[ ص: 577 ] روح بن عبادة : حدثنا
حجاج الأسود ، قال : تمنى رجل فقال : ليتني بزهد
الحسن ، وورع
ابن سيرين ، وعبادة
عامر بن عبد قيس ، وفقه
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، وذكر
مطرف بن الشخير بشيء . قال : فنظروا في ذلك ، فوجدوه كله كاملا في
الحسن .
عيسى بن يونس ، عن
الفضيل أبي محمد : سمعت
الحسن يقول : أنا يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ، جمعت القرآن ، أنظر إلى
طلحة بن عبيد الله . الفضيل : لا يعرف .
يعقوب الفسوي : سمعت
أبا سلمة التبوذكي يقول : حفظت عن
الحسن ثمانية آلاف مسألة .
وقال
حماد بن سلمة : أنبأنا
علي بن زيد ، قال : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
وعروة ،
والقاسم في آخرين ; ما رأيت مثل
الحسن .
وقال
جرير بن حازم ، عن
حميد بن هلال ، قال لنا
أبو قتادة : ما رأيت أحدا أشبه رأيا
nindex.php?page=showalam&ids=2بعمر بن الخطاب منه - يعني
الحسن .
ابن المبارك ، عن
معمر ، عن
قتادة ، قال : دخلنا على
الحسن وهو نائم ، وعند رأسه سلة ، فجذبناها فإذا خبز وفاكهة ، فجعلنا نأكل ، فانتبه فرآنا ، فسره ، فتبسم وهو يقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61أو صديقكم لا جناح عليكم .
حماد بن زيد : سمعت
أيوب يقول : كان
الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر ، فتكلم قوم من بعده بكلام يخرج من أفواههم كأنه القيء .
[ ص: 578 ] وقال
السري بن يحيى : كان
الحسن يصوم البيض ، وأشهر الحرم ، والاثنين والخميس .
يونس بن عبيد ، عن
الحسن ، قال : كنا نعاري أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
غالب القطان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني ، قال : من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا ، فلينظر إلى
الحسن .
وقال
قتادة : كان
الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام .
روى
أبو عبيد الآجري ، عن
أبي داود ، قال : لم يحج
الحسن إلا حجتين ، وكان يكون
بخراسان ! وكان يرافق مثل
قطري بن الفجاءة ،
والمهلب بن أبي صفرة ، وكان من الشجعان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : كان
الحسن أشجع أهل زمانه .
وقال
أبو عمرو بن العلاء : ما رأيت أفصح من
الحسن والحجاج .
nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض ، عن رجل ، عن
الحسن ، قال : ما حليت الجنة لأمة ما حليت لهذه الأمة ، ثم لا ترى لها عاشقا .
أبو عبيدة الناجي ، عن
الحسن ، قال : ابن
آدم ، ترك الخطيئة أهون عليك من معالجة التوبة ; ما يؤمنك أن تكون أصبت كبيرة أغلق دونها باب التوبة فأنت في غير معمل .
[ ص: 579 ] سلام بن مسكين ، عن
الحسن ، قال : أهينوا الدنيا ; فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها .
وقال
جعفر بن سليمان : كان
الحسن من أشد الناس ، وكان
المهلب إذا قاتل المشركين يقدمه .
وقال
أبو سعيد بن الأعرابي في " طبقات النساك " : كان عامة من ذكرنا من النساك يأتون
الحسن ، ويسمعون كلامه ، ويذعنون له بالفقه ، في هذه المعاني خاصة .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16500وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له ، وكان له مجلس خاص في منزله ، لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن ، فإن سأله إنسان غيرها ، تبرم به وقال : إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر .
فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث ، والفقه ، وعلم القرآن ، واللغة ، وسائر العلوم ; وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب ، وكان منهم من يصحبه للحديث ، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان ، ومنهم من يصحبه للبلاغة ، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص ،
كعمرو بن عبيد وأبي جهير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16500وعبد الواحد بن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16205وصالح المري ،
وشميط ،
وأبي عبيدة الناجي ; وكل واحد من هؤلاء اشتهر بحال - يعني في العبادة .
حماد بن زيد ، عن
أيوب ، قال : كذب على
الحسن ضربان من
[ ص: 580 ] الناس : قوم القدر رأيهم لينفقوه في الناس
بالحسن ، وقوم في صدورهم شنآن وبغض
للحسن . وأنا نازلته غير مرة في القدر حتى خوفته بالسلطان ، فقال : لا أعود فيه بعد اليوم . فلا أعلم أحدا يستطيع أن يعيب
الحسن إلا به ، وقد أدركت
الحسن - والله - وما يقوله .
قال الحمادان ، عن
يونس قال : ما استخف
الحسن شيء ما استخفه القدر .
حماد بن زيد ، أن
أيوب وحميدا خوفا
الحسن بالسلطان ، فقال لهما : ولا تريان ذاك ؟ قالا : لا . قال : لا أعود .
قال
حماد : لا أعلم أحدا يستطيع أن يعيب
الحسن إلا به .
وروى
أبو معشر ، عن
إبراهيم ، أن
الحسن تكلم في القدر . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17127مغيرة بن مقسم ، عنه .
وقال
سليمان التيمي : رجع
الحسن عن قوله في القدر .
حماد بن سلمة ، عن
حميد ، سمعت
الحسن يقول : خلق الله الشيطان ، وخلق الخير ، وخلق الشر . فقال رجل : قاتلهم الله ، يكذبون على هذا الشيخ .
أبو الأشهب : سمعت
الحسن يقول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=54وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال : حيل بينهم وبين الإيمان .
وقال
حماد ، عن
حميد ، قال : قرأت القرآن كله على
الحسن ، ففسره
[ ص: 581 ] لي أجمع على الإثبات ، فسألته عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=200كذلك سلكناه في قلوب المجرمين قال : الشرك سلكه الله في قلوبهم .
حماد بن زيد ، عن
خالد الحذاء ، قال : سأل الرجل
الحسن فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ؟ قال : أهل رحمته لا يختلفون ، ولذلك خلقهم ، خلق هؤلاء لجنته ، وخلق هؤلاء لناره . فقلت : يا
أبا سعيد ،
آدم خلق للسماء أم للأرض ؟ قال : للأرض خلق . قلت : أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال : لم يكن بد من أن يأكل منها ; لأنه خلق للأرض . فقلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ؟ قال : نعم ، الشياطين لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلى الجحيم .
أبو هلال محمد بن سليم : دخلت على
الحسن يوم الجمعة ولم يكن جمع ، فقلت : يا
أبا سعيد ، أما جمعت ؟ قال : أردت ذلك ، ولكن منعني قضاء الله .
منصور بن زاذان : سألنا
الحسن عن القرآن ، ففسره كله على الإثبات .
ضمرة بن ربيعة ، عن
رجاء ، عن
ابن عون ، عن
الحسن ، قال : من كذب بالقدر فقد كفر .
حماد بن زيد ، عن
ابن عون ، قال : لما ولي
الحسن القضاء كلمني
[ ص: 582 ] رجل أن أكلمه في مال يتيم يدفع إليه ويضمه ، فكلمته فقال : أتعرف الرجل ؟ قلت : نعم . قال : فدفعه إليه .
رجاء بن سلمة ، عن
ابن عون ، عن
ابن سيرين - وقيل له في
الحسن : وما كان ينحل إليه أهل القدر ؟ قال : كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل ، لو فسروه لهم لساءهم .
ابن أبي عروبة : كلمت
مطرا الوراق في بيع المصاحف ، فقال : قد كان حبرا الأمة - أو فقيها الأمة - لا يريان به بأسا :
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي .
ابن شوذب ، عن
مطر ، قال : دخلنا على
الحسن نعوده ، فما كان في البيت شيء ; لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه .
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق بن همام ، عن أبيه ، قال : ولي
وهب القضاء زمن
عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه ، فحدثت به
معمرا ، فتبسم وقال : ولي
الحسن القضاء زمن
عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه .
وقال
أبو سعيد بن الأعرابي : كان يجلس إلى
الحسن طائفة من هؤلاء ، فيتكلم في الخصوص ، حتى نسبته
القدرية إلى الجبر ، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنة إلى القدر ; كل ذلك لافتنانه وتفاوت الناس
[ ص: 583 ] عنده ، وتفاوتهم في الأخذ عنه ، وهو بريء من القدر ومن كل بدعة .
قلت : وقد مر إثبات
الحسن للأقدار من غير وجه عنه سوى حكاية
أيوب عنه ، فلعلها هفوة منه ورجع عنها ولله الحمد .
كما نقل
أحمد الأبار في " تاريخه " : حدثنا
مؤمل بن إهاب ، حدثنا
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، قال : الخير بقدر ، والشر ليس بقدر .
قلت : قد رمي
قتادة بالقدر .
قال
غندر ، عن
شعبة : رأيت على
الحسن عمامة سوداء .
وقال
سلام بن مسكين : رأيت على
الحسن طيلسانا كأنما يجري فيه الماء ، وخميصة كأنها خز .
وقال
ابن عون : كان
الحسن يروي بالمعنى .
أيوب : قيل
لابن الأشعث : إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل
عائشة ، فأخرج
الحسن . فأرسل إليه ، فأكرهه .
قال
سليم بن أخضر : حدثنا
ابن عون : قالوا
لابن الأشعث : أخرج
الحسن ، قال
ابن عون : فنظرت إليه بين الجسرين وعليه عمامة سوداء ، فغفلوا عنه ، فألقى نفسه في نهر حتى نجا منهم ، وكاد يهلك يومئذ .
وقال
القاسم الحداني : رأيت
الحسن قاعدا في أصل منبر
ابن الأشعث .
هشام ، عن
الحسن ، قال : كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره .
[ ص: 584 ] حماد : سمعت ثابتا يقول : لولا أن تصنعوا بى ما صنعتم
بالحسن حدثتكم أحاديث مونقة . ثم قال : منعوه القائلة ، منعوه النوم .
حميد الطويل : كان
الحسن يقول : اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم ; فإنهم سيصحبونك بمثله .
قال
أيوب : ما وجدت ريح مرقة طبخت أطيب من ريح قدر
الحسن .
وقال
أبو هلال : قلما دخلنا على
الحسن إلا وقد رأينا قدرا يفوح منها ريح طيبة .
