( تتمة واستدراك في مباحث حل الطعام وحرامه والتذكية والتسمية )
كتبنا ما تقدم في تفسير الآية مستعينين على فهمها ببيان سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما جرى عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين في الصدر الأول ، وذلك شأننا في ، نستعين عليه بما ذكر وبأساليب لغة العرب وسنن الله في خلقه . ثم راجعنا بعد ذلك ما كتبناه في مسألة حل الطعام وحرامه في المجلد السادس من المنار ، فرأينا ما كان منه بفهمنا واجتهادنا موافقا لما هنا مع زيادة فهم كتاب الله عز وجل ، ونقول من كتب مذاهب الفقهاء المشهورة ، فأحببنا أن نلخص منه ما يأتي إتماما للفائدة ؛ حتى لا يبقى للمضلين الجاهلين سلطان على المطلع عليه يضلونه به ، كما فعل أشياعهم من نحو عشر سنين ; إذ سئل الأستاذ الإمام المفتي عن قوم من أهل الكتاب ( في الترنسفال ) بيان لحكمة تحريم الميتة ، كما يذبحون الشاة بدون تسمية ، فأفتى بحل ذبيحتهم هذه ، فقام بعض أصحاب الأهواء يشنع على هذه الفتوى في بعض الجرائد ، ويعد هذه الذبيحة من الموقوذة ويدعي الإجماع على حرمة الأكل منها ، فكتبنا في مجلد المنار السادس بيان الحق في هذه المسألة وما يتعلق بها ، وجاءتنا رسائل من بعض علماء يضربون رأس الثور بالبلطة ، ثم يذبحونه ولا يسمون الله مصر والغرب ، فنشرناها تأييدا لما كتبناه في تأييد الفتوى ، ثم اجتمع طائفة من علماء المذاهب الأربعة في الأزهر وألفوا رسالة أيدوا بها الفتوى بنصوص مذاهبهم ، وطبعها الشيخ عبد الحميد حمروش ( من علماء الأزهر وقضاة الشرع لهذا العهد ) وهاك ما رأينا زيادته الآن :