nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وعلامات وبالنجم هم يهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=19والله يعلم ما تسرون وما تعلنون .
لما استدل سبحانه على وجوده وكمال قدرته وبديع صنعته بعجائب أحوال الحيوانات أراد أن يذكر الاستدلال على المطلوب
nindex.php?page=treesubj&link=32446_28658_29485بغرائب أحوال النبات فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10هو الذي أنزل من السماء أي من جهة السماء ، وهي السحاب ماء أي نوعا من أنواع الماء ، وهو المطر
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10لكم منه شراب يجوز أن يتعلق ( لكم ) بـ ( أنزل ) أو هو خبر مقدم ، و ( شراب ) مبتدأ مؤخر ، والجملة صفة لما ومنه في محل نصب على الحال ، والشراب اسم لما يشرب كالطعام لما يطعم ، والمعنى :
[ ص: 775 ] أن الماء النازل من السماء قسمان : قسم يشربه الناس ، ومن جملته ماء الآبار والعيون ، فإنه من المطر لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فسلكه ينابيع في الأرض [ الزمر : 21 ] وقسم يحصل منه شجر ترعاه المواشي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : كل ما ينبت من الأرض فهو شجر ، لأن التركيب يدل على الاختلاط ، ومنه تشاجر القوم : إذا اختلط أصوات بعضهم بالبعض ، ومعنى الاختلاط حاصل في العشب والكلأ وفيما له ساق .
وقال
ابن قتيبة : المراد من الشجر في الآية الكلأ ، وقيل : الشجر كل ما له ساق كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6والنجم والشجر يسجدان [ الرحمن : 6 ] والعطف يقتضي التغاير ، فلما كان النجم ما لا ساق له وجب أن يكون الشجر ما له ساق ، وأجيب بأن عطف الجنس على النوع جائز
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10فيه تسيمون أي في الشجر ترعون مواشيكم ، يقال سامت السائمة تسوم سوما رعت فهي سائمة ، وأسمتها ، أي : أخرجتها إلى الرعي فأنا مسيم وهي مسامة وسائمة ، وأصل السوم الإبعاد في المرعى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أخذ من السومة وهي العلامة ، لأنها تؤثر في الأرض علامات برعيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485_28659ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب قرأ
أبو بكر عن
عاصم ( ننبت ) بالنون ، وقرأ الباقون بالياء التحتية ، أي : ينبت الله لكم بذلك الماء الذي أنزله من السماء ، وقدم الزرع لأنه أصل الأغذية التي يعيش بها الناس ، وأتبعه بالزيتون لكونه فاكهة من وجه وإداما من وجه لكثرة ما فيه من الدهن ، وهو جمع زيتونة ، ويقال للشجرة نفسها : زيتونة ، ثم ذكر النخيل لكونه غذاء وفاكهة وهو مع العنب أشرف الفواكه ، وجمع الأعناب لاشتمالها على الأصناف المختلفة ، ثم أشار إلى سائر الثمرات فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11ومن كل الثمرات كما أجمل الحيوانات التي لم يذكرها فيما سبق بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8ويخلق ما لا تعلمون النحل 8 ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ( ينبت لكم به الزرع ) يرفع ( الزرع ) وما بعده إن في ذلك أي الإنزال والإنبات لآية عظيمة دالة على كمال القدرة والتفرد بالربوبية لقوم يتفكرون في مخلوقات الله ولا يهملون النظر في مصنوعاته .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28987_31755_29485وسخر لكم الليل والنهار معنى تسخيرهما للناس تصييرهما نافعين لهم بحسب ما تقتضيه مصالحهم وتستدعيه حاجاتهم ، يتعاقبان دائما كالعبد الطائع لسيده لا يخالف ما يأمره به ولا يخرج عن إرادته ولا يهمل السعي في نفعه ، وكذا الكلام في تسخير الشمس والقمر والنجوم ، فإنها تجري على نمط متحد يستدل بها العباد على مقادير الأوقات ، ويهتدون بها ويعرفون أجزاء الزمان ، ومعنى ( مسخرات ) مذللات .
وقرأ
ابن عامر وأهل
الشام "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12والشمس والقمر والنجوم مسخرات " بالرفع على الابتداء والخبر .
وقرأ الباقون بالنصب عطفا على الليل والنهار ، وقرأ
حفص عن
عاصم برفع النجوم على أنه مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12مسخرات بأمره وعلى قراءة النصب في ( مسخرات ) يكن حالا مؤكدة ، لأن التسخير قد فهم من قوله وسخر ، وقرأ
حفص في رواية برفع ( مسخرات ) مع نصب ما قبله على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي مسخرات إن في ذلك التسخير
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12لآيات لقوم يعقلون أي يعملون عقولهم في هذه
nindex.php?page=treesubj&link=28659الآثار الدالة على وجود الصانع وتفرده وعدم وجود شريك له ، وذكر الآيات لأن الآثار العلوية أظهر دلالة على القدرة الباهرة ، وأبين شهادة للكبرياء والعظمة ، وجمعها ليطابق قوله ( مسخرات ) ، وقيل : إن وجه الجمع هو أن كلا من تسخير الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم آية في نفسها بخلاف ما تقدم من الإنبات فإنه آية واحدة ، ولا يخلو كل هذا عن تكلف ، والأولى أن يقال : إن هذه المواضع الثلاثة التي أفرد الآية في بعضها وجمعها في بعضها كل واحد منها يصلح للجمع باعتبار وللإفراد باعتبار ، فلم يجرها على طريقة واحدة افتنانا وتنبيها على جواز الأمرين وحسن كل واحد منهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13وما ذرأ لكم في الأرض أي خلق : يقال ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا : خلقهم : فهو ذارئ ، ومنه الذرية ، وهي نسل الثقلين ، وقد تقدم تحقيق هذا ، وهو معطوف على النجوم رفعا ونصبا ، أي : وسخر لكم ما ذرأ في الأرض .
فالمعنى : أنه سبحانه سخر لهم تلك المخلوقات السماوية والمخلوقات الأرضية ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13مختلفا ألوانه على الحال ، و ألوانه : هيئاته ومناظره ، فإن ذرء هذه الأشياء على اختلاف الألوان والأشكال مع تساوي الكل في الطبيعة الجسمية آية عظيمة دالة على وجود الصانع سبحانه وتفرده
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13إن في ذلك التسخير لهذه الأمور لآية واضحة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13لقوم يذكرون فإن من تذكر اعتبر ، ومن اعتبر استدل على المطلوب ، قيل وإنما خص المقام الأول بالتفكر لإمكان إيراد الشبهة المذكورة ، وخص المقام الثاني بالعقل لذكره بعد إماطة الشبهة وإزاحة العلة ، فمن لم يعترف بعدها بالوحدانية فلا عقل له ، وخص المقام الثالث بالتذكر لمزيد الدلالة ، فمن شك بعد ذلك فلا حس له ، وفي هذا من التكلف ما لا يخفى .
والأولى أن يقال هنا كما قلنا فيما تقدم في إفراد الآية في البعض وجمعها في البعض الآخر ، وبيانه أن كلا من هذه المواضع الثلاثة يصلح لذكر التفكر ولذكر التعقل ولذكر التذكر لاعتبارات ظاهرة غير خفية ، فكان في التعبير في كل موضع بواحد منها افتنان حسن لا يوجد في التعبير بواحد منها في جميع المواضع الثلاثة .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29485_19788_28987وهو الذي سخر البحر امتن الله سبحانه بتسخير البحر بإمكان الركوب عليه واستخراج ما فيه من صيد وجواهر ، لكونه من جملة النعم التي أنعم الله بها على عباده مع ما فيه من الدلالة على وحدانية الرب سبحانه وكمال قدرته ، وقد جمع الله سبحانه لعباده في هذا المقام بين التذكير لهم بآياته الأرضية والسماوية والبحرية ، فأرشدهم إلى النظر والاستدلال بالآيات المتنوعة المختلفة الأمكنة إتماما للحجة ، وتكميلا للإنذار ، وتوضيحا لمنازع الاستدلال ، ومناطات البرهان ، ومواضع النظر والاعتبار ، ثم ذكر العلة في تسخير البحر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14لتأكلوا منه لحما طريا المراد به السمك ، ووصفه بالطراوة للإشعار بلطافته ، والإرشاد إلى المسارعة بأكله لكونه مما يفسد بسرعة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485وتستخرجوا منه حلية تلبسونها [ ص: 776 ] أي لؤلؤا ومرجانا كما في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان [ الرحمن : 22 ] ، وظاهر قوله تلبسونها أنه يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=17551للرجال أن يلبسوا اللؤلؤ والمرجان ، أي : يجعلونه حلية لهم كما يجوز للنساء ، ولا حاجة لما تكلفه جماعة من المفسرين في تأويل قوله تلبسونها بقوله تلبسه نساؤهم ، لأنهن من جملتهم ، أو لكونهن يلبسنها لأجلهم ، وليس في الشريعة المطهرة ما يقتضي منع الرجال من التحلي باللؤلؤ والمرجان ما لم يستعمله على صفة لا يستعمله عليها إلا النساء خاصة ، فإن ذلك ممنوع من جهة كونه تشبها بهن ، وقد ورد الشرع بمنعه لا من جهة كونه حلية لؤلؤ أو مرجان
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485وترى الفلك مواخر فيه أي ترى السفن شواق للماء تدفعه بصدرها .
ومخر السفينة : شقها الماء بصدرها .
قال
الجوهري : مخر السابح : إذا شق الماء بصدره ، ومخر الأرض : شقها للزراعة ، وقيل مواخر : جواري ، وقيل معترضة ، وقيل تذهب وتجيء ، وقيل ملججة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : المخر في اللغة : صوت هبوب الريح ، ولم يقيد بكونه في ماء
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14ولتبتغوا من فضله معطوف على تستخرجوا ، وما بينهما اعتراض ، أو على علة محذوفة تقديره لتنتفعوا بذلك ولتبتغوا ، أو على تقدير فعل ذلك ( لتبتغوا ) ، أي : لتتجروا فيه فيحصل لكم الربح من فضل الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14ولعلكم تشكرون أي إذا وجدتم فضله عليكم وإحسانه إليكم اعترفتم بنعمته عليكم فشكرتم ذلك باللسان والأركان .
قيل ولعل وجه تخصيص هذه النعمة بالتعقيب بالشكر من حيث أن فيها قطعا لمسافة طويلة مع أحمال ثقيلة من غير مزاولة أسباب السفر ، بل من غير حركة أصلا مع أنها في تضاعيف المهالك ، ويمكن أن يضم إلى ما ذكر من قطع المسافة على الصفة المذكورة ما اشتمل عليه البحر من كون فيه أطيب مأكول وأنفس ملبوس وكثرة النعم مع نفاستها وحسن موقعها من أعظم الأسباب المستدعية للشكر الموجبة له .
ثم أردف هذه النعم الموجبة للتوحيد المفيدة للاستدلال على المطلوب بنعمة أخرى وآية كبرى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485_31757وألقى في الأرض رواسي أي جبالا ثابتة ، يقال رسا يرسو : إذا ثبت وأقام ، قال الشاعر :
فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15أن تميد بكم أي كراهة أن تميد بكم على ما قاله البصريون ، أو لئلا تميد بكم على ما قاله الكوفيون .
والميد : الاضطراب يمينا وشمالا ، ماد الشيء يميد ميدا : تحرك ، ومادت الأغصان تمايلت ، وماد الرجل : تبختر وأنهارا أي وجعل فيها أنهارا ، لأن الإلقاء هاهنا بمعنى الجعل والخلق كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وألقيت عليك محبة مني [ طه : 39 ] ، وسبلا أي وجعل فيها سبلا وأظهرها وبينها لأجل تهتدون بها في أسفاركم إلى مقاصدكم .
والسبل : الطرق .
وعلامات أي وجعل فيها علامات وهي معالم الطرق .
والمعنى : أنه سبحانه جعل للطرق علامات يهتدون بها
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28987_31762وبالنجم هم يهتدون المراد بالنجم الجنس ، أي : يهتدون به في سفرهم ليلا .
وقرأ ابن وثاب " وبالنجم " بضم النون والجيم ، ومراده النجوم فقصره ، أو هو جمع نحو : سقف وسقف ، وقيل المراد بالنجم هنا الجدي والفرقدان . قاله
الفراء ، وقيل : الثريا ، وقيل : العلامات : الجبال ، وقيل : هي النجوم ، لأن من النجوم ما يهتدى به ، ومنها ما يكون علامة لا يهتدى بها .
وذهب الجمهور إلى أن المراد في الآية الاهتداء في الأسفار ، وقيل هو الاهتداء إلى القبلة ، ولا مانع من حمل ما في الآية على ما هو أعم من ذلك .
قال
الأخفش : تم الكلام عند قوله ( وعلامات ) ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وبالنجم هم يهتدون كلام منفصل عن الأول .
ثم لما عدد الآيات الدالة على الصانع ووحدانيته وكمال قدرته أراد أن يوبخ
nindex.php?page=treesubj&link=28675أهل الشرك والعناد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق هذه المصنوعات العظيمة ويفعل هذه الأفاعيل العجيبة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17كمن لا يخلق شيئا منها ولا يقدر على إيجاد واحد منها ، وهو هذه الأصنام التي تعبدونها وتجعلونها شركاء لله سبحانه ، وأطلق عليها لفظ من إجراء لها مجرى أولي العلم جريا على زعمهم بأنها آلهة ، أو مشاكلة لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق لوقوعها في صحبته ، وفي هذا الاستفهام من التقريع والتوبيخ للكفار ما لا يخفى ، وما أحقهم بذلك ، فإنهم جعلوا بعض المخلوقات شريكا لخالقه
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=63تعالى الله عما يشركون [ الأعراف : 190 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفلا تذكرون مخلوقات الله الدالة على وجوده وتفرده بالربوبية وبديع صنعته فتستدلون بها على ذلك ، فإنها لوضوحها يكفي في الاستدلال بها مجرد التذكر لها .
ثم لما فرغ من تعديد الآيات التي هي بالنسبة إلى المكلفين نعم .
قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد مر تفسير هذا في سورة إبراهيم ، قال العقلاء : إن كل جزء من أجزاء الإنسان لو ظهر فيه أدنى خلل وأيسر نقص لنغص النعم على الإنسان ، وتمنى أن ينفق الدنيا لو كانت في ملكه حتى يزول عنه ذلك الخلل ، فهو سبحانه يدير بدن هذا الإنسان على الوجه الملائم له ، مع أن الإنسان لا علم له بوجود ذلك فكيف يطيق حصر بعض نعم الله عليه أو يقدر على إحصائها ، أو يتمكن من شكر أدناها ؟
يا ربنا هذه نواصينا بيدك خاضعة لعظيم نعمك معترفة بالعجز عن بادية الشكر لشيء منها ، لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، ولا نطيق التعبير بالشكر لك ، فتجاوز عنا واغفر لنا وأسبل ذيول سترك على عوراتنا فإنك إن لا تفعل ذلك نهلك بمجرد التقصير في شكر نعمك ، فكيف بما قد فرط منا من التساهل في الائتمار بأوامرك والانتهاء عن مناهيك ، وما أحسن ما قال من قال :
العفو يرجى من بني آدم فكيف لا يرجى من الرب
فقلت مذيلا لهذا البيت الذي هو قصر مشيد :
فإنه أرأف بي منهم حسبي به حسبي به حسبي
وما أحسن ما ختم به هذا الامتنان الذي لا يلتبس على إنسان مشيرا إلى عظيم غفرانه وسعة رحمته فقال :
[ ص: 777 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18إن الله لغفور رحيم أي كثير المغفرة والرحمة لا يؤاخذكم بالغفلة عن
nindex.php?page=treesubj&link=19609شكر نعمه ، والقصور عن إحصائها ، والعجز عن القيام بأدناها ، ومن رحمته إدامتها عليكم وإدرارها في كل لحظة وعند كل نفس تتنفسونه وحركة تتحركون بها .
اللهم إني أشكرك عدد ما شكرك الشاكرون بكل لسان في كل زمان وعدد ما سيشكرك الشاكرون بكل لسان في كل زمان ، فقد خصصتني بنعم لم أرها على كثير من خلقك ، وإن رأيت منها شيئا على بعض خلقك لم أر عليه بقيتها ، فأنى أطيق شكرك وكيف أستطيع بادية أدنى شكر أدناها فكيف أستطيع أعلاها ؟ فكيف أستطيع شكر نوع من أنواعها ؟
ثم بين لعباده بأنه عالم بجميع ما يصدر منهم لا تخفى عليه منه خافية فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=19والله يعلم ما تسرون أي تضمرونه من الأمور وما تعلنون أي تظهرونه منها ، وفيه وعيد وتعريض وتوبيخ ، وتنبيه على أن الإله يجب أن يكون عالما بالسر والعلانية لا كالأصنام التي يعبدونها ، فإنها جمادات لا شعور لها بشيء من الظواهر فضلا عن السرائر فكيف يعبدونها ؟ .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13وما ذرأ لكم في الأرض قال : ما خلق لكم في الأرض مختلفا من الدواب ، والشجر والثمار نعم من الله متظاهرة فاشكروها لله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14لتأكلوا منه لحما طريا يعني حيتان البحر
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وتستخرجوا منه حلية تلبسونها قال : هذا اللؤلؤ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28987_16893_29485وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا قال : هو السمك وما فيه من الدواب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن
أبي جعفر قال : ليس في الحلى زكاة ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وتستخرجوا منه حلية تلبسونها .
أقول : وفي هذا الاستدلال نظر .
والذي ينبغي التعويل عليه أن الأصل البراءة من الزكاة حتى يرد الدليل بوجوبها في شيء من أنواع المال فتلزم ، وقد ورد في الذهب والفضة وما هو معروف ، ولم يرد في
nindex.php?page=treesubj&link=22773الجواهر على اختلاف أصنافها ما يدل على وجوب الزكاة فيها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مواخر قال : جواري .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
عكرمة مواخر قال : تشق الماء بصدرها .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
الضحاك مواخر قال : السفينتان تجريان بريح واحدة مقبلة ومدبرة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14ولتبتغوا من فضله قال : هي التجارة .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله : رواسي قال : الجبال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15أن تميد بكم قال : حتى لا تميد بكم ، كانوا على الأرض تمور بهم لا تستقر ، فأصبحوا صبحا وقد جعل الله الجبال ، وهي الرواسي أوتادا في الأرض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله : وسبلا قال : السبل هي الطرق بين الجبال .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والخطيب عن
قتادة وسبلا قال : طرقا وعلامات قال : هي النجوم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في الآية قال : علامات النهار الجبال .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عن الكلبي وعلامات قال : الجبال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعلامات يعني معالم الطرق بالنهار
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وبالنجم هم يهتدون يعني بالليل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28987_33679أفمن يخلق كمن لا يخلق قال : الله هو الخالق الرازق ، وهذه الأوثان التي تعبد من دون الله تخلق ولا تخلق شيئا ولا تملك لأهلها ضرا ولا نفعا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=19وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ .
لَمَّا اسْتَدَلَّ سُبْحَانَهُ عَلَى وُجُودِهِ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِ بِعَجَائِبِ أَحْوَالِ الْحَيَوَانَاتِ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ الِاسْتِدْلَالَ عَلَى الْمَطْلُوبِ
nindex.php?page=treesubj&link=32446_28658_29485بِغَرَائِبِ أَحْوَالِ النَّبَاتِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ أَيْ مِنْ جِهَةِ السَّمَاءِ ، وَهِيَ السَّحَابُ مَاءً أَيْ نَوْعًا مِنْ أَنْوَاعِ الْمَاءِ ، وَهُوَ الْمَطَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ ( لَكُمْ ) بِـ ( أَنْزَلَ ) أَوْ هُوَ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ ، وَ ( شَرَابٌ ) مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ ، وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ لِمَا وَمِنْهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَالشَّرَابُ اسْمٌ لِمَا يُشْرَبُ كَالطَّعَامِ لِمَا يُطْعَمُ ، وَالْمَعْنَى :
[ ص: 775 ] أَنَّ الْمَاءَ النَّازِلَ مِنَ السَّمَاءِ قِسْمَانِ : قِسْمٌ يَشْرَبُهُ النَّاسُ ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ مَاءُ الْآبَارِ وَالْعُيُونِ ، فَإِنَّهُ مِنَ الْمَطَرِ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ [ الزُّمَرِ : 21 ] وَقِسْمٌ يَحْصُلُ مِنْهُ شَجَرٌ تَرْعَاهُ الْمَوَاشِي .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : كُلُّ مَا يَنْبُتُ مِنَ الْأَرْضِ فَهُوَ شَجَرٌ ، لِأَنَّ التَّرْكِيبَ يَدُلُّ عَلَى الِاخْتِلَاطِ ، وَمِنْهُ تَشَاجَرَ الْقَوْمُ : إِذَا اخْتَلَطَ أَصْوَاتُ بَعْضِهِمْ بِالْبَعْضِ ، وَمَعْنَى الِاخْتِلَاطِ حَاصِلٌ فِي الْعُشْبِ وَالْكَلَأِ وَفِيمَا لَهُ سَاقٌ .
وَقَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْمُرَادُ مِنَ الشَّجَرِ فِي الْآيَةِ الْكَلَأُ ، وَقِيلَ : الشَّجَرُ كُلُّ مَا لَهُ سَاقٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [ الرَّحْمَنِ : 6 ] وَالْعَطْفُ يَقْتَضِي التَّغَايُرَ ، فَلَمَّا كَانَ النَّجْمُ مَا لَا سَاقَ لَهُ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ الشَّجَرُ مَا لَهُ سَاقٌ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ عَطْفَ الْجِنْسِ عَلَى النَّوْعِ جَائِزٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10فِيهِ تُسِيمُونَ أَيْ فِي الشَّجَرِ تَرْعَوْنَ مَوَاشِيَكُمْ ، يُقَالُ سَامَتِ السَّائِمَةُ تَسُومُ سَوْمًا رَعَتْ فَهِيَ سَائِمَةٌ ، وَأَسَمْتُهَا ، أَيْ : أَخْرَجْتُهَا إِلَى الرَّعْيِ فَأَنَا مُسِيمٌ وَهِيَ مُسَامَةٌ وَسَائِمَةٌ ، وَأَصْلُ السَّوْمِ الْإِبْعَادُ فِي الْمَرْعَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أُخِذَ مِنَ السَّوْمَةِ وَهِيَ الْعَلَامَةُ ، لِأَنَّهَا تُؤَثِّرُ فِي الْأَرْضِ عَلَامَاتٍ بِرَعْيِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485_28659يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ قَرَأَ
أَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ( نُنْبِتُ ) بِالنُّونِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، أَيْ : يُنْبِتُ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْمَاءِ الَّذِي أَنْزَلَهُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقَدَّمَ الزَّرْعَ لِأَنَّهُ أَصْلُ الْأَغْذِيَةِ الَّتِي يَعِيشُ بِهَا النَّاسُ ، وَأَتْبَعَهُ بِالزَّيْتُونِ لِكَوْنِهِ فَاكِهَةً مِنْ وَجْهٍ وَإِدَامًا مِنْ وَجْهٍ لِكَثْرَةِ مَا فِيهِ مِنَ الدُّهْنِ ، وَهُوَ جَمْعُ زَيْتُونَةٍ ، وَيُقَالُ لِلشَّجَرَةِ نَفْسِهَا : زَيْتُونَةٌ ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّخِيلَ لِكَوْنِهِ غِذَاءً وَفَاكِهَةً وَهُوَ مَعَ الْعِنَبِ أَشْرَفُ الْفَوَاكِهِ ، وَجَمَعَ الْأَعْنَابَ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الْأَصْنَافِ الْمُخْتَلِفَةِ ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى سَائِرِ الثَّمَرَاتِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَمَا أَجْمَلَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا فِيمَا سَبَقَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ النَّحْلِ 8 ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ( يَنْبُتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعُ ) يَرْفَعُ ( الزَّرْعَ ) وَمَا بَعْدَهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيِ الْإِنْزَالِ وَالْإِنْبَاتِ لَآيَةً عَظِيمَةً دَالَّةً عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ وَالتَّفَرُّدِ بِالرُّبُوبِيَّةِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ وَلَا يُهْمِلُونَ النَّظَرَ فِي مَصْنُوعَاتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28987_31755_29485وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مَعْنَى تَسْخِيرِهِمَا لِلنَّاسِ تَصْيِيرُهُمَا نَافِعَيْنِ لَهُمْ بِحَسَبِ مَا تَقْتَضِيهِ مَصَالِحُهُمْ وَتَسْتَدْعِيهِ حَاجَاتُهُمْ ، يَتَعَاقَبَانِ دَائِمًا كَالْعَبْدِ الطَّائِعِ لِسَيِّدِهِ لَا يُخَالِفُ مَا يَأْمُرُهُ بِهِ وَلَا يَخْرُجُ عَنْ إِرَادَتِهِ وَلَا يُهْمِلُ السَّعْيَ فِي نَفْعِهِ ، وَكَذَا الْكَلَامُ فِي تَسْخِيرِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ ، فَإِنَّهَا تَجْرِي عَلَى نَمَطٍ مُتَّحِدٍ يَسْتَدِلُّ بِهَا الْعِبَادُ عَلَى مَقَادِيرِ الْأَوْقَاتِ ، وَيَهْتَدُونَ بِهَا وَيَعْرِفُونَ أَجْزَاءَ الزَّمَانِ ، وَمَعْنَى ( مُسَخَّرَاتٌ ) مُذَلَّلَاتٌ .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَأَهْلُ
الشَّامِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ " بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَقَرَأَ
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ بِرَفْعِ النُّجُومُ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ وَعَلَى قِرَاءَةِ النَّصْبِ فِي ( مُسَخَّرَاتٍ ) يَكُنْ حَالًا مُؤَكِّدَةً ، لِأَنَّ التَّسْخِيرَ قَدْ فُهِمَ مِنْ قَوْلِهِ وَسَخَّرَ ، وَقَرَأَ
حَفْصٌ فِي رِوَايَةٍ بِرَفْعِ ( مُسَخَّرَاتٌ ) مَعَ نَصْبِ مَا قَبْلَهُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هِيَ مُسَخَّرَاتٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ التَّسْخِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=12لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أَيْ يُعْمِلُونَ عُقُولَهُمْ فِي هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28659الْآثَارِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُودِ الصَّانِعِ وَتَفَرُّدِهِ وَعَدَمِ وُجُودِ شَرِيكٍ لَهُ ، وَذَكَرَ الْآيَاتِ لِأَنَّ الْآثَارَ الْعُلْوِيَّةَ أَظْهَرُ دَلَالَةً عَلَى الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ ، وَأَبْيَنُ شَهَادَةً لِلْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ، وَجَمَعَهَا لِيُطَابِقَ قَوْلَهُ ( مُسَخَّرَاتٌ ) ، وَقِيلَ : إِنَّ وَجْهَ الْجَمْعِ هُوَ أَنَّ كُلًّا مِنْ تَسْخِيرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ آيَةٌ فِي نَفْسِهَا بِخِلَافِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْإِنْبَاتِ فَإِنَّهُ آيَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَلَا يَخْلُو كُلُّ هَذَا عَنْ تَكَلُّفٍ ، وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْمَوَاضِعَ الثَّلَاثَةَ الَّتِي أَفْرَدَ الْآيَةَ فِي بَعْضِهَا وَجَمَعَهَا فِي بَعْضِهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا يَصْلُحُ لِلْجَمْعِ بِاعْتِبَارٍ وَلِلْإِفْرَادِ بِاعْتِبَارٍ ، فَلَمْ يُجْرِهَا عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ افْتِنَانًا وَتَنْبِيهًا عَلَى جَوَازِ الْأَمْرَيْنِ وَحُسْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ أَيْ خَلَقَ : يُقَالُ ذَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءًا : خَلَقَهُمْ : فَهُوَ ذَارِئٌ ، وَمِنْهُ الذُّرِّيَّةُ ، وَهِيَ نَسْلُ الثِّقَلَيْنِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ هَذَا ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى النُّجُومُ رَفْعًا وَنَصْبًا ، أَيْ : وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ .
فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ سَخَّرَ لَهُمْ تِلْكَ الْمَخْلُوقَاتِ السَّمَاوِيَّةِ وَالْمَخْلُوقَاتِ الْأَرْضِيَّةِ ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ عَلَى الْحَالِ ، وَ أَلْوَانُهُ : هَيْئَاتُهُ وَمَنَاظِرُهُ ، فَإِنَّ ذَرْءَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَلْوَانِ وَالْأَشْكَالِ مَعَ تَسَاوِي الْكُلِّ فِي الطَّبِيعَةِ الْجِسْمِيَّةِ آيَةٌ عَظِيمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى وُجُودِ الصَّانِعِ سُبْحَانَهُ وَتَفَرُّدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13إِنَّ فِي ذَلِكَ التَّسْخِيرِ لِهَذِهِ الْأُمُورِ لَآيَةً وَاضِحَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ فَإِنَّ مَنْ تَذَكَّرَ اعْتَبَرَ ، وَمَنِ اعْتَبَرَ اسْتَدَلَّ عَلَى الْمَطْلُوبِ ، قِيلَ وَإِنَّمَا خُصَّ الْمَقَامُ الْأَوَّلُ بِالتَّفَكُّرِ لِإِمْكَانِ إِيرَادِ الشُّبْهَةِ الْمَذْكُورَةِ ، وَخُصَّ الْمَقَامُ الثَّانِي بِالْعَقْلِ لِذِكْرِهِ بَعْدَ إِمَاطَةِ الشُّبْهَةِ وَإِزَاحَةِ الْعِلَّةِ ، فَمَنْ لَمْ يَعْتَرِفْ بَعْدَهَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ فَلَا عَقْلَ لَهُ ، وَخُصَّ الْمَقَامُ الثَّالِثُ بِالتَّذَكُّرِ لِمَزِيدِ الدَّلَالَةِ ، فَمَنْ شَكَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا حِسَّ لَهُ ، وَفِي هَذَا مِنَ التَّكَلُّفِ مَا لَا يَخْفَى .
وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ هُنَا كَمَا قُلْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ فِي إِفْرَادِ الْآيَةِ فِي الْبَعْضِ وَجَمْعِهَا فِي الْبَعْضِ الْآخَرِ ، وَبَيَانُهُ أَنَّ كُلًّا مِنْ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ يَصْلُحُ لِذِكْرِ التَّفَكُّرِ وَلِذِكْرِ التَّعَقُّلِ وَلِذِكْرِ التَّذَكُّرِ لِاعْتِبَارَاتٍ ظَاهِرَةٍ غَيْرِ خَفِيَّةٍ ، فَكَانَ فِي التَّعْبِيرِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِوَاحِدٍ مِنْهَا افْتِنَانٌ حَسَنٌ لَا يُوجَدُ فِي التَّعْبِيرِ بِوَاحِدٍ مِنْهَا فِي جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29485_19788_28987وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ امْتَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِتَسْخِيرِ الْبَحْرِ بِإِمْكَانِ الرُّكُوبِ عَلَيْهِ وَاسْتِخْرَاجِ مَا فِيهِ مِنْ صَيْدٍ وَجَوَاهِرَ ، لِكَوْنِهِ مِنْ جُمْلَةِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ فِي هَذَا الْمَقَامِ بَيْنَ التَّذْكِيرِ لَهُمْ بِآيَاتِهِ الْأَرْضِيَّةِ وَالسَّمَاوِيَّةِ وَالْبَحْرِيَّةِ ، فَأَرْشَدَهُمْ إِلَى النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ بِالْآيَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ الْمُخْتَلِفَةِ الْأَمْكِنَةِ إِتْمَامًا لِلْحُجَّةِ ، وَتَكْمِيلًا لِلْإِنْذَارِ ، وَتَوْضِيحًا لِمَنَازِعِ الِاسْتِدْلَالِ ، وَمَنَاطَاتِ الْبُرْهَانِ ، وَمَوَاضِعِ النَّظَرِ وَالِاعْتِبَارِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْعِلَّةَ فِي تَسْخِيرِ الْبَحْرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا الْمُرَادُ بِهِ السَّمَكُ ، وَوَصَفَهُ بِالطَّرَاوَةِ لِلْإِشْعَارِ بِلَطَافَتِهِ ، وَالْإِرْشَادُ إِلَى الْمُسَارَعَةِ بِأَكْلِهِ لِكَوْنِهِ مِمَّا يَفْسَدُ بِسُرْعَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا [ ص: 776 ] أَيْ لُؤْلُؤًا وَمَرْجَانًا كَمَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ [ الرَّحْمَنِ : 22 ] ، وَظَاهِرُ قَوْلِهِ تَلْبَسُونَهَا أَنَّهُ يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=17551لِلرِّجَالِ أَنْ يَلْبَسُوا اللُّؤْلُؤَ وَالْمَرْجَانَ ، أَيْ : يَجْعَلُونَهُ حِلْيَةً لَهُمْ كَمَا يَجُوزُ لِلنِّسَاءِ ، وَلَا حَاجَةَ لِمَا تَكَلَّفَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَلْبَسُونَهَا بِقَوْلِهِ تَلْبَسُهُ نِسَاؤُهُمْ ، لِأَنَّهُنَّ مَنْ جُمْلَتِهِمْ ، أَوْ لِكَوْنِهِنَّ يَلْبَسْنَهَا لِأَجْلِهِمْ ، وَلَيْسَ فِي الشَّرِيعَةِ الْمُطَهَّرَةِ مَا يَقْتَضِي مَنْعَ الرِّجَالِ مِنَ التَّحَلِّي بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ مَا لَمْ يَسْتَعْمِلْهُ عَلَى صِفَةٍ لَا يَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهَا إِلَّا النِّسَاءُ خَاصَّةً ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ مِنْ جِهَةِ كَوْنِهِ تَشَبُّهًا بِهِنَّ ، وَقَدْ وَرَدَ الشَّرْعُ بِمَنْعِهِ لَا مِنْ جِهَةِ كَوْنِهِ حِلْيَةَ لُؤْلُؤٍ أَوْ مَرْجَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ أَيْ تَرَى السُّفُنَ شَوَاقَّ لِلْمَاءِ تَدْفَعُهُ بِصَدْرِهَا .
وَمَخْرُ السَّفِينَةِ : شَقُّهَا الْمَاءَ بِصَدْرِهَا .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : مَخَرَ السَّابِحُ : إِذَا شَقَّ الْمَاءَ بِصَدْرِهِ ، وَمَخَرَ الْأَرْضَ : شَقَّهَا لِلزِّرَاعَةِ ، وَقِيلَ مَوَاخِرُ : جِوَارِي ، وَقِيلَ مُعْتَرِضَةٌ ، وَقِيلَ تَذْهَبُ وَتَجِيءُ ، وَقِيلَ مُلَجَّجَةٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : الْمَخْرُ فِي اللُّغَةِ : صَوْتُ هُبُوبِ الرِّيحِ ، وَلَمْ يُقَيَّدْ بِكَوْنِهِ فِي مَاءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ مَعْطُوفٌ عَلَى تَسْتَخْرِجُوا ، وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، أَوْ عَلَى عِلَّةٍ مَحْذُوفَةٍ تَقْدِيرُهُ لِتَنْتَفِعُوا بِذَلِكَ وَلِتَبْتَغُوا ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ فِعْلِ ذَلِكَ ( لِتَبْتَغُوا ) ، أَيْ : لِتَتَّجِرُوا فِيهِ فَيَحْصُلُ لَكُمُ الرِّبْحُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أَيْ إِذَا وَجَدْتُمْ فَضْلَهُ عَلَيْكُمْ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْكُمُ اعْتَرَفْتُمْ بِنِعْمَتِهِ عَلَيْكُمْ فَشَكَرْتُمْ ذَلِكَ بِاللِّسَانِ وَالْأَرْكَانِ .
قِيلَ وَلَعَلَّ وَجْهَ تَخْصِيصِ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالتَّعْقِيبِ بِالشُّكْرِ مِنْ حَيْثُ أَنَّ فِيهَا قَطْعًا لِمَسَافَةٍ طَوِيلَةٍ مَعَ أَحْمَالٍ ثَقِيلَةٍ مِنْ غَيْرِ مُزَاوَلَةِ أَسْبَابِ السَّفَرِ ، بَلْ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةٍ أَصْلًا مَعَ أَنَّهَا فِي تَضَاعِيفِ الْمَهَالِكِ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُضَمَّ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنْ قَطْعِ الْمَسَافَةِ عَلَى الصِّفَةِ الْمَذْكُورَةِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْبَحْرُ مَنْ كَوْنِ فِيهِ أَطْيَبُ مَأْكُولٍ وَأَنْفَسُ مَلْبُوسٍ وَكَثْرَةُ النِّعَمِ مَعَ نَفَاسَتِهَا وَحُسْنُ مَوْقِعِهَا مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ الْمُسْتَدْعِيَةِ لِلشُّكْرِ الْمُوجِبَةِ لَهُ .
ثُمَّ أَرْدَفَ هَذِهِ النِّعَمَ الْمُوجِبَةَ لِلتَّوْحِيدِ الْمُفِيدَةَ لِلِاسْتِدْلَالِ عَلَى الْمَطْلُوبِ بِنِعْمَةٍ أُخْرَى وَآيَةٍ كُبْرَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485_31757وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَيْ جِبَالًا ثَابِتَةً ، يُقَالُ رَسَا يَرْسُو : إِذَا ثَبَتَ وَأَقَامَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
فَصَبَرْتُ عَارِفَةً لِذَلِكَ حُرَّةً تَرْسُو إِذَا نَفْسُ الْجَبَانِ تَطَلَّعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ أَيْ كَرَاهَةَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ عَلَى مَا قَالَهُ الْبَصْرِيُّونَ ، أَوْ لِئَلَّا تَمِيدَ بِكُمْ عَلَى مَا قَالَهُ الْكُوفِيُّونَ .
وَالْمَيْدُ : الِاضْطِرَابُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، مَادَ الشَّيْءُ يَمِيدُ مَيْدًا : تَحَرَّكَ ، وَمَادَتِ الْأَغْصَانُ تَمَايَلَتْ ، وَمَادَ الرَّجُلُ : تَبَخْتَرَ وَأَنْهَارًا أَيْ وَجَعَلَ فِيهَا أَنْهَارًا ، لِأَنَّ الْإِلْقَاءَ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْجَعْلِ وَالْخَلْقِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي [ طه : 39 ] ، وَسُبُلًا أَيْ وَجَعَلَ فِيهَا سُبُلًا وَأَظْهَرَهَا وَبَيَّنَهَا لِأَجْلِ تَهْتَدُونَ بِهَا فِي أَسْفَارِكُمْ إِلَى مَقَاصِدِكُمْ .
وَالسُّبُلُ : الطُّرُقُ .
وَعَلَامَاتٍ أَيْ وَجَعَلَ فِيهَا عَلَامَاتٍ وَهِيَ مَعَالِمُ الطُّرُقِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ لِلطُّرُقِ عَلَامَاتٍ يَهْتَدُونَ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28987_31762وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ الْمُرَادُ بِالنَّجْمِ الْجِنْسُ ، أَيْ : يَهْتَدُونَ بِهِ فِي سَفَرِهِمْ لَيْلًا .
وَقَرَأَ ابْنُ وَثَّابٍ " وَبِالنُّجُمِ " بِضَمِّ النُّونِ وَالْجِيمِ ، وَمُرَادُهُ النُّجُومُ فَقَصَرَهُ ، أَوْ هُوَ جَمْعٌ نَحْوَ : سَقْفٍ وَسُقُفٍ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالنَّجْمِ هُنَا الْجَدْيُ وَالْفَرْقَدَانِ . قَالَهُ
الْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ : الثُّرَيَّا ، وَقِيلَ : الْعَلَامَاتُ : الْجِبَالُ ، وَقِيلَ : هِيَ النُّجُومُ ، لِأَنَّ مِنَ النُّجُومِ مَا يُهْتَدَى بِهِ ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ عَلَامَةً لَا يُهْتَدَى بِهَا .
وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ فِي الْآيَةِ الِاهْتِدَاءُ فِي الْأَسْفَارِ ، وَقِيلَ هُوَ الِاهْتِدَاءُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، وَلَا مَانِعَ مِنْ حَمْلِ مَا فِي الْآيَةِ عَلَى مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ ( وَعَلَامَاتٍ ) ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ كَلَامٌ مُنْفَصِلٌ عَنِ الْأَوَّلِ .
ثُمَّ لَمَّا عَدَّدَ الْآيَاتِ الدَّالَّةَ عَلَى الصَّانِعِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ أَرَادَ أَنْ يُوَبِّخَ
nindex.php?page=treesubj&link=28675أَهْلَ الشِّرْكِ وَالْعِنَادِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ هَذِهِ الْمَصْنُوعَاتِ الْعَظِيمَةَ وَيَفْعَلُ هَذِهِ الْأَفَاعِيلَ الْعَجِيبَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17كَمَنْ لَا يَخْلُقُ شَيْئًا مِنْهَا وَلَا يَقْدِرُ عَلَى إِيجَادِ وَاحِدٍ مِنْهَا ، وَهُوَ هَذِهِ الْأَصْنَامُ الَّتِي تَعْبُدُونَهَا وَتَجْعَلُونَهَا شُرَكَاءَ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا لَفْظَ مِنْ إِجْرَاءً لَهَا مَجْرَى أُولِي الْعِلْمِ جَرْيًا عَلَى زَعْمِهِمْ بِأَنَّهَا آلِهَةٌ ، أَوْ مُشَاكَلَةً لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ لِوُقُوعِهَا فِي صُحْبَتِهِ ، وَفِي هَذَا الِاسْتِفْهَامِ مِنَ التَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ لِلْكُفَّارِ مَا لَا يَخْفَى ، وَمَا أَحَقَّهُمْ بِذَلِكَ ، فَإِنَّهُمْ جَعَلُوا بَعْضَ الْمَخْلُوقَاتِ شَرِيكًا لِخَالِقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=63تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [ الْأَعْرَافِ : 190 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَلَا تَذَكَّرُونَ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ الدَّالَّةَ عَلَى وُجُودِهِ وَتَفَرُّدِهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِ فَتَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهَا لِوُضُوحِهَا يَكْفِي فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَا مُجَرَّدُ التَّذَكُّرِ لَهَا .
ثُمَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ تَعْدِيدِ الْآيَاتِ الَّتِي هِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُكَلَّفِينَ نِعَمٌ .
قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28987_29485وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ هَذَا فِي سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ الْعُقَلَاءُ : إِنَّ كُلَّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِنْسَانِ لَوْ ظَهَرَ فِيهِ أَدْنَى خَلَلٍ وَأَيْسَرُ نَقْصٍ لَنَغَّصَ النِّعَمَ عَلَى الْإِنْسَانِ ، وَتَمَنَّى أَنْ يُنْفِقَ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِي مِلْكِهِ حَتَّى يَزُولَ عَنْهُ ذَلِكَ الْخَلَلُ ، فَهُوَ سُبْحَانُهُ يُدِيرُ بَدَنَ هَذَا الْإِنْسَانِ عَلَى الْوَجْهِ الْمُلَائِمِ لَهُ ، مَعَ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا عِلْمَ لَهُ بِوُجُودِ ذَلِكَ فَكَيْفَ يُطِيقُ حَصْرَ بَعْضِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ أَوْ يَقْدِرُ عَلَى إِحْصَائِهَا ، أَوْ يَتَمَكَّنُ مِنْ شُكْرِ أَدْنَاهَا ؟
يَا رَبَّنَا هَذِهِ نَوَاصِينَا بِيَدِكَ خَاضِعَةٌ لِعَظِيمِ نِعَمِكَ مُعْتَرِفَةٌ بِالْعَجْزِ عَنْ بَادِيَةِ الشُّكْرِ لِشَيْءٍ مِنْهَا ، لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ، وَلَا نُطِيقُ التَّعْبِيرَ بِالشُّكْرِ لَكَ ، فَتَجَاوَزْ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَأَسْبِلْ ذُيُولَ سِتْرِكَ عَلَى عَوْرَاتِنَا فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ نَهْلَكْ بِمُجَرَّدِ التَّقْصِيرِ فِي شُكْرِ نِعَمِكَ ، فَكَيْفَ بِمَا قَدْ فَرَطَ مِنَّا مِنَ التَّسَاهُلِ فِي الِائْتِمَارِ بِأَوَامِرِكَ وَالِانْتِهَاءِ عَنْ مَنَاهِيكَ ، وَمَا أَحْسَنُ مَا قَالَ مَنْ قَالَ :
الْعَفْوُ يُرْجَى مِنْ بَنِي آدَمَ فَكَيْفَ لَا يُرْجَى مِنَ الرَّبِّ
فَقُلْتُ مُذَيِّلًا لِهَذَا الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ قَصْرٌ مَشِيدٌ :
فَإِنَّهُ أَرْأَفُ بِي مِنْهُمُ حَسْبِي بِهِ حَسْبِي بِهِ حَسْبِي
وَمَا أَحْسَنُ مَا خَتَمَ بِهِ هَذَا الِامْتِنَانَ الَّذِي لَا يَلْتَبِسُ عَلَى إِنْسَانٍ مُشِيرًا إِلَى عَظِيمِ غُفْرَانِهِ وَسِعَةِ رَحْمَتِهِ فَقَالَ :
[ ص: 777 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ لَا يُؤَاخِذُكُمْ بِالْغَفْلَةِ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=19609شُكْرِ نِعَمِهِ ، وَالْقُصُورِ عَنْ إِحْصَائِهَا ، وَالْعَجْزِ عَنِ الْقِيَامِ بِأَدْنَاهَا ، وَمِنْ رَحْمَتِهِ إِدَامَتُهَا عَلَيْكُمْ وَإِدْرَارُهَا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ وَعِنْدَ كُلِّ نَفَسٍ تَتَنَفَّسُونَهُ وَحَرَكَةٍ تَتَحَرَّكُونَ بِهَا .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُرُكَ عَدَدَ مَا شَكَرَكَ الشَّاكِرُونَ بِكُلِّ لِسَانٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَعَدَدَ مَا سَيَشْكُرُكَ الشَّاكِرُونَ بِكُلِّ لِسَانٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ ، فَقَدْ خَصَصْتَنِي بِنِعَمٍ لَمْ أَرَهَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَإِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا شَيْئًا عَلَى بَعْضِ خَلْقِكَ لَمْ أَرَ عَلَيْهِ بَقِيَّتَهَا ، فَأَنَّى أُطِيقُ شُكْرَكَ وَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ بَادِيَةَ أَدْنَى شُكْرِ أَدْنَاهَا فَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَعْلَاهَا ؟ فَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ شُكْرَ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِهَا ؟
ثُمَّ بَيَّنَ لِعِبَادِهِ بِأَنَّهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ خَافِيَةٌ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=19وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ أَيْ تُضْمِرُونَهُ مِنَ الْأُمُورِ وَمَا تُعْلِنُونَ أَيْ تُظْهِرُونَهُ مِنْهَا ، وَفِيهِ وَعِيدٌ وَتَعْرِيضٌ وَتَوْبِيخٌ ، وَتَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْإِلَهَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِالسِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ لَا كَالْأَصْنَامِ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا ، فَإِنَّهَا جَمَادَاتٌ لَا شُعُورَ لَهَا بِشَيْءٍ مِنَ الظَّوَاهِرِ فَضْلًا عَنِ السَّرَائِرِ فَكَيْفَ يَعْبُدُونَهَا ؟ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=13وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ قَالَ : مَا خَلَقَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا مِنَ الدَّوَابِّ ، وَالشَّجَرِ وَالثِّمَارِ نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ فَاشْكُرُوهَا لِلَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا يَعْنِي حِيتَانَ الْبَحْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا قَالَ : هَذَا اللُّؤْلُؤُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28987_16893_29485وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا قَالَ : هُوَ السَّمَكُ وَمَا فِيهِ مِنَ الدَّوَابِّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : لَيْسَ فِي الْحُلَى زَكَاةٌ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا .
أَقُولُ : وَفِي هَذَا الِاسْتِدْلَالِ نَظَرٌ .
وَالَّذِي يَنْبَغِي التَّعْوِيلُ عَلَيْهِ أَنَّ الْأَصْلَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الزَّكَاةِ حَتَّى يَرِدَ الدَّلِيلُ بِوُجُوبِهَا فِي شَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ فَتَلْزَمُ ، وَقَدْ وَرَدَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ ، وَلَمْ يَرِدْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=22773الْجَوَاهِرِ عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهَا مَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الزَّكَاةِ فِيهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مَوَاخِرَ قَالَ : جِوَارِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ مَوَاخِرَ قَالَ : تَشُقُّ الْمَاءَ بِصَدْرِهَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ مَوَاخِرَ قَالَ : السَّفِينَتَانِ تَجْرِيَانِ بِرِيحٍ وَاحِدَةٍ مُقْبِلَةٌ وَمُدْبِرَةٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ قَالَ : هِيَ التِّجَارَةُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ : رَوَاسِيَ قَالَ : الْجِبَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ قَالَ : حَتَّى لَا تَمِيدَ بِكُمْ ، كَانُوا عَلَى الْأَرْضِ تَمُورُ بِهِمْ لَا تَسْتَقِرُّ ، فَأَصْبَحُوا صُبْحًا وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ الْجِبَالَ ، وَهِيَ الرَّوَاسِي أَوْتَادًا فِي الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ : وَسُبُلًا قَالَ : السُّبُلُ هِيَ الطُّرُقُ بَيْنَ الْجِبَالِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْخَطِيبُ عَنْ
قَتَادَةَ وَسُبُلًا قَالَ : طُرُقًا وَعَلَامَاتٍ قَالَ : هِيَ النُّجُومُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي الْآيَةِ قَالَ : عَلَامَاتُ النَّهَارِ الْجِبَالُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ الْكَلْبِيِّ وَعَلَامَاتٍ قَالَ : الْجِبَالُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَلَامَاتٍ يَعْنِي مَعَالِمَ الطُّرُقِ بِالنَّهَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ يَعْنِي بِاللَّيْلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28987_33679أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ قَالَ : اللَّهُ هُوَ الْخَالِقُ الرَّازِقُ ، وَهَذِهِ الْأَوْثَانُ الَّتِي تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تُخْلَقُ وَلَا تَخْلُقُ شَيْئًا وَلَا تَمْلِكُ لِأَهْلِهَا ضَرًّا وَلَا نَفْعًا .