سعيد بن جبير ( ع )
ابن هشام ، الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد ، أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله الأسدي الوالبي ، مولاهم الكوفي ، أحد الأعلام .
[ ص: 322 ] روى عن
ابن عباس فأكثر وجود ، وعن
عبد الله بن مغفل ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ،
nindex.php?page=showalam&ids=76وعدي بن حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=110وأبي موسى الأشعري في سنن
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=91وأبي مسعود البدري - وهو مرسل - وعن
ابن عمر ،
وابن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=190والضحاك بن قيس ،
وأنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري .
وروى عن التابعين ، مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي . وكان من كبار العلماء .
قرأ القرآن على
ابن عباس . قرأ عليه
أبو عمرو بن العلاء وطائفة .
وحدث عنه
أبو صالح السمان ،
وآدم بن سليمان والد يحيى ،
وأشعث بن أبي الشعثاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني وبكير بن شهاب ،
وثابت بن عجلان ،
وأبو المقدام ثابت بن هرمز ،
وجعفر بن أبي المغيرة ،
وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية ،
nindex.php?page=showalam&ids=15683وحبيب بن أبي ثابت ،
وحبيب بن أبي عمرة ،
وحسان بن أبي الأشرس ،
وحصين ،
والحكم ،
وحماد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15822وخصيف الجزري ،
وزر الهمداني ،
وزيد العمي ،
وسالم الأفطس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16024وسلمة بن كهيل ،
وسليمان بن أبي المغيرة ،
وسليمان الأحول ،
وسليمان الأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب ،
وأبو سنان ضرار بن مرة ،
وطارق بن عبد الرحمن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف ،
وأبو سنان طلحة بن نافع ،
وأبو حريز عبد الله بن حسين ، وابنه
عبد الله بن سعيد ،
وعبد الله بن عثمان بن خثيم ،
[ ص: 323 ] وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى ،
وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16395وعبد الكريم الجزري ،
وعبد الكريم أبو أمية البصري ، وابنه
عبد الملك بن سعيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16486وعبد الملك بن أبي سليمان ،
وعبد الملك بن ميسرة ،
وعثمان بن حكيم ،
وعثمان بن أبي سليمان ،
وعثمان بن قيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16558وعدي بن ثابت ،
وعزرة بن عبد الرحمن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16571وعطاء بن السائب ،
وعكرمة بن خالد ،
وعلي بن بذيمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16650وعمار الدهني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ،
وعمرو بن سعيد البصري ،
وعمرو بن عمرو المدني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16718وعمرو بن مرة ،
وعمرو بن هرم ،
وفرقد السبخي ،
وفضيل بن عمرو الفقيمي ،
والقاسم بن أبي أيوب ،
والقاسم بن أبي بزة ،
وكثير بن كثير بن المطلب ،
وكلثوم بن جبر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16871ومالك بن دينار ،
ومجاهد رفيقه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16971ومحمد بن سوقة ،
ومحمد بن أبي محمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ،
ومحمد بن واسع ،
ومسعود بن مالك ،
ومسلم البطين ،
والمغيرة بن النعمان ،
ومنصور بن حيان ،
nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور بن المعتمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15342والمنهال بن عمرو ،
وموسى بن أبي عائشة ،
وأبو شهاب الحناط الأكبر موسى بن نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=17188وميمون بن مهران ،
nindex.php?page=showalam&ids=17240وهشام بن حسان ،
وهلال بن خباب ،
ووبرة بن عبد الرحمن ،
ووهب بن مأنوس ،
وأبو هبيرة يحيى بن عباد ،
ويحيى بن ميمون أبو المعلى العطار ،
ويعلى بن حكيم ،
ويعلى بن مسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11813وأبو إسحاق السبيعي ،
وأبو حصين الأسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11862وأبو الزبير المكي ،
وأبو الصهباء الكوفي ،
وأبو عون الثقفي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12188وأبو هاشم الرماني ، وخلق كثير .
روى
ضمرة بن ربيعة ، عن
أصبغ بن زيد ، قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير ديك ، كان يقوم من الليل بصياحه ، فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح ، فلم يصل سعيد تلك الليلة ، فشق عليه ، فقال : ما له قطع الله صوته ؟ فما سمع له صوت بعد . فقالت له أمه : يا بني ، لا تدع على شيء بعدها .
[ ص: 324 ] قال
أبو الشيخ : قدم
سعيد أصبهان زمن
الحجاج ، وأخذوا عنه .
وعن
عمر بن حبيب قال : كان
سعيد بن جبير بأصبهان لا يحدث ، ثم رجع إلى
الكوفة فجعل يحدث ، فقلنا له في ذلك فقال : انشر بزك حيث تعرف .
قال
عطاء بن السائب : كان
سعيد بن جبير بفارس ، وكان يتحزن ، يقول : ليس أحد يسألني عن شيء . وكان يبكينا ، ثم عسى أن لا يقوم حتى نضحك .
شعبة ، عن
القاسم بن أبي أيوب : كان
سعيد بن جبير بأصبهان ، وكان غلام مجوسي يخدمه ، وكان يأتيه بالمصحف في غلافه .
قال
القاسم بن أبي أيوب : سمعت
سعيدا يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .
أنبأنا
أحمد بن أبي الخير ، عن
اللبان ، أنبأنا
الحداد ، أنبأنا
أبو نعيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12244أحمد بن جعفر ، حدثنا
عبد الله بن أحمد ، حدثنا
سعيد بن أبي الربيع السمان ، حدثنا
أبو عوانة ، عن
إسحاق مولى عبد الله بن عمر ، عن
هلال بن يساف ، قال : دخل
سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة .
الحسن بن صالح ، عن
وقاء بن إياس ، قال : كان
سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان ، وكانوا يؤخرون العشاء .
[ ص: 325 ] قلت : هذا خلاف السنة ، وقد صح النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث .
يزيد : أنبأنا
عبد الملك بن أبي سليمان ، عن
سعيد بن جبير ، أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين .
يعقوب القمي ، عن
جعفر بن أبي المغيرة : كان
ابن عباس إذا أتاه
أهل الكوفة يستفتونه ، يقول : أليس فيكم
ابن أم الدهماء ؟ يعني
سعيد بن جبير .
قال
ابن مهدي ، عن
سفيان ، عن
عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : لقد مات
سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه .
وقال
ضرار بن مرة ، عن
سعيد بن جبير ، قال : التوكل على الله جماع الإيمان .
وكان يدعو : اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك .
أبو عوانة ، عن
هلال بن خباب ، قال : خرجت مع
سعيد بن جبير في رجب ، فأحرم من
الكوفة بعمرة ، ثم رجع من عمرته ، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة ، وكان يحرم في كل سنة مرتين ، مرة للحج ، ومرة للعمرة .
[ ص: 326 ] ابن لهيعة ، عن
عطاء بن دينار ، عن
سعيد بن جبير ، قال : إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك ، فتلك الخشية ، والذكر طاعة الله ، فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن .
وروي عن
حبيب بن أبي ثابت : قال لي
سعيد بن جبير : لأن أنشر علمي أحب إلي من أن أذهب به إلى قبري .
قال
هلال بن خباب : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا ذهب علماؤهم .
وقال
عمر بن ذر : كتب
سعيد بن جبير إلى أبي كتابا أوصاه بتقوى الله وقال : إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة ، فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره .
أحمد حدثنا
معتمر ، عن
الفضيل بن ميسرة ، عن
أبي حريز ، أن
سعيد بن جبير قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر . تعجبه العبادة ويقول : أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم
عرفة .
عباد بن العوام : أنبأنا
هلال بن خباب : خرجنا مع
سعيد بن جبير في
[ ص: 327 ] جنازة ، فكان يحدثنا في الطريق ويذكرنا ، حتى بلغ ، فلما جلس ، لم يزل يحدثنا حتى قمنا ، فرجعنا ، وكان كثير الذكر لله .
وعن
سعيد ، قال : وددت الناس أخذوا ما عندي ; فإنه مما يهمني .
أبو بكر بن عياش ، عن
أبي حصين ، قال : أتيت
سعيد بن جبير بمكة ، فقلت : إن هذا الرجل قادم - يعني
nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد بن عبد الله - ولا آمنه عليك ، فأطعني واخرج . فقال : والله لقد فررت حتى استحييت من الله . قلت : إني لأراك كما سمتك أمك
سعيدا . فقدم
خالد مكة ، فأرسل إليه فأخذه .
أحمد : حدثنا
إبراهيم بن خالد ، حدثنا
أمية بن شبل ، عن
عثمان بن برذويه قال : كنت مع
وهب nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير يوم
عرفة بنخيل ابن عامر ، فقال له
وهب : يا
أبا عبد الله ، كم لك منذ خفت من
الحجاج ؟ قال : خرجت عن امرأتي وهي حامل ، فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه . فقال
وهب : إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء ، وإذا أصابه رخاء عده بلاء .
[ ص: 328 ] قال
سالم بن أبي حفصة لما أتي
الحجاج بسعيد بن جبير قال : أنا
سعيد بن جبير ، قال : أنت شقي بن كسير ، لأقتلنك . قال : فإذا أنا كما سمتني أمي ، ثم قال : دعوني أصل ركعتين . قال : وجهوه إلى قبلة
النصارى . قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله وقال : إني أستعيذ منك بما عاذت به
مريم . قال : وما عاذت به ؟ قال : قالت :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا .
رواها
ابن عيينة ، عن
سالم . ثم قال
ابن عيينة : لم يقتل بعد
سعيد إلا رجلا واحدا .
وعن
عتبة مولى الحجاج ، قال : حضرت
سعيدا حين أتي به
الحجاج بواسط ، فجعل
الحجاج يقول : ألم أفعل بك ؟ ! ألم أفعل بك ؟ ! فيقول : بلى . قال : فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا ؟ قال : بيعة كانت علي - يعني
لابن الأشعث - فغضب
الحجاج وصفق بيديه ، وقال : فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى . وأمر به ، فضربت عنقه .
وقيل : لو لم يواجهه
سعيد بن جبير بهذا ، لاستحياه كما عفا عن
الشعبي لما لاطفه في الاعتذار .
حامد بن يحيى البلخي : حدثنا
حفص أبو مقاتل السمرقندي ، حدثنا
عون بن أبي شداد : بلغني أن
الحجاج لما ذكر له
سعيد بن جبير أرسل إليه قائدا يسمى
المتلمس بن أحوص في عشرين من
أهل الشام . فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعته ، فسألوه عنه فقال : صفوه لي ، فوصفوه فدلهم عليه ، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته ، فدنوا وسلموا ،
[ ص: 329 ] فرفع رأسه ، فأتم بقية صلاته ، ثم رد السلام ، فقالوا : إنا رسل
الحجاج إليك ، فأجبه ، قال : ولا بد من الإجابة ؟ قالوا : لا بد . فحمد الله وأثنى عليه وقام معهم حتى انتهى إلى دير الراهب ، فقال الراهب : يا معشر الفرسان أصبتم صاحبكم ؟ قالوا : نعم . فقال : اصعدوا ، فإن اللبؤة والأسد يأويان حول الدير . ففعلوا وأبى
سعيد أن يدخل . فقالوا : ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا ، قال : لا ، ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدا ، قالوا : فإنا لا ندعك ، فإن السباع تقتلك ، قال : لا ضير ، إن معي ربي يصرفها عني ويجعلها حرسا تحرسني ، قالوا : فأنت من الأنبياء ؟ قال : ما أنا من الأنبياء ، ولكن عبد من عبيد الله مذنب . قال الراهب : فليعطني ما أثق به على طمأنينة . فعرضوا على
سعيد أن يعطي الراهب ما يريد ، قال : إني أعطي العظيم الذي لا شريك له ، لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله . فرضي الراهب بذلك ، فقال لهم : اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح ; فإنه كره الدخول في الصومعة لمكانكم . فلما صعدوا وأوتروا القسي ، إذا هم بلبؤة قد أقبلت ، فلما دنت من
سعيد ، تحككت به وتمسحت به ، ثم ربضت قريبا منه . وأقبل الأسد يصنع كذلك . فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا ، نزل إليه ، فسأله عن شرائع دينه ، وسنن رسوله ، ففسر له
سعيد ذلك كله ، فأسلم . وأقبل القوم على
سعيد يعتذرون إليه ويقبلون يديه ورجليه ، ويأخذون التراب الذي وطئه فيقولون : يا
سعيد ، حلفنا
الحجاج بالطلاق والعتاق ، إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه ، فمرنا بما شئت ، قال : امضوا لأمركم ، فإني لائذ بخالقي ولا راد لقضائه ، فساروا حتى بلغوا واسطا فقال
سعيد : قد تحرمت بكم وصحبتكم ، ولست أشك أن أجلي قد حضر فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت ، وأستعد لمنكر ونكير ، وأذكر عذاب القبر ، فإذا أصبحتم
[ ص: 330 ] فالميعاد بيننا المكان الذي تريدون . فقال بعضهم : لا تريدون أثرا بعد عين ، وقال بعضهم : قد بلغتم أمنكم واستوجبتم جوائز الأمير ، فلا تعجزوا عنه . وقال بعضهم : يعطيكم ما أعطى الراهب ، ويلكم أما لكم عبرة بالأسد ؟ ! ونظروا إلى
سعيد قد دمعت عيناه ، وشعث رأسه ، واغبر لونه ، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه ، فقالوا : يا خير أهل الأرض ، ليتنا لم نعرفك ، ولم نسرح إليك ، الويل لنا ويلا طويلا ، كيف ابتلينا بك ! اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر ، فإنه القاضي الأكبر ، والعدل الذي لا يجور . قال : ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله في . فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة ، قال كفيله : أسألك بالله لما زودتنا من دعائك وكلامك ، فإنا لن نلقى مثلك أبدا . ففعل ذلك ، فخلوا سبيله ، فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم محتفون الليل كله ، ينادون بالويل واللهف . فلما انشق عمود الصبح ، جاءهم
سعيد فقرع الباب ، فنزلوا وبكوا معه ، وذهبوا به إلى
الحجاج ، وآخر معه ، فدخلا ، فقال
الحجاج : أتيتموني
بسعيد بن جبير ؟ قالوا نعم ، وعاينا منه العجب . فصرف بوجهه عنهم . فقال : أدخلوه علي . فخرج
المتلمس فقال
لسعيد أستودعك الله ، وأقرأ عليك السلام . فأدخل عليه . فقال : ما اسمك ؟ قال :
سعيد بن جبير ، قال : أنت شقي بن كسير . قال : بل أمي كانت أعلم باسمي منك . قال : شقيت أنت وشقيت أمك . قال : الغيب يعلمه غيرك . قال : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى . قال : لو علمت أن ذلك
[ ص: 331 ] بيدك لاتخذتك إلها . قال : فما قولك في
محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نبي الرحمة ، إمام الهدى . قال : فما قولك في علي ، في الجنة هو أم في النار ؟ قال : لو دخلتها ، فرأيت أهلها عرفت . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل . قال : فأيهم أعجب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي . قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عنده . قال : أبيت أن تصدقني . قال : إني لم أحب أن أكذبك . قال : فما بالك لم تضحك ؟ قال : لم تستو القلوب .
قال : ثم أمر
الحجاج باللؤلؤ والياقوت والزبرجد فجمعه بين يدي
سعيد ، فقال : إن كنت جمعته لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح ، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، ولا خير في شيء جمع للدنيا ، إلا ما طاب وزكا . ثم دعا
الحجاج بالعود والناي ، فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى ، فقال
الحجاج : ما يبكيك ؟ هو اللهو . قال : بل هو الحزن ، أما النفخ ، فذكرني يوم نفخ الصور ، وأما العود ، فشجرة قطعت من غير حق ، وأما الأوتار فأمعاء شاة يبعث بها معك يوم القيامة .
فقال
الحجاج : ويلك يا
سعيد . قال : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار . قال : اختر أي قتلة تريد أن أقتلك ، قال : اختر لنفسك يا
حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة . قال : فتريد أن أعفو عنك ؟ قال : إن كان العفو ، فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر . قال : اذهبوا به فاقتلوه . فلما خرج من الباب ، ضحك ، فأخبر
الحجاج بذلك ، فأمر برده ، فقال : ما أضحكك ؟ قال : عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك ! فأمر بالنطع فبسط ، فقال : اقتلوه . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض قال : شدوا به لغير القبلة . قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله قال : كبوه لوجهه . قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم قال : اذبحوه قال : إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
[ ص: 332 ] وأن
محمدا عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة . ثم دعا
سعيد الله وقال : اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي . فذبح على النطع .
وبلغنا أن
الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة ، وقعت في بطنه الأكلة فدعا بالطبيب لينظر إليه ، فنظر إليه ، ثم دعا بلحم منتن ، فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقه ، فتركه ساعة ثم استخرجه وقد لزق به من الدم ، فعلم أنه ليس بناج .
هذه حكاية منكرة ، غير صحيحة . رواها
أبو نعيم في " الحلية " ، فقال : حدثنا أبي ، حدثنا خالي
أحمد بن محمد بن يوسف ، أخبرني
أبو أمية محمد بن إبراهيم كتابة ، حدثنا
حامد بن يحيى .
هارون الحمال حدثنا
محمد بن مسلمة المخزومي ، حدثنا
مالك ، عن
يحيى بن سعيد ، عن كاتب
الحجاج قال
مالك - هو أخ لأبي سلمة الذي كان على بيت المال - قال : كنت أكتب
nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج وأنا يومئذ غلام يستخفني ويستحسن كتابتي ، وأدخل عليه بغير إذن ، فدخلت عليه يوما بعدما قتل
سعيد بن جبير وهو في قبة له ، لها أربعة أبواب ، فدخلت عليه مما يلي ظهره ، فسمعته يقول : ما لي
nindex.php?page=showalam&ids=15992ولسعيد بن جبير ، فخرجت رويدا وعلمت أنه إن علم بي قتلني ، فلم ينشب إلا قليلا حتى مات .
أبو حذيفة النهدي : حدثنا
سفيان ، عن
عمر بن سعيد بن أبي حسين ، قال : دعا
سعيد بن جبير حين دعي للقتل فجعل ابنه يبكي ، فقال : ما
[ ص: 333 ] يبكيك ؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة ؟
ابن حميد : حدثنا
يعقوب القمي ، عن
جعفر بن أبي المغيرة ، عن
سعيد ، قال : قحط الناس في زمان ملك من ملوك
بني إسرائيل ثلاث سنين ، فقال الملك : ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه ، قالوا : كيف تقدر على أن تؤذيه ، وهو في السماء وأنت في الأرض ؟ قال : أقتل أولياءه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له . قال : فأرسل الله عليهم السماء .
وروى
أصبغ بن زيد ، عن
القاسم الأعرج ، قال : كان
سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش .
وروي عن
ابن شهاب ، قال : كان
سعيد بن جبير يؤمنا ، يرجع صوته بالقرآن .
وروى
الثوري ، عن
حماد ، قال : قال
سعيد : قرأت القرآن في ركعتين في
الكعبة .
جرير الضبي ، عن
أشعث بن إسحاق ، قال : كان يقال :
سعيد بن جبير جهبذ العلماء .
ابن عيينة ، عن
أبي سنان ، عن
سعيد بن جبير ، قال : لدغتني عقرب ، فأقسمت علي أمي أن أسترقي ، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ ، وكرهت أن أحنثها .
[ ص: 334 ] جرير بن حازم ، عن
يعلى بن حكيم ، قال : قال
سعيد بن جبير : ما رأيت أرعى لحرمة هذا
البيت ، ولا أحرص عليه ، من
أهل البصرة ، لقد رأيت جارية ذات ليلة تعلقت بأستار
الكعبة تدعو وتضرع وتبكي حتى ماتت .
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ( ع )
ابْنُ هِشَامٍ ، الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ الْمُفَسِّرُ الشَّهِيدُ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ الْوَالِبِيُّ ، مَوْلَاهُمُ الْكُوفِيُّ ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ .
[ ص: 322 ] رَوَى عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ ، وَعَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=76وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=110وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=91وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ - وَهُوَ مُرْسَلٌ - وَعَنِ
ابْنِ عُمَرَ ،
وَابْنِ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=190وَالضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ ،
وَأَنَسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=44وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ .
وَرَوَى عَنِ التَّابِعِينَ ، مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12067أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ . وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ .
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ . قَرَأَ عَلَيْهِ
أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَطَائِفَةٌ .
وَحَدَّثَ عَنْهُ
أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ ،
وَآدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَالِدُ يَحْيَى ،
وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12341وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَبُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ ،
وَثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ ،
وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرْمُزَ ،
وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ،
وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15683وَحَبِيبُ بْنُ أَبِيِ ثَابِتٍ ،
وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ ،
وَحَسَّانُ بْنُ أَبِي الْأَشْرَسِ ،
وَحُصَيْنٌ ،
وَالْحَكَمُ ،
وَحَمَّادٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15822وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ ،
وَزِرٌّ الْهَمْدَانِيُّ ،
وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ ،
وَسَالِمٌ الْأَفْطَسُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16024وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ،
وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ،
وَسُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ ،
وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16052وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ،
وَأَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ ،
وَطَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ،
وَأَبُو سِنَانٍ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ ،
وَأَبُو حَرِيزٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ ، وَابْنُهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ،
[ ص: 323 ] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى ،
وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16395وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ ،
وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ ، وَابْنُهُ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16486وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ،
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ ،
وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ،
وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ،
وَعُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16558وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ،
وَعَزْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16571وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ،
وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ ،
وَعَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16650وَعَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ،
وَعَمْرُو بْنُ عَمْرٍو الْمَدَنِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16718وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ،
وَعَمْرُو بْنُ هَرَمٍ ،
وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ ،
وَفُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ ،
وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ،
وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ ،
وَكَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ،
وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16871وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ،
وَمُجَاهِدٌ رَفِيقُهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16971وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ،
وَمَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ ،
وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ ،
وَالْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ،
وَمَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17152وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15342وَالْمُنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ،
وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ ،
وَأَبُو شِهَابٍ الْحِنَاطُ الْأَكْبَرُ مُوسَى بْنُ نَافِعٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17188وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17240وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ،
وَهِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ ،
وَوَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
وَوَهْبُ بْنُ مَأْنُوسٍ ،
وَأَبُو هُبَيْرَةَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ،
وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ ،
وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ ،
وَيَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11813وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ،
وَأَبُو حَصِينٍ الْأَسَدِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11862وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ ،
وَأَبُو الصَّهْبَاءِ الْكُوفِيُّ ،
وَأَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12188وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ .
رَوَى
ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ
أَصْبَغَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ دِيكٌ ، كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ بِصِيَاحِهِ ، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَهُ قَطَعَ اللَّهُ صَوْتَهُ ؟ فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ . فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ ، لَا تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا .
[ ص: 324 ] قَالَ
أَبُو الشَّيْخِ : قَدِمَ
سَعِيدٌ أَصْبَهَانَ زَمَنَ
الْحَجَّاجِ ، وَأَخَذُوا عَنْهُ .
وَعَنْ
عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ : كَانَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِأَصْبَهَانَ لَا يُحَدِّثُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى
الْكُوفَةِ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ، فَقُلْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : انْشُرْ بَزَّكَ حَيْثُ تُعْرَفُ .
قَالَ
عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ : كَانَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِفَارِسَ ، وَكَانَ يَتَحَزَّنُ ، يَقُولُ : لَيْسَ أَحَدٌ يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ . وَكَانَ يُبْكِينَا ، ثُمَّ عَسَى أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى نَضْحَكَ .
شُعْبَةُ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ : كَانَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِأَصْبَهَانَ ، وَكَانَ غُلَامٌ مَجُوسِيٌّ يَخْدِمُهُ ، وَكَانَ يَأْتِيهِ بِالْمُصْحَفِ فِي غِلَافِهِ .
قَالَ
الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ : سَمِعْتُ
سَعِيدًا يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي الصَّلَاةِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ .
أَنْبَأَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنِ
اللَّبَّانِ ، أَنْبَأَنَا
الْحَدَّادُ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12244أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ ، قَالَ : دَخَلَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْكَعْبَةَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ .
الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
وِقَاءِ بْنِ إِيَاسٍ ، قَالَ : كَانَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعَشَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَكَانُوا يُؤَخِّرُونَ الْعِشَاءَ .
[ ص: 325 ] قُلْتُ : هَذَا خِلَافُ السُّنَّةِ ، وَقَدْ صَحَّ النَّهْيُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي أَقَلِّ مِنْ ثَلَاثٍ .
يَزِيدُ : أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ .
يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ : كَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا أَتَاهُ
أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْتَفْتُونَهُ ، يَقُولُ : أَلَيْسَ فِيكُمُ
ابْنُ أُمِّ الدَّهْمَاءِ ؟ يَعْنِي
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ .
قَالَ
ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ مَاتَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ .
وَقَالَ
ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ جِمَاعُ الْإِيمَانِ .
وَكَانَ يَدْعُو : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ ، وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ .
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي رَجَبٍ ، فَأَحْرَمَ مِنَ
الْكُوفَةِ بِعُمْرَةٍ ، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ عُمْرَتِهِ ، ثُمَّ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ فِي النِّصْفِ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ ، وَكَانَ يُحْرِمُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ ، مَرَّةً لِلْحَجِّ ، وَمَرَّةً لِلْعُمْرَةِ .
[ ص: 326 ] ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : إِنِ الْخَشْيَةَ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ حَتَّى تَحُولَ خَشِيتُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ ، فَتِلْكَ الْخَشْيَةُ ، وَالذِّكْرُ طَاعَةُ اللَّهِ ، فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ فَلَيْسَ بِذَاكِرٍ وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيحَ وَتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ .
وَرُوِيَ عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ : قَالَ لِي
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : لَأَنْ أَنْشُرَ عِلْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهِ إِلَى قَبْرِي .
قَالَ
هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ : قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : مَا عَلَامَةُ هَلَاكِ النَّاسِ ؟ قَالَ : إِذَا ذَهَبَ عُلَمَاؤُهُمْ .
وَقَالَ
عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ : كَتَبَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي كِتَابًا أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَقَالَ : إِنْ بَقَاءَ الْمُسْلِمِ كُلَّ يَوْمٍ غَنِيمَةٌ ، فَذَكَرَ الْفَرَائِضَ وَالصَّلَوَاتِ وَمَا يَرْزُقُهُ اللَّهُ مِنْ ذِكْرِهِ .
أَحْمَدُ حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرٌ ، عَنِ
الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
أَبِي حَرِيزٍ ، أَنَّ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ : لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُمْ لَيَالِيَ الْعَشْرِ . تُعْجِبُهُ الْعِبَادَةُ وَيَقُولُ : أَيْقَظُوا خَدَمَكُمْ يَتَسَحَّرُونَ لِصَوْمِ يَوْمِ
عَرَفَةَ .
عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ : أَنْبَأَنَا
هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ : خَرَجْنَا مَعَ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي
[ ص: 327 ] جِنَازَةٍ ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُذَكِّرُنَا ، حَتَّى بَلَغَ ، فَلَمَّا جَلَسَ ، لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنَا حَتَّى قُمْنَا ، فَرَجَعْنَا ، وَكَانَ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ .
وَعَنْ
سَعِيدٍ ، قَالَ : وَدِدْتُ النَّاسَ أَخَذُوا مَا عِنْدِي ; فَإِنَّهُ مِمَّا يُهِمُّنِي .
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
أَبِي حَصِينٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَادِمٌ - يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15800خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - وَلَا آمَنُهُ عَلَيْكَ ، فَأَطِعْنِي وَاخْرُجْ . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللَّهِ . قُلْتُ : إِنِّي لَأَرَاكَ كَمَا سَمَّتْكَ أُمُّكَ
سَعِيدًا . فَقَدِمَ
خَالِدٌ مَكَّةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ .
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ بِرْذَوَيْهِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ
وَهْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ يَوْمَ
عَرَفَةَ بِنَخِيلِ ابْنِ عَامِرٍ ، فَقَالَ لَهُ
وَهْبٌ : يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، كَمْ لَكَ مُنْذُ خِفْتَ مِنَ
الْحَجَّاجِ ؟ قَالَ : خَرَجْتُ عَنِ امْرَأَتِي وَهِيَ حَامِلٌ ، فَجَاءَنِي الَّذِي فِي بَطْنِهَا وَقَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ . فَقَالَ
وَهْبٌ : إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدُهُمْ بَلَاءً عَدَّهُ رَخَاءً ، وَإِذَا أَصَابَهُ رَخَاءٌ عَدَّهُ بَلَاءً .
[ ص: 328 ] قَالَ
سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ لِمَا أُتِيَ
الْحَجَّاجُ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : أَنَا
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَنْتَ شَقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ ، لَأَقْتُلَنَّكَ . قَالَ : فَإِذًا أَنَا كَمَا سَمَّتْنِي أُمِّي ، ثُمَّ قَالَ : دَعُونِي أُصِلِّ رَكْعَتَيْنِ . قَالَ : وَجِّهُوهُ إِلَى قِبْلَةِ
النَّصَارَى . قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ وَقَالَ : إِنِّي أَسْتَعِيذُ مِنْكَ بِمَا عَاذَتْ بِهِ
مَرْيَمُ . قَالَ : وَمَا عَاذَتْ بِهِ ؟ قَالَ : قَالَتُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا .
رَوَاهَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
سَالِمٍ . ثُمَّ قَالَ
ابْنُ عُيَيْنَةَ : لَمْ يَقْتُلْ بَعْدَ
سَعِيدٍ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا .
وَعَنْ
عُتْبَةَ مَوْلَى الْحَجَّاجِ ، قَالَ : حَضَرْتُ
سَعِيدًا حِينَ أُتِيَ بِهِ
الْحَجَّاجُ بِوَاسِطٍ ، فَجَعَلَ
الْحَجَّاجُ يَقُولُ : أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ ! أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ ! فَيَقُولُ : بَلَى . قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ خُرُوجِكَ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : بَيْعَةٌ كَانَتْ عَلَيَّ - يَعْنِي
لِابْنِ الْأَشْعَثِ - فَغَضِبَ
الْحَجَّاجُ وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ ، وَقَالَ : فَبَيْعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَانَتْ أَسْبَقُ وَأَوْلَى . وَأَمَرَ بِهِ ، فَضُرِبَتُ عُنُقُهُ .
وَقِيلَ : لَوْ لَمْ يُوَاجِهْهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِهَذَا ، لَاسْتَحْيَاهُ كَمَا عَفَا عَنِ
الشَّعْبِيِّ لَمَّا لَاطَفَهُ فِي الِاعْتِذَارِ .
حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ : حَدَّثَنَا
حَفَصٌ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ : بَلَّغَنِي أَنَّ
الْحَجَّاجَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدًا يُسَمَّى
الْمُتَلَمِّسُ بْنُ أَحْوَصَ فِي عِشْرِينَ مِنْ
أَهْلِ الشَّامِ . فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَهُ إِذَا هُمْ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَسَأَلُوهُ عَنْهُ فَقَالَ : صِفُوهُ لِي ، فَوَصَفُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ سَاجِدًا يُنَاجِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، فَدَنَوْا وَسَلَّمُوا ،
[ ص: 329 ] فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صِلَاتِهِ ، ثُمَّ رَدَّ السَّلَامَ ، فَقَالُوا : إِنَّا رُسُلُ
الْحَجَّاجِ إِلَيْكَ ، فَأَجِبْهُ ، قَالَ : وَلَا بُدَّ مِنَ الْإِجَابَةِ ؟ قَالُوا : لَا بُدَّ . فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَامَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَيْرِ الرَّاهِبِ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : يَا مَعْشَرَ الْفُرْسَانِ أَصَبْتُمْ صَاحِبَكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَقَالَ : اصْعَدُوا ، فَإِنَّ اللَّبُؤَةَ وَالْأَسَدَ يَأْوِيَانِ حَوْلَ الدَّيْرِ . فَفَعَلُوا وَأَبَى
سَعِيدٌ أَنْ يَدْخُلَ . فَقَالُوا : مَا نَرَاكَ إِلَّا وَأَنْتَ تُرِيدُ الْهَرَبَ مِنَّا ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ لَا أَدْخُلُ مَنْزِلَ مُشْرِكٍ أَبَدًا ، قَالُوا : فَإِنَّا لَا نَدَعُكَ ، فَإِنَّ السِّبَاعَ تَقْتُلُكَ ، قَالَ : لَا ضَيْرَ ، إِنَّ مَعِي رَبِّي يَصْرِفُهَا عَنِّي وَيَجْعَلُهَا حَرَسًا تَحْرُسُنِي ، قَالُوا : فَأَنْتَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَكِنْ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ مُذْنِبٌ . قَالَ الرَّاهِبُ : فَلْيُعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ عَلَى طُمَأْنِينَةٍ . فَعَرَضُوا عَلَى
سَعِيدٍ أَنْ يُعْطِيَ الرَّاهِبَ مَا يُرِيدُ ، قَالَ : إِنِّي أُعْطِي الْعَظِيمَ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَا أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَرْضِيَ الرَّاهِبُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمُ : اصْعَدُوا وَأَوْتِرُوا الْقِسِيَّ لِتُنَفِّرُوا السِّبَاعَ عَنْ هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ ; فَإِنَّهُ كَرِهَ الدُّخُولَ فِي الصَّوْمَعَةِ لِمَكَانِكُمْ . فَلَمَّا صَعِدُوا وَأَوْتَرُوا الْقِسِيَّ ، إِذَا هُمْ بِلَبُؤَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْ
سَعِيدٍ ، تَحَكَّكَتْ بِهِ وَتَمَسَّحَتْ بِهِ ، ثُمَّ رَبَضَتْ قَرِيبًا مِنْهُ . وَأَقْبَلَ الْأَسَدُ يَصْنَعُ كَذَلِكَ . فَلَمَّا رَأَى الرَّاهِبُ ذَلِكَ وَأَصْبَحُوا ، نَزَلَ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ دِينِهِ ، وَسُنَنِ رَسُولِهِ ، فَفَسَّرَ لَهُ
سَعِيدٌ ذَلِكَ كُلَّهُ ، فَأَسْلَمَ . وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى
سَعِيدٍ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيُقَبِّلُونَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، وَيَأْخُذُونَ التُّرَابَ الَّذِي وَطِئَهُ فَيَقُولُونَ : يَا
سَعِيدُ ، حَلَّفَنَا
الْحَجَّاجُ بِالطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ ، إِنْ نَحْنُ رَأَيْنَاكَ لَا نَدْعُكَ حَتَّى نُشْخِصَكَ إِلَيْهِ ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : امْضُوا لِأَمْرِكُمْ ، فَإِنِّي لَائِذٌ بِخَالِقِي وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ ، فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا وَاسِطًا فَقَالَ
سَعِيدٌ : قَدْ تَحَرَّمْتُ بِكُمْ وَصَحِبْتُكُمْ ، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ فَدَعُونِي اللَّيْلَةَ آخُذُ أُهْبَةَ الْمَوْتِ ، وَأَسْتَعِدُّ لِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ ، وَأَذْكُرُ عَذَابَ الْقَبْرِ ، فَإِذَا أَصْبَحْتُمْ
[ ص: 330 ] فَالْمِيعَادُ بَيْنَنَا الْمَكَانُ الَّذِي تُرِيدُونَ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا تُرِيدُونَ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ بَلَغْتُمْ أَمْنَكُمْ وَاسْتَوْجَبْتُمْ جَوَائِزَ الْأَمِيرِ ، فَلَا تَعْجَزُوا عَنْهُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُعْطِيكُمْ مَا أَعْطَى الرَّاهِبَ ، وَيَلْكُمُ أَمَا لَكُمْ عِبْرَةٌ بِالْأَسَدِ ؟ ! وَنَظَرُوا إِلَى
سَعِيدٍ قَدْ دَمِعَتْ عَيْنَاهُ ، وَشَعِثَ رَأَسُهُ ، وَاغْبَرَّ لَوْنُهُ ، وَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ وَلَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ يَوْمِ لَقَوْهُ وَصَحِبُوهُ ، فَقَالُوا : يَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، لَيْتَنَا لَمْ نَعْرِفْكَ ، وَلَمْ نُسَرَّحْ إِلَيْكَ ، الْوَيْلُ لَنَا وَيْلًا طَوِيلًا ، كَيْفَ ابْتُلِينَا بِكَ ! اعْذُرْنَا عِنْدَ خَالِقِنَا يَوْمَ الْحَشْرِ الْأَكْبَرِ ، فَإِنَّهُ الْقَاضِي الْأَكْبَرُ ، وَالْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ . قَالَ : مَا أَعْذَرَنِي لَكُمْ وَأَرْضَانِي لِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ فِيَّ . فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْبُكَاءِ وَالْمُجَاوَبَةِ ، قَالَ كَفِيلُهُ : أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ لَمَا زَوَّدْتَنَا مِنْ دُعَائِكَ وَكَلَامِكَ ، فَإِنَّا لَنْ نَلْقَى مِثْلَكَ أَبَدًا . فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ ، فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَمِدْرَعَتَهُ وَكِسَاءَهُ وَهُمْ مُحْتَفُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ ، يُنَادُونَ بِالْوَيْلِ وَاللَّهَفِ . فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ ، جَاءَهُمْ
سَعِيدٌ فَقَرَعَ الْبَابَ ، فَنَزَلُوا وَبَكَوْا مَعَهُ ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى
الْحَجَّاجِ ، وَآخَرَ مَعَهُ ، فَدَخَلَا ، فَقَالَ
الْحَجَّاجُ : أَتَيْتُمُونِي
بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؟ قَالُوا نَعَمْ ، وَعَايَنَّا مِنْهُ الْعَجَبَ . فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُمْ . فَقَالَ : أَدْخِلُوهُ عَلَيَّ . فَخَرَجَ
الْمُتَلَمِّسُ فَقَالَ
لِسَعِيدٍ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ . فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ . فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ :
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَنْتَ شَقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ . قَالَ : بَلْ أُمِّي كَانَتْ أَعْلَمُ بِاسْمِي مِنْكَ . قَالَ : شَقِيتَ أَنْتَ وَشَقِيَتْ أُمُّكَ . قَالَ : الْغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ . قَالَ : لَأُبْدِلَنَّكَ بِالدُّنْيَا نَارًا تَلَظَّى . قَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ
[ ص: 331 ] بِيَدِكَ لَاتَّخَذْتُكَ إِلَهًا . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، إِمَامُ الْهُدَى . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ ، فِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لَوْ دَخَلْتُهَا ، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا عَرَفْتُ . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي الْخُلَفَاءِ ؟ قَالَ : لَسْتُ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ . قَالَ : فَأَيُّهُمْ أَعْجَبُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : أَرْضَاهُمْ لِخَالِقِي . قَالَ : فَأَيُّهُمْ أَرْضَى لِلْخَالِقِ ؟ قَالَ : عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُ . قَالَ : أَبَيْتَ أَنْ تَصْدُقَنِي . قَالَ : إِنِّي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ . قَالَ : فَمَا بَالُكَ لَمْ تَضْحَكْ ؟ قَالَ : لَمْ تَسْتَوِ الْقُلُوبُ .
قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ
الْحَجَّاجُ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ فَجَمَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ
سَعِيدٍ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ جَمَعْتَهُ لِتَفْتَدِيَ بِهِ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَصَالِحٌ ، وَإِلَّا فَفَزْعَةٌ وَاحِدَةٌ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةً عَمَّا أَرْضَعَتْ ، وَلَا خَيْرَ فِي شَيْءٍ جُمَعِ لِلدُّنْيَا ، إِلَّا مَا طَابَ وَزَكَا . ثُمَّ دَعَا
الْحَجَّاجُ بِالْعُودِ وَالنَّايِ ، فَلَمَّا ضُرِبَ بِالْعُودِ وَنُفِخَ فِي النَّايِ بَكَى ، فَقَالَ
الْحَجَّاجُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ هُوَ اللَّهْوُ . قَالَ : بَلْ هُوَ الْحُزْنُ ، أَمَّا النَّفْخُ ، فَذَكَّرَنِي يَوْمَ نَفْخِ الصُّورِ ، وَأَمَّا الْعُودُ ، فَشَجَرَةٌ قُطِعَتْ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ ، وَأَمَّا الْأَوْتَارُ فَأَمْعَاءُ شَاةٍ يُبْعَثُ بِهَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
فَقَالَ
الْحَجَّاجُ : وَيْلَكَ يَا
سَعِيدُ . قَالَ : الْوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْجَنَّةِ وَأُدْخِلَ النَّارَ . قَالَ : اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ تُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَكَ ، قَالَ : اخْتَرْ لِنَفْسِكَ يَا
حَجَّاجُ ، فَوَاللَّهِ مَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً إِلَّا قَتَلْتُكَ قِتْلَةً فِي الْآخِرَةِ . قَالَ : فَتُرِيدُ أَنْ أَعْفُوَ عَنْكَ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ الْعَفُوُ ، فَمِنَ اللَّهِ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلَا بَرَاءَةَ لَكَ وَلَا عُذْرَ . قَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ . فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ ، ضَحِكَ ، فَأُخْبِرَ
الْحَجَّاجُ بِذَلِكَ ، فَأَمَرَ بِرَدِّهِ ، فَقَالَ : مَا أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِكَ عَلَى اللَّهِ وَحِلْمِهِ عَنْكَ ! فَأَمَرَ بِالنِّطْعِ فَبُسِطَ ، فَقَالَ : اقْتُلُوهُ . فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَالَ : شُدُّوا بِهِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ . قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قَالَ : كُبُّوهُ لِوَجْهِهِ . قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ قَالَ : اذْبَحُوهُ قَالَ : إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
[ ص: 332 ] وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ دَعَا
سَعِيدٌ اللَّهَ وَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي . فَذُبِحَ عَلَى النِّطْعِ .
وَبَلَغَنَا أَنَّ
الْحَجَّاجَ عَاشَ بَعْدَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَقَعَتْ فِي بَطْنِهِ الْأَكِلَةُ فَدَعَا بِالطَّبِيبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ دَعَا بِلَحْمٍ مُنْتِنٍ ، فَعَلَّقَهُ فِي خَيْطٍ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي حَلْقِهِ ، فَتَرَكَهُ سَاعَةً ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ وَقَدْ لَزِقَ بِهِ مِنَ الدَّمِ ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَاجٍ .
هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ ، غَيْرُ صَحِيحَةٍ . رَوَاهَا
أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَةِ " ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا خَالِي
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنِي
أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كِتَابَةً ، حَدَّثَنَا
حَامِدُ بْنُ يَحْيَى .
هَارُونُ الْحَمَّالُ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا
مَالِكٌ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ كَاتِبِ
الْحَجَّاجِ قَالَ
مَالِكٌ - هُوَ أَخٌ لِأَبِي سَلَمَةَ الَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ - قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ
nindex.php?page=showalam&ids=14078لِلْحَجَّاجِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَسْتَخِفُّنِي وَيَسْتَحْسِنُ كِتَابَتِي ، وَأَدْخُلُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا بَعْدَمَا قَتَلَ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ ، لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مِمَّا يَلِي ظَهْرَهُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا لِي
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَلِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَخَرَجْتُ رُوَيْدًا وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي قَتَلَنِي ، فَلَمْ يَنْشَبْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ .
أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، قَالَ : دَعَا
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ حِينَ دُعِيَ لِلْقَتْلِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا
[ ص: 333 ] يُبْكِيكَ ؟ مَا بَقَاءُ أَبِيكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ؟
ابْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، قَالَ : قَحَطَ النَّاسُ فِي زَمَانِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ ، فَقَالَ الْمَلِكُ : لَيُرْسِلَنَّ عَلَيْنَا السَّمَاءَ أَوْ لَنُؤْذِيَنَّهُ ، قَالُوا : كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تُؤْذِيَهُ ، وَهُوَ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : أَقْتُلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَكُونُ ذَلِكَ أَذًى لَهُ . قَالَ : فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ السَّمَاءَ .
وَرَوَى
أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ الْأَعْرَجِ ، قَالَ : كَانَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَبْكِي بِاللَّيْلِ حَتَّى عَمُشَ .
وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كَانَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا ، يُرَجِّعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ .
وَرَوَى
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
حَمَّادٍ ، قَالَ : قَالَ
سَعِيدٌ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَتَيْنِ فِي
الْكَعْبَةِ .
جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ ، عَنْ
أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ :
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ جِهْبِذُ الْعُلَمَاءِ .
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ أُمِّي أَنْ أَسْتَرْقِيَ ، فَأَعْطَيْتُ الرَّاقِي يَدِيَ الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُحَنِّثَهَا .
[ ص: 334 ] جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : مَا رَأَيْتُ أَرْعَى لِحُرْمَةٍ هَذَا
الْبَيْتِ ، وَلَا أَحْرَصَ عَلَيْهِ ، مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ جَارِيَةً ذَاتَ لَيْلَةٍ تَعَلَّقَتْ بِأَسْتَارِ
الْكَعْبَةِ تَدْعُو وَتَضْرَعُ وَتَبْكِي حَتَّى مَاتَتْ .