الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( آثار علماء السلف في الرأي والقياس ) .

                          ثم عقد ابن القيم لآثار التابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار في ذم القياس والنهي عنه ، وبيان كون القائلين به لم يريدوا أن يجعله الناس دينا يدان به وشرعا متبعا للأمة ، وكون المتعصبين لهم من بعدهم انحرفوا عن طريقهم وخالفوا مذهبهم غلوا فيه ، ومنه قول القعنبي : دخلت على مالك بن أنس في مرضه الذي مات فيه فسلمت عليه ثم جلست فرأيته يبكي ، فقلت له : يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك ؟ فقال لي : يا ابن - قعنب وما لي لا أبكي ؟ ومن أحق بالبكاء مني ؟ والله لوددت أني ضربت بكل مسألة أفتيت فيها بالرأي سوطا ، وقد كانت لي السعة فيما قد سبقت إليه ، وليتني لم أفت بالرأي . ومنه قول الشافعي : مثل الذي ينظر في الرأي ثم يتوب منه مثل المجنون الذي عولج حتى برئ فأعقل ما يكون قد هاج . ومنه تقديم أبي حنيفة وأحمد الحديث الضعيف على الرأي والقياس ، ومن شواهد هذا في مذهب أبي حنيفة الأخذ بحديث القهقهة في الصلاة ، وحديث الوضوء بنبيذ التمر في السفر ، وحديث قطع السارق في أقل من عشرة دراهم ، وحديث جعل أكثر الحيض عشرة أيام ، والحديث في اشتراط المصر لإقامة الجمعة . وكل هذه الأحاديث ضعيفة وقد قدمها على القياس ، وقد نهى جميع العلماء عن تقليدهم وتقليد غيرهم في دين الله .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية