nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=56وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=64والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66إنها ساءت مستقرا ومقاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما .
لما ذكر سبحانه دلائل التوحيد عاد إلى ذكر قبائح الكفار وفضائح سيرتهم فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28996_30554ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم إن عبدوه ولا يضرهم إن تركوه
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وكان الكافر على ربه ظهيرا الظهير المظاهر أي : المعاون على ربه بالشرك والعداوة ، والمظاهرة على الرب هي المظاهرة على رسوله أو على دينه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لأنه يتابع الشيطان ويعاونه على معصية الله ، لأن عبادتهم للأصنام معاونة للشيطان .
وقال
أبو عبيدة : المعنى وكان الكافر على ربه هينا ذليلا ، من قول العرب : ظهرت به أي : جعلته خلف ظهرك لم تلتفت إليه ، ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=92واتخذتموه وراءكم ظهريا [ هود : 92 ] أي : هينا ، ومنه أيضا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
تميم بن بدر لا تكونن حاجتي بظهر فلا يعيا علي جوابها
وقيل : إن المعنى : وكان الكافر على ربه الذي يعبده وهو الصنم قويا غالبا يعمل به ما يشاء ، لأن الجماد لا قدرة له على دفع ونفع ، ويجوز أن يكون الظهير جمعا كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4والملائكة بعد ذلك ظهير [ التحريم : 4 ] والمعنى : أن بعض الكفرة مظاهر لبعض على رسول الله أو على دين ، والمراد بالكافر هنا الجنس ، ولا ينافيه كون سبب النزول هو كافر معين كما قيل إنه
أبو جهل .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28996_31037_32026وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا أي : مبشرا للمؤمنين بالجنة ومنذرا للكافرين بالنار .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57قل ما أسألكم عليه من أجر أي قل لهم يا
محمد : ما أسألكم على القرآن من أجر ، أو على تبليغ الرسالة المدلول عليه بالإرسال ، والاستثناء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا منقطع ، أي : لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا فليفعل ، وقيل : هو متصل .
والمعنى : إلا من شاء أن يتقرب إليه سبحانه بالطاعة وصور ذلك بصورة الأجر من حيث إنه مقصود الحصول .
ولما بين سبحانه أن الكفار متظاهرون على رسول الله ، وأمره أن لا يطلب منهم أجرا ألبتة ، أمره أن يتوكل عليه في دفع المضار وجلب المنافع .
فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28996_19647وتوكل على الحي الذي لا يموت وخص صفة الحياة إشارة إلى أن الحي هو الذي يوثق به في المصالح ، ولا حياة على الدوام إلا لله سبحانه دون الأحياء المنقطعة حياتهم فإنهم إذا ماتوا ضاع من يتوكل عليهم ، والتوكل اعتماد العبد على الله في كل الأمور
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58وسبح بحمده أي نزهه عن صفات النقصان ، وقيل : معنى سبح صل ، والصلاة تسمى تسبيحا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58وكفى به بذنوب عباده خبيرا أي : حسبك ، وهذه كلمة يراد بها المبالغة كقولك : كفى بالله ربا ، والخبير المطلع على الأمور بحيث لا يخفى عليه منها شيء ، ثم زاد في المبالغة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش قد تقدم تفسير هذا في الأعراف ، والموصول في محل جر على أنه صفة للحي ، وقال ( بينهما ) ولم يقل ( بينهن ) لأنه أراد النوعين ، كما قال
القطامي :
ألم يحزنك أن جبال قيس وتغلب قد ثباتتا انقطاعا
[ ص: 1047 ] فإن قيل يلزم أن يكون خلق العرش بعد خلق السماوات والأرض كما تفيده ثم ، فيقال : إن كلمة ثم لم تدخل على خلق العرش بل على رفعه على السماوات والأرض ، و الرحمن مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وهو صفة أخرى للحي ، وقد قرأ الجمهور بالرفع ، وقيل : يجوز أن يكون بدلا من الضمير في استوى ، أو يكون مبتدأ وخبره الجملة أي : فاسأل ، على رأي
الأخفش ، كما في قول الشاعر :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي ( الرحمن ) بالجر على أنه نعت للحي أو للموصول
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59فاسأل به خبيرا الضمير في به يعود إلى ما ذكر من خلق السماوات والأرض والاستواء على العرش . والمعنى : فاسأل بتفاصيل ما ذكر إجمالا من هذه الأمور .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج والأخفش : الباء بمعنى عن أي : فاسأل عنه ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع [ المعارج : 1 ] ، وقول
امرئ القيس :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلم
وقال
امرؤ القيس :
فإن تسألوني بالنساء فإنني خبير بأدواء النساء طبيب
والمراد ( بالخبير ) الله سبحانه لأنه لا يعلم تفاصيل تلك المخلوقات إلا هو ، ومن هذا قول العرب : لو لقيت فلانا للقيك به الأسد ، أي : للقيك بلقائك إياه الأسد ، ف ( خبيرا ) منتصب على المفعولية ، أو على الحال المؤكدة ، واستضعف الحالية
أبو البقاء فقال : يضعف أن يكون خبيرا حالا من فاعل اسأل ، لأن الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91وهو الحق مصدقا [ البقرة : 91 ، فاطر : 31 ] قال : ويجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته باستوى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : يجوز أن تكون الباء في به زائدة . والمعنى : فاسأله حال كونه خبيرا .
وقيل : قوله : به يجري مجرى القسم كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1واتقوا الله الذي تساءلون به [ النساء : 1 ] والوجه الأول أقرب هذه الوجوه .
