nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=28980_18784_28781ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=76فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم اللام الأولى ، وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75لئن آتانا من فضله لام القسم ، واللام الثانية ، وهي ( لنصدقن ) لام الجواب للقسم
[ ص: 587 ] والشرط .
ومعنى ( لنصدقن ) لنخرج الصدقة ، وهي أعم من المفروضة وغيرها
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75ولنكونن من الصالحين أي من جملة أهل الصلاح ، من المؤمنين القائمين بواجبات الدين التاركين لمحرماته .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=76فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون أي لما أعطاهم ما طلبوا من الرزق بخلوا به : أي بما آتاهم من فضله ، فلم يتصدقوا بشيء منه كما حلفوا به ، ( وتولوا ) أي أعرضوا عن طاعة الله وإخراج صدقات ما أعطاهم الله من فضله ، والحال أن ( وهم معرضون ) في جميع الأوقات قبل أن يعطيهم الله ما أعطاهم من الرزق وبعده .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه الفاعل هو الله سبحانه : أي فأعقبهم الله بسبب البخل الذي وقع منهم والإعراض نفاقا كائنا في قلوبهم ، متمكنا منها ، مستمرا فيها إلى يوم يلقون الله عز وجل ، وقيل : إن الضمير يرجع إلى البخل : أي فأعقبهم البخل بما عاهدوا الله عليه ، نفاقا كائنا في قلوبهم إلى يوم يلقون بخلهم : أي جزاء بخلهم .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77فأعقبهم أن الله سبحانه جعل النفاق المتمكن في قلوبهم إلى تلك الغاية
nindex.php?page=treesubj&link=18896_32944عاقبة ما وقع منهم من البخل ، والباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77بما أخلفوا الله ما وعدوه للسببية : أي بسبب إخلافهم لما وعدوه من التصدق والصلاح ، وكذلك الباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77وبما كانوا يكذبون أي وبسبب تكذيبهم بما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
ثم أنكر عليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78ألم يعلموا أي المنافقون ، وقرئ بالفوقية خطابا للمؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78أن الله يعلم سرهم ونجواهم أي جميع ما يسرونه من النفاق وجميع ما يتناجون به فيما بينهم ، من الطعن على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى أصحابه ، وعلى دين الإسلام
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78وأن الله علام الغيوب فلا يخفى عليه شيء من الأشياء المغيبة كائنا ما كان ، ومن جملة ذلك ما يصدر عن المنافقين .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين الموصول محله النصب ، أو الرفع على الذم ، أو الجر بدلا من الضمير في ( سرهم ونجواهم ) ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79يلمزون يعيبون ، وقد تقدم تحقيقه ، و ( المطوعين ) : أي المتطوعين ، والتطوع : التبرع .
والمعنى : أن المنافقين كانوا يعيبون المسلمين إذا تطوعوا بشيء من أموالهم وأخرجوه للصدقة فكانوا يقولون : ما أغنى الله عن هذا ! ويقولون : ما فعلوا هذا إلا رياء ، ولم يكن لله خالصا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79في الصدقات متعلق بـ ( يلمزون ) : أي يعيبونهم في شأنها .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79والذين لا يجدون إلا جهدهم معطوف على المطوعين : أي يلمزون المتطوعين ، ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم ، وقيل : معطوف على المؤمنين : أي يلمزون المتطوعين من المؤمنين ، ومن الذين لا يجدون إلا جهدهم ، وقرئ " جهدهم " بفتح الجيم ، والجهد بالضم : الطاقة ، وبالفتح : المشقة ، وقيل : هما لغتان ومعناهما واحد ، وقد تقدم بيان ذلك .
والمعنى : أن المنافقين كانوا يعيبون فقراء المؤمنين الذين كانوا يتصدقون بما فضل عن كفايتهم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79فيسخرون منهم معطوف على يلمزون : أي يستهزئون بهم لحقارة ما يخرجونه في الصدقة مع كون ذلك جهد المقل ، وغاية ما يقدر عليه ويتمكن منه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79سخر الله منهم أي جازاهم على ما فعلوه من السخرية بالمؤمنين بمثل ذلك ، فسخر الله منهم بأن أهانهم وأذلهم وعذبهم . والتعبير بذلك من باب المشاكلة كما في غيره ، وقيل : هو دعاء عليهم بأن يسخر الله بهم كما سخروا بالمسلمين ، ( ولهم عذاب ) أليم أي ثابت مستمر شديد الألم .
وقد أخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ،
والعسكري في الأمثال
nindex.php?page=showalam&ids=14687، والطبراني ،
وابن منده ،
والبارودي ،
وأبو نعيم ،
وابن مردويه ،
والبيهقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020369جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا ، قال : ويلك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ، قال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا ، قال : ويحك يا ثعلبة : أما تحب أن تكون مثلي ، فلو شئت أن يسير ربي هذه الجبال معي ذهبا لسارت ، فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا ، فوالذي بعثك بالحق إن آتاني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه ، قال : ويحك يا ثعلبة قليل تطيق شكره خير من كثير لا تطيقه ، قال : يا رسول الله ادع الله تعالى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : اللهم ارزقه مالا ، قال : فاتخذ غنما فنمت كما تنمو الدود حتى ضاقت بها المدينة ، فتنحى بها فكان يشهد الصلاة بالنهار مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا يشهدها بالليل ، ثم نمت كما تنمو الدود فتنحى بها ، فكان لا يشهد الصلاة بالليل ولا بالنهار ، إلا من جمعة إلى جمعة مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ثم نمت كما تنمو الدود فضاق بها مكانه ، فتنحى بها فكان لا يشهد جمعة ولا جنازة مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فجعل يتلقى الركبان ويسألهم عن الأخبار ، وفقده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فسأل عنه ، فأخبروه أنه اشترى غنما ، وأن المدينة ضاقت به ، وأخبروه خبره ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ويح ثعلبة بن حاطب ويح ثعلبة بن حاطب ، ثم إن الله تعالى أمر رسوله أن يأخذ الصدقات ، وأنزل : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة [ التوبة : 103 ] الآية ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلين ، رجلا من جهينة ورجلا من بني سلمة يأخذان الصدقات ، وكتب لهما أسنان الإبل والغنم كيف يأخذانها ووجوهها ، وأمرهما أن يمرا على ثعلبة بن حاطب ، وبرجل من بني سليم ، فخرجا فمرا بثعلبة فسألا الصدقة ، فقال : أرياني كتابكما ، فنظر فيه فقال : ما هذه إلا جزية ، انطلقا حتى أرى رأيي ، فانطلقا حتى قدما المدينة ، فلما رآهما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال قبل أن يكلمهما : ويح ثعلبة بن حاطب ، ودعا للسلمي بالبركة ، وأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75ومنهم من عاهد الله الثلاث الآيات ، قال : فسمع بعض أقارب ثعلبة ، فأتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة أنزل فيك كذا وكذا ، قال : فقدم ثعلبة على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله هذه صدقة مالي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إن الله قد منعني أن أقبل منك ، فجعل يبكي ويحثي التراب على رأسه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : هذا عملك بنفسك أمرتك فلم تطعني ، فلم يقبل منه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى مضى ، ثم أتى أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر : [ ص: 588 ] اقبل مني صدقتي فقد عرفت منزلتي من الأنصار ، فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأقبلها ؟ فلم يقبلها أبو بكر ، ثم ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فأتاه فقال : يا أبا حفص يا أمير المؤمنين : اقبل مني صدقتي ، قال : ويثقل عليه بالمهاجرين والأنصار وأزواج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال عمر : لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا أبو بكر أقبلها أنا ؟ فأبى أن يقبلها ، ثم ولي عثمان فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها منك ؟ ! فلم يقبلها منه ، فهلك في خلافة عثمان ، وفيه نزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال : وذلك في الصدقة ، وهذا الحديث هو مروي من حديث
معاذ بن رفاعة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14938أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن مولى عبد الله بن يزيد بن معاوية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75ومنهم من عاهد الله الآية ، وذلك أن رجلا كان يقال له
ثعلبة من
الأنصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال : لئن آتاني الله من فضله آتيت كل ذي حق حقه ، وتصدقت منه ، وجعلت منه للقرابة ، فابتلاه الله فآتاه من فضله فأخلف ما وعده ، فأغضب الله بما أخلفه ما وعده ، فقص الله شأنه في القرآن .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
الحسن ، أن رجلا من
الأنصار هو الذي قال هذا ، فمات ابن عم له ، فورث منه مالا ، فبخل به ولم يف بما عاهد الله عليه ، فأعقبه بذلك نفاقا في قلبه إلى أن يلقاه ، قال ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ، وغيرهما ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا ، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مراء ، وجاء
أبو عقيل : بنصف صاع ، فقال المنافقون : إن الله لغني عن صدقة هذا ، فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين الآية ، وفي الباب روايات كثيرة .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين أي يطعنون على المطوعين .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=28980_18784_28781وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=76فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ اللَّامُ الْأُولَى ، وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَامُ الْقَسَمِ ، وَاللَّامُ الثَّانِيَةُ ، وَهِيَ ( لَنَصَّدَّقَنَّ ) لَامُ الْجَوَابِ لِلْقِسْمِ
[ ص: 587 ] وَالشَّرْطِ .
وَمَعْنَى ( لَنَصَّدَّقَنَّ ) لَنُخْرِجُ الصَّدَقَةَ ، وَهِيَ أَعَمُّ مِنَ الْمَفْرُوضَةِ وَغَيْرِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ أَيْ مِنْ جُمْلَةِ أَهْلِ الصَّلَاحِ ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْقَائِمِينَ بِوَاجِبَاتِ الدِّينِ التَّارِكِينَ لِمُحَرَّمَاتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=76فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ أَيْ لَمَّا أَعْطَاهُمْ مَا طَلَبُوا مِنَ الرِّزْقِ بَخِلُوا بِهِ : أَيْ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ، فَلَمْ يَتَصَدَّقُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ كَمَا حَلَفُوا بِهِ ، ( وَتَوَلَّوْا ) أَيْ أَعْرَضُوا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَإِخْرَاجِ صَدَقَاتِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ، وَالْحَالُ أَنَّ ( وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللَّهُ مَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الرِّزْقِ وَبَعْدَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ الْفَاعِلُ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : أَيْ فَأَعْقَبَهُمُ اللَّهُ بِسَبَبِ الْبُخْلِ الَّذِي وَقَعَ مِنْهُمْ وَالْإِعْرَاضِ نِفَاقًا كَائِنًا فِي قُلُوبِهِمْ ، مُتَمَكِّنًا مِنْهَا ، مُسْتَمِرًّا فِيهَا إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقِيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ يَرْجِعُ إِلَى الْبُخْلِ : أَيْ فَأَعْقَبَهُمُ الْبُخْلُ بِمَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ، نِفَاقًا كَائِنًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَ بُخْلَهُمْ : أَيْ جَزَاءَ بُخْلِهِمْ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77فَأَعْقَبَهُمْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ النِّفَاقَ الْمُتَمَكِّنَ فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى تِلْكَ الْغَايَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=18896_32944عَاقِبَةَ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنَ الْبُخْلِ ، وَالْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ لِلسَّبَبِيَّةِ : أَيْ بِسَبَبِ إِخْلَافِهِمْ لِمَا وَعَدُوهُ مِنَ التَّصَدُّقِ وَالصَّلَاحِ ، وَكَذَلِكَ الْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ أَيْ وَبِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ بِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
ثُمَّ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78أَلَمْ يَعْلَمُوا أَيِ الْمُنَافِقُونَ ، وَقُرِئَ بِالْفَوْقِيَّةِ خِطَابًا لِلْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ أَيْ جَمِيعَ مَا يُسِرُّونَهُ مِنَ النِّفَاقِ وَجَمِيعَ مَا يَتَنَاجَوْنَ بِهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، مِنَ الطَّعْنِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى أَصْحَابِهِ ، وَعَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمَغِيبَةِ كَائِنًا مَا كَانَ ، وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا يَصْدُرُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ الْمَوْصُولُ مَحَلُّهُ النَّصْبُ ، أَوِ الرَّفْعُ عَلَى الذَّمِّ ، أَوِ الْجَرُّ بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي ( سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ) ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79يَلْمِزُونَ يَعِيبُونَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ ، وَ ( الْمُطَّوِّعِينَ ) : أَيِ الْمُتَطَوِّعِينَ ، وَالتَّطَوُّعُ : التَّبَرُّعُ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَعِيبُونَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا تَطَوَّعُوا بِشَيْءٍ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَخْرَجُوهُ لِلصَّدَقَةِ فَكَانُوا يَقُولُونَ : مَا أَغْنَى اللَّهَ عَنْ هَذَا ! وَيَقُولُونَ : مَا فَعَلُوا هَذَا إِلَّا رِيَاءً ، وَلَمْ يَكُنْ لِلَّهِ خَالِصًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79فِي الصَّدَقَاتِ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( يَلْمِزُونَ ) : أَيْ يَعِيبُونَهُمْ فِي شَأْنِهَا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمُطَّوِّعِينَ : أَيْ يَلْمِزُونَ الْمُتَطَوِّعِينَ ، وَيَلْمِزُونَ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ، وَقِيلَ : مَعْطُوفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ : أَيْ يَلْمِزُونَ الْمُتَطَوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمِنَ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ، وَقُرِئَ " جَهْدَهُمْ " بِفَتْحِ الْجِيمِ ، وَالْجُهْدُ بِالضَّمِّ : الطَّاقَةُ ، وَبِالْفَتْحِ : الْمَشَقَّةُ ، وَقِيلَ : هُمَا لُغَتَانِ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَعِيبُونَ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَصَدَّقُونَ بِمَا فَضَلَ عَنْ كِفَايَتِهِمْ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى يَلْمِزُونَ : أَيْ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِمْ لِحَقَارَةِ مَا يُخْرِجُونَهُ فِي الصَّدَقَةِ مَعَ كَوْنِ ذَلِكَ جَهْدَ الْمُقِلِّ ، وَغَايَةَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيَتَمَكَّنُ مِنْهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَيْ جَازَاهُمْ عَلَى مَا فَعَلُوهُ مِنَ السُّخْرِيَةِ بِالْمُؤْمِنِينَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَسَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ بِأَنْ أَهَانَهُمْ وَأَذَلَّهُمْ وَعَذَّبَهُمْ . وَالتَّعْبِيرُ بِذَلِكَ مِنْ بَابِ الْمُشَاكَلَةِ كَمَا فِي غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَسْخَرَ اللَّهُ بِهِمْ كَمَا سَخِرُوا بِالْمُسْلِمِينَ ، ( وَلَهُمْ عَذَابٌ ) أَلِيمٌ أَيْ ثَابِتٌ مُسْتَمِرٌّ شَدِيدُ الْأَلَمِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَالْعَسْكَرِيُّ فِي الْأَمْثَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687، وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَنْدَهْ ،
وَالْبَارُودِيُّ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=481أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020369جَاءَ ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالًا ، قَالَ : وَيْلَكَ يَا ثَعْلَبَةُ ، قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لَا تُطِيقُهُ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالًا ، قَالَ : وَيَحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ : أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلِي ، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ يُسَيِّرَ رَبِّي هَذِهِ الْجِبَالَ مَعِيَ ذَهَبًا لَسَارَتْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالًا ، فَوَالَّذِي بَعْثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ آتَانِي اللَّهُ مَالًا لَأُعْطِيَنَّ كُلَّ ذِي حَقِّ حَقَّهُ ، قَالَ : وَيَحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ قَلِيلٌ تُطِيقُ شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لَا تُطِيقُهُ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا ، قَالَ : فَاتَّخَذَ غَنَمًا فَنَمَتْ كَمَا تَنْمُو الدُّودُ حَتَّى ضَاقَتْ بِهَا الْمَدِينَةُ ، فَتَنَحَّى بِهَا فَكَانَ يَشْهَدُ الصَّلَاةَ بِالنَّهَارِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَا يَشْهَدُهَا بِاللَّيْلِ ، ثُمَّ نَمَتْ كَمَا تَنْمُو الدُّودُ فَتَنَحَّى بِهَا ، فَكَانَ لَا يَشْهَدُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ ، إِلَّا مِنْ جُمْعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ نَمَتْ كَمَا تَنْمُو الدُّودُ فَضَاقَ بِهَا مَكَانُهُ ، فَتَنَحَّى بِهَا فَكَانَ لَا يَشْهَدُ جُمْعَةً وَلَا جِنَازَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ وَيَسْأَلُهُمْ عَنِ الْأَخْبَارِ ، وَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ اشْتَرَى غَنَمًا ، وَأَنَّ الْمَدِينَةَ ضَاقَتْ بِهِ ، وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : وَيْحَ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ وَيْحَ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ يَأْخُذَ الصَّدَقَاتِ ، وَأَنْزَلَ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً [ التَّوْبَةِ : 103 ] الْآيَةَ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَجُلَيْنِ ، رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ وَرَجُلًا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يَأْخُذَانِ الصَّدَقَاتِ ، وَكَتَبَ لَهُمَا أَسْنَانَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ كَيْفَ يَأْخُذَانِهَا وَوُجُوهَهَا ، وَأَمْرَهُمَا أَنْ يَمُرَّا عَلَى ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ ، وَبِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَخَرَجَا فَمَرَّا بِثَعْلَبَةَ فَسَأَلَا الصَّدَقَةَ ، فَقَالَ : أَرَيَانِي كِتَابَكُمَا ، فَنَظَرَ فِيهِ فَقَالَ : مَا هَذِهِ إِلَّا جِزْيَةٌ ، انْطَلِقَا حَتَّى أَرَى رَأْيِي ، فَانْطَلَقَا حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمَا : وَيْحَ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ ، وَدَعَا لِلسُّلَمِيِّ بِالْبَرَكَةِ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ الثَّلَاثَ الْآيَاتِ ، قَالَ : فَسَمِعَ بَعْضُ أَقَارِبِ ثَعْلَبَةَ ، فَأَتَى ثَعْلَبَةَ فَقَالَ : وَيَحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ أُنْزِلَ فِيكَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَقَدِمَ ثَعْلَبَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ صَدَقَةُ مَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ اللَّهَ قَدْ مَنَعَنِي أَنْ أَقْبَلَ مِنْكَ ، فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : هَذَا عَمَلُكَ بِنَفْسِكَ أَمَرْتُكَ فَلَمْ تُطِعْنِي ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى مَضَى ، ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ : [ ص: 588 ] اقْبَلْ مِنِّي صَدَقَتِي فَقَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَتِي مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَأَقْبَلُهَا ؟ فَلَمْ يَقْبَلْهَا أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ وَلِيَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ فَقَالَ : يَا أَبَا حَفْصٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : اقْبَلْ مِنِّي صَدَقَتِي ، قَالَ : وَيُثْقِلُ عَلَيْهِ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ عُمَرُ : لَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَا أَبُو بَكْرٍ أَقْبَلُهَا أَنَا ؟ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ فَسَأَلَهُ أَنْ يَقْبَلَ صَدَقَتَهُ ، فَقَالَ : لَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَأَنَا أَقْبَلُهَا مِنْكَ ؟ ! فَلَمْ يَقْبَلْهَا مِنْهُ ، فَهَلَكَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ ، وَفِيهِ نَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ قَالَ : وَذَلِكَ فِي الصَّدَقَةِ ، وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ مَرْوِيٌّ مِنْ حَدِيثِ
مُعَاذِ بْنِ رَفَاعَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16621عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14938أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=481أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=75وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ الْآيَةَ ، وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ
ثَعْلَبَةُ مِنَ
الْأَنْصَارِ أَتَى مَجْلِسًا فَأَشْهَدَهُمْ فَقَالَ : لَئِنْ آتَانِي اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ آتَيْتُ كُلَّ ذِي حَقِّ حَقَّهُ ، وَتَصَدَّقْتُ مِنْهُ ، وَجَعَلْتُ مِنْهُ لِلْقَرَابَةِ ، فَابْتَلَاهُ اللَّهُ فَآتَاهُ مِنْ فَضْلِهِ فَأَخْلَفَ مَا وَعَدَهُ ، فَأَغْضَبَ اللَّهَ بِمَا أَخْلَفَهُ مَا وَعَدَهُ ، فَقَصَّ اللَّهُ شَأْنَهُ فِي الْقُرْآنِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ
الْأَنْصَارِ هُوَ الَّذِي قَالَ هَذَا ، فَمَاتَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ ، فَوَرِثَ مِنْهُ مَالًا ، فَبَخِلَ بِهِ وَلَمْ يَفِ بِمَا عَاهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ ، فَأَعْقَبَهُ بِذَلِكَ نِفَاقًا فِي قَلْبِهِ إِلَى أَنْ يَلْقَاهُ ، قَالَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=77بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُمَا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ عَلَى ظُهُورِنَا ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ ، فَقَالُوا : مُرَاءٍ ، وَجَاءَ
أَبُو عَقِيلٍ : بِنِصْفِ صَاعٍ ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا ، فَنَزَلَتِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ الْآيَةَ ، وَفِي الْبَابِ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ أَيْ يَطْعَنُونَ عَلَى الْمُطَّوِّعِينَ .