خمارويه
ابن أحمد بن طولون التركي : صاحب
مصر والشام .
[ ص: 447 ] ولي بعد أبيه وله عشرون سنة ، فكانت دولته ثنتي عشرة سنة . وكان بطلا شجاعا جوادا مبذرا مسرفا على نفسه .
روى
علي بن محمد الماذرائي ، عن عم أبيه قال : تنزه
خمارويه بعذراء فغناه المغني ، فطرب ، فأمر له بمائة ألف دينار ، فكلمه خازنه في ذلك ، فقال : كيف أرجع عما قلت ؟ لكن عجل له مائة ألف درهم ، وفرق ما تبقى ، وابسطه له .
وروى
الماذرائي ، عن أبيه ، قال : كنا مع أبي الجيش
خمارويه على
نهر ثورا ، فأتاه أعرابي فأخذ بلجامه ، وقال : اسمع لي . قال : قل . قال :
إن السنان وحد السيف لو نطقا لحدثا عنك بين الناس بالعجب أتلفت مالك تعطيه وتنهبه
يا آفة الفضة البيضاء والذهب
[ ص: 448 ] فأعطاه خمس مائة دينار ، فقال : أيها الملك ! زدني . فقال للغلمان : اطرحوا له سيوفكم ومناطقكم . وقد ملك من
النوبة إلى
الفرات . ولما استخلف المعتضد ، سارع
خمارويه بالتحف إليه ، فتزوج
المعتضد بابنته . قيل : أراد أن يفقره بجهازها .
يقال : قتله مماليكه للفاحشة في ذي الحجة ، سنة اثنتين وثمانين ومائتين
بدير مران ، ثم ضربت رقابهم .
خُمَارَوَيْهِ
ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ طُولُونَ التُّرْكِيُّ : صَاحِبُ
مِصْرَ وَالشَّامِ .
[ ص: 447 ] وَلِيَ بَعْدَ أَبِيهِ وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً ، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةَ . وَكَانَ بَطَلًا شُجَاعًا جَوَادًا مُبَذِّرًا مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ .
رَوَى
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَاذَرَائِيُّ ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ قَالَ : تَنَزَّهَ
خُمَارَوَيْهِ بِعَذْرَاءَ فَغَنَّاهُ الْمُغَنِّي ، فَطَرِبَ ، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ ، فَكَلَّمَهُ خَازِنُهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَرْجِعُ عَمَّا قُلْتُ ؟ لَكِنْ عَجِّلْ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَفَرِّقْ مَا تَبَقَّى ، وَابْسُطْهُ لَهُ .
وَرَوَى
الْمَاذَرَائِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي الْجَيْشِ
خُمَارَوَيْهِ عَلَى
نَهْرِ ثُورَا ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِلِجَامِهِ ، وَقَالَ : اسْمَعْ لِي . قَالَ : قُلْ . قَالَ :
إِنَّ السِّنَانَ وَحَدَّ السَّيْفِ لَوْ نَطَقَا لَحَدَّثَا عَنْكَ بَيْنَ النَّاسِ بِالْعَجَبِ أَتْلَفْتَ مَالَكَ تُعْطِيهِ وَتُنْهِبُهُ
يَا آفَةَ الْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ وَالذَّهَبِ
[ ص: 448 ] فَأَعْطَاهُ خَمْسَ مِائَةِ دِينَارٍ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ! زِدْنِي . فَقَالَ لِلْغِلْمَانِ : اطْرَحُوا لَهُ سُيُوفَكُمْ وَمَنَاطِقَكُمْ . وَقَدْ مَلَكَ مِنَ
النُّوبَةِ إِلَى
الْفُرَاتِ . وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمُعْتَضِدُ ، سَارَعَ
خُمَارَوَيْهِ بِالتُّحَفِ إِلَيْهِ ، فَتَزَوَّجَ
الْمُعْتَضِدُ بِابْنَتِهِ . قِيلَ : أَرَادَ أَنْ يُفْقِرَهُ بِجِهَازِهَا .
يُقَالُ : قَتَلَهُ مَمَالِيكُهُ لِلْفَاحِشَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
بِدَيْرِ مُرَّانَ ، ثُمَّ ضُرِبَتْ رِقَابُهُمْ .