قوله - تعالى - : وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون .
[ ص: 146 ] قد قدمنا الكلام على هذه الآية الكريمة ونحوها من الآيات الدالة على أن العمل سبب لدخول الجنة ، كقوله - تعالى - : ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون [ 7 \ 43 ] . وقوله - تعالى - : تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا [ 19 \ 63 ] . وقوله - تعالى - : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [ 32 \ 17 ] .
وبينا أقرب أوجه الجمع بين هذه الآيات الكريمة وما بمعناها مع قوله - صلى الله عليه وسلم - : " " . لن يدخل أحدكم عمله الجنة " . قالوا : ولا أنت يا رسول الله . قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل
وذكرنا في ذلك أن - هو العمل الذي تقبله الله برحمة منه وفضل ، وأن العمل الذي لا يدخل الجنة هو الذي لم يتقبله الله . العمل الذي بينت الآيات كونه سبب دخول الجنة
والله يقول : إنما يتقبل الله من المتقين [ 5 \ 27 ] .