[ ص: 225 ] تفسير
nindex.php?page=treesubj&link=28889سورة الفلق
وهي خمس آيات
و هي مكية في قول
الحسن وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء وجابر ، ومدنية في أحد قولي
ابن عباس وقتادة وهذه السورة وسورة ( الناس ) و ( الإخلاص ) : تعوذ بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سحرته اليهود ؛ على ما يأتي . وقيل : إن المعوذتين كان يقال لهما المقشقشتان ؛ أي تبرئان من النفاق . وقد تقدم . وزعم
ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به ، وليستا من القرآن ؛ خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : لم يكتب
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين ؛ لأنه كان يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ
الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بهما ، فقدر أنهما بمنزلة : أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة . قال
أبو بكر الأنباري : وهذا مردود على
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ؛ لأن المعوذتين من كلام رب العالمين ، المعجز لجميع المخلوقين ؛ و ( أعيذكما بكلمات الله التامة ) من قول البشر بين . وكلام الخالق الذي هو آية
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين ، وحجة له باقية على جميع الكافرين ، لا يلتبس بكلام الآدميين ، على مثل
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان ، العالم باللغة ، العارف بأجناس الكلام ، وأفانين القول . وقال بعض الناس : لم يكتب
عبد الله المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان ، فأسقطهما وهو يحفظهما ؛ كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه ، وما يشك في حفظه وإتقانه لها . فرد هذا القول على قائله ، واحتج عليه بأنه قد كتب :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إنا أعطيناك الكوثر ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد وهن يجرين مجرى المعوذتين في أنهن غير طوال ، والحفظ إليهن أسرع ، ونسيانهن مأمون ، وكلهن يخالف فاتحة الكتاب ؛ إذ الصلاة لا تتم إلا بقراءتها . وسبيل كل ركعة أن تكون المقدمة فيها قبل ما يقرأ من بعدها ، فإسقاط فاتحة الكتاب
[ ص: 226 ] من المصحف ، على معنى الثقة ببقاء حفظها ، والأمن من نسيانها ، صحيح ، وليس من السور ما يجري في هذا المعنى مجراها ، ولا يسلك به طريقها . وقد مضى هذا المعنى في سورة ( الفاتحة ) . والحمد لله .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29084nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2من شر ما خلق nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3ومن شر غاسق إذا وقب nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5ومن شر حاسد إذا حسد
فيه تسع مسائل :
الأولى : روى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
عقبة بن عامر ، قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه ، فقلت : أقرئني سورة ( هود ) أقرئني سورة يوسف . فقال لي : " لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق " . وعنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500654بينا أنا أسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الجحفة والأبواء ، إذ غشتنا ريح مظلمة شديدة ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بـ أعوذ برب الفلق ، و أعوذ برب الناس ، ويقول : " يا عقبة ، تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما " . قال : وسمعته يقرأ بهما في الصلاة . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500655أصابنا طش وظلمة ، فانتظرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج . ثم ذكر كلاما معناه : فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي بنا ، فقال : قل . فقلت : ما أقول ؟ قال : nindex.php?page=treesubj&link=24432 " nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي ، وحين تصبح ثلاثا ، يكفيك كل شيء " .
وعن
عقبة بن عامر الجهني قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500656قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قل " . قلت : ما أقول ؟ قال : [ ص: 227 ] " قل : nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد . nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق . nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=1قل أعوذ برب الناس - فقرأهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : لم يتعوذ الناس بمثلهن ، أو لا يتعوذ الناس بمثلهن " . وفي حديث
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، هاتين السورتين ) . وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم عن
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=3500657أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، كلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح عنه بيده ، رجاء بركتها . النفث : النفخ ليس معه ريق .
الثانية : ثبت في الصحيحين من حديث
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=3500658nindex.php?page=treesubj&link=25592أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحره يهودي من يهود بني زريق ، يقال له nindex.php?page=showalam&ids=10لبيد بن الأعصم ، حتى يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله ، فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث - في غير الصحيح : سنة - ثم قال : " يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه . أتاني ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما شأن الرجل ؟ قال : مطبوب . قال ومن طبه ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=10لبيد بن الأعصم . قال في ماذا ؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، تحت راعوفة في بئر ذي أروان " فجاء البئر واستخرجه . انتهى الصحيح .
وقال
ابن عباس : "
أما شعرت يا عائشة أن الله تعالى أخبرني بدائي " .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500660ثم بعث عليا والزبير nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وهي الراعوفة - صخرة تترك أسفل البئر يقوم عليها المائح ، وأخرجوا الجف ، فإذا مشاطة رأس إنسان ، وأسنان من مشط ، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغرزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى هاتين السورتين ، وهما إحدى عشرة آية على عدد تلك العقد ، وأمر أن يتعوذ بهما ؛ فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد النبي - صلى الله عليه وسلم - خفة ، حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فكأنما أنشط من عقال ، وقال : ليس به بأس . وجعل جبريل يرقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول : " باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر حاسد وعين ، والله يشفيك " . فقالوا : يا رسول الله ، ألا نقتل الخبيث . فقال : " أما أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن [ ص: 228 ] أثير على الناس شرا " . وذكر
القشيري في تفسيره أنه ورد في الصحاح : أن غلاما من
اليهود كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فدست إليه
اليهود ، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - . والمشاطة ( بضم الميم ) : ما يسقط من الشعر عند المشط . وأخذ عدة من أسنان مشطه ، فأعطاها
اليهود ، فسحروه فيها ، وكان الذي تولى ذلك
لبيد بن الأعصم اليهودي . وذكر نحو ما تقدم عن
ابن عباس .
الثالثة : تقدم في ( البقرة ) القول في السحر وحقيقته ، وما ينشأ عنه من الآلام والمفاسد ، وحكم الساحر ؛ فلا معنى لإعادته .
الرابعة :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قوله تعالى : الفلق اختلف فيه ؛ فقيل : سجن في جهنم ؛ قاله
ابن عباس . وقال
أبي بن كعب : بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من حره . وقال
الحبلي أبو عبد الرحمن : هو اسم من
nindex.php?page=treesubj&link=30428أسماء جهنم . وقال
الكلبي : واد في جهنم . وقال
عبد الله بن عمر : شجرة في النار .
سعيد بن جبير : جب في النار .
النحاس : يقال لما اطمأن من الأرض فلق ؛ فعلى هذا يصح هذا القول . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله والحسن nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير أيضا
ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد : الفلق ، الصبح . وقاله
ابن عباس . تقول العرب : هو أبين من فلق الصبح وفرق الصبح . وقال الشاعر :
يا ليلة لم أنمها بت مرتفقا أرعى النجوم إلى أن نور الفلق
وقيل : الفلق : الجبال والصخور تنفرد بالمياه ؛ أي تتشقق . وقيل : هو التفليق بين الجبال والصخور ؛ لأنها تتشقق من خوف الله - عز وجل - . قال
زهير :
ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت أيدي الركاب بهم من راكس فلقا
الراكس : بطن الوادي . وكذلك هو في قول
النابغة :
[ وعيد أبي قابوس في غير كنهه ] أتاني ودوني راكس فالضواجع
والراكس أيضا : الهادي ، وهو الثور وسط البيدر ، تدور عليه الثيران في الدياسة . وقيل : الرحم تنفلق بالحيوان . وقيل : إنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب
[ ص: 229 ] والنوى ، وكل شيء من نبات وغيره ؛ قاله
الحسن وغيره . قال
الضحاك : الفلق الخلق كله ؛ قال :
وسوس يدعو مخلصا رب الفلق سرا وقد أون تأوين العقق
قلت : هذا القول يشهد له الاشتقاق ؛ فإن الفلق الشق . فلقت الشيء فلقا أي شققته . والتفليق مثله . يقال : فلقته فانفلق وتفلق . فكل ما انفلق عن شيء من حيوان وصبح وحب ونوى وماء فهو فلق ؛ قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فالق الإصباح قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فالق الحب والنوى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة يصف الثور الوحشي :
حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق هاديه في أخريات الليل منتصب
يعني بالفلق هنا : الصبح بعينه . والفلق أيضا : المطمئن من الأرض بين الربوتين ، وجمعه : فلقان ؛ مثل خلق وخلقان ، وربما قال : كان ذلك بفالق كذا وكذا ؛ يريدون المكان المنحدر بين الربوتين ، والفلق أيضا مقطرة السجان . فأما الفلق ( بالكسر ) : فالداهية والأمر العجب ؛ تقول منه : أفلق الرجل وافتلق . وشاعر مفلق ، وقد جاء بالفلق أي بالداهية . والفلق أيضا : القضيب يشق باثنين ، فيعمل منه قوسان ، يقال لكل واحدة منهما فلق ، وقولهم : جاء بعلق فلق ؛ وهي الداهية ؛ لا يجرى [ مجرى عمر ] . يقال منه : أعلقت وأفلقت ؛ أي جئت بعلق فلق . ومر يفتلق في عدوه ؛ أي يأتي بالعجب من شدته .
nindex.php?page=treesubj&link=29084وقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2من شر ما خلق قيل : هو إبليس وذريته . وقيل جهنم . وقيل : هو عام ؛ أي من شر كل ذي شر خلقه الله - عز وجل - .
الخامسة :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3ومن شر غاسق إذا وقب اختلف فيه ؛ فقيل : هو الليل . والغسق : أول ظلمة الليل ؛ يقال منه : غسق الليل يغسق أي أظلم . قال
ابن قيس الرقيات :
إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
وقال آخر :
يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقا إذ جئتنا طارقا والليل قد غسقا
هذا قول
ابن عباس والضحاك وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وغيرهم . و وقب على هذا التفسير : أظلم ؛ قاله
ابن عباس .
والضحاك : دخل .
قتادة : ذهب .
يمان بن رئاب : سكن . وقيل : نزل ؛ يقال : وقب العذاب على الكافرين ؛ نزل . قال الشاعر :
[ ص: 230 ] وقب العذاب عليهم فكأنهم لحقتهم نار السموم فأحصدوا
وقال
الزجاج : قيل الليل غاسق لأنه أبرد من النهار . والغاسق : البارد . والغسق : البرد ؛ ولأن في الليل تخرج السباع من آجامها ، والهوام من أماكنها ، وينبعث أهل الشر على العبث والفساد . وقيل : الغاسق : الثريا ؛ وذلك أنها إذا سقطت كثرت الأسقام والطواعين ، وإذا طلعت ارتفع ذلك ؛ قاله
عبد الرحمن بن زيد . وقيل : هو الشمس إذا غربت ؛ قاله
ابن شهاب . وقيل : هو القمر . قال
القتبي : إذا وقب القمر : إذا دخل في ساهوره ، وهو كالغلاف له ، وذلك إذا خسف به . وكل شيء أسود فهو غسق . وقال
قتادة : إذا وقب إذا غاب . وهو أصح ؛ لأن في
الترمذي عن
عائشة : أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500661النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى القمر ، فقال : " يا عائشة ، استعيذي بالله من شر هذا ، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب " . قال
أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقال
أحمد بن يحيى ثعلب عن
ابن الأعرابي في تأويل هذا الحديث : وذلك أن أهل الريب يتحينون وجبة القمر . وأنشد :
أراحني الله من أشياء أكرهها منها العجوز ومنها الكلب والقمر
هذا يبوح وهذا يستضاء به وهذه ضمرز قوامة السحر
وقيل : الغاسق : الحية إذا لدغت . وكأن الغاسق نابها ؛ لأن السم يغسق منه ؛ أي يسيل . ووقب نابها : إذا دخل في اللديغ . وقيل : الغاسق : كل هاجم يضر ، كائنا ما كان ؛ من قولهم : غسقت القرحة : إذا جرى صديدها .
السادسة :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد يعني الساحرات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها . شبه النفخ كما يعمل من يرقي . قال الشاعر :
أعوذ بربي من النافثات في عضه العاضه المعضه
وقال
متمم بن نويرة :
نفثت في الخيط شبيه الرقى من خشية الجنة والحاسد
وقال
عنترة :
فإن يبرأ فلم أنفث عليه وإن يفقد فحق له الفقود
[ ص: 231 ] السابعة : وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من عقد عقدة ثم نفث فيها ، فقد سحر ،
nindex.php?page=treesubj&link=25583ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه . واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=32195النفث عند الرقى فمنعه قوم ، وأجازه آخرون . قال
عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفث ، ولا يمسح ولا يعقد . قال
إبراهيم : كانوا يكرهون النفث في الرقى . وقال بعضهم : دخلت ، على
الضحاك وهو وجع ، فقلت : ألا أعوذك يا
أبا محمد ؟ قال : لا شيء من ذلك ولكن لا تنفث ؛ فعوذته بالمعوذتين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قلت
لعطاء : القرآن ينفخ به أو ينفث ؟ قال : لا شيء من ذلك ولكن تقرؤه هكذا . ثم قال بعد : انفث إن شئت . وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها ، فقال : لا أعلم بها بأسا ، وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة . روت
عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث في الرقية ؛ رواه الأئمة ، وقد ذكرناه أول السورة وفي ( سبحان ) .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500662وعن nindex.php?page=showalam&ids=7768محمد بن حاطب أن يده احترقت فأتت به أمه النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل ينفث عليها ويتكلم بكلام ؛ زعم أنه لم يحفظه . وقال
محمد بن الأشعث : ذهب بي إلى
عائشة - رضي الله عنها - وفي عيني سوء ، فرقتني ونفثت .
وأما ما روي عن
عكرمة من قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=32195لا ينبغي للراقي أن ينفث ، فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفث في العقد مما يستعاذ به ، فلا يكون بنفسه عوذة . وليس هذا هكذا ؛ لأن النفث في العقد إذا كان مذموما لم يجب أن يكون النفث بلا عقد مذموما . ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح ، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان ، فلا يقاس ما ينفع بما يضر . وأما كراهة
عكرمة المسح فخلاف السنة . قال
علي - رضي الله عنه - : اشتكيت ، فدخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول : اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني ، وإن كان متأخرا فاشفني وعافني ، وإن كان بلاء فصبرني . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " كيف قلت " ؟ فقلت له : فمسحني بيده ، ثم قال : " اللهم اشفه " فما عاد ذلك الوجع بعد . وقرأ
عبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن سابط وعيسى بن عمر ورويس عن
يعقوب ( من شر النافثات ) في وزن ( فاعلات ) . ورويت عن
عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - . وروي أن نساء سحرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إحدى عشرة عقدة ، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية . قال
ابن زيد : كن من
اليهود ؛ يعني السواحر المذكورات . وقيل : هن بنات
nindex.php?page=showalam&ids=10لبيد بن الأعصم .
[ ص: 232 ] الثامنة :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5ومن شر حاسد إذا حسد قد تقدم في سورة ( النساء )
nindex.php?page=treesubj&link=18716معنى الحسد ، وأنه تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها . والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل .
nindex.php?page=treesubj&link=18717فالحسد شر مذموم .
nindex.php?page=treesubj&link=18738والمنافسة مباحة وهي الغبطة . وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد . وفي الصحيحين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500664nindex.php?page=treesubj&link=18737لا حسد إلا في اثنتين يريد لا غبطة وقد مضى في سورة ( النساء ) والحمد لله .
قلت : قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول ، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود ، فيتبع مساوئه ، ويطلب عثراته . قال - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500665إذا حسدت فلا تبغ . . . " الحديث . وقد تقدم . والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ، فحسد إبليس
آدم ، وحسد
قابيل هابيل . والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون ولقد أحسن من قال :
قل للحسود إذا تنفس طعنة يا ظالما وكأنه مظلوم
التاسعة : هذه سورة دالة على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28785الله سبحانه خالق كل شر ، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذ من جميع الشرور . فقال : من شر ما خلق . وجعل خاتمة ذلك الحسد ، تنبيها على عظمه ، وكثرة ضرره . والحاسد عدو نعمة الله . قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه : أحدها : أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره .
وثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه ، كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة ؟
وثالثها : أنه ضاد فعل الله ، أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو يبخل بفضل الله .
ورابعها : أنه خذل أولياء الله ، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم . وخامسها : أنه أعان عدوه إبليس . وقيل : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة ، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء ، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما ، ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا ، ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا .
وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام ، ومكثر الغيبة ، ومن كان في قلبه غل أو حسد للمسلمين " . والله سبحانه وتعالى أعلم .
[ ص: 225 ] تَفْسِيرُ
nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةِ الْفَلَقِ
وَهِيَ خَمْسُ آيَاتٍ
وَ هِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ وَجَابِرٍ ، وَمَدَنِيَّةٌ فِي أَحَدِ قَوْلَيِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ وَهَذِهِ السُّورَةُ وَسُورَةُ ( النَّاسِ ) وَ ( الْإِخْلَاصِ ) : تَعَوَّذَ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ سَحَرَتْهُ الْيَهُودُ ؛ عَلَى مَا يَأْتِي . وَقِيلَ : إِنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ كَانَ يُقَالُ لَهُمَا الْمُقَشْقِشَتَانِ ؛ أَيْ تُبْرِئَانِ مِنَ النِّفَاقِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَزَعَمَ
ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُمَا دُعَاءٌ تَعَوَّذَ بِهِ ، وَلَيْسَتَا مِنَ الْقُرْآنِ ؛ خَالَفَ بِهِ الْإِجْمَاعَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : لَمْ يَكْتُبْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي مُصْحَفِهِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَوِّذُ
الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - بِهِمَا ، فَقَدَّرَ أَنَّهُمَا بِمَنْزِلَةِ : أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ . قَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْأَنْبَارِيُّ : وَهَذَا مَرْدُودٌ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنِ قُتَيْبَةَ ؛ لِأَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ كَلَامِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الْمُعْجِزِ لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ ؛ وَ ( أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ) مِنْ قَوْلِ الْبَشَرِ بَيِّنٌ . وَكَلَامُ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ آيَةٌ
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَحُجَّةٌ لَهُ بَاقِيَةٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَافِرِينَ ، لَا يَلْتَبِسُ بِكَلَامِ الْآدَمِيِّينَ ، عَلَى مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْفَصِيحِ اللِّسَانِ ، الْعَالِمِ بِاللُّغَةِ ، الْعَارِفِ بِأَجْنَاسِ الْكَلَامِ ، وَأَفَانِينِ الْقَوْلِ . وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : لَمْ يَكْتُبْ
عَبْدُ اللَّهِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ لِأَنَّهُ أَمِنَ عَلَيْهِمَا مِنَ النِّسْيَانِ ، فَأَسْقَطَهُمَا وَهُوَ يَحْفَظُهُمَا ؛ كَمَا أَسْقَطَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِنْ مُصْحَفِهِ ، وَمَا يُشَكُّ فِي حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ لَهَا . فَرَدَّ هَذَا الْقَوْلَ عَلَى قَائِلِهِ ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قَدْ كَتَبَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَهُنَّ يَجْرِينَ مَجْرَى الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي أَنَّهُنَّ غَيْرُ طِوَالٍ ، وَالْحِفْظُ إِلَيْهِنَّ أَسْرَعُ ، وَنِسْيَانُهُنَّ مَأْمُونٌ ، وَكُلُّهُنَّ يُخَالِفُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ؛ إِذِ الصَّلَاةُ لَا تَتِمُّ إِلَّا بِقِرَاءَتِهَا . وَسَبِيلُ كُلِّ رَكْعَةٍ أَنْ تَكُونَ الْمُقَدِّمَةُ فِيهَا قَبْلَ مَا يَقْرَأُ مِنْ بَعْدِهَا ، فَإِسْقَاطُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ
[ ص: 226 ] مِنَ الْمُصْحَفِ ، عَلَى مَعْنَى الثِّقَةِ بِبَقَاءِ حِفْظِهَا ، وَالْأَمْنِ مِنْ نِسْيَانِهَا ، صَحِيحٌ ، وَلَيْسَ مِنَ السُّوَرِ مَا يَجْرِي فِي هَذَا الْمَعْنَى مَجْرَاهَا ، وَلَا يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَهَا . وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي سُورَةِ ( الْفَاتِحَةِ ) . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29084nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
فِيهِ تِسْعُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ ، فَقُلْتُ : أَقْرِئْنِي سُورَةَ ( هُودٍ ) أَقْرِئْنِي سُورَةَ يُوسُفَ . فَقَالَ لِي : " لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " . وَعَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500654بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ ، إِذْ غَشَتْنَا رِيحٌ مُظْلِمَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَوَّذُ بِـ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وَ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، وَيَقُولُ : " يَا عُقْبَةُ ، تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا " . قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500655أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ ، فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْرُجُ . ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا مَعْنَاهُ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُصَلِّيَ بِنَا ، فَقَالَ : قُلْ . فَقُلْتُ : مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=24432 " nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي ، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا ، يَكْفِيكَ كُلَّ شَيْءٍ " .
وَعَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500656قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " قُلْ " . قُلْتُ : مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : [ ص: 227 ] " قُلْ : nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ - فَقَرَأَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ قَالَ : لَمْ يَتَعَوَّذِ النَّاسُ بِمِثْلِهِنَّ ، أَوْ لَا يَتَعَوَّذُ النَّاسُ بِمِثْلِهِنَّ " . وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ ) . وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=3500657أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ ، كُلَّمَا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . النَّفْثُ : النَّفْخُ لَيْسَ مَعَهُ رِيقٌ .
الثَّانِيَةُ : ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=3500658nindex.php?page=treesubj&link=25592أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَحَرَهُ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ ، يُقَالُ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=10لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ ، حَتَّى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلَا يَفْعَلُهُ ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ - فِي غَيْرِ الصَّحِيحِ : سَنَةً - ثُمَّ قَالَ : " يَا عَائِشَةُ أُشْعِرْتُ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ . أَتَانِي مَلَكَانِ ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلِي ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلِي : مَا شَأْنُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ . قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=10لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ . قَالَ فِي مَاذَا ؟ قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ ، تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ " فَجَاءَ الْبِئْرَ وَاسْتَخْرَجَهُ . انْتَهَى الصَّحِيحِ .
وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : "
أَمَا شَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَنِي بِدَائِي " .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500660ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، فَنَزَحُوا مَاءَ تِلْكَ الْبِئْرِ كَأَنَّهُ نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ ، ثُمَّ رَفَعُوا الصَّخْرَةَ وَهِيَ الرَّاعُوفَةُ - صَخْرَةٌ تُتْرَكُ أَسْفَلَ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهَا الْمَائِحُ ، وَأَخْرَجُوا الْجُفَّ ، فَإِذَا مُشَاطَةُ رَأْسِ إِنْسَانٍ ، وَأَسْنَانٌ مِنْ مُشْطٍ ، وَإِذَا وَتَرٌ مَعْقُودٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مُغْرَزَةً بِالْإِبَرِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ ، وَهُمَا إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً عَلَى عَدَدِ تِلْكَ الْعُقَدِ ، وَأَمَرَ أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِمَا ؛ فَجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، وَوَجَدَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خِفَّةً ، حَتَّى انْحَلَّتِ الْعُقْدَةُ الْأَخِيرَةُ ، فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، وَقَالَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَجَعَلَ جِبْرِيلُ يَرْقِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَقُولُ : " بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ ، مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ " . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا نَقْتُلُ الْخَبِيثَ . فَقَالَ : " أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ ، وَأَكْرَهُ أَنْ [ ص: 228 ] أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا " . وَذَكَرَ
الْقُشَيْرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ وَرَدَ فِي الصِّحَاحِ : أَنَّ غُلَامًا مِنَ
الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَدَسَّتْ إِلَيْهِ
الْيَهُودُ ، وَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخَذَ مُشَاطَةَ رَأْسِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَالْمُشَاطَةُ ( بِضَمِّ الْمِيمِ ) : مَا يَسْقُطُ مِنَ الشَّعْرِ عِنْدَ الْمَشْطِ . وَأَخَذَ عِدَّةً مِنْ أَسْنَانِ مُشْطِهِ ، فَأَعْطَاهَا
الْيَهُودَ ، فَسَحَرُوهُ فِيهَا ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى ذَلِكَ
لَبِيدَ بْنَ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيَّ . وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
الثَّالِثَةُ : تَقَدَّمَ فِي ( الْبَقْرَةِ ) الْقَوْلُ فِي السِّحْرِ وَحَقِيقَتِهِ ، وَمَا يَنْشَأُ عَنْهُ مِنَ الْآلَامِ وَالْمَفَاسِدِ ، وَحُكْمِ السَّاحِرِ ؛ فَلَا مَعْنَى لِإِعَادَتِهِ .
الرَّابِعَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قَوْلُهُ تَعَالَى : الْفَلَقِ اخْتُلِفَ فِيهِ ؛ فَقِيلَ : سِجْنٌ فِي جَهَنَّمَ ؛ قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : بَيْتٌ فِي جَهَنَّمَ إِذَا فُتِحَ صَاحَ أَهْلُ النَّارِ مِنْ حَرِّهِ . وَقَالَ
الْحُبُلِّيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : هُوَ اسْمٌ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30428أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : وَادٍ فِي جَهَنَّمَ . وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : شَجَرَةٌ فِي النَّارِ .
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : جُبٌّ فِي النَّارِ .
النَّحَّاسُ : يُقَالُ لِمَا اطْمَأَنَّ مِنَ الْأَرْضِ فَلَقٌ ؛ فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ هَذَا الْقَوْلُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَيْضًا
وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالْقُرَظِيُّ وَابْنُ زَيْدٍ : الْفَلَقُ ، الصُّبْحُ . وَقَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . تَقُولُ الْعَرَبُ : هُوَ أَبْيَنُ مِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ وَفَرَقِ الصُّبْحِ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
يَا لَيْلَةً لَمْ أَنَمْهَا بِتُّ مُرْتَفِقًا أَرْعَى النُّجُومَ إِلَى أَنْ نَوَّرَ الْفَلَقُ
وَقِيلَ : الْفَلَقُ : الْجِبَالُ وَالصُّخُورُ تَنْفَرِدُ بِالْمِيَاهِ ؛ أَيْ تَتَشَقَّقُ . وَقِيلَ : هُوَ التَّفْلِيقُ بَيْنَ الْجِبَالِ وَالصُّخُورِ ؛ لِأَنَّهَا تَتَشَقَّقُ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - . قَالَ
زُهَيْرٌ :
مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُمْ حَتَّى إِذَا هَبَطَتْ أَيْدِي الرِّكَابِ بِهِمْ مِنْ رَاكِسٍ فَلَقَا
الرَّاكِسُ : بَطْنُ الْوَادِي . وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قَوْلِ
النَّابِغَةِ :
[ وَعِيدُ أَبِي قَابُوسٍ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ ] أَتَانِي وَدُونِي رَاكِسُ فَالضَّوَاجِعُ
وَالرَّاكِسُ أَيْضًا : الْهَادِي ، وَهُوَ الثَّوْرُ وَسَطَ الْبَيْدَرِ ، تَدُورُ عَلَيْهِ الثِّيرَانُ فِي الدِّيَاسَةِ . وَقِيلَ : الرَّحِمُ تَنْفَلِقُ بِالْحَيَوَانِ . وَقِيلَ : إِنَّهُ كُلُّ مَا انْفَلَقَ عَنْ جَمِيعِ مَا خُلِقَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالصُّبْحِ وَالْحَبِّ
[ ص: 229 ] وَالنَّوَى ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ نَبَاتٍ وَغَيْرِهِ ؛ قَالَهُ
الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ . قَالَ
الضَّحَّاكُ : الْفَلَقُ الْخَلْقُ كُلُّهُ ؛ قَالَ :
وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصًا رَبَّ الْفَلَقْ سِرًّا وَقَدْ أَوَّنَ تَأْوِينَ الْعُقَقْ
قُلْتُ : هَذَا الْقَوْلُ يَشْهَدُ لَهُ الِاشْتِقَاقُ ؛ فَإِنَّ الْفَلَقَ الشَّقُّ . فَلَقْتُ الشَّيْءَ فَلْقًا أَيْ شَقَقْتُهُ . وَالتَّفْلِيقُ مِثْلُهُ . يُقَالُ : فَلَقْتُهُ فَانْفَلَقَ وَتَفَلَّقَ . فَكُلُّ مَا انْفَلَقَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَيَوَانٍ وَصُبْحٍ وَحَبٍّ وَنَوًى وَمَاءٍ فَهُوَ فَلَقٌ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فَالِقُ الْإِصْبَاحِ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ :
حَتَّى إِذَا مَا انْجَلَى عَنْ وَجْهِهِ فَلَقٌ هَادِيهِ فِي أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ مُنْتَصِبُ
يَعْنِي بِالْفَلَقِ هُنَا : الصُّبْحَ بِعَيْنِهِ . وَالْفَلَقُ أَيْضًا : الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ بَيْنَ الرَّبْوَتَيْنِ ، وَجَمْعُهُ : فُلْقَانُ ؛ مِثْلُ خَلَقٍ وَخُلْقَانُ ، وَرُبَّمَا قَالَ : كَانَ ذَلِكَ بِفَالِقِ كَذَا وَكَذَا ؛ يُرِيدُونَ الْمَكَانَ الْمُنْحَدِرَ بَيْنَ الرَّبْوَتَيْنِ ، وَالْفَلَقُ أَيْضًا مِقْطَرَةُ السَّجَّانِ . فَأَمَّا الْفِلْقُ ( بِالْكَسْرِ ) : فَالدَّاهِيَةُ وَالْأَمْرُ الْعَجَبُ ؛ تَقُولُ مِنْهُ : أَفْلَقَ الرَّجُلُ وَافْتَلَقَ . وَشَاعِرٌ مُفْلِقٌ ، وَقَدْ جَاءَ بِالْفِلْقِ أَيْ بِالدَّاهِيَةِ . وَالْفِلْقُ أَيْضًا : الْقَضِيبُ يُشَقُّ بِاثْنَيْنِ ، فَيُعْمَلُ مِنْهُ قَوْسَانِ ، يُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا فِلْقٌ ، وَقَوْلُهُمْ : جَاءَ بِعُلَقَ فُلَقَ ؛ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ ؛ لَا يُجْرَى [ مُجْرَى عُمَرَ ] . يُقَالُ مِنْهُ : أَعْلَقْتُ وَأَفْلَقْتُ ؛ أَيْ جِئْتُ بِعُلَقَ فُلَقَ . وَمَرَّ يَفْتَلِقُ فِي عَدْوِهِ ؛ أَيْ يَأْتِي بِالْعَجَبِ مِنْ شِدَّتِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29084وَقَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ قِيلَ : هُوَ إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ . وَقِيلَ جَهَنَّمُ . وَقِيلَ : هُوَ عَامٌّ ؛ أَيْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ خَلَقَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - .
الْخَامِسَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ اخْتُلِفَ فِيهِ ؛ فَقِيلَ : هُوَ اللَّيْلُ . وَالْغَسَقُ : أَوَّلُ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ؛ يُقَالُ مِنْهُ : غَسَقَ اللَّيْلُ يَغْسِقُ أَيْ أَظْلَمَ . قَالَ
ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ :
إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ قَدْ غَسَقَا وَاشْتَكَيْتُ الْهَمَّ وَالْأَرَقَا
وَقَالَ آخَرُ :
يَا طَيْفَ هِنْدٍ لَقَدْ أَبْقَيْتَ لِي أَرَقًا إِذْ جِئْتَنَا طَارِقًا وَاللَّيْلُ قَدْ غَسَقَا
هَذَا قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَ وَقَبَ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ : أَظْلَمَ ؛ قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَالضَّحَّاكُ : دَخَلَ .
قَتَادَةُ : ذَهَبَ .
يَمَانُ بْنُ رِئَابٍ : سَكَنَ . وَقِيلَ : نَزَلَ ؛ يُقَالُ : وَقَبَ الْعَذَابُ عَلَى الْكَافِرِينَ ؛ نَزَلَ . قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 230 ] وَقَبَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمُ فَكَأَنَّهُمْ لَحِقَتْهُمُ نَارُ السَّمُومِ فَأُحْصِدُوا
وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : قِيلَ اللَّيْلُ غَاسِقٌ لِأَنَّهُ أَبْرَدَ مِنَ النَّهَارِ . وَالْغَاسِقُ : الْبَارِدُ . وَالْغَسَقُ : الْبَرْدُ ؛ وَلِأَنَّ فِي اللَّيْلِ تَخْرُجُ السِّبَاعُ مِنْ آجَامِهَا ، وَالْهَوَامُّ مِنْ أَمَاكِنَهَا ، وَيَنْبَعِثُ أَهْلُ الشَّرِّ عَلَى الْعَبَثِ وَالْفَسَادِ . وَقِيلَ : الْغَاسِقُ : الثُّرَيَّا ؛ وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذَا سَقَطَتْ كَثُرَتِ الْأَسْقَامُ وَالطَّوَاعِينُ ، وَإِذَا طَلَعَتِ ارْتَفَعَ ذَلِكَ ؛ قَالَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ . وَقِيلَ : هُوَ الشَّمْسُ إِذَا غَرَبَتْ ؛ قَالَهُ
ابْنُ شِهَابٍ . وَقِيلَ : هُوَ الْقَمَرُ . قَالَ
الْقُتَبِيُّ : إِذَا وَقَبَ الْقَمَرُ : إِذَا دَخَلَ فِي سَاهُورِهِ ، وَهُوَ كَالْغِلَافِ لَهُ ، وَذَلِكَ إِذَا خُسِفَ بِهِ . وَكُلُّ شَيْءٍ أَسْوَدُ فَهُوَ غَسَقٌ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : إِذَا وَقَبَ إِذَا غَابَ . وَهُوَ أَصَحُّ ؛ لِأَنَّ فِي
التِّرْمِذِيِّ عَنْ
عَائِشَةَ : أَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500661النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ ، فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ ، اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا ، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ " . قَالَ
أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ عَنِ
ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْحَدِيثِ : وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الرِّيَبِ يَتَحَيَّنُونَ وَجْبَةَ الْقَمَرِ . وَأَنْشَدَ :
أَرَاحَنِي اللَّهُ مِنْ أَشْيَاءَ أَكْرَهُهَا مِنْهَا الْعَجُوزُ وَمِنْهَا الْكَلْبُ وَالْقَمَرُ
هَذَا يَبُوحُ وَهَذَا يُسْتَضَاءُ بِهِ وَهَذِهِ ضِمْرِزٌ قَوَّامَةُ السَّحَرِ
وَقِيلَ : الْغَاسِقُ : الْحَيَّةُ إِذَا لَدَغَتْ . وَكَأَنَّ الْغَاسِقَ نَابُهَا ؛ لِأَنَّ السُّمَّ يَغْسِقُ مِنْهُ ؛ أَيْ يَسِيلُ . وَوَقَبَ نَابُهَا : إِذَا دَخَلَ فِي اللَّدِيغِ . وَقِيلَ : الْغَاسِقُ : كُلُّ هَاجِمٍ يَضُرُّ ، كَائِنًا مَا كَانَ ؛ مِنْ قَوْلِهِمْ : غَسَقَتِ الْقُرْحَةُ : إِذَا جَرَى صَدِيدُهَا .
السَّادِسَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ يَعْنِي السَّاحِرَاتِ اللَّائِي يَنْفُثْنَ فِي عُقَدِ الْخَيْطِ حِينَ يَرْقِينَ عَلَيْهَا . شَبَّهَ النَّفْخَ كَمَا يَعْمَلُ مَنْ يَرْقِي . قَالَ الشَّاعِرُ :
أَعُوذُ بِرَبِّي مِنَ النَّافِثَاتِ فِي عِضَهِ الْعَاضِهِ الْمُعْضِهِ
وَقَالَ
مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ :
نَفَثْتُ فِي الْخَيْطِ شَبِيهَ الرُّقَى مِنْ خَشْيَةِ الْجِنَّةِ وَالْحَاسِدِ
وَقَالَ
عَنْتَرَةُ :
فَإِنْ يَبْرَأْ فَلَمْ أَنْفُثْ عَلَيْهِ وَإِنْ يُفْقَدْ فَحُقَّ لَهُ الْفُقُودُ
[ ص: 231 ] السَّابِعَةُ : وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا ، فَقَدْ سَحَرَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=25583وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ . وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32195النَّفْثِ عِنْدَ الرُّقَى فَمَنَعَهُ قَوْمٌ ، وَأَجَازَهُ آخَرُونَ . قَالَ
عِكْرِمَةُ : لَا يَنْبَغِي لِلرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ ، وَلَا يَمْسَحَ وَلَا يَعْقِدَ . قَالَ
إِبْرَاهِيمُ : كَانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ فِي الرُّقَى . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : دَخَلْتُ ، عَلَى
الضَّحَّاكِ وَهُوَ وَجِعٌ ، فَقُلْتُ : أَلَا أُعَوِّذُكَ يَا
أَبَا مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : لَا شَيْءَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ لَا تَنْفُثْ ؛ فَعَوَّذْتُهُ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ قُلْتُ
لِعَطَاءٍ : الْقُرْآنُ يُنْفَخُ بِهِ أَوْ يُنْفَثُ ؟ قَالَ : لَا شَيْءَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ تَقْرَؤُهُ هَكَذَا . ثُمَّ قَالَ بَعْدُ : انْفُثْ إِنْ شِئْتَ . وَسُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنِ الرُّقْيَةِ يُنْفَثُ فِيهَا ، فَقَالَ : لَا أَعْلَمُ بِهَا بَأْسًا ، وَإِذَا اخْتَلَفُوا فَالْحَاكِمُ بَيْنَهُمُ السُّنَّةُ . رَوَتْ
عَائِشَةُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ ؛ رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَوَّلَ السُّورَةِ وَفِي ( سُبْحَانَ ) .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500662وَعَنْ nindex.php?page=showalam&ids=7768مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ أَنَّ يَدَهُ احْتَرَقَتْ فَأَتَتْ بِهِ أُمُّهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَعَلَ يَنْفُثُ عَلَيْهَا وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ ؛ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْهُ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ : ذُهِبَ بِي إِلَى
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَفِي عَيْنِي سُوءٌ ، فَرَقَتْنِي وَنَفَثَتْ .
وَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنْ
عِكْرِمَةَ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=treesubj&link=32195لَا يَنْبَغِي لِلرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ ، فَكَأَنَّهُ ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ النَّفْثَ فِي الْعُقَدِ مِمَّا يُسْتَعَاذُ بِهِ ، فَلَا يَكُونُ بِنَفْسِهِ عُوذَةً . وَلَيْسَ هَذَا هَكَذَا ؛ لِأَنَّ النَّفْثَ فِي الْعُقَدِ إِذَا كَانَ مَذْمُومًا لَمْ يَجِبْ أَنْ يَكُونَ النَّفْثُ بِلَا عُقَدٍ مَذْمُومًا . وَلِأَنَّ النَّفْثَ فِي الْعُقَدِ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ السِّحْرُ الْمُضِرُّ بِالْأَرْوَاحِ ، وَهَذَا النَّفْثُ لِاسْتِصْلَاحِ الْأَبْدَانِ ، فَلَا يُقَاسُ مَا يَنْفَعُ بِمَا يَضُرُّ . وَأَمَّا كَرَاهَةُ
عِكْرِمَةَ الْمَسْحَ فَخِلَافُ السُّنَّةِ . قَالَ
عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : اشْتَكَيْتُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي ، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَاشْفِنِي وَعَافِنِي ، وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فَصَبِّرْنِي . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " كَيْفَ قُلْتَ " ؟ فَقُلْتُ لَهُ : فَمَسَحَنِي بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ اشْفِهِ " فَمَا عَادَ ذَلِكَ الْوَجَعُ بَعْدُ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَرُوَيْسٌ عَنْ
يَعْقُوبَ ( مِنْ شَرِّ النَّافِثَاتِ ) فِي وَزْنِ ( فَاعِلَاتٍ ) . وَرُوِيَتْ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - . وَرُوِيَ أَنَّ نِسَاءً سَحَرْنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : كُنَّ مِنَ
الْيَهُودِ ؛ يَعْنِي السَّوَاحِرَ الْمَذْكُورَاتِ . وَقِيلَ : هُنَّ بَنَاتُ
nindex.php?page=showalam&ids=10لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ .
[ ص: 232 ] الثَّامِنَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29084قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ قَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ ( النِّسَاءِ )
nindex.php?page=treesubj&link=18716مَعْنَى الْحَسَدِ ، وَأَنَّهُ تَمَنِّي زَوَالِ نِعْمَةِ الْمَحْسُودِ وَإِنْ لَمْ يَصِرْ لِلْحَاسِدِ مِثْلُهَا . وَالْمُنَافَسَةُ هِيَ تَمَنِّي مِثْلِهَا وَإِنْ لَمْ تَزُلْ .
nindex.php?page=treesubj&link=18717فَالْحَسَدُ شَرٌّ مَذْمُومٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=18738وَالْمُنَافَسَةُ مُبَاحَةٌ وَهِيَ الْغِبْطَةُ . وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
الْمُؤْمِنُ يَغْبِطُ ، وَالْمُنَافِقُ يَحْسُدُ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500664nindex.php?page=treesubj&link=18737لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ يُرِيدُ لَا غِبْطَةَ وَقَدْ مَضَى فِي سُورَةِ ( النِّسَاءِ ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
قُلْتُ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : الْحَاسِدُ لَا يَضُرُّ إِلَّا إِذَا ظَهَرَ حَسَدُهُ بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَحْمِلَهُ الْحَسَدُ عَلَى إِيقَاعِ الشَّرِّ بِالْمَحْسُودِ ، فَيَتْبَعُ مَسَاوِئَهُ ، وَيَطْلُبُ عَثَرَاتِهِ . قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500665إِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ . . . " الْحَدِيثَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَالْحَسَدُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَأَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ بِهِ فِي الْأَرْضِ ، فَحَسَدَ إِبْلِيسُ
آدَمَ ، وَحَسَدَ
قَابِيلُ هَابِيلَ . وَالْحَاسِدُ مَمْقُوتٌ مَبْغُوضٌ مَطْرُودٌ مَلْعُونٌ وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ :
قُلْ لِلْحَسُودِ إِذَا تَنَفَّسَ طَعْنَةً يَا ظَالِمًا وَكَأَنَّهُ مَظْلُومُ
التَّاسِعَةُ : هَذِهِ سُورَةٌ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28785اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَالِقُ كُلِّ شَرٍّ ، وَأَمَرَ نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَعَوَّذَ مِنْ جَمِيعِ الشُّرُورِ . فَقَالَ : مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ . وَجَعَلَ خَاتِمَةَ ذَلِكَ الْحَسَدَ ، تَنْبِيهًا عَلَى عِظَمِهِ ، وَكَثْرَةِ ضَرَرِهِ . وَالْحَاسِدُ عَدُوُّ نِعْمَةِ اللَّهِ . قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : بَارَزَ الْحَاسِدُ رَبَّهُ مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ أَبْغَضَ كُلَّ نِعْمَةٍ ظَهَرَتْ عَلَى غَيْرِهِ .
وَثَانِيهَا : أَنَّهُ سَاخِطٌ لِقِسْمَةِ رَبِّهِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : لِمَ قَسَمْتَ هَذِهِ الْقِسْمَةَ ؟
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُ ضَادَّ فِعْلَ اللَّهِ ، أَيْ إِنَّ فَضْلَ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَهُوَ يَبْخَلُ بِفَضْلِ اللَّهِ .
وَرَابِعُهَا : أَنَّهُ خَذَلَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ ، أَوْ يُرِيدُ خِذْلَانَهُمْ وَزَوَالَ النِّعْمَةِ عَنْهُمْ . وَخَامِسُهَا : أَنَّهُ أَعَانَ عَدُوَّهُ إِبْلِيسَ . وَقِيلَ : الْحَاسِدُ لَا يَنَالُ فِي الْمَجَالِسِ إِلَّا نَدَامَةً ، وَلَا يَنَالُ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا لَعْنَةً وَبَغْضَاءَ ، وَلَا يَنَالُ فِي الْخَلْوَةِ إِلَّا جَزَعًا وَغَمًّا ، وَلَا يَنَالُ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا حُزْنًا وَاحْتِرَاقًا ، وَلَا يَنَالُ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْدًا وَمَقْتًا .
وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
" ثَلَاثَةٌ لَا يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُمْ : آكِلُ الْحَرَامِ ، وَمُكْثِرُ الْغِيبَةِ ، وَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ غِلٌّ أَوْ حَسَدٌ لِلْمُسْلِمِينَ " . وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ .