قال
خالد بن مرداس ، حدثنا
الحكم بن عمر ، شهدت
عمر بن عبد العزيز حين جاءه أصحاب مراكب الخلافة يسألونه العلوفة ورزق خدمها ، قال : ابعث بها إلى أمصار
الشام يبيعونها ، واجعل أثمانها في مال الله ، تكفيني بغلتي هذه الشهباء .
وعن
الضحاك بن عثمان قال : لما انصرف
عمر بن عبد العزيز عن قبر .
سليمان ، قدموا له مراكب
سليمان ، فقال :
[ ص: 127 ] فلولا التقى ثم النهى خشية الردى لعاصيت في حب الصبا كل زاجر قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى
له صبوة أخرى الليالي الغوابر
لا قوة إلا بالله .
سفيان بن وكيع : حدثنا
ابن عيينة ، عن
عمر بن ذر أن مولى
nindex.php?page=showalam&ids=16673لعمر بن عبد العزيز قال له بعد جنازة
سليمان : ما لي أراك مغتما ؟ قال : لمثل ما أنا فيه فليغتم ، ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلي فيه ، ولا طالبه مني .
قال
عبيد الله بن عمر : خطبهم
عمر ، فقال : لست بخير أحد منكم ، ولكني أثقلكم حملا .
أيوب بن سويد : حدثنا
يونس ، عن
الزهري قال : كتب
عمر بن عبد العزيز إلى
سالم ليكتب إليه بسيرة
عمر في الصدقات ، فكتب إليه بذلك ، وكتب إليه : إنك إن عملت بمثل عمل
عمر في زمانه ورجاله في مثل زمانك ورجالك ، كنت عند الله خيرا من
عمر ،
قلت : هذا كلام عجيب ، أنى يكون خيرا من
عمر ؟ حاشا وكلا ، ولكن هذا القول محمول على المبالغة ، وأين عز الدين بإسلام
عمر ؟ وأين شهوده
بدرا ؟ وأين فرق الشيطان من
عمر ؟ وأين فتوحات
عمر شرقا وغربا ؟ وقد جعل الله لكل شيء قدرا .
حماد بن زيد ، عن
أبي هاشم أن رجلا جاء إلى
عمر بن عبد العزيز فقال : رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم ،
وأبو بكر عن يمينه ،
وعمر عن شماله ، فإذا رجلان يختصمان وأنت بين يديه ، فقال لك : يا
عمر ! إذا عملت فاعمل بعمل هذين ، فاستحلفه بالله لرأيت ؟ فحلف له ، فبكى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران : إن الله كان يتعاهد الناس بنبي بعد نبي ، وإن الله تعاهد الناس
nindex.php?page=showalam&ids=16673بعمر بن عبد العزيز .
[ ص: 128 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان : لما ولي
عمر بن عبد العزيز بكى ، فقال له رجل : كيف حبك للدنيا والدرهم ؟ قال : لا أحبه ، قال : لا تخف ، فإن الله سيعينك .
يعقوب الفسوي : حدثنا
إبراهيم بن هشام بن يحيى ، حدثني أبي ، عن جدي قال : كنت أنا
وابن أبي زكريا بباب
عمر بن عبد العزيز ، فسمعنا بكاء ، فقيل : خير أمير المؤمنين امرأته بين أن تقيم في منزلها وعلى حالها ، وأعلمها أنه قد شغل بما في عنقه عن النساء ، وبين أن تلحق بمنزل أبيها ، فبكت ، فبكت جواريها .
جرير ، عن
مغيرة ، قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=16673لعمر بن عبد العزيز سمار يستشيرهم ، فكان علامة ما بينهم إذا أحب أن يقوموا قال : إذا شئتم .
وعنه أنه خطب وقال : والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم أب إلا قد مات لمعرق له في الموت .
جرير ، عن
مغيرة قال : جمع
عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف ، فقال : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له فدك ينفق منها ، ويعود منها على صغير
بني هاشم ، ويزوج منها أيمهم ، وإن
فاطمة سألته أن يجعلها لها ، فأبى ، فكانت كذلك حياة
أبي بكر وعمر ، عملا فيها عمله ، ثم أقطعها
مروان ، ثم صارت لي ، فرأيت أمرا منعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنته ليس لي بحق ،
[ ص: 129 ] وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت عليه في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
قال
الليث : بدأ
عمر بن عبد العزيز بأهل بيته ، فأخذ ما بأيديهم ، وسمى أموالهم مظالم ، ففزعت
بنو أمية إلى عمته
فاطمة بنت مروان ، فأرسلت إليه : إني قد عناني أمر ، فأتته ليلا ، فأنزلها عن دابتها ، فلما أخذت مجلسها قال : يا عمة ! أنت أولى بالكلام ، قالت : تكلم يا أمير المؤمنين ، قال : إن الله بعث
محمدا -صلى الله عليه وسلم- رحمة ، ولم يبعثه عذابا ، واختار له ما عنده ، فترك لهم نهرا ، شربهم سواء ، ثم قام
أبو بكر فترك النهر على حاله ، ثم
عمر ، فعمل عمل صاحبه ، ثم لم يزل النهر يشتق منه
يزيد ومروان وعبد الملك ،
والوليد وسليمان ، حتى أفضى الأمر إلي ، وقد يبس النهر الأعظم ، ولن يروي أهله حتى يعود إلى ما كان عليه ، فقالت : حسبك ، فلست بذاكرة لك شيئا ، ورجعت فأبلغتهم كلامه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، سمعت
عمر بن عبد العزيز يقول : لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل ، إني لأريد الأمر من أمر العامة ،
[ ص: 130 ] فأخاف ألا تحمله قلوبهم ، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا .
ابن عيينة ، عن
إبراهيم بن ميسرة قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16248لطاوس : هو المهدي يعني-
عمر بن عبد العزيز - قال : هو المهدي ، وليس به إنه لم يستكمل العدل كله .
قال
ابن عون : كان
ابن سيرين إذا سئل عن الطلاء قال : نهى عنه إمام هدى ، يعني
عمر بن عبد العزيز .
قال
حرملة : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : الخلفاء خمسة :
أبو بكر ،
وعمر ،
[ ص: 131 ] وعثمان وعلي nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز . وفي رواية : الخلفاء الراشدون ، وورد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش نحوه ، وروى
عباد بن السماك عن
الثوري مثله .
أبو المليح ، عن
خصيف قال : رأيت في المنام رجلا ، وعن يمينه وشماله رجلان ، إذ أقبل
عمر بن عبد العزيز ، فأراد أن يجلس بين الذي عن يمينه وبينه ، فلصق صاحبه ، فجذبه الأوسط فأقعده في حجره ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا
أبو بكر ، وهذا
عمر .
عبد الرحمن بن زيد ، عن
عمر بن أسيد ، قال : والله ما مات
عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم ، فيقول : اجعلوا هذا حيث ترون ، فما يبرح حتى يرجع بماله كله . قد أغنى
عمر الناس .
قَالَ
خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ ، حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ ، شَهِدْتُ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ جَاءَهُ أَصْحَابُ مَرَاكِبِ الْخِلَافَةِ يَسْأَلُونَهُ الْعَلُوفَةَ وَرِزْقَ خَدَمِهَا ، قَالَ : ابْعَثْ بِهَا إِلَى أَمْصَارِ
الشَّامِ يَبِيعُونَهَا ، وَاجْعَلْ أَثْمَانَهَا فِي مَالِ اللَّهِ ، تَكْفِينِي بَغْلَتِي هَذِهِ الشَّهْبَاءُ .
وَعَنِ
الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : لَمَّا انْصَرَفَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَبْرِ .
سُلَيْمَانَ ، قَدَّمُوا لَهُ مَرَاكِبَ
سُلَيْمَانَ ، فَقَالَ :
[ ص: 127 ] فَلَوْلَا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خَشْيَةَ الرَّدَى لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصَّبَا كُلَّ زَاجِرِ قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ثُمَّ لَا تُرَى
لَهُ صَبْوَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ
لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ : حَدَّثَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ أَنَّ مَوْلًى
nindex.php?page=showalam&ids=16673لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ بَعْدَ جِنَازَةِ
سُلَيْمَانَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغْتَمًّا ؟ قَالَ : لِمِثْلِ مَا أَنَا فِيهِ فَلْيُغْتَمُّ ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْأُمَّةِ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُوصِلَ إِلَيْهِ حَقَّهُ غَيْرَ كَاتِبٍ إِلَيَّ فِيهِ ، وَلَا طَالِبِهِ مِنِّي .
قَالَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : خَطَبَهُمْ
عُمَرُ ، فَقَالَ : لَسْتُ بِخَيْرِ أَحَدٍ مِنْكُمْ ، وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلًا .
أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ : حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَتَبَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى
سَالِمٍ لِيَكْتُبَ إِلَيْهِ بِسِيرَةِ
عُمَرَ فِي الصَّدَقَاتِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّكَ إِنْ عَمِلْتَ بِمِثْلِ عَمَلِ
عُمَرَ فِي زَمَانِهِ وَرِجَالِهِ فِي مِثْلِ زَمَانِكَ وَرِجَالِكَ ، كُنْتَ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا مِنْ
عُمَرَ ،
قُلْتُ : هَذَا كَلَامٌ عَجِيبٌ ، أَنَّى يَكُونُ خَيْرًا مِنْ
عُمَرَ ؟ حَاشَا وَكَلَّا ، وَلَكِنَّ هَذَا الْقَوْلَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ ، وَأَيْنَ عِزُّ الدِّينِ بِإِسْلَامِ
عُمَرَ ؟ وَأَيْنَ شُهُودُهُ
بَدْرًا ؟ وَأَيْنَ فَرَقُ الشَّيْطَانِ مِنْ
عُمَرَ ؟ وَأَيْنَ فُتُوحَاتُ
عُمَرَ شَرْقًا وَغَرْبًا ؟ وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
أَبِي هَاشِمٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ ،
وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ ،
وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَإِذَا رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ وَأَنْتَ بَيْنُ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَكَ : يَا
عُمَرُ ! إِذَا عَمِلْتَ فَاعْمَلْ بِعَمَلِ هَذَيْنِ ، فَاسْتَحْلَفَهُ بِاللَّهِ لَرَأَيْتَ ؟ فَحَلَفَ لَهُ ، فَبَكَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ : إِنَّ اللَّهَ كَانَ يَتَعَاهَدُ النَّاسَ بِنَبِيٍّ بَعْدَ نَبِيٍّ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَاهَدَ النَّاسَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ .
[ ص: 128 ]
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15741حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ : لَمَّا وَلِيَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَكَى ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : كَيْفَ حُبُّكَ لِلدُّنْيَا وَالدِّرْهَمِ ؟ قَالَ : لَا أُحِبُّهُ ، قَالَ : لَا تَخَفْ ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيُعِينُكَ .
يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي قَالَ : كُنْتُ أَنَا
وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا بِبَابِ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَسَمِعْنَا بُكَاءً ، فَقِيلَ : خَيَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ امْرَأَتَهُ بَيْنَ أَنْ تُقِيمَ فِي مَنْزِلِهَا وَعَلَى حَالِهَا ، وَأَعْلَمَهَا أَنَّهُ قَدْ شُغِلَ بِمَا فِي عُنُقِهِ عَنِ النِّسَاءِ ، وَبَيْنَ أَنْ تَلْحَقَ بِمَنْزِلِ أَبِيهَا ، فَبَكَتْ ، فَبَكَتْ جَوَارِيهَا .
جَرِيرٌ ، عَنْ
مُغِيرَةَ ، قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سُمَّارٌ يَسْتَشِيرُهُمْ ، فَكَانَ عَلَامَةُ مَا بَيْنَهُمْ إِذَا أَحَبَّ أَنْ يَقُومُوا قَالَ : إِذَا شِئْتُمْ .
وَعَنْهُ أَنَّهُ خَطَبَ وَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ عَبْدًا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَبٌ إِلَّا قَدْ مَاتَ لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ .
جَرِيرٌ ، عَنْ
مُغِيرَةَ قَالَ : جَمَعَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَنِي مَرْوَانَ حِينَ اسْتُخْلِفَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَتْ لَهُ فَدَكٌ يُنْفِقُ مِنْهَا ، وَيَعُودُ مِنْهَا عَلَى صَغِيرِ
بَنِي هَاشِمٍ ، وَيُزَوِّجُ مِنْهَا أَيِّمَهُمْ ، وَإِنَّ
فَاطِمَةَ سَأَلَتْهُ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهَا ، فَأَبَى ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَيَاةَ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، عَمِلَا فِيهَا عَمَلَهُ ، ثُمَّ أَقْطَعُهَا
مَرْوَانُ ، ثُمَّ صَارَتْ لِي ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا مَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِنْتَهُ لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ،
[ ص: 129 ] وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
قَالَ
اللَّيْثُ : بَدَأَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِأَهْلِ بَيْتِهِ ، فَأَخَذَ مَا بِأَيْدِيهِمْ ، وَسَمَّى أَمْوَالَهُمْ مَظَالِمَ ، فَفَزِعَتْ
بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى عَمَّتِهِ
فَاطِمَةَ بِنْتِ مَرْوَانَ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : إِنِّي قَدْ عَنَانِي أَمْرٌ ، فَأَتَتْهُ لَيْلًا ، فَأَنْزَلَهَا عَنْ دَابَّتِهَا ، فَلَمَّا أَخَذَتْ مَجْلِسَهَا قَالَ : يَا عَمَّةُ ! أَنْتِ أَوْلَى بِالْكَلَامِ ، قَالَتْ : تَكَلَّمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ
مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَحْمَةً ، وَلَمْ يَبْعَثْهُ عَذَابًا ، وَاخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ ، فَتَرَكَ لَهُمْ نَهْرًا ، شُرْبُهُمْ سَوَاءٌ ، ثُمَّ قَامَ
أَبُو بَكْرٍ فَتَرَكَ النَّهْرَ عَلَى حَالِهِ ، ثُمَّ
عُمَرُ ، فَعَمِلَ عَمَلَ صَاحِبِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلِ النَّهْرُ يَشْتَقُّ مِنْهُ
يَزِيدُ وَمَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ،
وَالْوَلِيدُ وَسُلَيْمَانُ ، حَتَّى أَفْضَى الْأَمْرَ إِلَيَّ ، وَقَدْ يَبِسَ النَّهْرُ الْأَعْظَمُ ، وَلَنْ يَرْوِيَ أَهْلَهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : حَسْبُكَ ، فَلَسْتُ بِذَاكِرَةٍ لَكَ شَيْئًا ، وَرَجَعَتْ فَأَبْلَغَتْهُمْ كَلَامَهُ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، سَمِعْتُ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ : لَوْ أَقَمْتُ فِيكُمْ خَمْسِينَ عَامًا مَا اسْتَكْمَلْتُ فِيكُمُ الْعَدْلَ ، إِنِّي لَأُرِيدُ الْأَمْرَ مِنْ أَمْرِ الْعَامَّةِ ،
[ ص: 130 ] فَأَخَافُ أَلَّا تَحْمِلَهُ قُلُوبُهُمْ ، فَأُخْرِجَ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا .
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16248لِطَاوُسٍ : هُوَ الْمَهْدِيُّ يَعْنِي-
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ : هُوَ الْمَهْدِيُّ ، وَلَيْسَ بِهِ إِنَّهُ لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْعَدْلَ كُلَّهُ .
قَالَ
ابْنُ عَوْنٍ : كَانَ
ابْنُ سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الطِّلَاءِ قَالَ : نَهَى عَنْهُ إِمَامُ هُدًى ، يَعْنِي
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ .
قَالَ
حَرْمَلَةُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : الْخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ :
أَبُو بَكْرٍ ،
وَعُمَرُ ،
[ ص: 131 ] وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=16673وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ . وَفِي رِوَايَةٍ : الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ ، وَوَرَدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ نَحْوُهُ ، وَرَوَى
عَبَّادُ بْنُ السَّمَّاكِ عَنِ
الثَّوْرِيِّ مِثْلَهُ .
أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ
خُصَيْفٍ قَالَ : رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ رَجُلًا ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ رَجُلَانِ ، إِذْ أَقْبَلَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ وَبَيْنَهُ ، فَلَصِقَ صَاحِبُهُ ، فَجَذَبَهُ الْأَوْسَطُ فَأَقْعَدَهُ فِي حِجْرِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهَذَا
أَبُو بَكْرٍ ، وَهَذَا
عُمَرُ .
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ أُسَيْدٍ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا مَاتَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِينَا بِالْمَالِ الْعَظِيمِ ، فَيَقُولُ : اجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ ، فَمَا يَبْرَحُ حَتَّى يَرْجِعَ بِمَالِهِ كُلِّهِ . قَدْ أَغْنَى
عُمَرُ النَّاسَ .