[ ص: 9 ] ابن خاقان
الوزير الكبير أبو الحسن ، عبيد الله بن يحيى بن خاقان التركي ، ثم البغدادي .
وزر
للمتوكل ،
وللمعتمد . وجرت له أمور . وقد نفاه
المستعين إلى
برقة ، ثم قدم
بغداد بعد خمس سنين ، ثم وزر سنة ست وخمسين .
ذكر
محرز الكاتب أن
عبيد الله مرض ، فعاده عمه
الفتح ، وقال : إن أمير المؤمنين يسأل عن علتك . فقال :
عليل من مكانين من الأسقام والدين وفي هذين لي شغل
وحسبي شغل هذين
فوصله
المتوكل بألف ألف .
وروى
الصولي : أن
المتوكل قال : قد مللت عرض الشيوخ ، فابغوني حدثا . ثم طلب
عبيد الله ، فلما خاطبه ، أعجبته حركته ، فأمره أن يكتب ، فأعجبه خطه ، فقال عمه
الفتح : والذي كتب أحسن . قال : وما كتب ؟ قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا وقد تفاءلت بذلك . فولاه العرض ، وحظي عند
المتوكل . وكان سمحا جوادا .
[ ص: 10 ] وقيل : لم يكن له حظ من الصناعة ، فأيد بأعوان وكفاة .
وكان واسع الحيلة . ونفاه
المعتز ، فلما ولي
المعتمد طلبه ، وخلع عليه ، فأدبته النكبة ، وتهذب كثيرا . وله أخبار في الحلم والسخاء .
مات وعليه ستمائة ألف دينار ، مع كثرة ضياعه .
قيل : صدمه خادمه
رشيق في لعب الصوالجة فسقط ، ثم مات ليومه ، سنة ثلاث وستين ومائتين .
وقد وزر ابنه
أبو علي محمد بن عبيد الله ووزر حفيده
أبو القاسم عبد الله بن محمد للمقتدر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة . وتوفي سنة أربع عشرة .
[ ص: 9 ] ابْنُ خَاقَانَ
الْوَزِيرُ الْكَبِيْرُ أَبُو الْحَسَنِ ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ التُّرْكِيُّ ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ .
وَزَرَ
لِلْمُتَوَكِّلِ ،
وَلِلْمُعْتَمِدِ . وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ . وَقَدْ نَفَاهُ
الْمُسْتَعِينُ إِلَى
بَرْقَةَ ، ثُمَّ قَدِمَ
بَغْدَادَ بَعْدَ خَمْسِ سِنِينَ ، ثُمَّ وَزَرَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ .
ذَكَرَ
مُحْرِزٌ الْكَاتِبُ أَنَّ
عُبَيْدَ اللَّهِ مَرِضَ ، فَعَادَهُ عَمُّهُ
الْفَتْحُ ، وَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُ عَنْ عِلَّتِكَ . فَقَالَ :
عَلِيْلٌ مِنْ مَكَانَيْنِ مِنَ الْأَسْقَامِ وَالدَّيْنِ وَفِي هَذَيْنِ لِي شُغْلٌ
وَحَسْبِي شُغْلُ هَذَيْنِ
فَوَصَلَهُ
الْمُتَوَكِّلُ بِأَلْفِ أَلْفٍ .
وَرَوَى
الصُّولِيُّ : أَنَّ
الْمُتَوَكِّلَ قَالَ : قَدْ مَلِلْتُ عَرْضَ الشُّيُوخِ ، فَابْغُونِي حَدَثًا . ثُمَّ طَلَبَ
عُبَيْدَ اللَّهِ ، فَلَمَّا خَاطَبَهُ ، أَعْجَبَتْهُ حَرَكَتُهُ ، فَأَمْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ ، فَأَعْجَبَهُ خَطُّهُ ، فَقَالَ عَمُّهُ
الْفَتْحُ : وَالَّذِي كَتَبَ أَحْسَنُ . قَالَ : وَمَا كَتَبَ ؟ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا وَقَدْ تَفَاءَلْتُ بِذَلِكَ . فَوَلَّاهُ الْعَرْضَ ، وَحَظِيَ عِنْدَ
الْمُتَوَكِّلِ . وَكَانَ سَمْحًا جَوَادًا .
[ ص: 10 ] وَقِيلَ : لَمْ يَكُنْ لَهُ حَظٌّ مِنَ الصِّنَاعَةِ ، فَأُيِّدَ بِأَعْوَانٍ وَكُفَاةٍ .
وَكَانَ وَاسِعَ الْحِيلَةِ . وَنَفَاهُ
الْمُعْتَزُّ ، فَلَمَّا وَلِيَ
الْمُعْتَمِدُ طَلَبَهُ ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ ، فَأَدَّبَتْهُ النَّكْبَةُ ، وَتَهَذَّبَ كَثِيرًا . وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّخَاءِ .
مَاتَ وَعَلَيْهِ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ ، مَعَ كَثْرَةِ ضِيَاعِهِ .
قِيلَ : صَدَمَهُ خَادِمُهُ
رَشِيقٌ فِي لَعِبِ الصَّوَالِجَةِ فَسَقَطَ ، ثُمَّ مَاتَ لِيَوْمِهِ ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ .
وَقَدْ وَزَرَ ابْنُهُ
أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَوَزَرَ حَفِيْدُهُ
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ لِلْمُقْتَدِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ . وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ .