قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29056وشاهد ومشهود
لم يصرح هنا من الشاهد وما المشهود ، وقد ذكر الشاهد في القرآن بمعنى الحاضر ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فمن شهد منكم الشهر فليصمه [ 2 \ 185 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73عالم الغيب والشهادة [ 6 \ 73 ] .
وذكر المشهود بمعنى المشاهد باسم المفعول ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=103ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود [ 11 \ 103 ] .
فالشاهد والمشهود قد يكونان من المشاهدة ، وذكر الشاهد من الشهادة ، والمشهود من المشهود به أو عليه ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ 4 \ 41 ] .
فشهيد الأولى : أي شهيد على الأمة التي بعثت فيها ، وشهيد الثانية : أي شاهد على الرسل في أممهم .
ومن هنا اختلفت أقوال المفسرين إلى ما يقرب من عشرين قولا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ما ملخصه : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود : يوم
عرفة أو النحر ، وعزاه
لعلي nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، والشاهد :
محمد - صلى الله عليه وسلم - والمشهود : يوم القيامة . وعزاه
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس والحسن بن علي . والشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة وعزاه
لمجاهد وعكرمة . والشاهد : هو الله ، والمشهود : هو يوم القيامة ، وعزاه
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس . ثم قال : والصواب عندي أنه صالح لكل ما يقال له مشاهد ، ويقال له مشهود ، فلم يفصل ما إذا كان بمعنى الحضور ، أو الشهادة ، ومثله
القرطبي وابن كثير .
[ ص: 478 ] وقد فصل
أبو حيان على ما قدمنا ، فقال : إن كان بمعنى الحضور ، فالشاهد الإنسان ، والمشهود يوم القيامة ، ولما ذكر اليوم الموعود ناسب أن يذكر كل من يشهد في ذلك اليوم ، ومن يشهد عليه ، وذكر نحوا من عشرين قولا .
وقال : كل له متمسك ، والذي يظهر - والله تعالى أعلم - : أنه من باب الشهادة ; لأن ذكر اليوم الموعود وهو يكفي عن اليوم المشهود ، بل إنه يحتاج إلى من يشهد فيه ، وتقام الشهادة على ما سيعرض فيه ; لإقامة الحجة على الخلق لا لإثبات الحق .
وقد جاء في القرآن تعداد الشهود في ذلك اليوم ، مما يتناسب مع العرض والحساب .
ومجمل ذلك أنها تكون خاصة وعامة وأعم من العامة ، فمن الخاصة :
nindex.php?page=treesubj&link=30359شهادة الجوارح على الإنسان كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون [ 41 \ 20 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=65اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون [ 36 \ 65 ] ، وهذه شهادة فعل ومقال لا شهادة حال ، كما بينها قوله تعالى عنهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=21وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=22وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون [ 41 \ 21 - 22 ] ، ورد الله زعمهم ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=23وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين [ 41 \ 23 ] .
وتقدم للشيخ بيان شهادة الأعضاء في سورة " يس " وفي سورة " النساء " عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا [ 4 \ 42 ] ،
nindex.php?page=treesubj&link=29747وشهادة الملائكة وهم الحفظة كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه هذا ما لدي عتيد [ 50 \ 23 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد [ 50 \ 21 ] ، ثم
nindex.php?page=treesubj&link=32019شهادة الرسل كل رسول على أمته ، كما في قوله عن
عيسى - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم - :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم [ 5 \ 117 ] ، فهذا وإن كان في الحياة فسيؤديها يوم القيامة .
وكقوله في عموم الأمم :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم [ 16 \ 89 ] .
[ ص: 479 ] ومنها :
nindex.php?page=treesubj&link=28753شهادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على جميع الرسل ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ 4 \ 41 ] .
ومنها :
nindex.php?page=treesubj&link=30231شهادة هذه الأمة على سائر الأمم ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس [ 2 \ 143 ] .
ومنها :
nindex.php?page=treesubj&link=28753شهادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذه الأمة ; لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143ويكون الرسول عليكم شهيدا [ 2 \ 143 ] .
ومنها : شهادة الله تعالى على الجميع .
وهذا ما يتناسب مع ذكر اليوم الموعود وما يكون فيه من الجزاء والحساب على الأعمال ، ومجازاة الخلائق عليها : وسيأتي في نفس السياق قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=9والله على كل شيء شهيد [ 85 \ 9 ] ، وهو كما ترى لا يتقيد بشاهد واحد ، وأيضا لا يعارض بعضها بعضا .
فاختلاف الشهود وتعددهم باختلاف المشهود عليه وتعدده ، من فرد إلى أمة إلى رسل ، إلى غير ذلك ، وكلها داخلة في المعنى وواقعة بالفعل .
وقد ذكرت أقوال أخرى ، ولكن لا تختص بيوم القيامة .
ومنها : أن الشاهد الله والملائكة وأولو العلم ، والمشهود به وحدانية الله تعالى .
ومنها : الشاهد المخلوقات ، والمشهود به قدرة الله تعالى ، فتكون الشهادة بمعنى العلامة .
وأكثر المفسرين إيرادا في ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16785الفخر الرازي ; حيث ساقها كلها بأدلتها إلا ما ذكرناه من السنة فلم يورده .
وقد جاء في السنة تعيين الشهادات لغير ما ذكر .
منها
nindex.php?page=treesubj&link=22682الشهادة للمؤذن :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009781 " ما يسمع صوته شجر ولا حجر ولا مدر ، إلا شهد له يوم القيامة " .
[ ص: 480 ] ومنها :
nindex.php?page=treesubj&link=30361شهادة الأرض على الإنسان بما عمل عليها المشار إليه في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4يومئذ تحدث أخبارها [ 99 \ 4 ] .
ومنها : شهادة المال على صاحبه فيم أنفقه . ومنها : شهادة الصيام والقرآن وشفاعتهما لصاحبهما ، ونحو ذلك . والله تعالى أعلم .
تنبيه
في هذا العرض إشعار يتعلق بالقضاء وكمال العدالة ، وهو إذا كان رب العزة سبحانه وتعالى ، وهو على كل شيء شهيد ، وبكل شيء عليم ، وموكل حفظة يكتبون أعمال العباد ، ومع ذلك لم يقض بين الخلائق بما يعلمه منهم ولا بما سجلته ملائكته ، ويستنطق أعضاءهم ، ويستشهد الرسل على الأمم والرسول - صلى الله عليه وسلم - على الرسل ، أي بأنهم بلغوا أممهم رسالات الله إليهم ، فلأن لا يقضي القاضي بعلمه من باب أولى . والعلم عند الله تعالى .
وقد جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - قوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009782 " إنكم تحتكمون إلي ، وإنما أنا بشر أقضي لكم على نحو ما أسمع ، فمن اقتطعت له شيئا من حق أخيه ، فإنما أقطع له قطعة من نار " . الحديث . أي : كان من الممكن أن ينزل عليه الوحي ، ولا سيما في تلك القضية بعينها ، إذ قالوا في مواريث درست معالمها ولا بينة بينهما ، ولكن إذا نزل الوحي عليه - صلى الله عليه وسلم - فيها فمن بالوحي لمن يأتي بعده في القضاء ؟
ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009783 " البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر " .
ومعلوم أن البينة فعيلة من البيان ، فتشمل كل ما يبين الحق من شهادة وقرينة ، كما في قصة
يوسف من القرائن مع إخوته ومع
امرأة العزيز . إلخ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29056وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
لَمْ يُصَرِّحْ هُنَا مَنِ الشَّاهِدُ وَمَا الْمَشْهُودُ ، وَقَدْ ذُكِرَ الشَّاهِدُ فِي الْقُرْآنِ بِمَعْنَى الْحَاضِرِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [ 2 \ 185 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [ 6 \ 73 ] .
وَذُكِرَ الْمَشْهُودُ بِمَعْنَى الْمُشَاهَدِ بِاسْمِ الْمَفْعُولِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=103ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [ 11 \ 103 ] .
فَالشَّاهِدُ وَالْمَشْهُودُ قَدْ يَكُونَانِ مِنَ الْمُشَاهَدَةِ ، وَذُكِرَ الشَّاهِدُ مِنَ الشَّهَادَةِ ، وَالْمَشْهُودُ مِنَ الْمَشْهُودِ بِهِ أَوْ عَلَيْهِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [ 4 \ 41 ] .
فَشَهِيدُ الْأُولَى : أَيُ شَهِيدٌ عَلَى الْأُمَّةِ الَّتِي بُعِثَتْ فِيهَا ، وَشَهِيدُ الثَّانِيَةِ : أَيْ شَاهِدٌ عَلَى الرُّسُلِ فِي أُمَمِهِمْ .
وَمِنْ هُنَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى مَا يَقْرُبُ مِنْ عِشْرِينَ قَوْلًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مَا مُلَخَّصُهُ : الشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَالْمَشْهُودُ : يَوْمُ
عَرَفَةَ أَوِ النَّحْرِ ، وَعَزَاهُ
لِعَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالشَّاهِدُ :
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمَشْهُودُ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ . وَعَزَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ . وَالشَّاهِدُ : الْإِنْسَانُ ، وَالْمَشْهُودُ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَعَزَاهُ
لِمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ . وَالشَّاهِدُ : هُوَ اللَّهُ ، وَالْمَشْهُودُ : هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَعَزَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ . ثُمَّ قَالَ : وَالصَّوَابُ عِنْدِي أَنَّهُ صَالِحٌ لِكُلِّ مَا يُقَالُ لَهُ مُشَاهَدٌ ، وَيُقَالُ لَهُ مَشْهُودٌ ، فَلَمْ يَفْصِلْ مَا إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْحُضُورِ ، أَوِ الشَّهَادَةِ ، وَمِثْلُهُ
الْقُرْطُبِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ .
[ ص: 478 ] وَقَدْ فَصَّلَ
أَبُو حَيَّانَ عَلَى مَا قَدَّمْنَا ، فَقَالَ : إِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْحُضُورِ ، فَالشَّاهِدُ الْإِنْسَانُ ، وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَلَمَّا ذَكَرَ الْيَوْمَ الْمَوْعُودَ نَاسَبَ أَنْ يَذْكُرَ كُلَّ مَنْ يَشْهَدُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَيْهِ ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ قَوْلًا .
وَقَالَ : كُلٌّ لَهُ مُتَمَسِّكٌ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ - وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - : أَنَّهُ مِنْ بَابِ الشَّهَادَةِ ; لِأَنَّ ذِكْرَ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَهُوَ يَكْفِي عَنِ الْيَوْمِ الْمَشْهُودِ ، بَلْ إِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يَشْهَدُ فِيهِ ، وَتُقَامُ الشَّهَادَةُ عَلَى مَا سَيُعْرَضُ فِيهِ ; لِإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ لَا لِإِثْبَاتِ الْحَقِّ .
وَقَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ تَعْدَادُ الشُّهُودِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، مِمَّا يَتَنَاسَبُ مَعَ الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ .
وَمُجْمَلُ ذَلِكَ أَنَّهَا تَكُونُ خَاصَّةً وَعَامَّةً وَأَعَمَّ مِنَ الْعَامَّةِ ، فَمِنَ الْخَاصَّةِ :
nindex.php?page=treesubj&link=30359شَهَادَةُ الْجَوَارِحِ عَلَى الْإِنْسَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ 41 \ 20 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=65الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [ 36 \ 65 ] ، وَهَذِهِ شَهَادَةُ فِعْلٍ وَمَقَالٍ لَا شَهَادَةُ حَالٍ ، كَمَا بَيَّنَهَا قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=21وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=22وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ [ 41 \ 21 - 22 ] ، وَرَدَّ اللَّهُ زَعْمَهُمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=23وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ 41 \ 23 ] .
وَتَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ بَيَانُ شَهَادَةِ الْأَعْضَاءِ فِي سُورَةِ " يس " وَفِي سُورَةِ " النِّسَاءِ " عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [ 4 \ 42 ] ،
nindex.php?page=treesubj&link=29747وَشَهَادَةُ الْمَلَائِكَةِ وَهُمُ الْحَفَظَةُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ [ 50 \ 23 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [ 50 \ 21 ] ، ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32019شَهَادَةُ الرُّسُلِ كُلُّ رَسُولٍ عَلَى أُمَّتِهِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ عَنْ
عِيسَى - عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ [ 5 \ 117 ] ، فَهَذَا وَإِنْ كَانَ فِي الْحَيَاةِ فَسَيُؤَدِّيهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَكَقَوْلِهِ فِي عُمُومِ الْأُمَمِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ 16 \ 89 ] .
[ ص: 479 ] وَمِنْهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=28753شَهَادَةُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جَمِيعِ الرُّسُلِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [ 4 \ 41 ] .
وَمِنْهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=30231شَهَادَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [ 2 \ 143 ] .
وَمِنْهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=28753شَهَادَةُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [ 2 \ 143 ] .
وَمِنْهَا : شَهَادَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْجَمِيعِ .
وَهَذَا مَا يَتَنَاسَبُ مَعَ ذِكْرِ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَمَا يَكُونُ فِيهِ مِنَ الْجَزَاءِ وَالْحِسَابِ عَلَى الْأَعْمَالِ ، وَمُجَازَاةِ الْخَلَائِقِ عَلَيْهَا : وَسَيَأْتِي فِي نَفْسِ السِّيَاقِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=9وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ 85 \ 9 ] ، وَهُوَ كَمَا تَرَى لَا يَتَقَيَّدُ بِشَاهِدٍ وَاحِدٍ ، وَأَيْضًا لَا يُعَارِضُ بَعْضُهَا بَعْضًا .
فَاخْتِلَافُ الشُّهُودِ وَتَعَدُّدِهِمْ بِاخْتِلَافِ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ وَتَعَدُّدِهِ ، مِنْ فَرْدٍ إِلَى أُمَّةٍ إِلَى رُسُلٍ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، وَكُلُّهَا دَاخِلَةٌ فِي الْمَعْنَى وَوَاقِعَةٌ بِالْفِعْلِ .
وَقَدْ ذُكِرَتْ أَقْوَالٌ أُخْرَى ، وَلَكِنْ لَا تَخْتَصُّ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَمِنْهَا : أَنَّ الشَّاهِدَ اللَّهُ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ، وَالْمَشْهُودُ بِهِ وَحْدَانِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى .
وَمِنْهَا : الشَّاهِدُ الْمَخْلُوقَاتُ ، وَالْمَشْهُودُ بِهِ قُدْرَةُ اللَّهِ تَعَالَى ، فَتَكُونُ الشَّهَادَةُ بِمَعْنَى الْعَلَامَةِ .
وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ إِيرَادًا فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16785الْفَخْرُ الرَّازِيُّ ; حَيْثُ سَاقَهَا كُلَّهَا بِأَدِلَّتِهَا إِلَّا مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ السُّنَّةِ فَلَمْ يُورِدْهُ .
وَقَدْ جَاءَ فِي السُّنَّةِ تَعْيِينُ الشَّهَادَاتِ لِغَيْرِ مَا ذُكِرَ .
مِنْهَا
nindex.php?page=treesubj&link=22682الشَّهَادَةُ لِلْمُؤَذِّنِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009781 " مَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ وَلَا مَدَرٌ ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
[ ص: 480 ] وَمِنْهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=30361شَهَادَةُ الْأَرْضِ عَلَى الْإِنْسَانِ بِمَا عَمِلَ عَلَيْهَا الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا [ 99 \ 4 ] .
وَمِنْهَا : شَهَادَةُ الْمَالِ عَلَى صَاحِبِهِ فِيمَ أَنْفَقَهُ . وَمِنْهَا : شَهَادَةُ الصِّيَامِ وَالْقُرْآنِ وَشَفَاعَتُهُمَا لِصَاحِبِهِمَا ، وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
تَنْبِيهٌ
فِي هَذَا الْعَرْضِ إِشْعَارٌ يَتَعَلَّقُ بِالْقَضَاءِ وَكَمَالِ الْعَدَالَةِ ، وَهُوَ إِذَا كَانَ رَبُّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، وَمُوَكِّلٌ حَفَظَةً يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ الْعِبَادِ ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ الْخَلَائِقِ بِمَا يَعْلَمُهُ مِنْهُمْ وَلَا بِمَا سَجَّلَتْهُ مَلَائِكَتُهُ ، وَيَسْتَنْطِقُ أَعْضَاءَهُمْ ، وَيَسْتَشْهِدُ الرُّسُلَ عَلَى الْأُمَمِ وَالرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الرُّسُلِ ، أَيْ بِأَنَّهُمْ بَلَّغُوا أُمَمَهُمْ رِسَالَاتِ اللَّهِ إِلَيْهِمْ ، فَلِأَنْ لَا يَقْضِيَ الْقَاضِي بِعِلْمِهِ مِنْ بَابِ أَوْلَى . وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَدْ جَاءَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلُهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009782 " إِنَّكُمْ تَحْتَكِمُونَ إِلَيَّ ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَقْضِي لَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ ، فَمَنِ اقْتَطَعْتُ لَهُ شَيْئًا مِنْ حَقِّ أَخِيهِ ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ نَارٍ " . الْحَدِيثَ . أَيْ : كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، وَلَا سِيَّمَا فِي تِلْكَ الْقَضِيَّةِ بِعَيْنِهَا ، إِذْ قَالُوا فِي مَوَارِيثَ دَرَسَتْ مَعَالِمُهَا وَلَا بَيِّنَةَ بَيْنَهُمَا ، وَلَكِنْ إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا فَمَنْ بِالْوَحْيِ لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ فِي الْقَضَاءِ ؟
وَلِذَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009783 " الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي ، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ " .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْبَيِّنَةَ فَعِيلَةٌ مِنَ الْبَيَانِ ، فَتَشْمَلُ كُلَّ مَا يُبَيِّنُ الْحَقَّ مِنْ شَهَادَةٍ وَقَرِينَةٍ ، كَمَا فِي قِصَّةِ
يُوسُفَ مِنَ الْقَرَائِنِ مَعَ إِخْوَتِهِ وَمَعَ
امْرَأَةِ الْعَزِيزِ . إِلَخْ .