتشديد ) ومحمية إذا أنفت منه وداخلك عار وأنفة أن تفعله . ومنه قول
المتلمس :
ألا إنني منهم وعرضي عرضهم كذي الأنف يحمي أنفه أن يكشما
أي : يمنع . قال
الزهري : حميتهم أنفتهم من الإقرار للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة والاستفتاح ببسم الله الرحمن الرحيم ، ومنعهم من دخول
مكة . وكان الذي امتنع من كتابة بسم الله الرحمن الرحيم ومحمد رسول الله :
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو ، على ما تقدم . وقال
ابن بحر : حميتهم عصبيتهم لآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى ، والأنفة من أن يعبدوا غيرها . وقيل :
nindex.php?page=treesubj&link=28668_30578حمية الجاهلية إنهم قالوا : قتلوا أبناءنا وإخواننا ثم يدخلون علينا في منازلنا ، واللات والعزى لا يدخلها أبدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26فأنزل الله سكينته أي الطمأنينة والوقار . على رسوله وعلى المؤمنين وقيل : ثبتهم على الرضا والتسليم ، ولم يدخل قلوبهم ما أدخل قلوب أولئك من الحمية . وألزمهم
nindex.php?page=treesubj&link=28664كلمة التقوى قيل : لا إله إلا الله . روي مرفوعا من حديث
أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهو قول
علي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
وعمرو بن ميمون ومجاهد وقتادة وعكرمة [ ص: 263 ] والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16024وسلمة بن كهيل nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف ،
والربيع nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وابن زيد . وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، وزاد (
محمد رسول الله ) وعن
علي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر أيضا هي لا إله إلا الله والله أكبر . وقال
عطاء بن أبي رباح ومجاهد أيضا : هي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وقال
الزهري : بسم الله الرحمن الرحيم . يعني أن المشركين لم يقروا بهذه الكلمة ، فخص الله بها المؤمنين . وكلمة التقوى هي التي يتقى بها من الشرك . وعن
مجاهد أيضا أن كلمة التقوى الإخلاص . وكانوا أحق بها أي أحق بها من كفار
مكة ; لأن الله تعالى اختارهم لدينه وصحبة نبيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وكان الله بكل شيء عليما
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .
الْعَامِلُ فِي إِذْ قَوْلُهُ تَعَالَى : لَعَذَّبْنَا أَيْ : لَعَذَّبْنَاهُمْ إِذْ جَعَلُوا هَذَا . أَوْ فِعْلٌ مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ وَاذْكُرُوا . الْحَمِيَّةُ فَعِيلَةُ وَهِيَ الْأَنَفَةُ . يُقَالُ : حَمِيتُ عَنْ كَذَا حَمِيَّةً ( بِالتَّشْدِيدِ ) وَمَحْمِيَّةً إِذَا أَنِفْتَ مِنْهُ وَدَاخَلَكَ عَارٌ وَأَنَفَةٌ أَنْ تَفْعَلَهُ . وَمِنْهُ قَوْلُ
الْمُتَلَمِّسِ :
أَلَا إِنَّنِي مِنْهُمْ وَعِرْضِي عِرْضُهُمْ كَذِي الْأَنْفِ يَحْمِي أَنْفَهُ أَنْ يُكَشَّمَا
أَيْ : يَمْنَعُ . قَالَ
الزُّهْرِيُّ : حَمِيَّتُهُمْ أَنَفَتُهُمْ مِنَ الْإِقْرَارِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالرِّسَالَةِ وَالِاسْتِفْتَاحِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَمَنْعِهِمْ مِنْ دُخُولِ
مَكَّةَ . وَكَانَ الَّذِي امْتَنَعَ مِنْ كِتَابَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ :
nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : حَمِيَّتُهُمْ عَصَبِيَّتُهُمْ لِآلِهَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالْأَنَفَةُ مِنْ أَنْ يَعْبُدُوا غَيْرَهَا . وَقِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28668_30578حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ إِنَّهُمْ قَالُوا : قَتَلُوا أَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا ثُمَّ يَدْخُلُونَ عَلَيْنَا فِي مَنَازِلِنَا ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ أَيِ الطُّمَأْنِينَةَ وَالْوَقَارَ . عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَقِيلَ : ثَبَّتَهُمْ عَلَى الرِّضَا وَالتَّسْلِيمِ ، وَلَمْ يُدْخِلْ قُلُوبَهُمْ مَا أَدْخَلَ قُلُوبَ أُولَئِكَ مِنَ الْحَمِيَّةِ . وَأَلْزَمَهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=28664كَلِمَةَ التَّقْوَى قِيلَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . رُوِيَ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَهُوَ قَوْلُ
عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَعِكْرِمَةَ [ ص: 263 ] وَالضَّحَّاكِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16024وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ،
وَالرَّبِيعِ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ وَابْنِ زَيْدٍ . وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ ، وَزَادَ (
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) وَعَنْ
عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنِ عُمَرَ أَيْضًا هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . وَقَالَ
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَمُجَاهِدٌ أَيْضًا : هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَقَالَ
الزُّهْرِيُّ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . يَعْنِي أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يُقِرُّوا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ ، فَخَصَّ اللَّهُ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ . وَكَلِمَةُ التَّقْوَى هِيَ الَّتِي يُتَّقَى بِهَا مِنَ الشِّرْكِ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ أَيْضًا أَنَّ كَلِمَةَ التَّقْوَى الْإِخْلَاصُ . وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا أَيْ أَحَقَّ بِهَا مِنْ كُفَّارِ
مَكَّةَ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَهُمْ لِدِينِهِ وَصُحْبَةِ نَبِيِّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا