(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212nindex.php?page=treesubj&link=28973_30200زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ( 212 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ( 213 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212زين للذين كفروا الحياة الدنيا ) الأكثرون على أن المزين هو الله تعالى والتزيين من الله تعالى هو أنه خلق الأشياء الحسنة والمناظر العجيبة فنظر الخلق إليها بأكثر من قدرها فأعجبتهم ففتنوا بها وقال
الزجاج : زين لهم الشيطان قيل نزلت هذه الآية في مشركي العرب
أبي جهل وأصحابه كانوا يتنعمون بما بسط الله لهم في الدنيا من المال ويكذبون بالمعاد (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212ويسخرون من الذين آمنوا ) أي يستهزئون بالفقراء من المؤمنين .
قال
ابن عباس : أراد بالذين آمنوا
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر وصهيبا وبلالا وخبابا وأمثالهم وقال
مقاتل : نزلت في المنافقين
عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتنعمون في الدنيا ويسخرون من ضعفاء المؤمنين وفقراء المهاجرين ويقولون : انظروا إلى هؤلاء الذين يزعم
محمد أنه يغلب بهم وقال
عطاء : نزلت في رؤساء
اليهود من
بني قريظة والنضير وبني قينقاع سخروا من فقراء المهاجرين فوعدهم الله أن يعطيهم أموال
بني قريظة والنضير بغير قتال (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212ويسخرون من الذين آمنوا ) لفقرهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212والذين اتقوا ) يعني هؤلاء الفقراء (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212فوقهم يوم القيامة ) لأنهم في أعلى عليين وهم في أسفل السافلين .
أخبرنا
أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أخبرنا جدي
عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أخبرنا
أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أخبرنا
إسحاق الدبري أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن
سليمان التيمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي عن
أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502251وقفت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها المساكين ووقفت على باب النار فرأيت أكثر أهلها النساء وإذا أهل الجد محبوسون إلا من كان منهم من أهل النار فقد أمر به إلى النار " .
[ ص: 243 ] أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا
محمد بن يوسف أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ثنا
إسحاق بن إبراهيم حدثني
عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502252مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس : ما رأيك في هذا؟ فقال : رجل من أشراف الناس : هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيك في هذا؟ فقال : يا رسول الله إن هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212والله يرزق من يشاء بغير حساب ) قال
ابن عباس : يعني كثيرا بغير مقدار لأن كل ما دخل عليه الحساب فهو قليل يريد : يوسع على من يشاء ويبسط لمن يشاء من عباده وقال
الضحاك : يعني من غير تبعة يرزقه في الدنيا ولا يحاسبه في الآخرة وقيل : هذا يرجع إلى الله تعالى معناه : يقتر على من يشاء ويبسط لمن يشاء ولا يعطي كل أحد بقدر حاجته بل يعطي الكثير من لا يحتاج إليه ولا يعطي القليل من يحتاج إليه فلا يعترض عليه ولا يحاسب فيما يرزق ولا يقال لم أعطيت هذا وحرمت هذا؟ ولم أعطيت هذا أكثر مما أعطيت ذاك؟ وقيل معناه لا يخاف نفاد خزائنه فيحتاج إلى حساب ما يخرج منها لأن الحساب من المعطي إنما يكون بما يخاف من نفاد خزائنه .
قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213nindex.php?page=treesubj&link=28973كان الناس أمة واحدة ) على دين واحد قال
مجاهد : أراد
آدم وحده كان أمة واحدة قال سمي الواحد بلفظ الجمع لأنه أصل النسل وأبو البشر ثم خلق الله تعالى
حواء ونشر منهما الناس فانتشروا وكانوا مسلمين إلى أن قتل
قابيل هابيل فاختلفوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فبعث الله النبيين ) قال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء : كان الناس من وقت وفاة
آدم إلى مبعث
نوح أمة واحدة على ملة الكفر أمثال البهائم فبعث الله
نوحا وغيره من النبيين . وقال
قتادة وعكرمة : كان الناس من وقت
آدم إلى مبعث
نوح وكان بينهما عشرة قرون كلهم على شريعة واحدة من الحق والهدى ثم اختلفوا في زمن
نوح فبعث الله إليهم
نوحا فكان أول نبي بعث ثم بعث بعده النبيين .
وقال
الكلبي : هم أهل سفينة
نوح كانوا مؤمنين ثم اختلفوا بعد وفاة
نوح .
وروي عن
ابن عباس قال : كان الناس على عهد
إبراهيم عليه السلام أمة واحدة كفارا كلهم فبعث الله
إبراهيم وغيره من النبيين وقيل : كان العرب على دين
إبراهيم إلى أن غيره
عمرو بن لحي . وروي عن
[ ص: 244 ] أبي العالية عن
أبي بن كعب قال : كان
nindex.php?page=treesubj&link=28656الناس حين عرضوا على آدم وأخرجوا من ظهره وأقروا بالعبودية أمة واحدة مسلمين كلهم ولم يكونوا أمة واحدة قط غير ذلك اليوم ثم اختلفوا بعد
آدم نظيره في سورة
يونس "
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين " ( 19 - يونس ) وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر والمذكورون في القرآن باسم العلم ثمانية وعشرون نبيا ) ( مبشرين ) بالثواب من آمن وأطاع ) ( ومنذرين ) محذرين بالعقاب من كفر وعصى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وأنزل معهم الكتاب ) أي الكتب تقديره وأنزل مع كل واحد منهم الكتاب ) ( بالحق ) بالعدل والصدق (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213ليحكم بين الناس ) قرأ
أبو جعفر ) ( ليحكم ) بضم الياء وفتح الكاف هاهنا وفي أول آل عمران وفي النور موضعين لأن الكتاب لا يحكم في الحقيقة إنما ) ( الحكم ) به وقراءة العامة بفتح الياء وضم الكاف أي ليحكم الكتاب ذكره على سعة الكلام كقوله تعالى "
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " ( 29 - الجاثية ) . وقيل معناه ليحكم كل نبي بكتابه (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه ) أي في الكتاب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213إلا الذين أوتوه ) أي أعطوا الكتاب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213من بعد ما جاءتهم البينات ) يعني أحكام التوراة والإنجيل قال
الفراء : ولاختلافهم معنيان :
أحدهما : كفر بعضهم بكتاب بعض قال الله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض " ( 150 - النساء ) والآخر : تحريفهم كتاب الله قال الله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم عن مواضعه " ( 46 - النساء ) وقيل الآية راجعة إلى
محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه اختلف فيه أهل الكتاب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213من بعد ما جاءتهم البينات )
nindex.php?page=treesubj&link=30589صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم ) ( بغيا ) ظلما وحسدا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه ) أي لما اختلفوا فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213من الحق بإذنه ) بعلمه وإرادته فيهم . قال
ابن زيد في هذه الآية : اختلفوا في القبلة فمنهم من يصلي إلى المشرق ومنهم من يصلي إلى المغرب ومنهم من يصلي إلى
بيت المقدس فهدانا الله إلى
الكعبة واختلفوا في الصيام فهدانا الله لشهر رمضان واختلفوا في الأيام فأخذت
اليهود السبت
والنصارى الأحد فهدانا الله للجمعة واختلفوا في
إبراهيم عليه السلام فقالت
اليهود كان يهوديا وقالت
النصارى كان نصرانيا فهدانا الله للحق من ذلك واختلفوا في
عيسى فجعلته
اليهود لفرية وجعلته
النصارى إلها وهدانا الله للحق فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212nindex.php?page=treesubj&link=28973_30200زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 212 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 213 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) الْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُزَيِّنَ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَالتَّزْيِينُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ أَنَّهُ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ الْحَسَنَةَ وَالْمَنَاظِرَ الْعَجِيبَةَ فَنَظَرَ الْخَلْقُ إِلَيْهَا بِأَكْثَرِ مِنْ قَدْرِهَا فَأَعْجَبَتْهُمْ فَفُتِنُوا بِهَا وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ قِيلَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي مُشْرِكِي الْعَرَبِ
أَبِي جَهْلٍ وَأَصْحَابِهِ كَانُوا يَتَنَعَّمُونَ بِمَا بَسَطَ اللَّهُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَالِ وَيُكَذِّبُونَ بِالْمَعَادِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) أَيْ يَسْتَهْزِئُونَ بِالْفُقَرَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَرَادَ بِالَّذِينِ آمَنُوا
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَصُهَيْبًا وَبِلَالًا وَخَبَّابًا وَأَمْثَالَهُمْ وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ كَانُوا يَتَنَعَّمُونَ فِي الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَيَقُولُونَ : انْظُرُوا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُ
مُحَمَّدٌ أَنَّهُ يَغْلِبُ بِهِمْ وَقَالَ
عَطَاءٌ : نَزَلَتْ فِي رُؤَسَاءِ
الْيَهُودِ مِنْ
بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ وَبَنِي قَيْنُقَاعَ سَخِرُوا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ فَوَعَدَهُمُ اللَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ أَمْوَالَ
بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ بِغَيْرِ قِتَالٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) لِفَقْرِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَالَّذِينَ اتَّقَوْا ) يَعْنِي هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) لِأَنَّهُمْ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ وَهُمْ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطَّاهِرِيُّ أَخْبَرَنَا جَدِّي
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّارُ أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعَذَافِرِيُّ أَخْبَرَنَا
إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502251وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ وَوَقَفْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ " .
[ ص: 243 ] أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502252مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ : مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟ فَقَالَ : رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ : هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ قَالَ : فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي كَثِيرًا بِغَيْرِ مِقْدَارٍ لِأَنَّ كُلَّ مَا دَخَلَ عَلَيْهِ الْحِسَابُ فَهُوَ قَلِيلٌ يُرِيدُ : يُوَسِّعُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَيَبْسُطُ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يَعْنِي مِنْ غَيْرِ تَبِعَةٍ يَرْزُقُهُ فِي الدُّنْيَا وَلَا يُحَاسِبُهُ فِي الْآخِرَةِ وَقِيلَ : هَذَا يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَعْنَاهُ : يُقَتِّرُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَيَبْسُطُ لِمَنْ يَشَاءُ وَلَا يُعْطِي كُلَّ أَحَدٍ بِقَدْرِ حَاجَتِهِ بَلْ يُعْطِي الْكَثِيرَ مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَلَا يُعْطِي الْقَلِيلَ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَلَا يُعْتَرَضُ عَلَيْهِ وَلَا يُحَاسَبُ فِيمَا يَرْزُقُ وَلَا يُقَالُ لِمَ أَعْطَيْتَ هَذَا وَحَرَمْتَ هَذَا؟ وَلِمَ أَعْطَيْتَ هَذَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَيْتَ ذَاكَ؟ وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا يَخَافُ نَفَادِ خَزَائِنِهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى حِسَابِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا لِأَنَّ الْحِسَابَ مِنَ الْمُعْطِي إِنَّمَا يَكُونُ بِمَا يَخَافُ مِنْ نَفَادِ خَزَائِنِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213nindex.php?page=treesubj&link=28973كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ) عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَرَادَ
آدَمَ وَحْدَهُ كَانَ أُمَّةً وَاحِدَةً قَالَ سُمِّيَ الْوَاحِدُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ لِأَنَّهُ أَصْلُ النَّسْلِ وَأَبُو الْبَشَرِ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى
حَوَّاءَ وَنَشَرَ مِنْهُمَا النَّاسَ فَانْتَشَرُوا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ إِلَى أَنْ قَتَلَ
قَابِيلُ هَابِيلَ فَاخْتَلَفُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ) قَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ : كَانَ النَّاسُ مِنْ وَقْتِ وَفَاةِ
آدَمَ إِلَى مَبْعَثِ
نُوحٍ أُمَّةً وَاحِدَةً عَلَى مِلَّةِ الْكُفْرِ أَمْثَالَ الْبَهَائِمِ فَبَعَثَ اللَّهُ
نُوحًا وَغَيْرَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ : كَانَ النَّاسُ مِنْ وَقْتِ
آدَمَ إِلَى مَبْعَثِ
نُوحٍ وَكَانَ بَيْنَهُمَا عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْحَقِّ وَالْهُدَى ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي زَمَنِ
نُوحٍ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ
نُوحًا فَكَانَ أَوَّلَ نَبِيٍّ بُعِثَ ثُمَّ بَعَثَ بَعْدَهُ النَّبِيِّينَ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : هُمْ أَهْلُ سَفِينَةِ
نُوحٍ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ثُمَّ اخْتَلَفُوا بَعْدَ وَفَاةِ
نُوحٍ .
وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُمَّةً وَاحِدَةً كُفَّارًا كُلُّهُمْ فَبَعَثَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ وَقِيلَ : كَانَ الْعَرَبُ عَلَى دِينِ
إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَنْ غَيَّرَهُ
عَمْرُو بْنُ لُحَيٍّ . وَرُوِيَ عَنْ
[ ص: 244 ] أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=28656النَّاسُ حِينَ عُرِضُوا عَلَى آدَمَ وَأُخْرِجُوا مِنْ ظَهْرِهِ وَأَقَرُّوا بِالْعُبُودِيَّةِ أُمَّةً وَاحِدَةً مُسْلِمِينَ كُلُّهُمْ وَلَمْ يَكُونُوا أُمَّةً وَاحِدَةً قَطُّ غَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ثُمَّ اخْتَلَفُوا بَعْدَ
آدَمَ نَظِيرُهُ فِي سُورَةِ
يُونُسَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا فبعث الله النبيين " ( 19 - يُونُسَ ) وَجُمْلَتُهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا وَالرُّسُلُ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ وَالْمَذْكُورُونَ فِي الْقُرْآنِ بِاسْمِ الْعَلَمِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ نَبِيًّا ) ( مُبَشِّرِينَ ) بِالثَّوَابِ مَنْ آمَنَ وَأَطَاعَ ) ( وَمُنْذِرِينَ ) مُحَذِّرِينَ بِالْعِقَابِ مَنْ كَفَرَ وَعَصَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ) أَيِ الْكُتُبَ تَقْدِيرُهُ وَأَنْزَلَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْكِتَابَ ) ( بِالْحَقِّ ) بِالْعَدْلِ وَالصِّدْقِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ ) قَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ) ( لِيَحْكُمَ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْكَافِ هَاهُنَا وَفِي أَوَّلِ آلِ عِمْرَانَ وَفِي النُّورِ مَوْضِعَيْنِ لِأَنَّ الْكِتَابَ لَا يَحْكُمُ فِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا ) ( الْحُكْمُ ) بِهِ وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْكَافِ أَيْ لِيَحْكُمَ الْكِتَابُ ذَكَرَهُ عَلَى سِعَةِ الْكَلَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ " ( 29 - الْجَاثِيَةِ ) . وَقِيلَ مَعْنَاهُ لِيَحْكُمَ كُلُّ نَبِيٍّ بِكِتَابِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ ) أَيْ فِي الْكِتَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ ) أَيْ أُعْطُوا الْكِتَابَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) يَعْنِي أَحْكَامَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ قَالَ
الْفِرَّاءُ : وَلِاخْتِلَافِهِمْ مَعْنَيَانِ :
أَحَدُهُمَا : كُفْرُ بَعْضِهِمْ بِكِتَابِ بَعْضٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ " ( 150 - النِّسَاءِ ) وَالْآخَرُ : تَحْرِيفُهُمْ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ " ( 46 - النِّسَاءِ ) وَقِيلَ الْآيَةُ رَاجِعَةٌ إِلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكِتَابُهُ اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الْكِتَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ )
nindex.php?page=treesubj&link=30589صِفَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُتُبِهِمْ ) ( بَغْيًا ) ظُلْمًا وَحَسَدًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) أَيْ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ) بِعِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ فِيهِمْ . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : اخْتَلَفُوا فِي الْقِبْلَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي إِلَى الْمَشْرِقِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي إِلَى الْمَغْرِبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَهَدَانَا اللَّهُ إِلَى
الْكَعْبَةِ وَاخْتَلَفُوا فِي الصِّيَامِ فَهَدَانَا اللَّهُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَاخْتَلَفُوا فِي الْأَيَّامِ فَأَخَذَتِ
الْيَهُودُ السَّبْتَ
وَالنَّصَارَى الْأَحَدَ فَهَدَانَا اللَّهُ لِلْجُمُعَةِ وَاخْتَلَفُوا فِي
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَتِ
الْيَهُودُ كَانَ يَهُودِيًّا وَقَالَتِ
النَّصَارَى كَانَ نَصْرَانِيًّا فَهَدَانَا اللَّهُ لِلْحَقِّ مِنْ ذَلِكَ وَاخْتَلَفُوا فِي
عِيسَى فَجَعَلَتْهُ
الْيَهُودُ لِفِرْيَةٍ وَجَعَلَتْهُ
النَّصَارَى إِلَهًا وَهَدَانَا اللَّهُ لِلْحَقِّ فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .