الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3038 حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر وعبد الله بن أبي زياد المعنى واحد قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن محيصن عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال لما نزل من يعمل سوءا يجز به شق ذلك على المسلمين فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قاربوا وسددوا وفي كل ما يصيب المؤمن كفارة حتى الشوكة يشاكها أو النكبة ينكبها ابن محيصن هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن محمد بن قيس بن مخرمة ) بن المطلب بن عبد مناف المطلبي ، قال أبو داود ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وذكر العسكري أنه أدرك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صغير ، كذا في تهذيب التهذيب .

                                                                                                          [ ص: 318 ] قوله : من يعمل سوءا يجز به إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن كما في هذا الحديث ( قاربوا ) أي اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا ( وسددوا ) أي اقصدوا السداد وهو الصواب ( حتى الشوكة ) بالجر على أن " حتى " جارة ، ويجوز الرفع على أنها ابتدائية والنصب بتقدير حتى تجد ( يشاكها ) بصيغة المجهول ، أي يشاك المؤمن تلك الشوكة ( والنكبة ) هي ما يصيب الإنسان من الحوادث ( ينكبها ) على بناء المجهول والضمير المرفوع للمؤمن والبارز للنكبة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد ومسلم والنسائي .

                                                                                                          قوله : ( وابن محيصن اسمه عمر بن عبد الرحمن بن محيصن ) بمهملتين مصغرا وآخره نون ، السهمي أبو حفص قارئ أهل مكة مقبول من الخامسة ، كذا في التقريب . وقال في تهذيب التهذيب : ذكره ابن حبان في الثقات . وقال صاحب الكمال في القراءات : كان قرين ابن كثير قرأ على مجاهد وغيره ، وكان مجاهد يقول : ابن محيصن يبني ويرص ، يعني أنه عالم بالعربية والأثر ، روي له عندهم حديث واحد : كل ما يصاب به المؤمن كفارة .




                                                                                                          الخدمات العلمية