الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2498 وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة أحدكم من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة معه راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت قال أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه فرجع إلى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وما يصلحه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفيه عن أبي هريرة والنعمان بن بشير وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( لله ) بفتح اللام ( بتوبة أحدكم ) أي من المعصية إلى الطاعة . قال الطيبي : لما صور حالة المذنب بتلك الصورة الفظيعة أشار إلى أن الملجأ هو التوبة والرجوع إلى الله تعالى انتهى . يعني فحصلت المناسبة بين الحديثين من الموقوف والمرفوع ( من رجل ) متعلق بأفرح ( بأرض [ ص: 170 ] فلاة ) قال في القاموس : الفلاة القفر أو المفازة لا ماء فيها والصحراء الواسعة ( دوية ) بفتح الدال وتشديد الواو والياء نسبة للدو وهي الصحراء التي لا نبات بها ( مهلكة ) بفتح الميم واللام وكسرها : موضع خوف الهلاك ( فأضلها ) وفي رواية البخاري فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته ( حتى إذا أدركه الموت ) أي أسبابه من الحر والعطش ، وفي رواية البخاري : حتى إذا اشتد الحر والعطش أو ما شاء الله ( قال ) أي في نفسه وهو جواب إذا ( أرجع ) بلفظ المتكلم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري وأخرج مسلم المرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحسب .

                                                                                                          قوله : ( وفيه ) أي وفي الباب ( عن أبي هريرة والنعمان بن بشير وأنس بن مالك ) أما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم ، وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أيضا مسلم ، وأما حديث أنس بن مالك فأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية