الإمام العلامة المحدث ، الثقة ، قاضي البصرة ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك ، الأنصاري الخزرجي ، ثم النجاري البصري .
سمعه محمد بن المثنى العنزي يقول : ولدت سنة ثماني عشرة ومائة . [ ص: 533 ]
وطلب العلم وهو شاب .
فحدث عن سليمان التيمي ، ، وحميد الطويل ، وسعيد الجريري ، وابن عون وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، وأشعث بن عبد الله الحداني ، ، وأبيه وحبيب بن الشهيد عبد الله بن المثنى ، ، وابن جريج وإسماعيل بن مسلم المكي ، ، وقرة بن خالد ، وهشام بن حسان ، ومحمد بن عمرو بن علقمة وسعيد بن أبي عروبة ، وأبي خلدة خالد بن دينار ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف ، وعبيد الله بن الأخنس ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن ، وشعبة ، ، وهمام والمسعودي وخلق ، وينزل إلى زفر الفقيه ، وسعد بن الصلت القاضي .
حدث عنه أبو الوليد الطيالسي ، وأحمد ، ، وابن معين ، وبندار ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن الأزهر والزعفراني ، ، والفلاس ، وعلي بن المديني وقتيبة ، ، ومحمد بن المثنى ومحمد بن يحيى ، ويحيى بن جعفر البيكندي ، وأبو قلابة ، ومحمد بن أحمد بن أبي الخناجر ، وأبو حاتم ، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الأنصاري الصغير ، وأبو عمير عبد الكبير ولده ، ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي وإسماعيل سمويه ، وعبد الله بن محمد بن أبي قريش ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، وعبد العزيز بن معاوية ، وخلق كثير ، خاتمهم . أبو مسلم الكجي
روى الأحوص بن المفضل ، عن : ثقة . يحيى بن معين
وقال أبو حاتم : صدوق وقال أيضا : لم أر من الأئمة إلا [ ص: 534 ] ثلاثة : ، أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي ، . ومحمد بن عبد الله الأنصاري
وقال : ليس به بأس . النسائي
وأما أبو داود ، فقال : تغير تغيرا شديدا .
وقال زكريا الساجي : هو رجل جليل عالم ، لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل ، ونظرائه ، غلب عليه الرأي . يحيى القطان
وعن ابن معين قال : كان يليق به القضاء ، قيل : يا أبا زكريا ، فالحديث ؟ فقال :
إن للحرب أقواما لها خلقوا وللدواوين كتاب وحساب
وقال أبو خيثمة : أنكر يحيى بن سعيد حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون ، عن ابن عباس : وقيل : وهم فيه احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم صائم الأنصاري ، رواه سفيان بن [ ص: 535 ] حبيب ، عن حبيب ، عن ، عن ميمون بن مهران يزيد بن الأصم : ميمونة ، وهو محرم لكن قد روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج الأنصاري حديث يزيد بن الأصم هكذا .
وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يقول : ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي ، وأما السماع فقد سمع ، ثم ذكر الحديث المذكور بضعفه ، وقال : ذهبت للأنصاري كتب ، فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكيم . [ ص: 536 ]
وقال الفسوي سئل ابن المديني عن الحديث المذكور ، فقال ليس من ذا شيء ، إنما أراد حديث يزيد بن الأصم .
الرامهرمزي : حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الخياط ، من أهل رامهرمز ، حدثنا القاسم بن نصر المخرمي ، حدثنا سليمان بن داود المنقري ، قال : وجه المأمون إلى الأنصاري خمسين ألف درهم ، يقسمها بين الفقهاء بالبصرة ، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه ، قال الأنصاري : وكنت أتكلم عن أصحابي ، فقال هلال : هي لنا ، وقلت : بل هي لي ولأصحابي ، فاختلفنا ، فقلت لهلال : كيف تتشهد ؟ فقال : أومثلي يسأل عن التشهد ؟ فتشهد على حديث ابن مسعود ، فقال : من حدثك به ، ومن أين ثبت عندك ؟ فبقي هلال ، ولم يجبه ، فقال الأنصاري : تصلي كل يوم ، وتردد هذا الكلام ، وأنت لا تدري من رواه عن نبيك ؟ باعد الله بينك وبين الفقه ، فقسمها الأنصاري في أصحابه .
البيان في صحة ذلك : فإن المنقري واه . وكان الأنصاري قد أخذ الفقه عن ، عثمان البتي ، وسوار بن عبد الله وعبيد الله بن الحسن العنبري ، وولي قضاء البصرة زمن الرشيد بعد معاذ بن معاذ ، ثم قدم بغداد ، وولي بها القضاء ، ثم رجع ، فعن أن ابن قتيبة الرشيد قلده القضاء بالجانب الشرقي ، بعد العوفي ، فلما ولي الأمين ، عزله ، واستعمله على المظالم ، بعد . ابن علية
[ ص: 537 ] قال ابن مثنى : سمعت الأنصاري : كان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام ، لا أشرب الماء ، واليوم أشرب كل يومين ، وما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره .
وقيل : تفقه بزفر وبأبي يوسف ، فالله أعلم .
قال ابن سعد وغيره : مات الأنصاري بالبصرة في رجب سنة خمس عشرة ومائتين .
قلت : عاش سبعا وتسعين سنة ، وكان أسند أهل زمانه ، وله جزء مشهور من العوالي تفرد به التاج الكندي ، وجزء آخر من رواية عنه ، سمعناه من طريق السلفي ، وجزء رواه عنه أبي حاتم الرازي أبو حاتم المهلب بن محمد بن المهلب المهلبي ، ويقع حديثه عاليا في " الغيلانيات " وما في شيوخ أحد أكبر منه ، ولا أعلى رواية ، بلى له عند البخاري نظراء ، منهم البخاري ، عبيد الله بن موسى وأبو عاصم ، ، رحمهم الله . ومكي بن إبراهيم
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة كتابة ، قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا الأنصاري ، حدثني سليمان التيمي ، أن أبا عاصم حدثهم عن أسامة بن زيد ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : . قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من [ ص: 538 ] يدخلها المساكين ، وقمت على باب النار ، فإذا عامة من يدخلها النساء
أخرجه البخاري ومسلم من وجوه عن التيمي .