nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135nindex.php?page=treesubj&link=32267_28975يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا
قوله : قوامين صيغة مبالغة ؛ أي : ليتكرر منكم القيام بالقسط ، وهو العدل في شهادتكم على أنفسكم وهو الإقرار بما عليكم من الحقوق ، وأما شهادته على والديه فبأن يشهد عليهما بحق للغير ، وكذلك الشهادة على الأقربين وذكر الأبوين لوجوب برهما وكونهما أحب الخلق إليه ، ثم ذكر الأقربين ؛ لأنهم مظنة المودة والتعصب ، فإذا شهدوا على هؤلاء بما عليهم فالأجنبي من الناس أحرى أن يشهدوا عليه .
وقد قيل : إن
nindex.php?page=treesubj&link=15889معنى الشهادة على النفس أن يشهد بحق على من يخشى لحوق ضرر منه على نفسه وهو بعيد ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135شهداء لله خبر بعد خبر لكان ، أو حال ولم ينصرف ؛ لأن فيه ألف التأنيث ، وقال
ابن عطية : الحال فيه ضعيفة في المعنى ؛ لأنها تخصص القيام بالقسط إلى معنى الشهادة فقط ، وقوله : لله أي : لمرضاته وثوابه ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135ولو على أنفسكم متعلق بشهداء ، هذا المعنى الظاهر من الآية ، وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135شهداء لله بالوحدانية فيتعلق قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135ولو على أنفسكم بقوامين ، والأول أولى ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إن يكن غنيا أو فقيرا اسم كان مقدر ؛ أي : إن يكن المشهود عليه غنيا فلا يراعى لأجل غناه استجلابا لنفعه وإشفاقا عليه فيترك الشهادة عليه ، أو فقيرا فلا يراعى لأجل فقره رحمة له وإشفاقا عليه فيترك الشهادة عليه ، وإنما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فالله أولى بهما ولم يقل : به ؛ مع أن التخيير إنما يدل على الحصول لواحد ؛ لأن المعنى فالله أولى بكل واحد منهما ، وقال
الأخفش : تكون ( أو ) بمعنى ( الواو ) ، وقيل : إنه يجوز ذلك مع تقدم ذكرهما كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=12وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس [ النساء : 12 ] وقد تقدم في مثل هذا ما هو أبسط مما هنا ، وقرأ أبي ( فالله أولى بهم ) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( إن يكن غني أو فقير ) على أن كان تامة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فلا تتبعوا الهوى نهاهم عن اتباع الهوى ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أن تعدلوا في موضع نصب ، وهو إما من العدل كأنه قال : فلا تتبعوا الهوى كراهة أن تعدلوا بين الناس ، أو من العدول كأنه قال : فلا تتبعوا الهوى مخافة أن تعدلوا عن الحق ، أو كراهة أن تعدلوا عن الحق .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وإن تلووا من اللي ، يقال : لويت فلانا حقه ؛ إذا دفعته عنه ، والمراد لي الشهادة ميلا إلى المشهود عليه ، وقرأ
ابن عامر والكوفيون ( وإن تلوا ) من الولاية ؛ أي : وإن تلوا الشهادة وتتركوا ما يجب عليكم من تأديتها على وجه الحق ، وقد قيل إن هذه القراءة تفيد معنيين ؛ الولاية ، والإعراض ، والقراءة الأولى تفيد معنى واحدا وهو الإعراض ، وزعم بعض النحويين أن القراءة الثانية غلط ولحن ؛ لأنه لا معنى للولاية هاهنا .
قال
النحاس وغيره : وليس يلزم هذا ، ولكن يكون تلوا بمعنى تلووا ، وذلك أن أصله تلووا فاستثقلت الضمة على الواو بعدها واو أخرى ، فألقيت الحركة على اللام وحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكنين ، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج نحوه ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أو تعرضوا أي : عن تأدية الشهادة من الأصل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فإن الله كان بما تعملون خبيرا أي : بما تعملون من اللي والإعراض أو من كل عمل ، وفي هذا
nindex.php?page=treesubj&link=16071وعيد شديد لمن لم يأت بالشهادة كما تجب عليه ، وقد روي أن هذه الآية تعم القاضي والشهود ، أما الشهود فظاهر ، وأما القاضي لذلك بأن يعرض عن أحد الخصمين أو يلوي عن الكلام معه ، وقيل : هي خاصة بالشهود .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله أي : اثبتوا على إيمانكم ودوموا عليه ، والخطاب هنا للمؤمنين جميعا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136والكتاب الذي نزل على رسوله هو القرآن ، واللام للعهد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136والكتاب الذي أنزل من قبل هو كل كتاب ، واللام للجنس ، وقرأ
ابن كثير ،
وأبو عمرو ،
وابن عامر ( نزل ) و ( أنزل ) بالضم ، وقرأ الباقون بالفتح فيهما ، وقيل : إن الآية نزلت في المنافقين ، والمعنى : يا أيها الذين آمنوا في الظاهر أخلصوا لله ،
وقيل : نزلت في المشركين ، والمعنى : يا أيها الذين آمنوا باللات والعزى آمنوا بالله وهما ضعيفان ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر أي بشيء من ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136فقد ضل عن القصد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136ضلالا بعيدا وذكر الرسول فيما سبق لذكر الكتاب الذي أنزل عليه ، وذكر الرسل هنا لذكر الكتب جملة فناسبه ذكر الرسل جملة ، وتقديم الملائكة على الرسل ؛ لأنه الوسائط بين الله وبين رسله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين الآية ، قال : أمر الله المؤمنين أن يقولوا بالحق ولو على أنفسهم أو آبائهم أو أبنائهم لا يحابون غنيا لغناه ولا يرحمون مسكينا لمسكنته ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فلا تتبعوا الهوى فتذروا الحق فتجوروا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وإن تلووا يعني بألسنتكم بالشهادة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أو تعرضوا عنها . وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو نعيم في الحلية عنه في معنى الآية قال : الرجلان
[ ص: 336 ] يجلسان عند القاضي فيكون لي القاضي وإعراضه لأحد الرجلين على الآخر .
وأخرج
ابن المنذر عنه أيضا قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المدينة كانت البقرة أول سورة نزلت ثم أردفها سورة النساء ، قال : فكان الرجل تكون عنده الشهادة قبل ابن عمه أو ذوي رحمه فيلوي بها لسانه أو يكتمها مما يرى من عسرته حتى يوسر فيقضي حين يوسر ، فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135كونوا قوامين بالقسط الآية . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وإن تلووا أو تعرضوا يقول : تلوي لسانك بغير الحق وهي اللجلجة فلا تقيم الشهادة على وجهها .
والإعراض : الترك . وأخرج
الثعلبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأسدا وأسيدا ابني كعب وثعلبة بن قيس وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام وسلمة ابن أخيه ويامين بن يامين أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : يا رسول الله إنا نؤمن بك وبكتابك وموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه من الكتب والرسل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بل آمنوا بالله ورسوله محمد وكتابه القرآن وبكل كتاب كان قبله ، فقالوا : لا نفعل ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله الآية .
وينبغي النظر في صحة هذا ،
فالثعلبي رحمه الله ليس من رجال الرواية ولا يفرق بين الصحيح والموضوع . وأخرج
ابن المنذر ، عن
الضحاك في هذه الآية قال : يعني بذلك أهل الكتاب ، كان الله قد أخذ ميثاقهم في التوراة والإنجيل ، وأقروا على أنفسهم أن يؤمنوا
بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما بعث الله رسوله دعاهم إلى أن يؤمنوا
بمحمد والقرآن وذكرهم الذي أخذ عليهم من الميثاق ، فمنهم من صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتبعه ، ومنهم من كفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135nindex.php?page=treesubj&link=32267_28975يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا
قَوْلُهُ : قَوَّامِينَ صِيغَةٌ مُبَالَغَةٌ ؛ أَيْ : لِيَتَكَرَّرَ مِنْكُمُ الْقِيَامُ بِالْقِسْطِ ، وَهُوَ الْعَدْلُ فِي شَهَادَتِكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَهُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا عَلَيْكُمْ مِنَ الْحُقُوقِ ، وَأَمَّا شَهَادَتُهُ عَلَى وَالِدَيْهِ فَبِأَنْ يَشْهَدَ عَلَيْهِمَا بِحَقٍّ لِلْغَيْرِ ، وَكَذَلِكَ الشَّهَادَةُ عَلَى الْأَقْرَبِينَ وَذَكَرَ الْأَبَوَيْنِ لِوُجُوبِ بِرِّهِمَا وَكَوْنِهِمَا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْأَقْرَبِينَ ؛ لِأَنَّهُمْ مَظِنَّةُ الْمَوَدَّةِ وَالتَّعَصُّبِ ، فَإِذَا شَهِدُوا عَلَى هَؤُلَاءِ بِمَا عَلَيْهِمْ فَالْأَجْنَبِيُّ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ يَشْهَدُوا عَلَيْهِ .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=15889مَعْنَى الشَّهَادَةِ عَلَى النَّفْسِ أَنْ يَشْهَدَ بِحَقٍّ عَلَى مَنْ يَخْشَى لُحُوقَ ضَرَرٍ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ بَعِيدٌ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135شُهَدَاءَ لِلَّهِ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ لِكَانَ ، أَوْ حَالٌ وَلَمْ يَنْصَرِفْ ؛ لِأَنَّ فِيهِ أَلِفُ التَّأْنِيثِ ، وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : الْحَالُ فِيهِ ضَعِيفَةٌ فِي الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّهَا تُخَصِّصُ الْقِيَامَ بِالْقِسْطِ إِلَى مَعْنَى الشَّهَادَةِ فَقَطْ ، وَقَوْلُهُ : لِلَّهِ أَيْ : لِمَرْضَاتِهِ وَثَوَابِهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مُتَعَلِّقٌ بِشُهَدَاءَ ، هَذَا الْمَعْنَى الظَّاهِرُ مِنَ الْآيَةِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135شُهَدَاءَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ فَيَتَعَلَّقُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بِقَوَّامِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا اسْمُ كَانَ مُقَدَّرٌ ؛ أَيْ : إِنْ يَكُنِ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ غَنِيًّا فَلَا يُرَاعَى لِأَجْلِ غِنَاهُ اسْتِجْلَابًا لِنَفْعِهِ وَإِشْفَاقًا عَلَيْهِ فَيَتْرُكُ الشَّهَادَةَ عَلَيْهِ ، أَوْ فَقِيرًا فَلَا يُرَاعَى لِأَجْلِ فَقْرِهِ رَحْمَةً لَهُ وَإِشْفَاقًا عَلَيْهِ فَيَتْرُكُ الشَّهَادَةَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا وَلَمْ يَقُلْ : بِهِ ؛ مَعَ أَنَّ التَّخْيِيرَ إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى الْحُصُولِ لِوَاحِدٍ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى فَاللَّهُ أَوْلَى بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : تَكُونُ ( أَوْ ) بِمَعْنَى ( الْوَاوِ ) ، وَقِيلَ : إِنَّهُ يَجُوزُ ذَلِكَ مَعَ تَقَدُّمِ ذِكْرِهِمَا كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=12وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ [ النِّسَاءِ : 12 ] وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا مَا هُوَ أَبْسَطُ مِمَّا هُنَا ، وَقَرَأَ أُبَيٌّ ( فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمْ ) وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ( إِنْ يَكُنْ غَنِيٌّ أَوْ فَقِيرٌ ) عَلَى أَنَّ كَانَ تَامَّةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى نَهَاهُمْ عَنِ اتِّبَاعِ الْهَوَى ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أَنْ تَعْدِلُوا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ، وَهُوَ إِمَّا مِنَ الْعَدْلِ كَأَنَّهُ قَالَ : فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى كَرَاهَةَ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النَّاسِ ، أَوْ مِنَ الْعُدُولِ كَأَنَّهُ قَالَ : فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى مَخَافَةَ أَنْ تَعْدِلُوا عَنِ الْحَقِّ ، أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ تَعْدِلُوا عَنِ الْحَقِّ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وَإِنْ تَلْوُوا مِنَ اللَّيِّ ، يُقَالُ : لَوَيْتُ فُلَانًا حَقَّهُ ؛ إِذَا دَفَعْتَهُ عَنْهُ ، وَالْمُرَادُ لَيُّ الشَّهَادَةِ مَيْلًا إِلَى الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَالْكُوفِيُّونَ ( وَإِنْ تَلُوا ) مِنَ الْوِلَايَةِ ؛ أَيْ : وَإِنْ تَلُوا الشَّهَادَةَ وَتَتْرُكُوا مَا يَجِبُ عَلَيْكُمْ مِنْ تَأْدِيَتِهَا عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ تُفِيدُ مَعْنَيَيْنِ ؛ الْوِلَايَةُ ، وَالْإِعْرَاضُ ، وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى تُفِيدُ مَعْنًى وَاحِدًا وَهُوَ الْإِعْرَاضُ ، وَزَعَمَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَنَّ الْقِرَاءَةَ الثَّانِيَةَ غَلَطٌ وَلَحْنٌ ؛ لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لِلْوِلَايَةِ هَاهُنَا .
قَالَ
النَّحَّاسُ وَغَيْرُهُ : وَلَيْسَ يَلْزَمُ هَذَا ، وَلَكِنْ يَكُونُ تَلُوا بِمَعْنَى تَلْوُوا ، وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَهُ تَلَوُوا فَاسْتُثْقِلَتِ الضَّمَّةُ عَلَى الْوَاوِ بَعْدَهَا وَاوٌ أُخْرَى ، فَأُلْقِيَتِ الْحَرَكَةُ عَلَى اللَّامِ وَحُذِفَتْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ نَحْوَهُ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أَوْ تُعْرِضُوا أَيْ : عَنْ تَأْدِيَةِ الشَّهَادَةِ مِنَ الْأَصْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا أَيْ : بِمَا تَعْمَلُونَ مِنَ اللَّيِّ وَالْإِعْرَاضِ أَوْ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ ، وَفِي هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=16071وَعِيدٌ شَدِيدٌ لِمَنْ لَمْ يَأْتِ بِالشَّهَادَةِ كَمَا تَجِبُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ تَعُمُّ الْقَاضِيَ وَالشُّهُودَ ، أَمَّا الشُّهُودُ فَظَاهِرٌ ، وَأَمَّا الْقَاضِي لِذَلِكَ بِأَنْ يُعْرِضَ عَنْ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ أَوْ يَلْوِيَ عَنِ الْكَلَامِ مَعَهُ ، وَقِيلَ : هِيَ خَاصَّةٌ بِالشُّهُودِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ أَيْ : اثْبُتُوا عَلَى إِيمَانِكُمْ وَدُومُوا عَلَيْهِ ، وَالْخِطَابُ هُنَا لِلْمُؤْمِنِينَ جَمِيعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ هُوَ الْقُرْآنُ ، وَاللَّامُ لِلْعَهْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ هُوَ كُلُّ كِتَابٍ ، وَاللَّامُ لِلْجِنْسِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ،
وَابْنُ عَامِرٍ ( نُزِّلَ ) وَ ( أُنْزِلَ ) بِالضَّمِّ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ ، وَالْمَعْنَى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فِي الظَّاهِرِ أَخْلِصُوا لِلَّهِ ،
وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ ، وَالْمَعْنَى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى آمِنُوا بِاللَّهِ وَهُمَا ضَعِيفَانِ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَيْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136فَقَدْ ضَلَّ عَنِ الْقَصْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136ضَلَالًا بَعِيدًا وَذَكَرَ الرَّسُولَ فِيمَا سَبَقَ لِذِكْرِ الْكِتَابِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ ، وَذَكَرَ الرُّسُلَ هُنَا لِذِكْرِ الْكُتُبِ جُمْلَةً فَنَاسَبَهُ ذِكْرُ الرُّسُلِ جُمْلَةً ، وَتَقْدِيمُ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الرُّسُلِ ؛ لِأَنَّهُ الْوَسَائِطُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ رُسُلِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ الْآيَةَ ، قَالَ : أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَقُولُوا بِالْحَقِّ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَوْ آبَائِهِمْ أَوْ أَبْنَائِهِمْ لَا يُحَابُونَ غَنِيًّا لِغِنَاهُ وَلَا يَرْحَمُونَ مِسْكِينًا لِمَسْكَنَتِهِ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى فَتَذْرُوَا الْحَقَّ فَتَجُورُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وَإِنْ تَلْوُوا يَعْنِي بِأَلْسِنَتِكُمْ بِالشَّهَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أَوْ تُعْرِضُوا عَنْهَا . وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْهُ فِي مَعْنَى الْآيَةِ قَالَ : الرَّجُلَانِ
[ ص: 336 ] يَجْلِسَانِ عِنْدَ الْقَاضِي فَيَكُونُ لَيُّ الْقَاضِي وَإِعْرَاضُهُ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ عَلَى الْآخَرِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ كَانَتِ الْبَقَرَةُ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ ثُمَّ أَرْدَفَهَا سُورَةُ النِّسَاءِ ، قَالَ : فَكَانَ الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الشَّهَادَةُ قَبْلَ ابْنِ عَمِّهِ أَوْ ذَوِي رَحِمِهِ فَيَلْوِي بِهَا لِسَانَهُ أَوْ يَكْتُمُهَا مِمَّا يَرَى مِنْ عُسْرَتِهِ حَتَّى يُوسِرَ فَيَقْضِي حِينَ يُوسِرُ ، فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ الْآيَةَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا يَقُولُ : تَلْوِي لِسَانَكَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَهِيَ اللَّجْلَجَةُ فَلَا تُقِيمُ الشَّهَادَةَ عَلَى وَجْهِهَا .
وَالْإِعْرَاضُ : التَّرْكُ . وَأَخْرَجَ
الثَّعْلَبِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ وَأَسَدًا وَأُسَيْدًا ابْنِي كَعْبٍ وَثَعْلَبَةَ بْنَ قَيْسٍ وَسَلَامًا ابْنَ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَسَلَمَةَ ابْنَ أَخِيهِ وَيَامِينَ بْنَ يَامِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نُؤْمِنُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَمُوسَى وَالتَّوْرَاةِ وَعُزَيْرٍ وَنَكْفُرُ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : بَلْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَكِتَابِهِ الْقُرْآنَ وَبِكُلِّ كِتَابٍ كَانَ قَبْلَهُ ، فَقَالُوا : لَا نَفْعَلُ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ الْآيَةَ .
وَيَنْبَغِي النَّظَرُ فِي صِحَّةِ هَذَا ،
فَالثَّعْلَبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ لَيْسَ مِنْ رِجَالِ الرِّوَايَةِ وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالْمَوْضُوعِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ : يَعْنِي بِذَلِكَ أَهْلَ الْكِتَابِ ، كَانَ اللَّهُ قَدْ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، وَأَقَرُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ دَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يُؤْمِنُوا
بِمُحَمَّدٍ وَالْقُرْآنِ وَذَكَّرَهُمُ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمِيثَاقِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ .