nindex.php?page=treesubj&link=28973_30563nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون
لقوا أصله لقيوا ، نقلت الضمة إلى القاف وحذفت الياء لالتقاء الساكنين .
ومعنى لقيته ولاقيته : استقبلته قريبا .
وقرأ
محمد بن السميفع اليماني وأبو حنيفة لاقوا ، وأصله لاقيوا تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا .
ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين .
وخلوت بفلان وإليه : إذا انفردت به .
وإنما عدي بإلى وهو يتعدى بالباء فيقال : خلوت به لا خلوت إليه ، لتضمنه معنى ذهبوا وانصرفوا .
والشياطين جمع شيطان على التكسير .
وقد اختلف كلام
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في نون الشيطان فجعلها في موضع من كتابه أصلية وفي آخر زائدة ، فعلى الأول هو من شطن أي بعد عن الحق ، وعلى الثاني من شط : أي بعد أو شاط : أي بطل ، وشاط : أي احترق ، وأشاط : إذا هلك ، قال : وقد يشيط على أرماحنا البطل أي يهلك .
وقال آخر :
وأبيض ذي تاج أشاطت رماحنا لمعترك بين الفوارس أقتما
أي أهلكت .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن العرب تقول : تشيطن فلان : إذا فعل أفعال الشياطين .
ولو كان من شاط لقالوا : تشيط ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
أيما شاطن عصاه عكا ه ورماه في السجن والأغلال
وقوله : ( إنا معكم ) معناه مصاحبوكم في دينكم وموافقوكم عليه .
والهزؤ : السخرية واللعب .
قال الراجز : قد هزئت مني أم طيسله قالت أراه معدما لا مال له
قال في الكشاف : وأصل الباب الخفة من الهزء وهو القتل السريع ، وهزأ يهزأ : مات على المكان .
عن بعض العرب مشيت فلغبت فظننت لأهزأن على مكاني ، وناقته تهزأ به : أي تسرع وتخف انتهى .
وقيل : أصله الانتقام ، قال الشاعر : قد استهزءوا منهم بألفي مدجج سراتهم وسط الصحاصح جثم
فأفاد قولهم : إنا معكم أنهم ثابتون على الكفر ، وأفاد قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14إنما نحن مستهزءون ردهم للإسلام ورفعهم للحق ، وكأنه جواب سؤال مقدر ناشئ من قولهم إنا معكم : أي إذا كنتم معنا فما بالكم إذا لقيتم المسلمين وافقتموهم ؟ فقالوا : إنما نحن مستهزءون بهم في تلك الموافقة ، ولم تكن بواطننا موافقة لهم ولا مائلة إليهم .
فرد الله ذلك عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15الله يستهزئ بهم أي ينزل بهم الهوان والحقارة وينتقم منهم ويستخف بهم انتصافا منهم لعباده المؤمنين ، وإنما جعل سبحانه ما وقع منه استهزاء مع كونه عقوبة ومكافأة مشاكلة ، وقد كانت العرب إذا وضعت لفظا بإزاء لفظ جوابا له وجزاء ذكرته بمثل ذلك اللفظ وإن كان مخالفا له في معناه .
وورد في ذلك في القرآن كثيرا ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها [ الشورى : 40 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم [ البقرة : 194 ] والجزاء لا يكون سيئة .
والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=54ومكروا ومكر الله [ آل عمران : 54 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إنهم يكيدون كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وأكيد كيدا [ الطارق : 15 ، 16 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يخادعون الله والذين آمنوا [ البقرة : 9 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يخادعون الله وهو خادعهم [ النساء : 142 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [ المائدة : 116 ] .
وهو في السنة كثير كقوله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019353إن الله لا يمل حتى تملوا وإنما قال : الله يستهزئ بهم لأنه يفيد التجدد وقتا بعد وقت ، وهو أشد عليهم وأنكأ لقلوبهم وأوجع لهم من الاستهزاء الدائم الثابت المستفاد من الجملة الاسمية ، لما هو محسوس من أن العقوبة الحادثة وقتا بعد وقت ، والمتجددة حينا بعد حين ، أشد على من وقعت عليه من العذاب الدائم المستمر لأنه يألفه ويوطن نفسه عليه .
والمد : الزيادة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17417يونس بن حبيب : يقال مد في الشر وأمد في الخير ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=6وأمددناكم بأموال وبنين [ الإسراء : 6 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وأمددناهم بفاكهة ولحم [ الطور : 22 ] .
وقال
الأخفش : مددت له إذا تركته ، وأمددت : إذا أعطيته .
وقال
الفراء واللحياني : مددت فيما كانت زيادته من مثله ، يقال : مد النهر ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27والبحر يمده من بعده سبعة أبحر [ لقمان : 27 ] وأمددت فيما كانت زيادته من غيره ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة [ آل عمران : 125 ] والطغيان مجاوزة الحد والغلو في الكفر ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء [ الحاقة : 11 ] أي تجاوز المقدار الذي قدرته الخزان ، وقوله في فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=24إنه طغى [ طه : 24 ] أي أسرف في الدعوى حيث قال : أنا
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24ربكم الأعلى [ النازعات : 24 ] .
والعمه والعامه : الحائر المتردد ، وذهبت إبله العمهى : إذا لم يدر أين ذهبت ، والعمه في القلب كالعمى في العين .
قال في الكشاف : العمه مثل العمى ، إلا أن العمى في البصر والرأي ، والعمه في الرأي خاصة انتهى .
والمراد أن الله سبحانه يطيل لهم المدة ويمهلهم كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ليزدادوا إثما [ آل عمران : 178 ] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15طغيانهم يعمهون في ضلالهم وكفرهم الذي قد غمرهم يترددون حيارى ضلالا لا يجدون إلى المخرج منه سبيلا ، لأن الله قد طبع على قلوبهم وختم عليها ، وأعمى أبصارهم عن الهدى وأغشاها ، فلا يبصرون رشدا ولا يهتدون سبيلا .
وقد أخرج
الواحدي [ ص: 33 ] والثعلبي بسند واه ، لأن فيه
محمد بن مروان وهو متروك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في
عبد الله بن أبي وأصحابه ، وذكر قصة وقعت لهم مع
أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : كان رجال من اليهود إذا لقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بعضهم قالوا : إنا على دينكم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وإذا خلوا إلى شياطينهم وهم إخوانهم قالوا : إنا معكم على مثل ما أنتم عليه إنما نحن مستهزءون بأصحاب
محمد nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15الله يستهزئ بهم قال : يسخر بهم للنقمة منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15ويمدهم في طغيانهم قال : في كفرهم يعمهون قال : يترددون .
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عنه بمعناه وأطول منه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه بنحو الأول .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وإذا خلوا إلى شياطينهم قال : رؤسائهم في الكفر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أبي مالك قال : وإذا خلوا أي مضوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
قتادة نحو ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله : ويمدهم قال : يملي لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15في طغيانهم يعمهون قال : في كفرهم يتمادون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحو ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في تفسير يعمهون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد يمدهم يزيدهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15في طغيانهم يعمهون قال : يلعبون ويترددون في الضلالة .
وأخرج
أحمد في المسند عن
أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019354نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن ، فقلت : يا رسول الله وللإنس شياطين ؟ قال : نعم .
nindex.php?page=treesubj&link=28973_30563nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
لَقُوا أَصْلُهُ لَقْيُوا ، نُقِلَتِ الضَّمَّةُ إِلَى الْقَافِ وَحُذِفَتِ الْيَاءُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .
وَمَعْنَى لَقِيتُهُ وَلَاقَيْتُهُ : اسْتَقْبَلْتُهُ قَرِيبًا .
وَقَرَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ الْيَمَانِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ لَاقُوا ، وَأَصْلُهُ لَاقَيُوا تَحَرَّكَتِ الْيَاءُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَانْقَلَبَتْ أَلِفًا .
ثُمَّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .
وَخَلَوْتُ بِفُلَانٍ وَإِلَيْهِ : إِذَا انْفَرَدْتُ بِهِ .
وَإِنَّمَا عُدِّيَ بِإِلَى وَهُوَ يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ : خَلَوْتُ بِهِ لَا خَلَوْتُ إِلَيْهِ ، لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى ذَهَبُوا وَانْصَرَفُوا .
وَالشَّيَاطِينُ جَمْعُ شَيْطَانٍ عَلَى التَّكْسِيرِ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي نُونِ الشَّيْطَانِ فَجَعَلَهَا فِي مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ أَصْلِيَّةً وَفِي آخِرَ زَائِدَةً ، فَعَلَى الْأَوَّلِ هُوَ مِنْ شَطَنَ أَيْ بَعُدَ عَنِ الْحَقِّ ، وَعَلَى الثَّانِي مِنْ شَطَّ : أَيْ بَعُدَ أَوْ شَاطَ : أَيْ بَطَلَ ، وَشَاطَ : أَيِ احْتَرَقَ ، وَأَشَاطَ : إِذَا هَلَكَ ، قَالَ : وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا الْبَطَلُ أَيْ يَهْلِكُ .
وَقَالَ آخَرُ :
وَأَبْيَضَ ذِي تَاجٍ أَشَاطَتْ رِمَاحُنَا لِمُعْتَرَكٍ بَيْنَ الْفَوَارِسِ أَقْتَمَا
أَيْ أَهْلَكَتْ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ : تَشَيْطَنَ فُلَانٌ : إِذَا فَعَلَ أَفْعَالَ الشَّيَاطِينِ .
وَلَوْ كَانَ مِنْ شَاطَ لَقَالُوا : تَشَيَّطَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ :
أَيُّمَا شَاطِنٌ عَصَاهُ عَكَا هُ وَرَمَاهُ فِي السِّجْنِ وَالْأَغْلَالِ
وَقَوْلُهُ : ( إِنَّا مَعَكُمْ ) مَعْنَاهُ مُصَاحِبُوكُمْ فِي دِينِكُمْ وَمُوَافِقُوكُمْ عَلَيْهِ .
وَالْهُزُؤُ : السُّخْرِيَةُ وَاللَّعِبُ .
قَالَ الرَّاجِزُ : قَدْ هَزِئَتْ مِنِّي أُمُّ طَيْسَلَهْ قَالَتْ أَرَاهُ مُعْدَمًا لَا مَالَ لَهْ
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : وَأَصْلُ الْبَابِ الْخِفَّةُ مِنَ الْهَزْءِ وَهُوَ الْقَتْلُ السَّرِيعُ ، وَهَزَأَ يَهْزَأُ : مَاتَ عَلَى الْمَكَانِ .
عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ مَشَيْتُ فَلَغِبْتُ فَظَنَنْتُ لَأَهْزَأَنَّ عَلَى مَكَانِي ، وَنَاقَتُهُ تَهْزَأُ بِهِ : أَيْ تُسْرِعُ وَتَخَفُّ انْتَهَى .
وَقِيلَ : أَصْلُهُ الِانْتِقَامُ ، قَالَ الشَّاعِرُ : قَدِ اسْتَهْزَءُوا مِنْهُمْ بِأَلْفَيْ مُدَجَّجٍ سَرَاتُهُمْ وَسْطَ الصَّحَاصِحِ جُثَّمِ
فَأَفَادَ قَوْلُهُمْ : إِنَّا مَعَكُمْ أَنَّهُمْ ثَابِتُونَ عَلَى الْكُفْرِ ، وَأَفَادَ قَوْلُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ رَدَّهُمْ لِلْإِسْلَامِ وَرَفَعَهُمْ لِلْحَقِّ ، وَكَأَنَّهُ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ نَاشِئٍ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّا مَعَكُمْ : أَيْ إِذَا كُنْتُمْ مَعَنَا فَمَا بَالُكُمْ إِذَا لَقِيتُمُ الْمُسْلِمِينَ وَافَقْتُمُوهُمْ ؟ فَقَالُوا : إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ بِهِمْ فِي تِلْكَ الْمُوَافَقَةِ ، وَلَمْ تَكُنْ بَوَاطِنُنَا مُوَافِقَةً لَهُمْ وَلَا مَائِلَةً إِلَيْهِمْ .
فَرَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ أَيْ يُنْزِلُ بِهِمُ الْهَوَانَ وَالْحَقَارَةَ وَيَنْتَقِمُ مِنْهُمْ وَيَسْتَخِفُّ بِهِمُ انْتِصَافًا مِنْهُمْ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّمَا جَعَلَ سُبْحَانَهُ مَا وَقَعَ مِنْهُ اسْتِهْزَاءً مَعَ كَوْنِهِ عُقُوبَةً وَمُكَافَأَةً مُشَاكَلَةً ، وَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا وَضَعَتْ لَفْظًا بِإِزَاءِ لَفْظٍ جَوَابًا لَهُ وَجَزَاءً ذَكَرَتْهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ اللَّفْظِ وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَهُ فِي مَعْنَاهُ .
وَوَرَدَ فِي ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرًا ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [ الشُّورَى : 40 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [ الْبَقَرَةِ : 194 ] وَالْجَزَاءُ لَا يَكُونُ سَيِّئَةً .
وَالْقَصَاصُ لَا يَكُونُ اعْتِدَاءً لِأَنَّهُ حَقٌّ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=54وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ [ آلِ عِمْرَانَ : 54 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وَأَكِيدُ كَيْدًا [ الطَّارِقِ : 15 ، 16 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا [ الْبَقَرَةِ : 9 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [ النِّسَاءِ : 142 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ [ الْمَائِدَةِ : 116 ] .
وَهُوَ فِي السُّنَّةِ كَثِيرٌ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019353إِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّمَا قَالَ : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ لِأَنَّهُ يُفِيدُ التَّجَدُّدَ وَقْتًا بَعْدَ وَقْتٍ ، وَهُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ وَأَنْكَأُ لِقُلُوبِهِمْ وَأَوْجَعُ لَهُمْ مِنَ الِاسْتِهْزَاءِ الدَّائِمِ الثَّابِتِ الْمُسْتَفَادِ مِنَ الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ ، لِمَا هُوَ مَحْسُوسٌ مِنْ أَنَّ الْعُقُوبَةَ الْحَادِثَةَ وَقْتًا بَعْدَ وَقْتٍ ، وَالْمُتَجَدِّدَةَ حِينًا بَعْدَ حِينٍ ، أَشُدُّ عَلَى مَنْ وَقَعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعَذَابِ الدَّائِمِ الْمُسْتَمِرِّ لِأَنَّهُ يَأْلَفُهُ وَيُوَطِّنُ نَفْسَهُ عَلَيْهِ .
وَالْمَدُّ : الزِّيَادَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17417يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ : يُقَالُ مَدَّ فِي الشَّرِّ وَأَمَدَّ فِي الْخَيْرِ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=6وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ [ الْإِسْرَاءِ : 6 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ [ الطُّورِ : 22 ] .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : مَدَدْتُ لَهُ إِذَا تَرَكْتُهُ ، وَأَمْدَدْتُ : إِذَا أَعْطَيْتُهُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ وَاللِّحْيَانِيُّ : مَدَدْتُ فِيمَا كَانَتْ زِيَادَتُهُ مِنْ مِثْلِهِ ، يُقَالُ : مَدَّ النَّهْرُ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ [ لُقْمَانَ : 27 ] وَأَمْدَدْتُ فِيمَا كَانَتْ زِيَادَتُهُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ [ آلِ عِمْرَانَ : 125 ] وَالطُّغْيَانُ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ وَالْغُلُوُّ فِي الْكُفْرِ وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ [ الْحَاقَّةِ : 11 ] أَيْ تَجَاوَزَ الْمِقْدَارَ الَّذِي قَدَّرْتُهُ الْخُزَّانُ ، وَقَوْلُهُ فِي فِرْعَوْنَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=24إِنَّهُ طَغَى [ طه : 24 ] أَيْ أَسْرَفَ فِي الدَّعْوَى حَيْثُ قَالَ : أَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [ النَّازِعَاتِ : 24 ] .
وَالْعَمِهُ وَالْعَامِهُ : الْحَائِرُ الْمُتَرَدِّدُ ، وَذَهَبَتْ إِبِلُهُ الْعُمَّهَى : إِذَا لَمْ يَدْرِ أَيْنَ ذَهَبَتْ ، وَالْعَمَهُ فِي الْقَلْبِ كَالْعَمَى فِي الْعَيْنِ .
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : الْعَمَهُ مِثْلُ الْعَمَى ، إِلَّا أَنَّ الْعَمَى فِي الْبَصَرِ وَالرَّأْيِ ، وَالْعَمَهُ فِي الرَّأْيِ خَاصَّةً انْتَهَى .
وَالْمُرَادُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُطِيلُ لَهُمُ الْمُدَّةَ وَيُمْهِلُهُمْ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا [ آلِ عِمْرَانَ : 178 ] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ فِي ضَلَالِهِمْ وَكُفْرِهِمُ الَّذِي قَدْ غَمَرَهُمْ يَتَرَدَّدُونَ حَيَارَى ضُلَّالًا لَا يَجِدُونَ إِلَى الْمَخْرِجِ مِنْهُ سَبِيلًا ، لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَخَتَمَ عَلَيْهَا ، وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ عَنِ الْهُدَى وَأَغْشَاهَا ، فَلَا يُبْصِرُونَ رُشْدًا وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
الْوَاحِدِيُّ [ ص: 33 ] وَالثَّعْلَبِيُّ بِسَنَدٍ وَاهٍ ، لِأَنَّ فِيهِ
مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ ، وَذَكَرَ قِصَّةً وَقَعَتْ لَهُمْ مَعَ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْيَهُودِ إِذَا لَقُوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَوْ بَعْضَهُمْ قَالُوا : إِنَّا عَلَى دِينِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ وَهُمْ إِخْوَانُهُمْ قَالُوا : إِنَّا مَعَكُمْ عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ بِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ قَالَ : يَسْخَرُ بِهِمْ لِلنِّقْمَةِ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ قَالَ : فِي كُفْرِهِمْ يَعْمَهُونَ قَالَ : يَتَرَدَّدُونَ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنْهُ بِمَعْنَاهُ وَأَطْوَلَ مِنْهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ بِنَحْوِ الْأَوَّلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالَ : رُؤَسَائِهِمْ فِي الْكُفْرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ قَالَ : وَإِذَا خَلَوْا أَيْ مَضَوْا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : وَيَمُدُّهُمْ قَالَ : يُمْلِي لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ قَالَ : فِي كُفْرِهِمْ يَتَمَادُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ فِي تَفْسِيرِ يَعْمَهُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ يَمُدُّهُمْ يَزِيدُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ قَالَ : يَلْعَبُونَ وَيَتَرَدَّدُونَ فِي الضَّلَالَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019354نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ .