أبو الدرداء ( ع )
الإمام القدوة . قاضي
دمشق ، وصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس ويقال :
عويمر بن عامر ، ويقال :
ابن عبد الله . وقيل :
ابن ثعلبة بن عبد الله ، الأنصاري الخزرجي .
حكيم هذه الأمة . وسيد القراء
بدمشق .
وقال
ابن أبي حاتم : هو
عويمر بن قيس بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج .
قال : ويقال : اسمه
عامر بن مالك .
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- عدة أحاديث .
[ ص: 336 ]
وهو معدود فيمن تلا على النبي - صلى الله عليه وسلم- ولم يبلغنا أبدا أنه قرأ على غيره .
وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
وتصدر للإقراء
بدمشق في خلافة
عثمان وقبل ذلك .
روى عنه :
أنس بن مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16789وفضالة بن عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
وأبو أمامة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص ; وغيرهم من جلة الصحابة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15622وجبير بن نفير ،
nindex.php?page=showalam&ids=15950وزيد بن وهب ، nindex.php?page=showalam&ids=11811وأبو إدريس الخولاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16588وعلقمة بن قيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16812وقبيصة بن ذؤيب ، وزوجته
nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء العالمة ، وابنه
بلال بن أبي الدرداء ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار ،
ومعدان بن أبي طلحة ، nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبو عبد الرحمن السلمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15802وخالد بن معدان ،
وعبد الله بن عامر اليحصبي .
وقيل : إنه قرأ عليه القرآن ولحقه ; فإن صح ، فلعله قرأ عليه بعض القرآن وهو صبي .
وقرأ عليه
عطية بن قيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12328وأم الدرداء .
وقال
أبو عمرو الداني : عرض عليه القرآن :
خليد بن سعد ،
وراشد بن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15802وخالد بن معدان ،
وابن عامر . كذا قال
الداني . وولي القضاء
بدمشق ، في دولة
عثمان . فهو أول من ذكر لنا من قضاتها . وداره
بباب البريد . ثم صارت في دولة السلطان
صلاح الدين تعرف
بدار الغزي .
[ ص: 337 ]
ويروى له مائة وتسعة وسبعون حديثا .
واتفقا له على حديثين ، وانفرد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بثلاثة ،
ومسلم بثمانية .
روى
سعيد بن عبد العزيز ، عن
مغيث بن سمي : أن
أبا الدرداء ،
عويمر بن عامر من
بني الحارث بن الخزرج .
وقال
ابن إسحاق مرة : هو
عويمر بن ثعلبة .
مات قبل
عثمان بثلاث سنين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : سألت رجلا من ولد
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، فقال : اسمه
عامر بن مالك . ولقبه :
عويمر .
وقال
أبو مسهر : هو
عويمر بن ثعلبة . وقال
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ، وعدة :
عويمر بن عامر .
وآخر من زعم أنه رأى
أبا الدرداء ، شيخ عاش إلى دولة
الرشيد ، فقال
أبو إبراهيم الترجماني : حدثنا
إسحاق أبو الحارث ، قال : رأيت
أبا الدرداء أقنى أشهل يخضب بالصفرة .
روى
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة : قال
أبو الدرداء : كنت تاجرا قبل المبعث ، فلما جاء الإسلام ، جمعت التجارة والعبادة ، فلم يجتمعا ،
[ ص: 338 ] فتركت التجارة ، ولزمت العبادة .
قلت : الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد ، وهذا الذي قاله ، هو طريق جماعة من السلف والصوفية ، ولا ريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك ، فبعضهم يقوى على الجمع ،
كالصديق ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، وكما كان
ابن المبارك ; وبعضهم يعجز ، ويقتصر على العبادة ، وبعضهم يقوى في بدايته ، ثم يعجز ، وبالعكس ; وكل سائغ . ولكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال .
قال
سعيد بن عبد العزيز : أسلم
أبو الدرداء يوم
بدر ، ثم شهد
أحدا ، وأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ أن يرد من على الجبل ، فردهم وحده . وكان قد تأخر إسلامه قليلا .
قال
شريح بن عبيد الحمصي : لما هزم أصحاب رسول الله يوم
أحد ،
كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله في الناس ، فلما أظلهم المشركون من فوقهم ، قال رسول الله : اللهم ، ليس لهم أن يعلونا فثاب إليه ناس ، وانتدبوا ، وفيهم عويمر أبو الدرداء ، حتى أدحضوهم عن مكانهم ، وكان
أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء . فقال رسول الله :
نعم الفارس عويمر ! .
[ ص: 339 ]
وقال :
حكيم أمتي عويمر .
هذا رواه
يحيى البابلتي : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
شريح .
ثابت البناني ،
وثمامة ، عن
أنس : مات النبي - صلى الله عليه وسلم- ولم يجمع القرآن غير أربعة :
أبو الدرداء ،
ومعاذ ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ،
وأبو زيد .
وقال
زكريا ،
وابن أبي خالد ، عن
الشعبي : جمع القرآن على عهد رسول الله ستة ، وهم من
الأنصار :
معاذ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء ،
وزيد ،
وأبو زيد ،
وأبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15979وسعد بن عبيد .
وكان بقي على
مجمع بن جارية سورة أو سورتان ، حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 340 ] إسماعيل ، عن
الشعبي ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879435كان ابن مسعود قد أخذ بضعا وسبعين سورة ، يعني من النبي - صلى الله عليه وسلم- وتعلم بقيته من مجمع ، ولم يجمع أحد من الخلفاء من الصحابة القرآن غير
عثمان .
قال
أبو الزاهرية :
كان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلاما وكان يعبد صنما ، فدخل ابن رواحة ، ومحمد بن مسلمة بيته ، فكسرا صنمه ، فرجع فجعل يجمع الصنم ، ويقول : ويحك! هلا امتنعت! ألا دفعت عن نفسك؟! ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء : لو كان ينفع أو يدفع عن أحد ، دفع عن نفسه ، ونفعها ! .
فقال أبو الدرداء : أعدي لي ماء في المغتسل . فاغتسل ، ولبس حلته ، ثم ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فنظر إليه ابن رواحة مقبلا ، فقال : يا رسول الله ، هذا أبو الدرداء ، وما أراه إلا جاء في طلبنا ؟ فقال : إنما جاء ليسلم ، إن ربي وعدني nindex.php?page=showalam&ids=4بأبي الدرداء أن يسلم .
روى من قوله : " وكان يعبد . . . إلى آخره "
معاوية بن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11861أبي الزاهرية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير .
وروى منه ،
أبو صالح ، عن
معاوية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11861أبي الزاهرية ، عن
جبير ، عن
[ ص: 341 ] nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : قال النبي ، صلى الله عليه وسلم :
إن الله وعدني إسلام nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء . فأسلم .
وروى
أبو مسهر ، عن
سعيد بن عبد العزيز : أن
أبا الدرداء أسلم يوم
بدر ، وشهد
أحدا . وفرض له
عمر في أربع مائة - يعني في الشهر- ألحقه في البدريين .
وقال
الواقدي : قيل : لم يشهد
أحدا .
سعيد بن عبد العزيز ، عن
مكحول : كانت الصحابة يقولون : أرحمنا بنا
أبو بكر ; وأنطقنا بالحق
عمر ; وأميننا
أبو عبيدة ; وأعلمنا بالحرام والحلال
معاذ ; وأقرؤنا
أبي ، ورجل عنده علم
ابن مسعود ، وتبعهم
عويمر أبو الدرداء بالعقل .
وقال
ابن إسحاق : كان الصحابة يقولون : أتبعنا للعلم والعمل
أبو الدرداء .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16733عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879438أن رسول الله آخى بين سلمان nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ; فجاءه سلمان يزوره ، فإذا nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء متبذلة ، فقال : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك لا حاجة له في الدنيا ، يقوم الليل ، ويصوم النهار . فجاء أبو الدرداء ، فرحب به ، وقرب إليه طعاما . فقال له سلمان : كل . قال : إني صائم . قال : أقسمت عليك لتفطرن . فأكل معه . ثم بات عنده ، فلما كان من الليل ، أراد أبو الدرداء أن يقوم ، فمنعه سلمان وقال : [ ص: 342 ] إن لجسدك عليك حقا . ولربك عليك حقا . ولأهلك عليك حقا ; صم ، وأفطر ، وصل ، وائت أهلك ، وأعط كل ذي حق حقه .
فلما كان وجه الصبح ، قال : قم الآن إن شئت ; فقاما ، فتوضآ ، ثم ركعا ، ثم خرجا إلى الصلاة ، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله بالذي أمره سلمان . فقال له : يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقا ، مثل ما قال لك سلمان .
البابلتي : حدثنا
الأوزاعي : حدثنا
حسان بن عطية ، قال : قال
أبو الدرداء : لو أنسيت آية لم أجد أحدا يذكرنيها إلا رجلا
ببرك الغماد ، رحلت إليه .
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : سلوني ، فوالله لئن فقدتموني لتفقدن رجلا عظيما من أمة
محمد ، صلى الله عليه وسلم .
ربيعة القصير ، عن
أبي إدريس ، عن
يزيد بن عميرة ، قال : لما حضرت
معاذا الوفاة ، قالوا : أوصنا . فقال : العلم والإيمان مكانهما ، من ابتغاهما وجدهما . - قالها ثلاثا- فالتمسوا العلم عند أربعة : عند
عويمر أبي [ ص: 343 ] الدرداء ،
وسلمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=106وعبد الله بن سلام ، الذي كان يهوديا فأسلم .
وعن
ابن مسعود : علماء الناس ثلاثة : واحد
بالعراق ، وآخر
بالشام - يعني :
أبا الدرداء - وهو يحتاج إلى الذي
بالعراق - يعني : نفسه- وهما يحتاجان إلى الذي
بالمدينة ، يعني :
عليا رضي الله عنه .
إسناده ضعيف .
ابن وهب : أخبرني
يحيى بن عبد الله ، عن
عبد الرحمن الحجري ، قال : قال
أبو ذر nindex.php?page=showalam&ids=4لأبي الدرداء : ما حملت ورقاء ، ولا أظلت خضراء ، أعلم منك يا
أبا الدرداء .
منصور ، عن رجل ، عن
مسروق ، قال : وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة :
عمر ،
وعلي ،
وأبي ،
وزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ; ثم انتهى علمهم إلى
علي ، وعبد الله .
وقال
خالد بن معدان : كان
ابن عمر يقول : حدثونا عن العاقلين . فيقال : من العاقلان ؟ فيقول :
معاذ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء .
[ ص: 344 ]
وروى
سعد بن إسحاق ، عن
محمد بن كعب ، قال : جمع القرآن خمسة :
معاذ ،
nindex.php?page=showalam&ids=63وعبادة بن الصامت ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء ،
وأبي ،
وأبو أيوب . فلما كان زمن
عمر ، كتب إليه
يزيد بن أبي سفيان : إن أهل
الشام قد كثروا ، وملئوا
المدائن ، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم . فأعني برجال يعلمونهم . فدعا
عمر الخمسة ; فقال : إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن ، ويفقههم في الدين ، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم ، وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا .
فقالوا : ما كنا لنتساهم ، هذا شيخ كبير -
لأبي أيوب- وأما هذا فسقيم -
لأبي - فخرج
معاذ ،
وعبادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء .
فقال
عمر : ابدءوا
بحمص ، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة ، منهم من يلقن ، فإذا رأيتم ذلك ، فوجهوا إليه طائفة من الناس ، فإذا رضيتم منهم ، فليقم بها واحد ، وليخرج واحد إلى
دمشق ، والآخر إلى
فلسطين . قال : فقدموا
حمص فكانوا بها ; حتى إذا رضوا من الناس أقام بها
عبادة بن الصامت ; وخرج
أبو الدرداء إلى
دمشق ، ومعاذ إلى
فلسطين ، فمات في طاعون
عمواس . ثم صار
عبادة بعد إلى
فلسطين وبها مات . ولم يزل
أبو الدرداء بدمشق حتى مات .
[ ص: 345 ] الأحوص بن حكيم : عن
nindex.php?page=showalam&ids=15880راشد بن سعد ، قال : بلغ
عمر أن
أبا الدرداء ، ابتنى كنيفا
بحمص . فكتب إليه : يا
عويمر ، أما كانت لك كفاية فيما بنت
الروم عن تزيين الدنيا ، وقد أذن الله بخرابها . فإذا أتاك كتابي ، فانتقل إلى
دمشق .
مالك ، عن
يحيى بن سعيد ، قال : كان
أبو الدرداء ، إذا قضى بين اثنين ، ثم أدبرا عنه ، نظر إليهما ، فقال : ارجعا إلي ، أعيدا علي قضيتكما .
معمر ، عن
الأعمش ، عن
عمرو بن مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، قال : كتب
أبو الدرداء إلى
مسلمة بن مخلد : سلام عليك . أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله ، أبغضه الله ; فإذا أبغضه الله ، بغضه إلى عباده .
وقال
أبو وائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : إني لآمركم بالأمر وما أفعله ، ولكن لعل الله يأجرني فيه .
شعبة ، عن
سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن
عمر قال
nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود ،
وأبي ذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء : ما هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأحسبه حبسهم
بالمدينة حتى أصيب .
[ ص: 346 ] سعيد بن عبد العزيز ، عن
مسلم بن مشكم : قال لي
أبو الدرداء : اعدد من في مجلسنا . قال : فجاءوا ألفا وستمائة ونيفا . فكانوا يقرءون ويتسابقون عشرة عشرة ، فإذا صلى الصبح ، انفتل وقرأ جزءا ; فيحدقون به يسمعون ألفاظه . وكان
ابن عامر مقدما فيهم .
وقال
هشام بن عمار : حدثنا
يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : كان
أبو الدرداء يصلي ، ثم يقرئ ويقرأ ، حتى إذا أراد القيام ، قال لأصحابه : هل من وليمة أو عقيقة نشهدها ؟ فإن قالوا : نعم ، وإلا قال : اللهم ، إني أشهدك أني صائم . وهو الذي سن هذه الحلق للقراءة .
قال
القاسم بن عبد الرحمن : كان
أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم .
أبو الضحى ; عن
مسروق ، قال : شاممت أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم- فوجدت علمهم انتهى إلى
عمر ،
وعلي ،
وعبد الله ،
ومعاذ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت . .
وعن
يزيد بن معاوية ، قال : إن
أبا الدرداء من العلماء الفقهاء ، الذين يشفون من الداء .
[ ص: 347 ]
وقال
الليث ، عن رجل عن آخر : رأيت
أبا الدرداء دخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- ومعه من الأتباع مثل السلطان : فمن سائل عن فريضة ، ومن سائل عن حساب ، وسائل عن حديث ، وسائل عن معضلة ، وسائل عن شعر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15884ربيعة بن يزيد القصير : كان
أبو الدرداء إذا حدث عن رسول الله قال : اللهم إن لا هكذا ، وإلا فكشكله .
منصور ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، قال
أبو الدرداء : ما لي أرى علماءكم يذهبون ، وجهالكم لا يتعلمون ! تعلموا ، فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، من وجه مرسل : لن تكون عالما حتى تكون متعلما ، ولا تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا ; إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي : ما عملت فيما علمت ؟ .
جعفر بن برقان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، قال
أبو الدرداء : ويل للذي لا يعلم مرة ، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات .
[ ص: 348 ] ابن عجلان ، عن
عون بن عبد الله : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12328لأم الدرداء : أي
عبادة nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء كانت أكثر ؟ قالت : التفكر والاعتبار .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : تفكر ساعة خير من قيام ليلة .
عمرو بن واقد ، عن
ابن حلبس : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=4لأبي الدرداء - وكان لا يفتر من الذكر- : كم تسبح في كل يوم ؟ قال : مائة ألف ، إلا أن تخطئ الأصابع .
الأعمش ، عن
عمرو بن مرة ، عن
أبي البختري ، قال : بينا
أبو الدرداء يوقد تحت قدر له ، إذ سمعت في القدر صوتا ينشج ، كهيئة صوت الصبي ، ثم انكفأت القدر ، ثم رجعت إلى مكانها ، لم ينصب منها شيء . فجعل
أبو الدرداء ينادي : يا
سلمان ، انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك ! فقال له
سلمان : أما إنك لو سكت ، لسمعت من آيات ربك الكبرى .
الأوزاعي ، عن
بلال بن سعد ، أن
أبا الدرداء قال : أعوذ بالله من تفرقة القلب . قيل : وما تفرقة القلب ؟ قال : أن يجعل لي في كل واد مال .
[ ص: 349 ]
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : لولا ثلاث ما أحببت البقاء : ساعة ظمأ الهواجر ، والسجود في الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر .
الأعمش ، عن
غيلان ، عن
يعلى بن الوليد ، قال : لقيت
أبا الدرداء ، فقلت : ما تحب لمن تحب ؟ قال : الموت . قلت : فإن لم يمت ؟ قال : يقل ماله وولده .
قال
معاوية بن قرة : قال
أبو الدرداء : ثلاثة أحبهن ، ويكرههن الناس : الفقر ، والمرض ، والموت . أحب الفقر تواضعا لربي ، والموت اشتياقا لربي ، والمرض تكفيرا لخطيئتي .
الأوزاعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه : أن
أبا الدرداء أوجعت عينه حتى ذهبت ، فقيل له : لو دعوت الله ؟ فقال : ما فرغت بعد من دعائه لذنوبي ; فكيف أدعو لعيني ؟ .
حريز بن عثمان : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15880راشد بن سعد ، قال : جاء رجل إلى
أبي [ ص: 350 ] الدرداء فقال : أوصني . قال : اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء ; وإذا ذكرت الموتى ، فاجعل نفسك كأحدهم ، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا ، فانظر إلى ما يصير .
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، عن
همام بن الحارث : كان
أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال : " طعام اليتيم " فرد عليه ، فلم يقدر أن يقولها . فقال : قل : طعام الفاجر . فأقرأه " طعام الفاجر " .
منصور ، عن
عبد الله بن مرة ، أن
أبا الدرداء قال : اعبد الله كأنك تراه وعد نفسك في الموتى ، وإياك ودعوة المظلوم ، واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك ، وأن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى .
شيبان ، عن
عاصم ، عن
أبي وائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : إياك ودعوات المظلوم ; فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار .
وروى
لقمان بن عامر ، أن
أبا الدرداء قال : أهل الأموال يأكلون ونأكل ، ويشربون ونشرب ، ويلبسون ونلبس ، ويركبون ونركب ، ولهم فضول أموال ينظرون إليها ، وننظر إليها معهم ، وحسابهم عليها ونحن منها برآء .
وعنه ، قال : الحمد لله الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند
[ ص: 351 ] الموت ، ولا نتمنى أننا مثلهم حينئذ . ما أنصفنا إخواننا الأغنياء : يحبوننا على الدين ، ويعادوننا على الدنيا .
رواه
صفوان بن عمرو الحمصي ، عن
عبد الرحمن بن جبير .
وروى
صفوان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير ، عن أبيه ، قال : لما فتحت
قبرس ، مر بالسبي على
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، فبكى ، فقلت له : تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال : يا
جبير ، بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله ، فلقوا ما ترى . ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه .
بقية ، عن
حبيب بن عمر ، عن
أبي عبد الصمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879439كان أبو الدرداء لا يحدث بحديث إلا تبسم ، فقلت : إني أخاف أن يحمقك الناس . فقال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا يحدث بحديث إلا تبسم .
أخرجه
أحمد في " المسند " .
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، عن
أبي قدامة محمد بن عبيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء ، قالت : كان
nindex.php?page=showalam&ids=4لأبي الدرداء ستون وثلاثمائة خليل في الله . يدعو لهم في الصلاة ، فقلت له في ذلك ، فقال : إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان : ولك بمثل . أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة .
[ ص: 352 ]
وقال
أبو الزاهرية : قال
أبو الدرداء : إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم .
قالت
nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء : لما احتضر
أبو الدرداء ، جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا ؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟ .
أخبرنا
أبو المعالي أحمد بن إسحاق : أخبرنا
الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا
محمد بن عمر القاضي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17002ومحمد بن علي ،
ومحمد بن أحمد الطرائقي : قالوا : أخبرنا
محمد بن أحمد بن المسلمة : أخبرنا
عبيد الله بن عبد الرحمن : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر الفريابي : حدثنا
محمد بن عائذ : حدثنا
الهيثم بن حميد : حدثنا
الوضين بن عطاء ، عن
يزيد بن مزيد ، قال : ذكر
الدجال في مجلس فيه
أبو الدرداء فقال
نوف البكالي إني لغير
الدجال أخوف مني من
الدجال . فقال
أبو الدرداء : وما هو ؟ قال : أخاف أن أستلب إيماني وأنا لا أشعر . فقال
أبو الدرداء : ثكلتك أمك يابن الكندية ! وهل في
[ ص: 353 ] الأرض خمسون يتخوفون ما تتخوف ؟ ثم قال : وثلاثون ، وعشرون ، وعشرة ، وخمسة . ثم قال : وثلاثة . كل ذلك يقول : ثكلتك أمك! والذي نفسي بيده ما أمن عبد على إيمانه إلا سلبه ، أو انتزع منه فيفقده . والذي نفسي بيده ما الإيمان إلا كالقميص يتقمصه مرة ويضعه أخرى .
قال
الواقدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12153وأبو مسهر ،
وابن نمير : مات
أبو الدرداء سنة اثنتين وثلاثين .
وعن
خالد بن معدان ، قال : مات سنة إحدى وثلاثين .
فهذا خطأ ، لأن
الثوري روى عن
الأعمش ، عن
عمارة بن عمير ، عن
حريث بن ظهير ، قال : لما جاء نعي - يعني :
ابن مسعود - إلى
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : أما إنه لم يخلف بعده مثله! ووفاة
عبد الله في سنة 32 .
وروى
إسماعيل بن عبيد الله ، عن
أبي عبيد الله الأشعري ، قال : مات
أبو الدرداء قبل مقتل
عثمان ، رضي الله عنهما .
وقيل : الذين في حلقة إقراء
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء كانوا أزيد من ألف رجل ، ولكل عشرة منهم ملقن ، وكان
أبو الدرداء يطوف عليهم قائما ، فإذا أحكم الرجل منهم ، تحول إلى
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء - يعني يعرض عليه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : من أكثر ذكر الموت قل فرحه ، وقل حسده .
أَبُو الدَّرْدَاءِ ( ع )
الْإِمَامُ الْقُدْوَةُ . قَاضِي
دِمَشْقَ ، وَصَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ وَيُقَالُ :
عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ ، وَيُقَالُ :
ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ . وَقِيلَ :
ابْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ .
حَكِيمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَسَيِّدُ الْقُرَّاءِ
بِدِمَشْقَ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : هُوَ
عُوَيْمِرُ بْنُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أُمِّيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ .
قَالَ : وَيُقَالُ : اسْمُهُ
عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ .
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِدَّةَ أَحَادِيثَ .
[ ص: 336 ]
وَهُوَ مَعْدُودٌ فِيمَنْ تَلَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَبَدًا أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى غَيْرِهِ .
وَهُوَ مَعْدُودٌ فِيمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَتَصَدَّرَ لِلْإِقْرَاءِ
بِدِمَشْقَ فِي خِلَافَةِ
عُثْمَانَ وَقَبْلَ ذَلِكَ .
رَوَى عَنْهُ :
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16789وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَأَبُو أُمَامَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ; وَغَيْرُهُمْ مِنْ جِلَّةِ الصَّحَابَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15622وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15950وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=11811وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16588وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16812وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ ، وَزَوْجَتُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمُّ الدَّرْدَاءِ الْعَالِمَةُ ، وَابْنُهُ
بِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16572وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ ،
وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=12067وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15802وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيُّ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَلِحِقَهُ ; فَإِنْ صَحَّ ، فَلَعَلَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضَ الْقُرْآنِ وَهُوَ صَبِيٌّ .
وَقَرَأَ عَلَيْهِ
عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12328وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ .
وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ : عَرَضَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ :
خُلَيْدُ بْنُ سَعْدٍ ،
وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15802وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ،
وَابْنُ عَامِرٍ . كَذَا قَالَ
الدَّانِيُّ . وَوَلِيَ الْقَضَاءَ
بِدِمَشْقَ ، فِي دَوْلَةِ
عُثْمَانَ . فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ذُكِرَ لَنَا مِنْ قُضَاتِهَا . وَدَارُهُ
بِبَابِ الْبَرِيدِ . ثُمَّ صَارَتْ فِي دَوْلَةِ السُّلْطَانِ
صَلَاحِ الدِّينِ تُعْرَفُ
بِدَارِ الْغَزِّيِّ .
[ ص: 337 ]
وَيُرْوَى لَهُ مِائَةٌ وَتِسْعَةٌ وَسَبْعُونَ حَدِيثًا .
وَاتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيثَيْنِ ، وَانْفَرَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِثَلَاثَةٍ ،
وَمُسْلِمٌ بِثَمَانِيَةٍ .
رَوَى
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ : أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ ،
عُوَيْمِرَ بْنَ عَامِرٍ مِنْ
بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ مَرَّةً : هُوَ
عُوَيْمِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ .
مَاتَ قَبْلَ
عُثْمَانَ بِثَلَاثِ سِنِينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : سَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : اسْمُهُ
عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ . وَلَقَبُهُ :
عُوَيْمِرٌ .
وَقَالَ
أَبُو مُسْهِرٍ : هُوَ
عُوَيْمِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ . وَقَالَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعِدَّةٌ :
عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ .
وَآخِرُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى
أَبَا الدَّرْدَاءِ ، شَيْخٌ عَاشَ إِلَى دَوْلَةِ
الرَّشِيدِ ، فَقَالَ
أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ أَبُو الْحَارِثِ ، قَالَ : رَأَيْتُ
أَبَا الدَّرْدَاءِ أَقْنَى أَشْهَلَ يُخَضِّبُ بِالصُّفْرَةِ .
رَوَى
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15848خَيْثَمَةَ : قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ الْمَبْعَثِ ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ ، جَمَعْتُ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ ، فَلَمْ يَجْتَمِعَا ،
[ ص: 338 ] فَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ ، وَلَزِمْتُ الْعِبَادَةَ .
قُلْتُ : الْأَفْضَلُ جَمْعُ الْأَمْرَيْنِ مَعَ الْجِهَادِ ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ، هُوَ طَرِيقُ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ وَالصُّوفِيَّةِ ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ أَمْزِجَةَ النَّاسِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ ، فَبَعْضُهُمْ يَقْوَى عَلَى الْجَمْعِ ،
كَالصِّدِّيقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَكَمَا كَانَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ ; وَبَعْضُهُمْ يَعْجَزُ ، وَيَقْتَصِرُ عَلَى الْعِبَادَةِ ، وَبَعْضُهُمْ يَقْوَى فِي بِدَايَتِهِ ، ثُمَّ يَعْجَزُ ، وَبِالْعَكْسِ ; وَكُلٌّ سَائِغٌ . وَلَكِنْ لَا بُدَّ مِنَ النَّهْضَةِ بِحُقُوقِ الزَّوْجَةِ وَالْعِيَالِ .
قَالَ
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَسْلَمَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَ
بَدْرٍ ، ثُمَّ شَهِدَ
أُحُدًا ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذَ أَنْ يَرُدَّ مَنْ عَلَى الْجَبَلِ ، فَرَدَّهُمْ وَحْدَهُ . وَكَانَ قَدْ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ قَلِيلًا .
قَالَ
شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ : لَمَّا هُزِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ
أُحُدٍ ،
كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي النَّاسِ ، فَلَمَّا أَظَلَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ فَوْقِهِمْ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : اللَّهُمَّ ، لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُوَنَا فَثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ ، وَانْتَدَبُوا ، وَفِيهِمْ عُوَيْمِرُ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، حَتَّى أَدْحَضُوهُمْ عَنْ مَكَانِهِمْ ، وَكَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ حَسَنَ الْبَلَاءِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ ! .
[ ص: 339 ]
وَقَالَ :
حَكِيمُ أُمَّتِي عُوَيْمِرٌ .
هَذَا رَوَاهُ
يَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16230صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
شُرَيْحٍ .
ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ،
وَثُمَامَةُ ، عَنْ
أَنَسٍ : مَاتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ :
أَبُو الدَّرْدَاءِ ،
وَمُعَاذٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ،
وَأَبُو زَيْدٍ .
وَقَالَ
زَكَرِيَّا ،
وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ : جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ سِتَّةٌ ، وَهُمْ مِنَ
الْأَنْصَارِ :
مُعَاذٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ،
وَزَيْدٌ ،
وَأَبُو زَيْدٍ ،
وَأُبَيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15979وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ .
وَكَانَ بَقِيَ عَلَى
مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ سُورَةٌ أَوْ سُورَتَانِ ، حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
[ ص: 340 ] إِسْمَاعِيلُ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879435كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ أَخَذَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً ، يَعْنِي مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَعَلَّمَ بَقِيَّتَهُ مِنْ مُجَمِّعٍ ، وَلَمْ يَجْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ الْقُرْآنَ غَيْرُ
عُثْمَانَ .
قَالَ
أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ :
كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ آخِرِ الْأَنْصَارِ إِسْلَامًا وَكَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا ، فَدَخَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بَيْتَهُ ، فَكَسَرَا صَنَمَهُ ، فَرَجَعَ فَجَعَلَ يَجْمَعُ الصَّنَمَ ، وَيَقُولُ : وَيْحَكَ! هَلَّا امْتَنَعْتَ! أَلَا دَفَعْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟! ، فَقَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمُّ الدَّرْدَاءِ : لَوْ كَانَ يَنْفَعُ أَوْ يَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ ، دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ ، وَنَفَعَهَا ! .
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : أَعِدِّي لِي مَاءً فِي الْمُغْتَسَلِ . فَاغْتَسَلَ ، وَلَبِسَ حُلَّتَهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ رَوَاحَةَ مُقْبِلًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا أَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَمَا أَرَاهُ إِلَّا جَاءَ فِي طَلَبِنَا ؟ فَقَالَ : إِنَّمَا جَاءَ لِيُسْلِمَ ، إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي nindex.php?page=showalam&ids=4بِأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنْ يُسْلِمَ .
رَوَى مِنْ قَوْلِهِ : " وَكَانَ يَعْبُدُ . . . إِلَى آخِرِهِ "
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11861أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15622جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ .
وَرَوَى مِنْهُ ،
أَبُو صَالِحٍ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11861أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ
جُبَيْرٍ ، عَنْ
[ ص: 341 ] nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ : قَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي إِسْلَامَ nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ . فَأَسْلَمَ .
وَرَوَى
أَبُو مُسْهِرٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ أَسْلَمَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَشَهِدَ
أُحُدًا . وَفَرَضَ لَهُ
عُمَرُ فِي أَرْبَعِ مِائَةٍ - يَعْنِي فِي الشَّهْرِ- أَلْحَقَهُ فِي الْبَدَرِيِّينَ .
وَقَالَ
الْوَاقِدَيُّ : قِيلَ : لَمْ يَشْهَدْ
أُحُدًا .
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
مَكْحُولٍ : كَانَتِ الصَّحَابَةُ يَقُولُونَ : أَرْحَمُنَا بِنَا
أَبُو بَكْرٍ ; وَأَنْطَقُنَا بِالْحَقِّ
عُمَرُ ; وَأَمِينُنَا
أَبُو عُبَيْدَةَ ; وَأَعْلَمُنَا بِالْحَرَامِ وَالْحَلَالِ
مُعَاذٌ ; وَأَقْرَؤُنَا
أُبَيٌّ ، وَرَجُلٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ
ابْنُ مَسْعُودٍ ، وَتَبِعَهُمْ
عُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالْعَقْلِ .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : كَانَ الصَّحَابَةُ يَقُولُونَ : أَتْبَعُنَا لِلْعِلْمِ وَالْعَمَلِ
أَبُو الدَّرْدَاءِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16733عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879438أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ; فَجَاءَهُ سَلْمَانُ يَزُورُهُ ، فَإِذَا nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمُّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةٌ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ : إِنَّ أَخَاكَ لَا حَاجَةَ لَهُ فِي الدُّنْيَا ، يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ . فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، فَرَحَّبَ بِهِ ، وَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا . فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : كُلْ . قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ . قَالَ : أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُفْطِرَنَّ . فَأَكَلَ مَعَهُ . ثُمَّ بَاتَ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ ، أَرَادَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنْ يَقُومَ ، فَمَنَعَهُ سَلْمَانُ وَقَالَ : [ ص: 342 ] إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا . وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا . وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ; صُمْ ، وَأَفْطِرْ ، وَصَلَّ ، وَائْتِ أَهْلَكَ ، وَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقِّ حَقَّهُ .
فَلَمَّا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ ، قَالَ : قُمِ الْآنَ إِنْ شِئْتَ ; فَقَامَا ، فَتَوَضَّآ ، ثُمَّ رَكَعَا ، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلَاةِ ، فَدَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيُخْبِرَ رَسُولَ اللَّهِ بِالَّذِي أَمْرَهُ سَلْمَانُ . فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، مِثْلَ مَا قَالَ لَكَ سَلْمَانُ .
الْبَابْلُتِّيُّ : حَدَّثَنَا
الْأَوْزَاعِيُّ : حَدَّثَنَا
حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : لَوْ أُنْسِيتُ آيَةً لَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُذَكِّرُنِيهَا إِلَّا رَجُلًا
بِبَرْكِ الْغِمَادِ ، رَحَلْتُ إِلَيْهِ .
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15957سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : سَلُونِي ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ فَقَدْتُمُونِي لَتَفْقِدُنَّ رَجُلًا عَظِيمًا مِنْ أَمَةِ
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رَبِيعَةُ الْقَصِيرُ ، عَنْ
أَبِي إِدْرِيسَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ
مُعَاذًا الْوَفَاةُ ، قَالُوا : أَوْصِنَا . فَقَالَ : الْعِلْمُ وَالْإِيمَانُ مَكَانَهُمَا ، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا . - قَالَهَا ثَلَاثًا- فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ : عِنْدَ
عُوَيْمِرٍ أَبِي [ ص: 343 ] الدَّرْدَاءِ ،
وَسَلْمَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=106وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ .
وَعَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ : عُلَمَاءُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ : وَاحِدٌ
بِالْعِرَاقِ ، وَآخَرُ
بِالشَّامِ - يَعْنِي :
أَبَا الدَّرْدَاءِ - وَهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى الَّذِي
بِالْعِرَاقِ - يَعْنِي : نَفْسُهُ- وَهُمَا يَحْتَاجَانِ إِلَى الَّذِي
بِالْمَدِينَةِ ، يَعْنِي :
عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ .
ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو ذَرٍّ nindex.php?page=showalam&ids=4لِأَبِي الدَّرْدَاءِ : مَا حَمَلَتْ وَرْقَاءُ ، وَلَا أَظَلَّتْ خَضْرَاءُ ، أَعْلَمَ مِنْكَ يَا
أَبَا الدَّرْدَاءِ .
مَنْصُورٌ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ
مَسْرُوقٍ ، قَالَ : وَجَدْتُ عِلْمَ الصَّحَابَةِ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ :
عُمَرَ ،
وَعَلِيٍّ ،
وَأُبَيٍّ ،
وَزَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ; ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُهُمْ إِلَى
عَلِيٍّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ .
وَقَالَ
خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ : كَانَ
ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : حَدِّثُونَا عَنِ الْعَاقِلَيْنِ . فَيُقَالُ : مَنِ الْعَاقِلَانِ ؟ فَيَقُولُ :
مُعَاذٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبُو الدَّرْدَاءِ .
[ ص: 344 ]
وَرَوَى
سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : جَمَعَ الْقُرْآنَ خَمْسَةٌ :
مُعَاذٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=63وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ،
وَأُبَيٌّ ،
وَأَبُو أَيُّوبَ . فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ
عُمَرَ ، كَتَبَ إِلَيْهِ
يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ : إِنَّ أَهْلَ
الشَّامِ قَدْ كَثُرُوا ، وَمَلَئُوا
الْمَدَائِنَ ، وَاحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ . فَأَعِنِّي بِرِجَالٍ يُعَلِّمُونَهُمْ . فَدَعَا
عُمَرُ الْخَمْسَةَ ; فَقَالَ : إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدِ اسْتَعَانُونِي مَنْ يَعْلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ ، وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ ، فَأَعِينُونِي يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ بِثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ إِنْ أَحْبَبْتُمْ ، وَإِنِ انْتُدِبَ ثَلَاثَةٌ مِنْكُمْ فَلْيَخْرُجُوا .
فَقَالُوا : مَا كُنَّا لِنَتَسَاهَمَ ، هَذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ -
لِأَبِي أَيُّوبَ- وَأَمَّا هَذَا فَسَقِيمٌ -
لِأُبَيٍّ - فَخَرَجَ
مُعَاذٌ ،
وَعُبَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبُو الدَّرْدَاءِ .
فَقَالَ
عُمَرُ : ابْدَءُوا
بِحِمْصَ ، فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ النَّاسَ عَلَى وُجُوهٍ مُخْتَلِفَةٍ ، مِنْهُمْ مَنْ يَلْقَنُ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ ، فَوَجِّهُوا إِلَيْهِ طَائِفَةً مِنَ النَّاسِ ، فَإِذَا رَضِيتُمْ مِنْهُمْ ، فَلْيَقُمْ بِهَا وَاحِدٌ ، وَلِيَخْرُجَ وَاحِدٌ إِلَى
دِمَشْقَ ، وَالْآخِرُ إِلَى
فِلَسْطِينَ . قَالَ : فَقَدِمُوا
حِمْصَ فَكَانُوا بِهَا ; حَتَّى إِذَا رَضُوا مِنَ النَّاسِ أَقَامَ بِهَا
عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ; وَخَرَجَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى
دِمَشْقَ ، وَمُعَاذٌ إِلَى
فِلَسْطِينَ ، فَمَاتَ فِي طَاعُونِ
عَمَوَاسَ . ثُمَّ صَارَ
عُبَادَةُ بَعْدُ إِلَى
فِلَسْطِينَ وَبِهَا مَاتَ . وَلَمْ يَزَلْ
أَبُو الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ .
[ ص: 345 ] الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15880رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : بَلَغَ
عُمَرُ أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ ، ابْتَنَى كَنِيفًا
بِحِمْصَ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ : يَا
عُوَيْمِرُ ، أَمَا كَانَتْ لَكَ كِفَايَةٌ فِيمَا بَنَتِ
الرُّومُ عَنْ تَزْيِينِ الدُّنْيَا ، وَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ بِخَرَابِهَا . فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي ، فَانْتَقِلْ إِلَى
دِمَشْقَ .
مَالِكٌ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : كَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ ، إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ، ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ ، نَظَرَ إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ : ارْجِعَا إِلَيَّ ، أَعِيدَا عَلَيَّ قَضِيَّتَكُمَا .
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : كَتَبَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى
مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ : سَلَامٌ عَلَيْكَ . أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ، أَبْغَضَهُ اللَّهُ ; فَإِذَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ ، بَغَّضَهُ إِلَى عِبَادِهِ .
وَقَالَ
أَبُو وَائِلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ : إِنِّي لَآمُرُكُمْ بِالْأَمْرِ وَمَا أَفْعَلُهُ ، وَلَكِنْ لَعَلَّ اللَّهَ يَأْجُرُنِي فِيهِ .
شُعْبَةُ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ
عُمَرَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10لِابْنِ مَسْعُودٍ ،
وَأَبِي ذَرٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبِي الدَّرْدَاءِ : مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحْسَبُهُ حَبْسَهُمْ
بِالْمَدِينَةِ حَتَّى أُصِيبَ .
[ ص: 346 ] سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
مُسْلِمِ بْنِ مِشْكَمٍ : قَالَ لِي
أَبُو الدَّرْدَاءِ : اعْدُدْ مَنْ فِي مَجْلِسِنَا . قَالَ : فَجَاءُوا أَلْفًا وَسِتَّمِائَةٍ وَنَيِّفًا . فَكَانُوا يَقْرَءُونَ وَيَتَسَابَقُونَ عَشَرَةً عَشَرَةً ، فَإِذَا صَلَّى الصُّبْحَ ، انْفَتَلَ وَقَرَأَ جُزْءًا ; فَيُحْدِقُونَ بِهِ يَسْمَعُونَ أَلْفَاظَهُ . وَكَانَ
ابْنُ عَامِرٍ مُقَدَّمًا فِيهِمْ .
وَقَالَ
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ يُصَلِّي ، ثُمَّ يُقْرِئُ وَيَقْرَأُ ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ الْقِيَامَ ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : هَلْ مِنْ وَلِيمَةٍ أَوْ عَقِيقَةٍ نَشْهَدُهَا ؟ فَإِنْ قَالُوا : نَعَمْ ، وَإِلَّا قَالَ : اللَّهُمَّ ، إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي صَائِمٌ . وَهُوَ الَّذِي سَنَّ هَذِهِ الْحِلَقَ لِلْقِرَاءَةِ .
قَالَ
الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : كَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعَلَمَ .
أَبُو الضُّحَى ; عَنْ
مَسْرُوقٍ ، قَالَ : شَامَمْتُ أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى
عُمَرَ ،
وَعَلِيٍّ ،
وَعَبْدِ اللَّهِ ،
وَمُعَاذٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ . .
وَعَنْ
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : إِنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْفُقَهَاءِ ، الَّذِينَ يَشْفُونَ مِنَ الدَّاءِ .
[ ص: 347 ]
وَقَالَ
اللَّيْثُ ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ آخَرَ : رَأَيْتُ
أَبَا الدَّرْدَاءِ دَخَلَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ مِنَ الْأَتْبَاعِ مِثْلُ السُّلْطَانِ : فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيضَةٍ ، وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ حِسَابٍ ، وَسَائِلٍ عَنْ حَدِيثٍ ، وَسَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ ، وَسَائِلٍ عَنْ شِعْرٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15884رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ : كَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ لَا هَكَذَا ، وَإِلَّا فَكَشَكْلِهِ .
مَنْصُورٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15957سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا لِي أَرَى عُلَمَاءَكُمْ يَذْهَبُونَ ، وَجُهَّالَكُمْ لَا يَتَعَلَّمُونَ ! تَعَلَّمُوا ، فَإِنَّ الْعَالِمَ وَالْمُتَعَلِّمَ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، مِنْ وَجْهٍ مُرْسَلٍ : لَنْ تَكُونَ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّمًا ، وَلَا تَكُونُ مُتَعَلِّمًا حَتَّى تَكُونَ بِمَا عَلَّمْتَ عَامِلًا ; إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ إِذَا وَقَفْتُ لِلْحِسَابِ أَنْ يُقَالَ لِي : مَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ ؟ .
جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : وَيْلٌ لِلَّذِي لَا يَعْلَمُ مَرَّةً ، وَوَيْلٌ لِلَّذِي يَعْلَمُ وَلَا يَعْمَلُ سَبْعَ مَرَّاتٍ .
[ ص: 348 ] ابْنُ عَجْلَانَ ، عَنْ
عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12328لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ : أَيُّ
عِبَادَةِ nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ كَانَتْ أَكْثَرَ ؟ قَالَتْ : التَّفَكُّرُ وَالِاعْتِبَارُ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ : تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ .
عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ ، عَنِ
ابْنِ حَلْبَسٍ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=4لِأَبِي الدَّرْدَاءِ - وَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الذِّكْرِ- : كَمْ تُسَبَّحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ؟ قَالَ : مِائَةُ أَلْفٍ ، إِلَّا أَنْ تُخْطِئَ الْأَصَابِعُ .
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا
أَبُو الدَّرْدَاءِ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ لَهُ ، إِذْ سَمِعْتُ فِي الْقِدْرِ صَوْتًا يَنْشُجُ ، كَهَيْئَةِ صَوْتِ الصَّبِيِّ ، ثُمَّ انْكَفَأَتِ الْقِدْرُ ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا ، لَمْ يَنْصَبَّ مِنْهَا شَيْءٌ . فَجَعَلَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ يُنَادِي : يَا
سَلْمَانُ ، انْظُرْ إِلَى مَا لَمْ تَنْظُرْ إِلَى مَثْلِهِ أَنْتَ وَلَا أَبُوكَ ! فَقَالَ لَهُ
سَلْمَانُ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ ، لَسَمِعْتَ مِنْ آيَاتِ رَبِّكَ الْكُبْرَى .
الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ
بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ تَفْرِقَةِ الْقَلْبِ . قِيلَ : وَمَا تَفْرِقَةُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ : أَنْ يُجْعَلَ لِي فِي كُلِّ وَادٍ مَالٌ .
[ ص: 349 ]
رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : لَوْلَا ثَلَاثٌ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ : سَاعَةُ ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ ، وَالسُّجُودُ فِي اللَّيْلِ ، وَمُجَالَسَةُ أَقْوَامٍ يَنْتَقُونَ جَيِّدَ الْكَلَامِ كَمَا يُنْتَقَى أَطَايِبُ الثَّمَرِ .
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
غَيْلَانَ ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ : لَقِيتُ
أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَقُلْتُ : مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ ؟ قَالَ : الْمَوْتُ . قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَمُتْ ؟ قَالَ : يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ .
قَالَ
مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ : قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : ثَلَاثَةٌ أُحِبُّهُنَّ ، وَيَكْرَهُهُنَّ النَّاسُ : الْفَقْرُ ، وَالْمَرَضُ ، وَالْمَوْتُ . أَحِبُّ الْفَقْرَ تَوَاضُعًا لِرَبِّي ، وَالْمَوْتَ اشْتِيَاقًا لِرَبِّي ، وَالْمَرَضَ تَكْفِيرًا لِخَطِيئَتِي .
الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17298يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ أُوجِعَتْ عَيْنُهُ حَتَّى ذَهَبَتْ ، فَقِيلَ لَهُ : لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ ؟ فَقَالَ : مَا فَرَغْتُ بَعْدُ مِنْ دُعَائِهِ لِذُنُوبِي ; فَكَيْفَ أَدْعُو لِعَيْنِي ؟ .
حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15880رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
أَبِي [ ص: 350 ] الدَّرْدَاءِ فَقَالَ : أَوْصِنِي . قَالَ : اذْكُرِ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ يَذْكُرُكَ فِي الضَّرَّاءِ ; وَإِذَا ذَكَرْتَ الْمَوْتَى ، فَاجْعَلْ نَفْسَكَ كَأَحَدِهِمْ ، وَإِذَا أَشْرَفَتْ نَفْسُكَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا ، فَانْظُرْ إِلَى مَا يَصِيرُ .
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ : كَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُ رَجُلًا أَعْجَمِيًّا :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ فَقَالَ : " طَعَامُ الْيَتِيمِ " فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَقُولَهَا . فَقَالَ : قُلْ : طَعَامُ الْفَاجِرِ . فَأَقْرَأَهُ " طَعَامُ الْفَاجِرِ " .
مَنْصُورٌ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ ، أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ : اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى ، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْهِيكَ ، وَأَنَّ الْبِرَّ لَا يَبْلَى ، وَأَنَّ الْإِثْمَ لَا يُنْسَى .
شَيْبَانُ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ : إِيَّاكَ وَدَعَوَاتِ الْمَظْلُومِ ; فَإِنَّهُنَّ يَصْعَدْنَ إِلَى اللَّهِ كَأَنَّهُنَّ شَرَارَاتٌ مِنْ نَارٍ .
وَرَوَى
لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ ، أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ : أَهْلُ الْأَمْوَالِ يَأْكُلُونَ وَنَأْكُلُ ، وَيَشْرَبُونَ وَنَشْرَبُ ، وَيَلْبَسُونَ وَنَلْبَسُ ، وَيَرْكَبُونَ وَنَرْكَبُ ، وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا ، وَنَنْظُرُ إِلَيْهَا مَعَهُمْ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَيْهَا وَنَحْنُ مِنْهَا بُرَآءُ .
وَعَنْهُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْأَغْنِيَاءَ يَتَمَنَّوْنَ أَنَّهُمْ مِثْلُنَا عِنْدَ
[ ص: 351 ] الْمَوْتِ ، وَلَا نَتَمَنَّى أَنَّنَا مِثْلُهُمْ حِينَئِذٍ . مَا أَنْصَفَنَا إِخْوَانُنَا الْأَغْنِيَاءُ : يُحِبُّونَنَا عَلَى الدِّينِ ، وَيُعَادُونَنَا عَلَى الدُّنْيَا .
رَوَاهُ
صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ .
وَرَوَى
صَفْوَانُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا فُتِحَتْ
قُبْرُسُ ، مُرَّ بِالسَّبْيِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَبَكَى ، فَقُلْتُ لَهُ : تَبْكِي فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ ؟ قَالَ : يَا
جُبَيْرُ ، بَيْنَا هَذِهِ الْأُمَّةُ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ إِذْ عَصَوُا اللَّهَ ، فَلَقُوا مَا تَرَى . مَا أَهْوَنَ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا هُمْ عَصَوْهُ .
بَقِيَّةٌ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ الصَّمَدِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879439كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا تَبَسَّمَ ، فَقُلْتُ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُحَمِّقُكَ النَّاسُ . فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا تَبَسَّمَ .
أَخْرَجَهُ
أَحْمَدُ فِي " الْمُسْنَدِ " .
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ
أَبِي قُدَامَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، قَالَتْ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=4لِأَبِي الدَّرْدَاءِ سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ خَلِيلٍ فِي اللَّهِ . يَدْعُو لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ رَجُلٌ يَدْعُو لِأَخِيهِ فِي الْغَيْبِ إِلَّا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ يَقُولَانِ : وَلَكَ بِمِثْلٍ . أَفَلَا أَرْغَبُ أَنْ تَدْعُوَ لِي الْمَلَائِكَةُ .
[ ص: 352 ]
وَقَالَ
أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ : قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : إِنَّا لَنُكَشِّرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ .
قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمُّ الدَّرْدَاءِ : لَمَّا احْتُضِرَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ ، جَعَلَ يَقُولُ : مَنْ يَعْمَلُ لِمِثْلِ يَوْمِي هَذَا ؟ مَنْ يَعْمَلُ لِمِثْلِ مَضْجَعِي هَذَا ؟ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ : أَخْبَرَنَا
الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17002وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِقِيُّ : قَالُوا : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ : أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14907جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ : حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا
الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ مَزِيدٍ ، قَالَ : ذُكِرَ
الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ
أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ
نَوْفٌ الْبَكَّالِيُّ إِنِّي لِغَيْرِ
الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي مِنَ
الدَّجَّالِ . فَقَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ أُسْتَلَبَ إِيمَانِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ . فَقَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَابْنَ الْكِنْدِيَّةِ ! وَهَلْ فِي
[ ص: 353 ] الْأَرْضِ خَمْسُونَ يَتَخَوَّفُونَ مَا تَتَخَوَّفُ ؟ ثُمَّ قَالَ : وَثَلَاثُونَ ، وَعِشْرُونَ ، وَعَشَرَةٌ ، وَخَمْسَةٌ . ثُمَّ قَالَ : وَثَلَاثَةٌ . كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَمِنَ عَبْدٌ عَلَى إِيمَانِهِ إِلَّا سُلِبَهُ ، أَوِ انْتُزِعَ مِنْهُ فَيَفْقِدُهُ . وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا الْإِيمَانُ إِلَّا كَالْقَمِيصِ يَتَقَمَّصُهُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى .
قَالَ
الْوَاقِدِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12153وَأَبُو مُسْهِرٍ ،
وَابْنُ نُمَيْرٍ : مَاتَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ .
وَعَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ .
فَهَذَا خَطَأٌ ، لِأَنَّ
الثَّوْرِيَّ رَوَى عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
حُرَيْثِ بْنِ ظُهَيْرٍ ، قَالَ : لَمَّا جَاءَ نَعْيُ - يَعْنِي :
ابْنَ مَسْعُودٍ - إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْلُفْ بَعْدَهُ مِثْلُهُ! وَوَفَاةُ
عَبْدِ اللَّهِ فِي سَنَةِ 32 .
وَرَوَى
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : مَاتَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ قَبْلَ مَقْتَلِ
عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
وَقِيلَ : الَّذِينَ فِي حَلْقَةِ إِقْرَاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ كَانُوا أَزْيَدَ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ ، وَلِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنْهُمْ مُلَقِّنٌ ، وَكَانَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ قَائِمًا ، فَإِذَا أَحْكَمَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ ، تُحُوِّلَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ - يَعْنِي يُعْرَضُ عَلَيْهِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَلَّ فَرَحُهُ ، وَقَلَّ حَسَدُهُ .