مسلم بن إبراهيم : حدثنا
إياس بن أبي تميمة : شهدت
الحسن في جنازة
أبي رجاء على بغلة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14899والفرزدق إلى جنبه على بعير ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق : قد استشرفنا الناس ، يقولون : خير الناس وشر الناس ; قال : يا
أبا فراس ، كم من أشعث أغبر ، ذي طمرين ، خير مني ، وكم من شيخ مشرك أنت خير منه ، ما أعددت للموت ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله . قال : إن معها شروطا ، فإياك وقذف المحصنة . قال : هل من توبة ؟ قال : نعم .
ضمرة ، عن
أصبغ بن زيد ، قال : مات
الحسن وترك كتبا فيها علم .
موسى بن إسماعيل : حدثنا
سهل بن الحصين الباهلي ، قال : بعثت إلى
عبد الله بن الحسن البصري : ابعث إلي بكتب أبيك ، فبعث إلي أنه لما ثقل قال لي : اجمعها لي ، فجمعتها له وما أدري ما يصنع بها ، فأتيت بها فقال للخادم : اسجر التنور ، ثم أمر بها فأحرقت غير صحيفة واحدة فبعث بها إلي وأخبرني أنه كان يقول : ارو ما في هذه الصحيفة . ثم لقيته بعد فأخبرني به مشافهة بمثل ما أدى الرسول .
[ ص: 585 ] وعن
علقمة بن مرثد في ذكر الثمانية من التابعين ، قال : وأما
الحسن فما رأينا أحدا أطول حزنا منه ; ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة . ثم قال : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا . وقال : لا أقبل منكم شيئا ; ويحك يا ابن
آدم ، هل لك بمحاربة الله - يعني قوة - والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ، ولقد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتا ، فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ، فيتصدق ببعضه ولعله أجوع إليه ممن يتصدق به عليه . .
قال
أيوب السختياني : لو رأيت
الحسن لقلت : إنك لم تجالس فقيها قط .
وعن
الأعمش ، قال : ما زال
الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها ، وكان إذا ذكر
الحسن عند
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبي جعفر الباقر قال : ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء .
صالح المري ، عن
الحسن قال : ابن
آدم ، إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ، ذهب بعضك .
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة : سمعت
الحسن يقول : فضح الموت الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لب فرحا .
وروى
ثابت عنه ، قال : ضحك المؤمن غفلة من قلبه .
[ ص: 586 ] أبو نعيم في " الحلية " حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سعيد ، حدثنا
أحمد بن زياد ، حدثنا
عصمة بن سليمان الخزاز حدثنا
فضيل بن جعفر ، قال : خرج
الحسن من عند
ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب فقال : ما يجلسكم هاهنا ؟ تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء ، أما والله ما مجالستهم مجالسة الأبرار ; تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم ، قد فرطحتم نعالكم ، وشمرتم ثيابكم ، وجززتم شعوركم ; فضحتم القراء فضحكم الله ، والله لو زهدتم فيما عندهم ، لرغبوا فيما عندكم ، ولكنكم رغبتم فيما عندهم ، فزهدوا فيكم ، أبعد الله من أبعد .
وعن
الحسن ، قال : ابن
آدم ، السكين تحد ، والكبش يعلف ، والتنور يسجر .
ابن المبارك : حدثنا
طلحة بن صبيح ، عن
الحسن ، قال : المؤمن من علم أن ما قال الله كما قال ، والمؤمن أحسن الناس عملا ، وأشد الناس وجلا ، فلو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، لا يزداد صلاحا وبرا إلا ازداد فرقا ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي ، فيسيء العمل ويتمنى على الله .
الطيالسي في " المسند " الذي سمعناه : حدثنا
جسر أبو جعفر ، عن
الحسن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880113من قرأ " يس " في ليلة التماس وجه الله غفر له .
[ ص: 587 ] رواه
يونس بن عبيد وغيره عن
الحسن .
خالد بن خداش : حدثنا
صالح المري ، عن
يونس ، قال : لما حضرت
الحسن الوفاة جعل يسترجع ، فقام إليه ابنه فقال : يا أبت قد غممتنا ، فهل رأيت شيئا ؟ قال : هي نفسي لم أصب بمثلها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : كنا عند
محمد عشية يوم الخميس ، فدخل عليه رجل بعد العصر ، فقال : مات
الحسن . فترحم عليه
محمد وتغير لونه وأمسك عن الكلام ، فما تكلم حتى غربت الشمس ، وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه .
قلت : وما عاش
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين بعد
الحسن إلا مائة يوم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية : مات
الحسن في رجب سنة عشر ومائة .
وقال
عبد الله بن الحسن : إن أباه عاش نحوا من ثمان وثمانين سنة .
قلت : مات في أول رجب ، وكانت جنازته مشهودة ، صلوا عليه عقيب الجمعة
بالبصرة ، فشيعه الخلق ، وازدحموا عليه ، حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع .
ويروى أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة ، فقال : لقد نبهتموني من جنات وعيون ، ومقام كريم .
قلت : اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة
الحسن ، عن
سمرة ، وهي نحو من خمسين حديثا ، فقد ثبت سماعه من
سمرة ، فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة .
وقال
عفان : حدثنا
همام ، عن
قتادة ، حدثني
الحسن ، عن
هياج بن [ ص: 588 ] عمران البرجمي ، أن غلاما له أبق ، فجعل عليه إن قدر عليه أن يقطع يده فلما قدر عليه بعثنى إلى
عمران فسألته ، فقال : أخبره
nindex.php?page=hadith&LINKID=880114أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ، ويتجاوز عن غلامه . قال : وبعثني إلى
سمرة ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880114كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة ليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه .
قال قائل : إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه
الحسن : عن فلان ، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين ; لأن
الحسن معروف بالتدليس ، ويدلس عن الضعفاء ، فيبقى في النفس من ذلك ; فإننا وإن ثبتنا سماعه من
سمرة ، يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن
سمرة . والله أعلم .
[ ص: 577 ] رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ الْأَسْوَدُ ، قَالَ : تَمَنَّى رَجُلٌ فَقَالَ : لَيْتَنِي بِزُهْدِ
الْحَسَنِ ، وَوَرَعِ
ابْنِ سِيرِينَ ، وَعِبَادَةِ
عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ ، وَفِقْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَذِكْرِ
مُطْرِفِ بْنِ الشِّخِّيرِ بِشَيْءٍ . قَالَ : فَنَظَرُوا فِي ذَلِكَ ، فَوَجَدُوهُ كُلَّهُ كَامِلًا فِي
الْحَسَنِ .
عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ
الْفُضَيْلِ أَبِي مُحَمَّدٍ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ : أَنَا يَوْمَ الدَّارِ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، جَمَعْتُ الْقُرْآنَ ، أَنْظُرُ إِلَى
طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ . الْفُضَيْلُ : لَا يُعْرَفُ .
يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ : سَمِعْتُ
أَبَا سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيَّ يَقُولُ : حَفِظْتُ عَنِ
الْحَسَنِ ثَمَانِيَةَ آلَافِ مَسْأَلَةٍ .
وَقَالَ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ : أَنْبَأَنَا
عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ،
وَعُرْوَةَ ،
وَالْقَاسِمَ فِي آخَرِينَ ; مَا رَأَيْتُ مِثْلَ
الْحَسَنِ .
وَقَالَ
جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ لَنَا
أَبُو قَتَادَةَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ رَأْيًا
nindex.php?page=showalam&ids=2بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ - يَعْنِي
الْحَسَنَ .
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى
الْحَسَنِ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ سَلَّةٌ ، فَجَذَبْنَاهَا فَإِذَا خُبْزٌ وَفَاكِهَةٌ ، فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ ، فَانْتَبَهَ فَرَآنَا ، فَسَرَّهُ ، فَتَبَسَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61أَوْ صَدِيقِكُمْ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ : سَمِعْتُ
أَيُّوبَ يَقُولُ : كَانَ
الْحَسَنُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ كَأَنَّهُ الدُّرُّ ، فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِ بِكَلَامٍ يَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ كَأَنَّهُ الْقَيْءُ .
[ ص: 578 ] وَقَالَ
السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : كَانَ
الْحَسَنُ يَصُومُ الْبِيضَ ، وَأَشْهُرَ الْحُرُمِ ، وَالِاثْنَيْنَ وَالْخَمِيسَ .
يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : كُنَّا نُعَارِي أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
غَالِبٌ الْقَطَّانُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15558بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى
الْحَسَنِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : كَانَ
الْحَسَنُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ .
رَوَى
أَبُو عُبَيْدٍ الْآجُرِّيُّ ، عَنْ
أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : لَمْ يَحُجَّ
الْحَسَنُ إِلَّا حَجَّتَيْنِ ، وَكَانَ يَكُونُ
بِخُرَاسَانَ ! وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ
قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ ،
وَالْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ ، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17240هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ : كَانَ
الْحَسَنُ أَشْجَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ .
وَقَالَ
أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : مَا رَأَيْتَ أَفْصَحَ مِنَ
الْحَسَنِ وَالْحَجَّاجِ .
nindex.php?page=showalam&ids=14919فُضَيْلِ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : مَا حُلِّيَتِ الْجَنَّةُ لِأُمَّةٍ مَا حُلِّيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ ، ثُمَّ لَا تَرَى لَهَا عَاشِقًا .
أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : ابْنَ
آدَمَ ، تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ ; مَا يُؤَمِّنُكَ أَنْ تَكُونَ أَصَبْتَ كَبِيرَةً أُغْلِقَ دُونَهَا بَابُ التَّوْبَةِ فَأَنْتَ فِي غَيْرِ مَعْمِلٍ .
[ ص: 579 ] سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : أَهِينُوا الدُّنْيَا ; فَوَاللَّهِ لَأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتَهَا .
وَقَالَ
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ : كَانَ
الْحَسَنُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ ، وَكَانَ
الْمُهَلَّبُ إِذَا قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ يُقَدِّمُهُ .
وَقَالَ
أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي " طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ " : كَانَ عَامَّةُ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ النُّسَّاكِ يَأْتُونَ
الْحَسَنَ ، وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ ، وَيُذْعِنُونَ لَهُ بِالْفِقْهِ ، فِي هَذِهِ الْمَعَانِي خَاصَّةً .