ثم أخبر سبحانه عنهم بأنهم جهلوا معنى الرحمن . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن قال المفسرون : إنهم قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، يعنون مسلمة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الرحمن اسم من أسماء الله ، فلما سمعوه أنكروا فقالوا وما الرحمن
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60أنسجد لما تأمرنا والاستفهام للإنكار أي : لا نسجد للرحمن الذي تأمرنا بالسجود له ، ومن قرأ بالتحتية فالمعنى : أنسجد لما يأمرنا
محمد بالسجود له .
وقد قرأ
المدنيون والبصريون nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60لما تأمرنا بالفوقية ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد وأبو حاتم وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالتحتية . قال
أبو عبيد : يعنون الرحمن . قال
النحاس : وليس يجب أن يتأول على
الكوفيين في قراءتهم هذا التأويل البعيد ، ولكن الأولى أن يكون التأويل لهم ( اسجدوا ) لما يأمرنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فتصبح القراءة على هذا ، وإن كانت الأولى أبين
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وزادهم نفورا أي : زادهم الأمر بالسجود نفورا على الدين وبعدا عنه ، وقيل : زادهم ذكر الرحمن تباعدا من الإيمان ، كذا قال
مقاتل ، والأول أولى .
ثم ذكر سبحانه ما لو تفكروا فيه لعرفوا وجوب السجود للرحمن . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28996_19786_31762_33679تبارك الذي جعل في السماء بروجا المراد بالبروج بروج النجوم أي : منازلها الاثنا عشر ، وقيل : هي النجوم الكبار ، والأول أولى . وسميت بروجا ، وهي القصور العالية لأنها للكواكب كالمنازل الرفيعة لمن يسكنها ، واشتقاق البرج من التبرج ، وهو الظهور
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وجعل فيها سراجا أي شمسا ، ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وجعل الشمس سراجا [ نوح : 16 ] قرأ الجمهور سراجا بالإفراد . وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي سرجا بالجمع أي : النجوم العظام الوقادة ، ورجح القراءة الأولى
أبو عبيد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : في تأويل قراءة
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي أراد الشمس والكواكب
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وقمرا منيرا أي ينير الأرض إذا طلع ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ( قمرا ) بضم القاف وإسكان الميم ، وهي قراءة ضعيفة شاذة .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة قال
أبو عبيدة : الخلفة كل شيء بعد شيء : الليل خلفة للنهار ، والنهار خلفة لليل ، لأن أحدهما يخلف الآخر ويأتي بعده ، ومنه خلفة النبات ، وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف ، ومنه قول
زهير بن أبي سلمى :
بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
قال
الفراء في تفسير الآية : يقول يذهب هذا ويجيء هذا ، وقال
مجاهد : خلفة من الخلاف ، هذا أبيض وهذا أسود . وقيل : يتعاقبان في الضياء والظلام والزيادة والنقصان .
وقيل : هو من باب حذف المضاف أي : جعل الليل والنهار ذوي خلفة أي : اختلاف
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62لمن أراد أن يذكر قال
حمزة : مخففا ، وقرأ الجمهور بالتشديد ، فالقراءة الأولى من الذكر لله ، والقراءة الثانية من التذكر له . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ( يتذكر ) ومعنى الآية : أن المتذكر المعتبر إذا نظر في اختلاف الليل والنهار علم أنه لا بد في انتقالهما من حال إلى حال من ناقل
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62أو أراد شكورا أي أراد أن يشكر الله على ما أودعه في الليل والنهار من النعم العظيمة والألطاف الكثيرة . قال
الفراء : ويذكر ويتذكر يأتيان بمعنى واحد . قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63واذكروا ما فيه [ البقرة : 63 ] وفي حرف عبد الله ( ويذكروا ما فيه ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63nindex.php?page=treesubj&link=28996_18459_32635_32489وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا هذا كلام مستأنف مسوق لبيان صالحي عباد الله سبحانه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وعباد الرحمن ) مبتدأ وخبره الموصول مع صلته ، والهون مصدر ، وهو السكينة والوقار .
وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أن الهون متعلق بيمشون أي : يمشون على الأرض مشيا هونا . قال
ابن عطية : ويشبه أن يتأول هذا على أن تكون أخلاق ذلك الماشي ( هونا ) مناسبة لمشيه ، وأما أن يكون المراد صفة المشي وحده فباطل ، لأنه رب ماش هونا رويدا وهو ذئب أطلس ، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يتكفأ في مشيه كأنما يمشي في صبب
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ذكر سبحانه أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه فلا يجهلون مع من يجهل ولا
[ ص: 1048 ] يسافهون أهل السفه .
قال
النحاس : ليس هذا السلام من التسليم إنما هو من التسلم تقول العرب سلاما أي : تسلما منك أي : براءة منك ، منصوب على أحد أمرين : إما على أنه مصدر لفعل محذوف أي : قالوا سلمنا سلاما ، وهذا على قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، أو على أنه مفعول به أي : قالوا هذا اللفظ ، ورجحه
ابن عطية .
وقال
مجاهد : معنى سلاما سدادا ، أي : يقول للجاهل كلاما يدفعه برفق ولين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين لكنه على قوله تسليما منكم ولا خير ولا شر بيننا وبينكم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : كان ينبغي أن يقال لم يؤمر المسلمون يومئذ بحربهم ، ثم أمروا بحربهم .
وقال
محمد بن يزيد : أخطأ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في هذا وأساء العبارة .
قال
النحاس : ولا نعلم
nindex.php?page=showalam&ids=16076لسيبويه كلاما في معنى الناسخ والمنسوخ إلا في هذه الآية ، لأنه قال في آخر كلامه فنسختها آية السيف .
وأقول : هكذا يكون كلام الرجل إذا تكلم في غير علمه ومشى في غير طريقته ، ولم يؤمر المسلمون بالسلام على المشركين ولا نهوا عنه ، بل أمروا بالصفح والهجر الجميل ، فلا حاجة إلى دعوى النسخ .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل : حدثني
الخليل قال : أتيت
أبا ربيعة الأعرابي ، وكان من أعلم من رأيت ، فإذا هو على سطح ، فسلمنا فرد علينا السلام وقال لنا : استووا ، فبقينا متحيرين ولم ندر ما قال ، فقال لنا أعرابي إلى جنبه : أمركم أن ترتفعوا . قال
الخليل : هو من قول الله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29ثم استوى إلى السماء [ البقرة : 29 ] قال : فصعدنا إليه فقال : هل لكم في خبز فطير ولبن هجير ؟ فقلنا : الساعة فارقناه ، فقال : سلاما ، فلم ندر ما قال ، فقال
الأعرابي : إنه سالمكم متاركة لا خير فيها ولا شر . قال
الخليل : هو من قول الله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=64والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما البيتوتة : هي أن يدركك الليل نمت أو لم تنم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : من أدركه الليل فقد بات ، نام أو لم ينم ، كما يقال : بات فلان قلقا ، والمعنى : يبيتون لربهم سجدا على وجوههم ، وقياما على أقدامهم ، ومنه قول
امرئ القيس :
فبتنا قياما عند رأس جوادنا يزاولنا عن نفسه ونزاوله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28996_33084_30434والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما أي : هم مع طاعتهم مشفقون وجلون خائفون من عذابه ، والغرام اللازم الدائم ، ومنه سمي الغريم لملازمته ، ويقال : فلان مغرم بكذا أي : ملازم له مولع به ، هذا معناه في كلام العرب ، كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي nindex.php?page=showalam&ids=14120وابن عرفة وغيرهما ، ومنه قول
الأعشى :
إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي
وقال الزجاج : الغرام أشد العذاب . وقال
أبو عبيدة : هو الهلاك . وقال
ابن زيد : الشر .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66إنها ساءت مستقرا ومقاما تعليل لما قبلها ، والمخصوص محذوف أي : هي ، وانتصاب مستقرا على الحال أو التمييز ، وكذا ( مقاما ) ، قيل هما مترادفان ، وإنما عطف أحدهما على الآخر لاختلاف لفظيهما ، وقيل : بل هما مختلفان معنى : فالمستقر للعصاة فإنهم يخرجون ، والمقام للكفار فإنهم يخلدون ، وساءت من أفعال الذم كبئست ، ويجوز أن يكون هذا من كلام الله سبحانه ، ويجوز أن يكون حكاية لكلامهم .
ثم وصفهم سبحانه بالتوسط في الإنفاق فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28996_23510_18897_19248والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب يقتروا بفتح التحتية وضم الفوقية ، من قتر يقتر كقعد يقعد ، وقرأ
أبو عمرو وابن كثير بفتح التحتية وكسر التاء الفوقية ، وهي لغة معروفة حسنة ، وقرأ أهل المدينة
وابن عامر وأبو بكر عن
عاصم بضم التحتية وكسر الفوقية .
قال
أبو عبيدة : يقال قتر الرجل على عياله يقتر ، ويقتر قترا ، وأقتر يقتر إقتارا ، معنى الجميع : التضييق في الإنفاق .
قال
النحاس : ومن أحسن ما قيل في معنى الآية : إن من أنفق في غير طاعة الله فهو الإسراف ، ومن أمسك عن طاعة الله فهو الإقتار ، ومن أنفق في طاعة الله فهو القوام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : هو الذي لا يجوع ولا يعرى ، ولا ينفق نفقة ، يقول الناس قد أسرف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب : أولئك أصحاب
محمد كانوا لا يأكلون طعاما للتنعم واللذة ولا يلبسون ثوبا للجمال ، ولكن كانوا يريدون من الطعام ما يسد عنهم الجوع ويقويهم على عبادة الله ، ومن اللباس ما يستر عوراتهم ويقيهم الحر والبرد .
وقال
أبو عبيدة : لم يزيدوا على المعروف ، ولم يبخلوا كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=29ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط [ الإسراء : 29 ] قرأ
حسان بن عبد الرحمن ( وكان بين ذلك قواما ) بكسر القاف ، وقرأ الباقون بفتحها ، فقيل هما بمعنى ، وقيل : القوام بالكسر : ما يدوم عليه الشيء ويستقر ، وبالفتح : العدل والاستقامة ، قاله ثعلب .
وقيل : بالفتح : العدل بين الشيئين ، وبالكسر : ما يقام به الشيء لا يفضل عنه ولا ينقص .
وقيل : بالكسر : السداد والمبلغ ، واسم كان مقدر فيها أي : كان إنفاقهم بين ذلك وتبنى ( بين ) على الفتح لأنها من الظروف المفتوحة .
وقال
النحاس : ما أدري ما وجه هذا ، لأن ( بين ) إذا كانت في موضع رفع رفعت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وكان الكافر على ربه ظهيرا يعني
أبا الحكم الذي سماه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
أبا جهل بن هشام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57قل ما أسألكم عليه من أجر قال : قل لهم يا
محمد : لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر ، يقول : عرض من عرض الدنيا .
وأخرج
الخطيب في كتاب النجوم عنه أيضا في
nindex.php?page=treesubj&link=19786_28996قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تبارك الذي جعل في السماء بروجا قال : هي هذه الاثنا عشر برجا : أولها : الحمل ، ثم الثور ، ثم الجوزاء ، ثم السرطان ، ثم الأسد ، ثم السنبلة ، ثم الميزان ، ثم العقرب ، ثم القوس ، ثم الجدي ، ثم الدلو ، ثم الحوت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة قال : أبيض وأسود .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير [ ص: 1049 ] وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا يقول : ما فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار : ومن النهار أدركه بالليل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
الحسن أن
عمر أطال صلاة الضحى ، فقيل له صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه ، فقال : إنه بقي علي من وردي شيء فأحببت أن أتمه ، أو قال أقضيه ، وتلا هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وعباد الرحمن قال : هم المؤمنون
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63الذين يمشون على الأرض هونا قال : بالطاعة والعفاف والتواضع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه قال هونا علما وحلما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
أبي سعيد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65إن عذابها كان غراما قال : الدائم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال : هم المؤمنون لا يسرفون فينفقوا في معصية الله ، ولا يقترون فيمنعوا حقوق الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=56وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=64وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا .
لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ دَلَائِلَ التَّوْحِيدِ عَادَ إِلَى ذِكْرِ قَبَائِحِ الْكُفَّارِ وَفَضَائِحِ سِيرَتِهِمْ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28996_30554وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ إِنْ عَبَدُوهُ وَلَا يَضُرُّهُمْ إِنْ تَرَكُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا الظَّهِيرُ الْمَظَاهِرُ أَيِ : الْمُعَاوِنُ عَلَى رَبِّهِ بِالشِّرْكِ وَالْعَدَاوَةِ ، وَالْمُظَاهَرَةُ عَلَى الرَّبِّ هِيَ الْمُظَاهَرَةُ عَلَى رَسُولِهِ أَوْ عَلَى دِينِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لِأَنَّهُ يُتَابِعُ الشَّيْطَانَ وَيُعَاوِنُهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، لِأَنَّ عِبَادَتَهُمْ لِلْأَصْنَامِ مُعَاوَنَةٌ لِلشَّيْطَانِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْمَعْنَى وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ هَيِّنًا ذَلِيلًا ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : ظَهَرْتُ بِهِ أَيْ : جَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِكَ لَمْ تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=92وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا [ هُودٍ : 92 ] أَيْ : هَيِّنًا ، وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
تَمِيمُ بْنُ بَدْرٍ لَا تَكُونَنَّ حَاجَتِي بِظَهْرٍ فَلَا يَعْيَا عَلَيَّ جَوَابُهَا
وَقِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى : وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ الَّذِي يَعْبُدُهُ وَهُوَ الصَّنَمُ قَوِيًّا غَالِبًا يَعْمَلُ بِهِ مَا يَشَاءُ ، لِأَنَّ الْجَمَادَ لَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى دَفْعٍ وَنَفْعٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الظَّهِيرُ جَمْعًا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [ التَّحْرِيمِ : 4 ] وَالْمَعْنَى : أَنَّ بَعْضَ الْكَفَرَةِ مَظَاهِرٌ لِبَعْضٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَوْ عَلَى دِينٍ ، وَالْمُرَادُ بِالْكَافِرِ هُنَا الْجِنْسُ ، وَلَا يُنَافِيهِ كَوْنُ سَبَبِ النُّزُولِ هُوَ كَافِرٌ مُعَيَّنٌ كَمَا قِيلَ إِنَّهُ
أَبُو جَهْلٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28996_31037_32026وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا أَيْ : مُبَشِّرًا لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْجَنَّةِ وَمُنْذِرًا لِلْكَافِرِينَ بِالنَّارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ أَيْ قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ : مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى الْقُرْآنِ مِنْ أَجْرٍ ، أَوْ عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْإِرْسَالِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا مُنْقَطِعٌ ، أَيْ : لَكِنَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا فَلْيَفْعَلْ ، وَقِيلَ : هُوَ مُتَّصِلٌ .
وَالْمَعْنَى : إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالطَّاعَةِ وَصَّوَرَ ذَلِكَ بِصُورَةِ الْأَجْرِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ مَقْصُودُ الْحُصُولِ .
وَلَمَّا بَيَّنَ سُبْحَانَهَ أَنَّ الْكُفَّارَ مُتَظَاهِرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَطْلُبَ مِنْهُمْ أَجْرًا أَلْبَتَّةَ ، أَمَرَهُ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ فِي دَفْعِ الْمَضَارِّ وَجَلْبِ الْمَنَافِعِ .
فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28996_19647وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَخَصَّ صِفَةَ الْحَيَاةِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْحَيَّ هُوَ الَّذِي يُوثَقُ بِهِ فِي الْمَصَالِحِ ، وَلَا حَيَاةَ عَلَى الدَّوَامِ إِلَّا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دُونَ الْأَحْيَاءِ الْمُنْقَطِعَةِ حَيَاتُهُمْ فَإِنَّهُمْ إِذَا مَاتُوا ضَاعَ مَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ ، وَالتَّوَكُّلُ اعْتِمَادُ الْعَبْدِ عَلَى اللَّهِ فِي كُلِّ الْأُمُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ أَيْ نَزِّهْهُ عَنْ صِفَاتِ النُّقْصَانِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى سَبِّحْ صَلِّ ، وَالصَّلَاةُ تُسَمَّى تَسْبِيحًا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=58وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا أَيْ : حَسْبُكَ ، وَهَذِهِ كَلِمَةٌ يُرَادُ بِهَا الْمُبَالَغَةُ كَقَوْلِكَ : كَفَى بِاللَّهِ رَبًّا ، وَالْخَبِيرُ الْمُطَّلِعُ عَلَى الْأُمُورِ بِحَيْثُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ ، ثُمَّ زَادَ فِي الْمُبَالَغَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي الْأَعْرَافِ ، وَالْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلْحَيِّ ، وَقَالَ ( بَيْنَهُمَا ) وَلَمْ يَقُلْ ( بَيْنَهُنَّ ) لِأَنَّهُ أَرَادَ النَّوْعَيْنِ ، كَمَا قَالَ
الْقُطَامِيُّ :
أَلَمْ يَحْزُنُكَ أَنَّ جِبَالَ قَيْسٍ وَتَغْلِبَ قَدْ ثَبَاتَّتَا انْقِطَاعًا
[ ص: 1047 ] فَإِنْ قِيلَ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ خَلْقُ الْعَرْشِ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كَمَا تُفِيدُهُ ثُمَّ ، فَيُقَالُ : إِنَّ كَلِمَةَ ثُمَّ لَمْ تَدْخُلْ عَلَى خَلْقِ الْعَرْشِ بَلْ عَلَى رَفْعِهِ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَ الرَّحْمَنُ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَهُوَ صِفَةٌ أُخْرَى لِلْحَيِّ ، وَقَدْ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالرَّفْعِ ، وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي اسْتَوَى ، أَوْ يَكُونُ مُبْتَدَأً وَخَبَرُهُ الْجُمْلَةُ أَيْ : فَاسْأَلْ ، عَلَى رَأْيِ
الْأَخْفَشِ ، كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
وَقَائِلَةٍ خَوْلَانُ فَانْكَحْ فَتَاتَهُمْ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنِ عَلِيٍّ ( الرَّحْمَنِ ) بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِلْحَيِّ أَوْ لِلْمَوْصُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا الضَّمِيرُ فِي بِهِ يَعُودُ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالِاسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ . وَالْمَعْنَى : فَاسْأَلْ بِتَفَاصِيلِ مَا ذُكِرَ إِجْمَالًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَالْأَخْفَشُ : الْبَاءُ بِمَعْنَى عَنْ أَيْ : فَاسْأَلْ عَنْهُ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ [ الْمَعَارِجِ : 1 ] ، وَقَوْلِ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
هَلَّا سَأَلْتِ الْخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِ
وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي خَبِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ
وَالْمُرَادُ ( بِالْخَبِيرِ ) اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ تَفَاصِيلَ تِلْكَ الْمَخْلُوقَاتِ إِلَّا هُوَ ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الْعَرَبِ : لَوْ لَقِيتَ فُلَانًا لَلَقِيَكَ بِهِ الْأَسَدُ ، أَيْ : لَلَقِيَكَ بِلِقَائِكَ إِيَّاهُ الْأَسَدُ ، فَ ( خَبِيرًا ) مُنْتَصِبٌ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ ، أَوْ عَلَى الْحَالِ الْمُؤَكَّدَةِ ، وَاسْتَضْعَفَ الْحَالِيَّةَ
أَبُو الْبَقَاءِ فَقَالَ : يَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ خَبِيرًا حَالًا مِنْ فَاعِلِ اسْأَلْ ، لِأَنَّ الْخَبِيرَ لَا يُسْأَلُ إِلَّا عَلَى جِهَةِ التَّوْكِيدِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا [ الْبَقَرَةِ : 91 ، فَاطِرٍ : 31 ] قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الرَّحْمَنِ إِذَا رَفَعْتَهُ بِاسْتَوَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ فِي بِهِ زَائِدَةً . وَالْمَعْنَى : فَاسْأَلْهُ حَالَ كَوْنِهِ خَبِيرًا .
وَقِيلَ : قَوْلُهُ : بِهِ يَجْرِي مَجْرَى الْقَسَمِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ [ النِّسَاءِ : 1 ] وَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ أَقْرَبُ هَذِهِ الْوُجُوهِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ جَهِلُوا مَعْنَى الرَّحْمَنِ . فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّهُمْ قَالُوا مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ إِلَّا رَحْمَنَ الْيَمَامَةِ ، يَعْنُونَ مَسْلَمَةَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الرَّحْمَنُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، فَلَمَّا سَمِعُوهُ أَنْكَرُوا فَقَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ أَيْ : لَا نَسْجُدُ لِلرَّحْمَنِ الَّذِي تَأْمُرُنَا بِالسُّجُودِ لَهُ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّحْتِيَّةِ فَالْمَعْنَى : أَنَسْجَدُ لِمَا يَأْمُرُنَا
مُحَمَّدٌ بِالسُّجُودِ لَهُ .
وَقَدْ قَرَأَ
الْمَدَنِيُّونَ وَالْبَصْرِيُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60لِمَا تَأْمُرُنَا بِالْفَوْقِيَّةِ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالتَّحْتِيَّةِ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدُ : يَعْنُونَ الرَّحْمَنَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَيْسَ يَجِبُ أَنْ يُتَأَوَّلَ عَلَى
الْكُوفِيِّينَ فِي قِرَاءَتِهِمْ هَذَا التَّأْوِيلُ الْبَعِيدُ ، وَلَكِنَّ الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ التَّأْوِيلُ لَهُمُ ( اسْجُدُوا ) لِمَا يَأْمُرُنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَتُصْبِحُ الْقِرَاءَةُ عَلَى هَذَا ، وَإِنْ كَانَتِ الْأُولَى أَبْيَنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وَزَادَهُمْ نُفُورًا أَيْ : زَادَهَمُ الْأَمْرُ بِالسُّجُودِ نُفُورًا عَلَى الدِّينِ وَبُعْدًا عَنْهُ ، وَقِيلَ : زَادَهُمْ ذِكْرُ الرَّحْمَنِ تَبَاعُدًا مِنَ الْإِيمَانِ ، كَذَا قَالَ
مُقَاتِلٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا لَوْ تَفَكَّرُوا فِيهِ لَعَرَفُوا وُجُوبَ السُّجُودِ لِلرَّحْمَنِ . فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28996_19786_31762_33679تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا الْمُرَادُ بِالْبُرُوجِ بُرُوجُ النُّجُومِ أَيْ : مَنَازِلُهَا الِاثْنَا عَشَرَ ، وَقِيلَ : هِيَ النُّجُومُ الْكِبَارُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . وَسُمِّيَتْ بُرُوجًا ، وَهِيَ الْقُصُورُ الْعَالِيَةُ لِأَنَّهَا لِلْكَوَاكِبِ كَالْمَنَازِلِ الرَّفِيعَةِ لِمَنْ يَسْكُنُهَا ، وَاشْتِقَاقُ الْبُرْجِ مِنَ التَّبَرُّجِ ، وَهُوَ الظُّهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا أَيْ شَمْسًا ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا [ نُوحٍ : 16 ] قَرَأَ الْجُمْهُورُ سِرَاجًا بِالْإِفْرَادِ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ سُرُجًا بِالْجَمْعِ أَيِ : النُّجُومُ الْعِظَامُ الْوَّقَّادَةُ ، وَرَجَّحَ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى
أَبُو عُبَيْدٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : فِي تَأْوِيلِ قِرَاءَةِ
حَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ أَرَادَ الشَّمْسَ وَالْكَوَاكِبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وَقَمَرًا مُنِيرًا أَيْ يُنِيرُ الْأَرْضَ إِذَا طَلَعَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ( قُمْرًا ) بِضَمِّ الْقَافِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ ضَعِيفَةٌ شَاذَّةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْخِلْفَةُ كُلُّ شَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ : اللَّيْلُ خِلْفَةٌ لِلنَّهَارِ ، وَالنَّهَارُ خِلْفَةٌ لِلَّيْلِ ، لِأَنَّ أَحَدَهُمَا يَخْلُفُ الْآخَرَ وَيَأْتِي بَعْدَهُ ، وَمِنْهُ خِلْفَةُ النَّبَاتِ ، وَهُوَ وَرَقٌ يَخْرُجُ بَعْدَ الْوَرَقِ الْأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى :
بِهَا الْعَيْنُ وَالْآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً وَأَطْلَاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
قَالَ
الْفَرَّاءُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ : يَقُولُ يَذْهَبُ هَذَا وَيَجِيءُ هَذَا ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : خِلْفَةٌ مِنَ الْخِلَافِ ، هَذَا أَبْيَضُ وَهَذَا أَسْوَدُ . وَقِيلَ : يَتَعَاقَبَانِ فِي الضِّيَاءِ وَالظَّلَامِ وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ .
وَقِيلَ : هُوَ مِنْ بَابِ حَذْفِ الْمُضَافِ أَيْ : جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ذَوِي خِلْفَةٍ أَيِ : اخْتِلَافٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ قَالَ
حَمْزَةُ : مُخَفَّفًا ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالتَّشْدِيدِ ، فَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى مِنَ الذِّكْرِ لِلَّهِ ، وَالْقِرَاءَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّذَكُّرِ لَهُ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ( يَتَذَكَّرُ ) وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ الْمُتَذَكِّرَ الْمُعْتَبِرَ إِذَا نَظَرَ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلِمَ أَنَّهُ لَا بُدَّ فِي انْتِقَالِهِمَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ مِنْ نَاقِلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62أَوْ أَرَادَ شُكُورًا أَيْ أَرَادَ أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ عَلَى مَا أَوْدَعَهُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ وَالْأَلْطَافِ الْكَثِيرَةِ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَيُذَكِّرُ وَيَتَذَكَّرُ يَأْتِيَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ [ الْبَقَرَةِ : 63 ] وَفِي حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ ( وَيَذْكُرُوا مَا فِيهِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63nindex.php?page=treesubj&link=28996_18459_32635_32489وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا هَذَا كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مَسُوقٌ لِبَيَانِ صَالِحِي عِبَادِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ الْمَوْصُولُ مَعَ صِلَتِهِ ، وَالْهَوْنُ مَصْدَرٌ ، وَهُوَ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ .
وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ الْهَوْنَ مُتَعَلِّقٌ بِيَمْشُونَ أَيْ : يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ مَشْيًا هَوْنًا . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُشْبِهُ أَنْ يَتَأَوَّلَ هَذَا عَلَى أَنْ تَكُونَ أَخْلَاقُ ذَلِكَ الْمَاشِي ( هَوْنًا ) مُنَاسِبَةً لِمَشْيِهِ ، وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ صِفَةُ الْمَشْيِ وَحْدُهُ فَبَاطِلٌ ، لِأَنَّهُ رُبَّ مَاشٍ هَوْنًا رُوَيْدًا وَهُوَ ذِئْبٌ أَطْلَسُ ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَتَكَفَّأُ فِي مَشْيِهِ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ يَتَحَمَّلُونَ مَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَذَى أَهْلِ الْجَهْلِ وَالسَّفَهِ فَلَا يَجْهَلُونَ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ وَلَا
[ ص: 1048 ] يُسَافِهُونَ أَهْلَ السَّفَهِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : لَيْسَ هَذَا السَّلَامُ مِنَ التَّسْلِيمِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ التَّسَلُّمِ تَقُولُ الْعَرَبُ سَلَامًا أَيْ : تَسَلُّمًا مِنْكَ أَيْ : بَرَاءَةً مِنْكَ ، مَنْصُوبٌ عَلَى أَحَدِ أَمْرَيْنِ : إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : قَالُوا سَلَّمْنَا سَلَامًا ، وَهَذَا عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ أَيْ : قَالُوا هَذَا اللَّفْظَ ، وَرَجَّحَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : مَعْنَى سَلَامًا سَدَادًا ، أَيْ : يَقُولُ لِلْجَاهِلِ كَلَامًا يَدْفَعُهُ بِرِفْقٍ وَلِينٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : لَمْ يُؤْمَرِ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ لَكِنَّهُ عَلَى قَوْلِهِ تَسْلِيمًا مِنْكُمْ وَلَا خَيْرَ وَلَا شَرَّ بَيْنِنَا وَبَيْنَكُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ لَمْ يُؤْمَرِ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ بِحَرْبِهِمْ ، ثُمَّ أُمِرُوا بِحَرْبِهِمْ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : أَخْطَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا وَأَسَاءَ الْعِبَارَةَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَا نَعْلَمُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076لِسِيبَوَيْهِ كَلَامًا فِي مَعْنَى النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، لِأَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِ كَلَامِهِ فَنَسَخَتْهَا آيَةُ السَّيْفِ .
وَأَقُولُ : هَكَذَا يَكُونُ كَلَامُ الرَّجُلِ إِذَا تَكَلَّمَ فِي غَيْرِ عِلْمِهِ وَمَشَى فِي غَيْرِ طَرِيقَتِهِ ، وَلَمْ يُؤْمَرِ الْمُسْلِمُونَ بِالسَّلَامِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَلَا نُهُوا عَنْهُ ، بَلْ أُمِرُوا بِالصَّفْحِ وَالْهَجْرِ الْجَمِيلِ ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى دَعْوَى النَّسْخِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : حَدَّثَنِي
الْخَلِيلُ قَالَ : أَتَيْتُ
أَبَا رَبِيعَةَ الْأَعْرَابِيَّ ، وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ مَنْ رَأَيْتُ ، فَإِذَا هُوَ عَلَى سَطْحٍ ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ وَقَالَ لَنَا : اسْتَوُوا ، فَبَقِينَا مُتَحَيِّرِينَ وَلَمْ نَدْرِ مَا قَالَ ، فَقَالَ لَنَا أَعْرَابِيٌّ إِلَى جَنْبِهِ : أَمَرَكُمْ أَنْ تَرْتَفِعُوا . قَالَ
الْخَلِيلُ : هُوَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [ الْبَقَرَةِ : 29 ] قَالَ : فَصَعِدْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ : هَلْ لَكَمَ فِي خُبْزِ فَطِيْرٍ وَلَبَنِ هَجِيرٍ ؟ فَقُلْنَا : السَّاعَةَ فَارَقْنَاهُ ، فَقَالَ : سَلَامًا ، فَلَمْ نَدْرِ مَا قَالَ ، فَقَالَ
الْأَعْرَابِيُّ : إِنَّهُ سَالَمَكُمْ مُتَارَكَةً لَا خَيْرَ فِيهَا وَلَا شَرَّ . قَالَ
الْخَلِيلُ : هُوَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=64وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا الْبَيْتُوتَةُ : هِيَ أَنْ يُدْرِكَكَ اللَّيْلُ نِمْتَ أَوْ لَمْ تَنَمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَنْ أَدْرَكَهُ اللَّيْلُ فَقَدْ بَاتَ ، نَامَ أَوْ لَمْ يَنَمْ ، كَمَا يُقَالُ : بَاتَ فُلَانٌ قَلِقًا ، وَالْمَعْنَى : يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا عَلَى وُجُوهِهِمْ ، وَقِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
فَبِتْنَا قِيَامًا عِنْدَ رَأْسِ جَوَادِنَا يُزَاوِلُنَا عَنْ نَفْسِهِ وَنُزَاوِلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28996_33084_30434وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا أَيْ : هُمْ مَعَ طَاعَتِهِمْ مُشْفِقُونَ وَجِلُوْنَ خَائِفُونَ مِنْ عَذَابِهِ ، وَالْغَرَامُ اللَّازِمُ الدَّائِمُ ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الْغَرِيمُ لِمُلَازَمَتِهِ ، وَيُقَالُ : فُلَانٌ مُغْرَمٌ بِكَذَا أَيْ : مُلَازِمٌ لَهُ مُولَعٌ بِهِ ، هَذَا مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14120وَابْنُ عَرَفَةَ وَغَيْرُهُمَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
إِنْ يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْطِ جَزِيْلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي
وَقَالَ الزَّجَّاجُ : الْغَرَامُ أَشَدُّ الْعَذَابِ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ الْهَلَاكُ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الشَّرُّ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا ، وَالْمَخْصُوصُ مَحْذُوفٌ أَيْ : هِيَ ، وَانْتِصَابُ مُسْتَقَرًا عَلَى الْحَالِ أَوِ التَّمْيِيزِ ، وَكَذَا ( مُقَامًا ) ، قِيلَ هُمَا مُتَرَادِفَانِ ، وَإِنَّمَا عُطِفَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ لِاخْتِلَافِ لَفْظَيْهِمَا ، وَقِيلَ : بَلْ هُمَا مُخْتَلِفَانِ مَعْنًى : فَالْمُسْتَقَرُّ لِلْعُصَاةِ فَإِنَّهُمْ يُخْرَجُونَ ، وَالْمُقَامُ لِلْكُفَّارِ فَإِنَّهُمْ يَخْلُدُونَ ، وَسَاءَتْ مِنْ أَفْعَالِ الذَّمِّ كَبِئْسَتْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حِكَايَةً لِكَلَامِهِمْ .
ثُمَّ وَصَفَهُمْ سُبْحَانَهُ بِالتَّوَسُّطِ فِي الْإِنْفَاقِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28996_23510_18897_19248وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَىَ بْنُ وَثَّابٍ يَقْتُرُوا بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَضَمِّ الْفَوْقِيَّةِ ، مِنْ قَتَرَ يَقْتُرُ كَقَعَدَ يَقْعُدُ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَكَسْرِ التَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ ، وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ حَسَنَةٌ ، وَقَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ
وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَكَسْرِ الْفَوْقِيَّةِ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : يُقَالُ قَتَرَ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ يَقْتُرُ ، وَيَقْتُرُ قَتْرًا ، وَأَقْتُرُ يُقْتِرُ إِقْتَارًا ، مَعْنَى الْجَمِيعِ : التَّضْيِيقُ فِي الْإِنْفَاقِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَمِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي مَعْنَى الْآيَةِ : إِنَّ مَنْ أَنْفَقَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَهُوَ الْإِسْرَافُ ، وَمَنْ أَمْسَكَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ فَهُوَ الْإِقْتَارُ ، وَمَنْ أَنْفَقَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَهُوَ الْقَوَامُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ : هُوَ الَّذِي لَا يَجُوعُ وَلَا يَعْرَى ، وَلَا يُنْفِقُ نَفَقَةً ، يَقُولُ النَّاسُ قَدْ أَسْرَفَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17346يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ : أُولَئِكَ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ كَانُوا لَا يَأْكُلُونَ طَعَامًا لِلتَّنَعُّمِ وَاللَّذَّةِ وَلَا يَلْبَسُونَ ثَوْبًا لِلْجَمَالِ ، وَلَكِنْ كَانُوا يُرِيدُونَ مِنَ الطَّعَامِ مَا يَسُدُّ عَنْهُمُ الْجُوعَ وَيُقَوِّيهِمْ عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ ، وَمِنَ اللِّبَاسِ مَا يَسْتُرُ عَوْرَاتِهِمْ وَيَقِيهِمُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : لَمْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَعْرُوفِ ، وَلَمْ يَبْخَلُوا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=29وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ [ الْإِسْرَاءِ : 29 ] قَرَأَ
حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا ) بِكَسْرِ الْقَافِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا ، فَقِيلَ هَمَا بِمَعْنًى ، وَقِيلَ : الْقِوَامُ بِالْكَسْرِ : مَا يَدُومُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ وَيَسْتَقِرُّ ، وَبِالْفَتْحِ : الْعَدْلُ وَالِاسْتِقَامَةُ ، قَالَهُ ثَعْلَبٌ .
وَقِيلَ : بِالْفَتْحِ : الْعَدْلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ ، وَبِالْكَسْرِ : مَا يُقَامُ بِهِ الشَّيْءُ لَا يُفْضَلُ عَنْهُ وَلَا يُنْقَصُ .
وَقِيلَ : بِالْكَسْرِ : السَّدَادُ وَالْمَبْلَغُ ، وَاسْمُ كَانَ مُقَدَّرٌ فِيهَا أَيْ : كَانَ إِنْفَاقُهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ وَتُبْنَى ( بَيْنَ ) عَلَى الْفَتْحِ لِأَنَّهَا مِنَ الظُّرُوفِ الْمَفْتُوحَةِ .
وَقَالَ
النَّحَّاسُ : مَا أَدْرِي مَا وَجْهُ هَذَا ، لِأَنَّ ( بَيْنَ ) إِذَا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ رُفِعَتْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا يَعْنِي
أَبَا الْحَكَمِ الَّذِي سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ قَالَ : قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ : لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ، يَقُولُ : عَرَضٌ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا .
وَأَخْرَجَ
الْخَطِيبُ فِي كِتَابِ النُّجُومِ عَنْهُ أَيْضًا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19786_28996قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا قَالَ : هِيَ هَذِهِ الِاثْنَا عَشَرَ بُرْجًا : أَوَّلُهَا : الْحَمَلُ ، ثُمَّ الثَّوْرُ ، ثُمَّ الْجَوْزَاءُ ، ثُمَّ السَّرَطَانُ ، ثُمَّ الْأَسَدُ ، ثُمَّ السُّنْبُلَةُ ، ثُمَّ الْمِيزَانُ ، ثُمَّ الْعَقْرَبُ ، ثُمَّ الْقَوْسُ ، ثُمَّ الْجَدْيُ ، ثُمَّ الدَّلْوُ ، ثُمَّ الْحُوتُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً قَالَ : أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ [ ص: 1049 ] وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا يَقُولُ : مَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَعْمَلَهُ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ : وَمِنَ النَّهَارِ أَدْرَكَهُ بِاللَّيْلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14724الطَّيَالِسِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْحَسَنِ أَنَّ
عُمَرَ أَطَالَ صَلَاةَ الضُّحَى ، فَقِيلَ لَهُ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ وِرْدِي شَيْءٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُتِمَّهُ ، أَوْ قَالَ أَقْضِيَهُ ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ قَالَ : هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا قَالَ : بِالطَّاعَةِ وَالْعَفَافِ وَالتَّوَاضُعِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ هَوْنًا عِلْمًا وَحِلْمًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا قَالَ : الدَّائِمُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا قَالَ : هُمُ الْمُؤْمِنُونَ لَا يُسْرِفُونَ فَيُنْفِقُوا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَلَا يُقْتِرُونَ فَيَمْنَعُوا حُقُوقَ اللَّهِ .