ومن معرفته بالتعبير :
قال الواقدي : كان من أعبر الناس للرؤيا ، أخذ ذلك عن سعيد بن المسيب ، وأخذته أسماء بنت أبي بكر الصديق أسماء عن أبيها ، ثم ساق الواقدي عدة منامات ، منها
حدثنا موسى بن يعقوب ، عن الوليد بن عمرو بن مسافع ، عن عمر بن حبيب بن قليع قال : كنت جالسا عند يوما ، وقد ضاقت بي الأشياء ، ورهقني دين ، فجاءه رجل ، فقال : رأيت كأني أخذت سعيد بن المسيب ، فأضجعته إلى الأرض ، وبطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد . عبد الملك بن مروان
قال : ما أنت رأيتها . قال : بلى . قال : لا أخبرك أو تخبرني قال : ابن الزبير رآها ، وهو بعثني إليك . قال : لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك ، وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة . قال : فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته ، فسر ، وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته ، وأمر بقضاء ديني وأصبت منه خيرا .
[ ص: 236 ] قال : وحدثني الحكم بن القاسم ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، قال : قال رجل : رأيت كأن يبول في قبلة عبد الملك بن مروان مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أربع مرار . فذكرت ذلك ، فقال : إن صدقت رؤياك ، قام فيه من صلبه أربعة خلفاء . لسعيد بن المسيب
وأخبرنا عبد السلام بن حفص ، عن شريك بن أبي نمر ، قلت : رأيت كأن أسناني سقطت في يدي ، ثم دفنتها . فقال : إن صدقت رؤياك ، دفنت أسنانك من أهل بيتك . لسعيد بن المسيب
وحدثنا ابن أبي ذئب ، عن مسلم الحناط قال رجل : رأيت أني أبول في يدي . فقال : اتق الله ; فإن تحتك ذات محرم ، فنظر فإذا امرأة بينهما رضاع . لابن المسيب
وبه ، وجاءه آخر فقال : أراني كأني أبول في أصل زيتونة . فقال : إن تحتك ذات رحم . فنظر فوجد كذلك .
وقال له رجل : إني رأيت كأن حمامة وقعت على المنارة ، فقال : يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر .
وبه ، عن ابن المسيب قال : الكبل في النوم ثبات في الدين . وقيل له : يا أبا محمد ، رأيت كأني في الظل ، فقمت إلى الشمس . فقال : إن صدقت رؤياك ، لتخرجن من الإسلام . قال : يا أبا محمد ، إني أراني [ ص: 237 ] أخرجت حتى أدخلت في الشمس ، فجلست . قال : تكره على الكفر . قال : فأسر وأكره على الكفر ، ثم رجع ، فكان يخبر بهذا بالمدينة .
وحدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب ، قال رجل : إنه رأى كأنه يخوض النار . قال : لا تموت حتى تركب البحر ، وتموت قتيلا . فركب البحر ، وأشفى على الهلكة ، وقتل يوم لابن المسيب قديد .
وحدثنا صالح بن خوات ، عن ابن المسيب ، قال : آخر الرؤيا أربعون سنة -يعني تأويلها .
روى هذا الفصل ابن سعد في " الطبقات " عن الواقدي .
سلام بن مسكين : عن عمران بن عبد الله ، قال : رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب : قل هو الله أحد فاستبشر به ، وأهل بيته ، فقصوها على ، فقال : إن صدقت رؤياه فقلما بقي من أجله ، فمات بعد أيام . سعيد بن المسيب