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16711عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16500وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ مِنَ الْمُلَازِمِينَ لَهُ ، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ خَاصٌّ فِي مَنْزِلِهِ ، لَا يَكَادُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ إِلَّا فِي مَعَانِي الزُّهْدِ وَالنُّسُكِ وَعُلُومِ الْبَاطِنِ ، فَإِنْ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ غَيْرَهَا ، تَبَرَّمَ بِهِ وَقَالَ : إِنَّمَا خَلَوْنَا مَعَ إِخْوَانِنَا نَتَذَاكَرُ .
فَأَمَّا حَلْقَتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَكَانَ يَمُرُّ فِيهَا الْحَدِيثُ ، وَالْفِقْهُ ، وَعِلْمُ الْقُرْآنِ ، وَاللُّغَةِ ، وَسَائِرُ الْعُلُومِ ; وَكَانَ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ التَّصَوُّفِ فَيُجِيبُ ، وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْحَدِيثِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْقُرْآنِ وَالْبَيَانِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْبَلَاغَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْإِخْلَاصِ وَعِلْمِ الْخُصُوصِ ،
كَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَأَبِي جَهِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16500وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16205وَصَالِحٍ الْمُرِّيِّ ،
وَشُمَيْطٍ ،
وَأَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ ; وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ اشْتُهِرَ بِحَالٍ - يَعْنِي فِي الْعِبَادَةِ .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، قَالَ : كَذَبَ عَلَى
الْحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنَ
[ ص: 580 ] النَّاسِ : قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ لِيُنَفِّقُوهُ فِي النَّاسِ
بِالْحَسَنِ ، وَقَوْمٌ فِي صُدُورِهِمْ شَنَآنٌ وَبُغْضٌ
لِلْحَسَنِ . وَأَنَا نَازَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي الْقَدَرِ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ ، فَقَالَ : لَا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ الْيَوْمِ . فَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ
الْحَسَنَ إِلَّا بِهِ ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ
الْحَسَنَ - وَاللَّهِ - وَمَا يَقُولُهُ .
قَالَ الْحَمَّادَانِ ، عَنْ
يُونُسَ قَالَ : مَا اسْتَخَفَّ
الْحَسَنَ شَيْءٌ مَا اسْتَخَفَّهُ الْقَدَرُ .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّ
أَيُّوبَ وَحُمَيْدًا خَوَّفَا
الْحَسَنَ بِالسُّلْطَانِ ، فَقَالَ لَهُمَا : وَلَا تَرَيَانِ ذَاكَ ؟ قَالَا : لَا . قَالَ : لَا أَعُودُ .
قَالَ
حَمَّادٌ : لَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ
الْحَسَنَ إِلَّا بِهِ .
وَرَوَى
أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّ
الْحَسَنَ تَكَلَّمَ فِي الْقَدْرِ . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17127مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ ، عَنْهُ .
وَقَالَ
سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ : رَجَعَ
الْحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ فِي الْقَدَرِ .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
حُمَيْدٍ ، سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ : خَلَقَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ ، وَخَلَقَ الْخَيْرَ ، وَخَلَقَ الشَّرَّ . فَقَالَ رَجُلٌ : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ، يَكْذِبُونَ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ .
أَبُو الْأَشْهَبِ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=54وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ قَالَ : حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ .
وَقَالَ
حَمَّادٌ ، عَنْ
حُمَيْدٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى
الْحَسَنِ ، فَفَسَّرَهُ
[ ص: 581 ] لِي أَجْمَعَ عَلَى الْإِثْبَاتِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=200كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ قَالَ : الشِّرْكُ سَلَكَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، قَالَ : سَأَلَ الرَّجُلُ
الْحَسَنَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ؟ قَالَ : أَهْلُ رَحْمَتِهِ لَا يَخْتَلِفُونَ ، وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ، خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِجَنَّتِهِ ، وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِنَارِهِ . فَقُلْتُ : يَا
أَبَا سَعِيدٍ ،
آدَمُ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلْأَرْضِ ؟ قَالَ : لِلْأَرْضِ خُلِقَ . قُلْتُ : أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ; لِأَنَّهُ خُلِقَ لِلْأَرْضِ . فَقُلْتُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ؟ قَالَ : نَعَمِ ، الشَّيَاطِينُ لَا يُضِلُّونَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ .
أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ : دَخَلْتُ عَلَى
الْحَسَنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَمْ يَكُنْ جَمَّعَ ، فَقُلْتُ : يَا
أَبَا سَعِيدٍ ، أَمَا جَمَّعْتَ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللَّهِ .
مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ : سَأَلْنَا
الْحَسَنَ عَنِ الْقُرْآنِ ، فَفَسَّرَهُ كُلَّهُ عَلَى الْإِثْبَاتِ .
ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ
رَجَاءٍ ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدْرِ فَقَدْ كَفَرَ .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ ، قَالَ : لَمَّا وَلِيَ
الْحَسَنُ الْقَضَاءَ كَلَّمَنِي
[ ص: 582 ] رَجُلٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضُمُّهُ ، فَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ : أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ .
رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ - وَقِيلَ لَهُ فِي
الْحَسَنِ : وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْقَدَرِ ؟ قَالَ : كَانُوا يَأْتُونَ الشَّيْخَ بِكَلَامٍ مُجْمَلٍ ، لَوْ فَسَّرُوهُ لَهُمْ لَسَاءَهُمْ .
ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ : كَلَّمْتُ
مَطَرًا الْوَرَّاقَ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ ، فَقَالَ : قَدْ كَانَ حَبْرَا الْأُمَّةِ - أَوْ فَقِيهَا الْأُمَّةِ - لَا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا :
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ .
ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ
مَطَرٍ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى
الْحَسَنِ نَعُودُهُ ، فَمَا كَانَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ ; لَا فِرَاشَ وَلَا بِسَاطَ وَلَا وِسَادَةَ وَلَا حَصِيرَ إِلَّا سَرِيرٌ مَرْمُولٌ هُوَ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَلِيَ
وَهْبٌ الْقَضَاءَ زَمَنَ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمْ يُحْمَدْ فَهْمُهُ ، فَحَدَّثْتُ بِهِ
مَعْمَرًا ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ : وَلِيَ
الْحَسَنُ الْقَضَاءَ زَمَنَ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمْ يُحْمَدْ فَهْمُهُ .
وَقَالَ
أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ : كَانَ يَجْلِسُ إِلَى
الْحَسَنِ طَائِفَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ ، فَيَتَكَلَّمُ فِي الْخُصُوصِ ، حَتَّى نَسَبَتْهُ
الْقَدَرِيَّةُ إِلَى الْجَبْرِ ، وَتَكَلَّمَ فِي الِاكْتِسَابِ حَتَّى نَسَبَتْهُ السُّنَّةُ إِلَى الْقَدَرِ ; كُلُّ ذَلِكَ لِافْتِنَانِهِ وَتَفَاوُتِ النَّاسِ
[ ص: 583 ] عِنْدَهُ ، وَتَفَاوُتِهِمْ فِي الْأَخْذِ عَنْهُ ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنَ الْقَدَرِ وَمِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ .
قُلْتُ : وَقَدْ مَرَّ إِثْبَاتُ
الْحَسَنِ لِلْأَقْدَارِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْهُ سِوَى حِكَايَةِ
أَيُّوبَ عَنْهُ ، فَلَعَلَّهَا هَفْوَةٌ مِنْهُ وَرَجِعَ عَنْهَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ .
كَمَا نَقَلَ
أَحْمَدُ الْأَبَّارُ فِي " تَارِيخِهِ " : حَدَّثَنَا
مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : الْخَيْرُ بِقَدْرٍ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ بِقَدْرٍ .
قُلْتُ : قَدْ رُمِيَ
قَتَادَةُ بِالْقَدْرِ .
قَالَ
غُنْدُرٌ ، عَنْ
شُعْبَةَ : رَأَيْتُ عَلَى
الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ .
وَقَالَ
سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ : رَأَيْتُ عَلَى
الْحَسَنِ طَيْلَسَانًا كَأَنَّمَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ ، وَخَمِيصَةً كَأَنَّهَا خَزٌّ .
وَقَالَ
ابْنُ عَوْنٍ : كَانَ
الْحَسَنُ يَرْوِي بِالْمَعْنَى .
أَيُّوبُ : قِيلَ
لِابْنِ الْأَشْعَثِ : إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ
عَائِشَةَ ، فَأَخْرِجِ
الْحَسَنَ . فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَأَكْرَهُهُ .
قَالَ
سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ عَوْنٍ : قَالُوا
لِابْنِ الْأَشْعَثِ : أَخْرِجِ
الْحَسَنَ ، قَالَ
ابْنُ عَوْنٍ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الْجِسْرَيْنِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ ، فَغَفَلُوا عَنْهُ ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي نَهَرٍ حَتَّى نَجَا مِنْهُمْ ، وَكَادَ يَهْلِكُ يَوْمَئِذٍ .
وَقَالَ
الْقَاسِمُ الْحُدَّانِيُّ : رَأَيْتُ
الْحَسَنَ قَاعِدًا فِي أَصْلِ مِنْبَرِ
ابْنِ الْأَشْعَثِ .
هِشَامٌ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَلَا يَلْبَثُ أَنْ يَرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ وَزُهْدِهِ وَلِسَانِهِ وَبَصَرِهِ .
[ ص: 584 ] حَمَّادٌ : سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ : لَوْلَا أَنْ تَصْنَعُوا بِى مَا صَنَعْتُمْ
بِالْحَسَنِ حَدَّثْتُكُمْ أَحَادِيثَ مُونِقَةً . ثُمَّ قَالَ : مَنَعُوهُ الْقَائِلَةَ ، مَنَعُوهُ النَّوْمَ .
حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ : كَانَ
الْحَسَنُ يَقُولُ : اصْحَبِ النَّاسَ بِمَا شِئْتَ أَنْ تَصْحَبَهُمْ ; فَإِنَّهُمْ سَيَصْحَبُونَكَ بِمِثْلِهِ .
قَالَ
أَيُّوبُ : مَا وَجَدْتُ رِيحَ مَرَقَةٍ طُبِخَتْ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ قِدْرِ
الْحَسَنِ .
وَقَالَ
أَبُو هِلَالٍ : قَلَّمَا دَخَلْنَا عَلَى
الْحَسَنِ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْنَا قِدْرًا يَفُوحُ مِنْهَا رِيحٌ طَيِّبَةٌ .
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : حَدَّثَنَا
إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ : شَهِدْتُ
الْحَسَنَ فِي جِنَازَةِ
أَبِي رَجَاءٍ عَلَى بَغْلَةٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14899وَالْفَرَزْدَقُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى بَعِيرٍ ، فَقَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقُ : قَدِ اسْتَشْرَفَنَا النَّاسُ ، يَقُولُونَ : خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ ; قَالَ : يَا
أَبَا فِرَاسٍ ، كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، ذِي طِمْرَيْنِ ، خَيْرٌ مِنِّي ، وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ مُشْرِكٍ أَنْتَ خَيْرٌ مِنْهُ ، مَا أَعْدَدْتَ لِلْمَوْتِ ؟ قَالَ : شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . قَالَ : إِنَّ مَعَهَا شُرُوطًا ، فَإِيَّاكَ وَقَذْفَ الْمُحْصَنَةِ . قَالَ : هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
ضَمْرَةُ ، عَنْ
أَصْبَغَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : مَاتَ
الْحَسَنُ وَتَرَكَ كُتُبًا فِيهَا عِلْمٌ .
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ : حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ : بَعَثْتُ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ : ابْعَثْ إِلَيَّ بِكُتُبِ أَبِيكَ ، فَبَعَثَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَمَا ثَقُلَ قَالَ لِيَ : اجْمَعْهَا لِي ، فَجَمَعْتُهَا لَهُ وَمَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِهَا ، فَأَتَيْتُ بِهَا فَقَالَ لِلْخَادِمِ : اسْجُرِ التَّنُّورَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ غَيْرَ صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : ارْوِ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ . ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدُ فَأَخْبَرَنِي بِهِ مُشَافَهَةً بِمِثْلِ مَا أَدَّى الرَّسُولُ .
[ ص: 585 ] وَعَنْ
عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ فِي ذِكْرِ الثَّمَانِيَةِ مِنَ التَّابِعِينَ ، قَالَ : وَأَمَّا
الْحَسَنُ فَمَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَطْوَلَ حُزْنًا مِنْهُ ; مَا كُنَّا نَرَاهُ إِلَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِمُصِيبَةٍ . ثُمَّ قَالَ : نَضْحَكُ وَلَا نَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِنَا . وَقَالَ : لَا أَقْبَلُ مِنْكُمْ شَيْئًا ; وَيْحَكَ يَا ابْنَ
آدَمَ ، هَلْ لَكَ بِمُحَارَبَةِ اللَّهِ - يَعْنِي قُوَّةً - وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَقْوَامًا كَانَتِ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى أَحَدِهِمْ مِنَ التُّرَابِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَقْوَامًا يُمْسِي أَحَدُهُمْ وَلَا يَجِدُ عِنْدَهُ إِلَّا قُوتًا ، فَيَقُولُ : لَا أَجْعَلُ هَذَا كُلَّهُ فِي بَطْنِي ، فَيَتَصَدَّقُ بِبَعْضِهِ وَلَعَلَّهُ أَجْوَعُ إِلَيْهِ مِمَّنْ يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَيْهِ . .
قَالَ
أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ : لَوْ رَأَيْتَ
الْحَسَنَ لَقُلْتَ : إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيهًا قَطُّ .
وَعَنِ
الْأَعْمَشِ ، قَالَ : مَا زَالَ
الْحَسَنُ يَعِي الْحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا ، وَكَانَ إِذَا ذُكِرَ
الْحَسَنُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11958أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ قَالَ : ذَاكَ الَّذِي يُشْبِهُ كَلَامُهُ كَلَامَ الْأَنْبِيَاءِ .
صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : ابْنَ
آدَمَ ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ، ذَهَبَ بَعْضُكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16874مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ : فَضَحَ الْمَوْتُ الدُّنْيَا ، فَلَمْ يَتْرُكْ فِيهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحًا .
وَرَوَى
ثَابِتٌ عَنْهُ ، قَالَ : ضَحِكُ الْمُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِهِ .
[ ص: 586 ] أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَةِ " حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا
عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا
فُضَيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : خَرَجَ
الْحَسَنُ مِنْ عِنْدِ
ابْنِ هُبَيْرَةَ فَإِذَا هُوَ بِالْقُرَّاءِ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ : مَا يُجْلِسُكُمْ هَاهُنَا ؟ تُرِيدُونَ الدُّخُولَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْخُبَثَاءِ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا مُجَالَسَتُهُمْ مُجَالَسَةَ الْأَبْرَارِ ; تَفَرَّقُوا فَرَقَّ اللَّهُ بَيْنَ أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ ، قَدْ فَرْطَحْتُمْ نِعَالَكُمْ ، وَشَمَّرْتُمْ ثِيَابَكُمْ ، وَجَزَزْتُمْ شُعُورَكُمْ ; فَضَحْتُمُ الْقُرَّاءَ فَضَحَكُمُ اللَّهُ ، وَاللَّهِ لَوْ زَهِدْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ ، لَرَغِبُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ ، وَلَكِنَّكُمْ رَغِبْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ ، فَزَهِدُوا فِيكُمْ ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ أَبْعَدَ .
وَعَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : ابْنَ
آدَمَ ، السِّكِّينُ تُحَدُّ ، وَالْكَبْشُ يُعْلَفُ ، وَالتَّنُّورُ يُسْجَرُ .
ابْنُ الْمُبَارَكِ : حَدَّثَنَا
طَلْحَةُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : الْمُؤْمِنُ مِنْ عَلِمَ أَنَّ مَا قَالَ اللَّهُ كَمَا قَالَ ، وَالْمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلًا ، وَأَشَدُّ النَّاسِ وَجَلًا ، فَلَوْ أَنْفَقَ جَبَلًا مِنْ مَالٍ مَا أَمِنَ دُونَ أَنْ يُعَايِنَ ، لَا يَزْدَادُ صَلَاحًا وَبِرًّا إِلَّا ازْدَادَ فَرَقًا ، وَالْمُنَافِقُ يَقُولُ : سَوَادُ النَّاسِ كَثِيرٌ وَسَيُغْفَرُ لِي وَلَا بَأْسَ عَلَيَّ ، فَيُسِيءُ الْعَمَلَ وَيَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ .
الطَّيَالِسِيُّ فِي " الْمُسْنَدِ " الَّذِي سَمِعْنَاهُ : حَدَّثَنَا
جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880113مَنْ قَرَأَ " يس " فِي لَيْلَةٍ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ .
[ ص: 587 ] رَوَاهُ
يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ عَنِ
الْحَسَنِ .
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ : حَدَّثَنَا
صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، عَنْ
يُونُسَ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتِ
الْحَسَنَ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُهُ فَقَالَ : يَا أَبَتِ قَدْ غَمَّمْتَنَا ، فَهَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا ؟ قَالَ : هِيَ نَفْسِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17240هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ : كُنَّا عِنْدَ
مُحَمَّدٍ عَشِيَّةَ يَوْمِ الْخَمِيسِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقَالَ : مَاتَ
الْحَسَنُ . فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ
مُحَمَّدٌ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ ، فَمَا تَكَلَّمَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، وَأَمْسَكَ الْقَوْمُ عَنْهُ مِمَّا رَأَوْا مِنْ وَجْدِهِ عَلَيْهِ .
قُلْتُ : وَمَا عَاشَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ
الْحَسَنِ إِلَّا مِائَةَ يَوْمٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ : مَاتَ
الْحَسَنُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ .
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ : إِنَّ أَبَاهُ عَاشَ نَحْوًا مِنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً .
قُلْتُ : مَاتَ فِي أَوَّلِ رَجَبٍ ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُودَةً ، صَلَّوْا عَلَيْهِ عَقِيبَ الْجُمُعَةِ
بِالْبَصْرَةِ ، فَشَيَّعَهُ الْخَلْقُ ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ ، حَتَّى إِنَّ صَلَاةَ الْعَصْرِ لَمْ تُقَمْ فِي الْجَامِعِ .
وَيُرْوَى أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ إِفَاقَةً ، فَقَالَ : لَقَدْ نَبَّهْتُمُونِي مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَمَقَامٍ كَرِيمٍ .
قُلْتُ : اخْتَلَفَ النُّقَّادُ فِي الِاحْتِجَاجِ بِنُسْخَةٍ
الْحَسَنِ ، عَنْ
سَمُرَةَ ، وَهِيَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ حَدِيثًا ، فَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ
سَمُرَةَ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَ الْعَقِيقَةِ .
وَقَالَ
عَفَّانُ : حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ ، عَنْ
هَيَّاجِ بْنِ [ ص: 588 ] عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيِّ ، أَنَّ غُلَامًا لَهُ أَبَقَ ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ فَلَمَّا قَدَرَ عَلَيْهِ بَعَثَنِى إِلَى
عِمْرَانَ فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : أَخْبِرْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=880114أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلَامِهِ . قَالَ : وَبَعَثَنِي إِلَى
سَمُرَةَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880114كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ لِيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلَامِهِ .
قَالَ قَائِلٌ : إِنَّمَا أَعْرَضَ أَهْلُ الصَّحِيحِ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا يَقُولُ فِيهِ
الْحَسَنُ : عَنْ فُلَانٍ ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ لُقِيَّهُ فِيهِ لِفُلَانٍ الْمُعَيَّنِ ; لِأَنَّ
الْحَسَنَ مَعْرُوفٌ بِالتَّدْلِيسِ ، وَيُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، فَيَبْقَى فِي النَّفْسِ مِنْ ذَلِكَ ; فَإِنَّنَا وَإِنْ ثَبَّتْنَا سَمَاعَهُ مِنْ
سَمُرَةَ ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَمْ يَسْمَعْ فِيهِ غَالِبَ النُّسْخَةِ الَّتِي عَنْ
سُمُرَةَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .