nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=53فأرسل فرعون في المدائن حاشرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إن هؤلاء لشرذمة قليلون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=55وإنهم لنا لغائظون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=56وإنا لجميع حاذرون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=57فأخرجناهم من جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=58وكنوز ومقام كريم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59كذلك وأورثناها بني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=60فأتبعوهم مشرقين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=62قال كلا إن معي ربي سيهدين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=64وأزلفنا ثم الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=65وأنجينا موسى ومن معه أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=66ثم أغرقنا الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=67إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=68وإن ربك لهو العزيز الرحيم nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=52أن أسر بعبادي أمر الله - سبحانه -
موسى أن يخرج
ببني إسرائيل ليلا ، وسماهم عباده لأنهم آمنوا
بموسى وبما جاء به ، وقد تقدم تفسير مثل هذا في سورة الأعراف ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=52إنكم متبعون تعليل للأمر المتقدم : أي : يتبعكم فرعون وقومه ليردوكم .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920فأرسل فرعون في المدائن حاشرين وذلك حين بلغه مسيرهم ، والمراد بالحاشرين : الجامعون للجيش من الأمكنة التي فيها أتباع فرعون ، ثم قال فرعون لقومه بعد اجتماعهم لديه :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إن هؤلاء لشرذمة قليلون يريد بني إسرائيل ، والشرذمة الجمع الحقير القليل ، والجمع شراذم ، قال
الجوهري : الشرذمة الطائفة من الناس والقطعة من الشيء ، وثوب شراذم : أي : قطع ، ومنه قول الشاعر :
جاء الشتاء وقميصي أخلاق شراذم يضحك منها الخلاق
قال
الفراء : يقال : عصبة قليلة وقليلون وكثيرة وكثيرون ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الشرذمة القطعة من الناس غير الكثير ، وجمعها الشراذم .
قال
الواحدي : قال المفسرون : وكان الشرذمة الذين قللهم فرعون ستمائة ألف ولا يحصى عدد أصحاب
فرعون .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920وإنهم لنا لغائظون يقال : ، غاظني كذا وأغاظني ، والغيظ الغضب ، ومنه التغيظ والاغتياظ : أي : غاظونا بخروجهم من غير إذن مني .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920وإنا لجميع حاذرون قرئ " حذرون " و " حاذرون " و " حذرون " بضم الذال ، حكى ذلك
الأخفش .
قال
الفراء : الحاذر الذي يحذرك الآن ، والحذر المخلوق كذلك لا تلقاه إلا حذرا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحاذر المستعد ، والحذر المتيقظ ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ومحمد بن يزيد .
قال
النحاس : " حذرون " قراءة المدنيين
وأبي عمرو ، و " حاذرون " قراءة
أهل الكوفة ، قال :
وأبو عبيدة يذهب إلى أن معنى حذرون وحاذرون واحد وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
حذر أمورا لا تضير وحاذر ما ليس ينجيه من الأقدار
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=57فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم يعني : فرعون وقومه أخرجهم الله من
أرض مصر وفيها الجنات والعيون والكنوز ، وهي جمع جنة وعين وكنز ، والمراد بالكنوز الخزائن ، وقيل : الدفائن ، وقيل : الأنهار ، وفيه نظر لأن العيون المراد بها عند جمهور المفسرين عيون الماء فيدخل تحتها الأنهار .
واختلف في المقام الكريم ، فقيل : المنازل الحسان ، وقيل : المنابر ، وقيل : مجالس الرؤساء والأمراء ، وقيل : مرابط الخيل ، والأول أظهر ، ومن ذلك قول الشاعر :
وفيهم مقامات حسان وجوهها وأندية ينتابها القول والفعل
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59كذلك وأورثناها بني إسرائيل يحتمل أن يكون كذلك في محل نصب : أي : أخرجناهم مثل ذلك الإخراج الذي وصفنا ، ويحتمل أن يكون في محل جر على الوصفية أي : مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم ، ويحتمل الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي : الأمر كذلك : ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59وأورثناها بني إسرائيل جعلناها ملكا لهم ، وهو معطوف على ( فأخرجناهم ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=60فأتبعوهم مشرقين قراءة الجمهور بقطع الهمزة ، وقرأ
الحسن والحارث الديناري بوصلها وتشديد التاء أي : فلحقوهم حال كونهم مشرقين أي : داخلين في وقت الشروق ، يقال : شرقت الشمس شروقا إذا طلعت كأصبح وأمسى : أي : دخل في هذين الوقتين ، وقيل : داخلين نحو المشرق كأنجد وأتهم ، وقيل : معنى مشرقين مضيئين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال : شرقت الشمس إذا طلعت ، وأشرقت إذا أضاءت .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915فلما تراءى الجمعان قرأ الجمهور " تراءى " بتخفيف الهمزة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش من غير همز ، والمعنى : تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه ، وهو تفاعل من الرؤية ، وقرئ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48تراءت الفئتان nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قال أصحاب موسى إنا لمدركون أي : سيدركنا جمع فرعون ولا طاقة لنا بهم .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61إنا لمدركون اسم مفعول من أدرك ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90حتى إذا أدركه الغرق [ يونس : 90 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير بفتح الدال مشددة وكسر الراء .
قال
الفراء : هما بمعنى واحد .
قال
النحاس : ليس كذلك يقول النحويون الحذاق ، إنما يقولون مدركون بالتخفيف ملحقون ، وبالتشديد مجتهدون في لحاقهم .
قال : وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إن معنى هذه القراءة إنا لمتتابعون في الهلاك على أيديهم حتى لا يبقى منا أحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قال كلا إن معي ربي سيهدين قال
موسى هذه المقالة
[ ص: 1058 ] زجرا لهم وردعا ، والمعنى : أنهم لا يدركونكم ، وذكرهم وعد الله بالهداية والظفر ، والمعنى : إن معي ربي بالنصر والهداية سيهدين : أي : يدلني على طريق النجاة ، فلما عظم البلاء على بني إسرائيل ورأوا من الجيوش ما لا طاقة لهم به ، وأمر الله - سبحانه -
موسى أن يضرب البحر بعصاه ، وذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر لما قال
موسى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=62إن معي ربي سيهدين بين الله - سبحانه - له طريق الهداية فأمره بضرب البحر ، وبه نجا بنو إسرائيل وهلك عدوهم ، والفاء في فانفلق فصيحة : أي : فضرب فانفلق فصار اثني عشر فلقا بعدد الأسباط ، وقام الماء عن يمين الطريق وعن يساره كالجبل العظيم ، وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فكان كل فرق كالطود العظيم والفرق القطعة من البحر ، وقرئ " فلق " بلام بدل الراء ، والطود الجبل قال
امرؤ القيس :
فبينا المرء في الأحياء طود رماه الناس عن كثب فمالا
وقال
الأسود بن يعفر :
حلوا بأنقرة يسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=64وأزلفنا ثم الآخرين أي : قربناهم إلى البحر : يعني فرعون وقومه .
قال الشاعر :
وكل يوم مضى أو ليلة سلفت فيها النفوس إلى الآجال تزدلف
قال
أبو عبيدة : أزلفنا : جمعنا ، ومنه قيل : لليلة المزدلفة ليلة جمع ، و ( ثم ) ظرف مكان للبعيد وقيل : إن المعنى : وأزلفنا قربنا من النجاة ، والمراد بالآخرين
موسى وأصحابه ، والأول أولى ، وقرأ
الحسن ، وأبو حيوة " وزلفنا " ثلاثيا ، وقرأ
أبي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وعبد الله بن الحارث " وأزلقنا " بالقاف أي : أزللنا وأهلكنا من قولهم : أزلقت الفرس إذا ألقت ولدها .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915_31916وأنجينا موسى ومن معه أجمعين بمرورهم في البحر بعد أن جعله الله طرقا يمشون فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=31916_28997ثم أغرقنا الآخرين يعني
فرعون وقومه أغرقهم الله بإطباق البحر عليهم بعد أن دخلوا فيه متبعين
موسى وقومه .
والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=67إن في ذلك لآية إلى ما تقدم ذكره مما صدر بين
موسى وفرعون إلى هذه الغاية ، ففي ذلك آية عظيمة وقدرة باهرة من أدل العلامات على قدرة الله - سبحانه - وعظيم سلطانه
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=67وما كان أكثرهم مؤمنين أي : ما كان أكثر هؤلاء الذين مع فرعون مؤمنين ، فإنه لم يؤمن منهم فيما بعد إلا القليل
كحزقيل : وابنته ،
وآسية امرأة فرعون ، والعجوز التي دلت على قبر
يوسف ، وليس المراد أكثر من كان مع فرعون عند لحاقه
بموسى فإنهم هلكوا في البحر جميعا بل المراد من كان معه من الأصل ومن كان متابعا له ومنتسبا إليه ، هذا غاية ما يمكن أن يقال .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وغيره : إن " كان " زائدة ، وأن المراد الإخبار عن المشركين بعد ما سمعوا الموعظة .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=68وإن ربك لهو العزيز الرحيم أي : المنتقم من أعدائه الرحيم بأوليائه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إن هؤلاء لشرذمة قليلون قال : ستمائة ألف وسبعون ألفا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كانوا ستمائة ألف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020975كان أصحاب موسى الذين جازوا البحر اثني عشر سبطا ، فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا بسند .
قال
السيوطي : واه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم :
كان فرعون عدو الله حيث أغرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائدا مع كل قائد سبعون ألفا ، وكان موسى مع سبعين ألفا حيث عبروا البحر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال :
كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيها أحد إلا على بهيم .
وأقول : هذه الروايات المضطربة قد روي عن كثير من السلف ما يماثلها في الاضطراب والاختلاف ، ولا يصح منها شيء عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=58ومقام كريم قال : المنابر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63كالطود قال : كالجبل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=64وأزلفنا قال : قربنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن
أبي موسى عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020978إن موسى لما أراد أن يسير ببني إسرائيل أضل الطريق فقال لبني إسرائيل : ما هذا ؟ فقال له علماء بني إسرائيل : إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا أن لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا ، فقال لهم موسى : أيكم يدري أين قبره ؟ فقالوا : ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل ، فأرسل إليها موسى فقال : دلينا على قبر يوسف ؟ فقالت : لا والله حتى تعطيني حكمي ، قال : وما حكمك ؟ قالت : أن أكون معك في الجنة ، فكأنه ثقل عليه ذلك ، فقيل : له أعطها حكمها ، فأعطاها حكمها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء ، فقالت لهم : أنضبوا عنها الماء ففعلوا ، قالت : احفروا فحفروا ، فاستخرجوا قبر يوسف ، فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=53فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=55وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=56وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=57فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=58وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=60فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=62قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=64وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=65وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=66ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=67إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=68وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=52أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي أَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -
مُوسَى أَنْ يَخْرُجَ
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَيْلًا ، وَسَمَّاهُمْ عِبَادَهُ لِأَنَّهُمْ آمَنُوا
بِمُوسَى وَبِمَا جَاءَ بِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ مِثْلِ هَذَا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=52إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ الْمُتَقَدِّمِ : أَيْ : يَتْبَعُكُمْ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ لِيَرُدُّوكُمْ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ وَذَلِكَ حِينَ بَلَغَهُ مَسِيرَهُمْ ، وَالْمُرَادُ بِالْحَاشِرِينَ : الْجَامِعُونَ لِلْجَيْشِ مِنَ الْأَمْكِنَةِ الَّتِي فِيهَا أَتْبَاعُ فِرْعَوْنَ ، ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِقَوْمِهِ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمْ لَدَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ يُرِيدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَالشِّرْذِمَةُ الْجَمْعُ الْحَقِيرُ الْقَلِيلُ ، وَالْجَمْعُ شَرَاذِمُ ، قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الشِّرْذِمَةُ الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ وَالْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ ، وَثَوْبٌ شَرَاذِمُ : أَيْ : قِطَعٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
جَاءَ الشِّتَاءُ وَقَمِيصِي أَخْلَاقْ شَرَاذِمُ يَضْحَكُ مِنْهَا الْخَلَّاقْ
قَالَ
الْفَرَّاءُ : يُقَالُ : عُصْبَةٌ قَلِيلَةٌ وَقَلِيلُونَ وَكَثِيرَةٌ وَكَثِيرُونَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الشِّرْذِمَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ النَّاسِ غَيْرُ الْكَثِيرِ ، وَجَمْعُهَا الشَّرَاذِمُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : وَكَانَ الشِّرْذِمَةُ الَّذِينَ قَلَّلَهُمْ فِرْعَوْنُ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ وَلَا يُحْصَى عَدَدُ أَصْحَابِ
فِرْعَوْنَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ يُقَالُ : ، غَاظَنِي كَذَا وَأَغَاظَنِي ، وَالْغَيْظُ الْغَضَبُ ، وَمِنْهُ التَّغَيُّظُ وَالِاغْتِيَاظُ : أَيْ : غَاظُونَا بِخُرُوجِهِمْ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ مِنِّي .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ قُرِئَ " حَذِرُونَ " وَ " حَاذِرُونَ " وَ " حَذُرُونَ " بِضَمِّ الذَّالِ ، حَكَى ذَلِكَ
الْأَخْفَشُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْحَاذِرُ الَّذِي يَحْذَرُكَ الْآنَ ، وَالْحَذِرُ الْمَخْلُوقُ كَذَلِكَ لَا تَلْقَاهُ إِلَّا حَذِرًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْحَاذِرُ الْمُسْتَعِدُّ ، وَالْحَذِرُ الْمُتَيَقِّظُ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : " حَذِرُونَ " قِرَاءَةُ الْمَدَنِيِّينَ
وَأَبِي عَمْرٍو ، وَ " حَاذِرُونَ " قِرَاءَةُ
أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ :
وَأَبُو عُبَيْدَةَ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ مَعْنَى حَذِرُونَ وَحَاذِرُونَ وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ :
حَذِرٌ أُمُورًا لَا تُضِيرُ وَحَاذِرٌ مَا لَيْسَ يُنْجِيهِ مِنَ الْأَقْدَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=57فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ يَعْنِي : فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهَ أَخْرَجَهُمُ اللَّهُ مِنْ
أَرْضِ مِصْرَ وَفِيهَا الْجَنَّاتُ وَالْعُيُونُ وَالْكُنُوزُ ، وَهِيَ جَمْعُ جَنَّةٍ وَعَيْنٍ وَكَنْزٍ ، وَالْمُرَادُ بِالْكُنُوزِ الْخَزَائِنُ ، وَقِيلَ : الدَّفَائِنُ ، وَقِيلَ : الْأَنْهَارُ ، وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الْعُيُونَ الْمُرَادُ بِهَا عِنْدَ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ عُيُونُ الْمَاءِ فَيَدْخُلُ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ .
وَاخْتُلِفَ فِي الْمَقَامِ الْكَرِيمِ ، فَقِيلَ : الْمَنَازِلُ الْحِسَانُ ، وَقِيلَ : الْمَنَابِرُ ، وَقِيلَ : مَجَالِسُ الرُّؤَسَاءِ وَالْأُمَرَاءِ ، وَقِيلَ : مَرَابِطُ الْخَيْلِ ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَفِيهِمْ مَقَامَاتٌ حِسَانٌ وُجُوهُهَا وَأَنْدِيَةٌ يَنْتَابُهَا الْقَوْلُ وَالْفِعْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ : أَيْ : أَخْرَجْنَاهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ الْإِخْرَاجِ الَّذِي وَصَفْنَا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى الْوَصْفِيَّةِ أَيْ : مَقَامٌ كَرِيمٌ مِثْلُ ذَلِكَ الْمَقَامِ الَّذِي كَانَ لَهُمْ ، وَيُحْتَمَلُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيِ : الْأَمْرُ كَذَلِكَ : وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ جَعَلْنَاهَا مِلْكًا لَهُمْ ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى ( فَأَخْرَجْنَاهُمْ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=60فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَالْحَارِثُ الدِّينَارِيُّ بِوَصْلِهَا وَتَشْدِيدِ التَّاءِ أَيْ : فَلَحِقُوهُمْ حَالَ كَوْنِهِمْ مُشْرِقِينَ أَيْ : دَاخِلِينَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ ، يُقَالُ : شَرِقَتِ الشَّمْسُ شُرُوقًا إِذَا طَلَعَتْ كَأَصْبَحَ وَأَمْسَى : أَيْ : دَخَلَ فِي هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ ، وَقِيلَ : دَاخِلِينَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ كَأَنْجَدَ وَأَتْهَمَ ، وَقِيلَ : مَعْنَى مُشْرِقِينَ مُضِيئِينَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ : شَرِقَتِ الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ ، وَأَشْرَقَتْ إِذَا أَضَاءَتْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " تَرَاءَى " بِتَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ ، وَالْمَعْنَى : تَقَابَلَا بِحَيْثُ يَرَى كُلُّ فَرِيقٍ صَاحِبَهُ ، وَهُوَ تَفَاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ ، وَقُرِئَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ أَيْ : سَيُدْرِكُنَا جَمْعُ فِرْعَوْنَ وَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=61إِنَّا لَمُدْرَكُونَ اسْمُ مَفْعُولٍ مَنْ أَدْرَكَ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ [ يُونُسَ : 90 ] وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ بِفَتْحِ الدَّالِ مُشَدَّدَةٍ وَكَسْرِ الرَّاءِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : لَيْسَ كَذَلِكَ يَقُولُ النَّحْوِيُّونَ الْحُذَّاقُ ، إِنَّمَا يَقُولُونَ مُدْرَكُونَ بِالتَّخْفِيفِ مُلْحَقُونَ ، وَبِالتَّشْدِيدِ مُجْتَهِدُونَ فِي لِحَاقِهِمْ .
قَالَ : وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّ مَعْنَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ إِنَّا لَمُتَتَابِعُونَ فِي الْهَلَاكِ عَلَى أَيْدِيهِمْ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ قَالَ
مُوسَى هَذِهِ الْمَقَالَةَ
[ ص: 1058 ] زَجْرًا لَهُمْ وَرَدْعًا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ لَا يُدْرِكُونَكُمْ ، وَذَكَّرَهُمْ وَعَدَ اللَّهِ بِالْهِدَايَةِ وَالظَّفَرِ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّ مَعِيَ رَبِّي بِالنَّصْرِ وَالْهِدَايَةِ سَيَهْدِينِ : أَيْ : يَدُلُّنِي عَلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ ، فَلَمَّا عَظُمَ الْبَلَاءُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَرَأَوْا مِنَ الْجُيُوشِ مَا لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ ، وَأَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -
مُوسَى أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ ، وَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ لَمَّا قَالَ
مُوسَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=62إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ بَيَّنَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - لَهُ طَرِيقَ الْهِدَايَةِ فَأَمَرَهُ بِضَرْبِ الْبَحْرِ ، وَبِهِ نَجَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَهَلَكَ عَدُوُّهُمْ ، وَالْفَاءُ فِي فَانْفَلَقَ فَصِيحَةٌ : أَيْ : فَضَرَبَ فَانْفَلَقَ فَصَارَ اثَّنَيْ عَشَرَ فَلْقًا بِعَدَدِ الْأَسْبَاطِ ، وَقَامَ الْمَاءُ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ وَعَنْ يَسَارِهِ كَالْجَبَلِ الْعَظِيمِ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَالْفِرْقُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْبَحْرِ ، وَقُرِئَ " فِلْقٍ " بِلَامٍ بَدَلَ الرَّاءِ ، وَالطَّوْدُ الْجَبَلُ قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَبَيْنَا الْمَرْءُ فِي الْأَحْيَاءِ طَوْدٌ رَمَاهُ النَّاسُ عَنْ كَثَبٍ فَمَالَا
وَقَالَ
الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ :
حَلُّوا بِأَنْقَرَةَ يَسِيلُ عَلَيْهِمُ مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِيءُ مِنْ أَطْوَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=64وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ أَيْ : قَرَّبْنَاهُمْ إِلَى الْبَحْرِ : يَعْنِي فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى أَوْ لَيْلَةٍ سَلَفَتْ فِيهَا النُّفُوسُ إِلَى الْآجَالِ تَزْدَلِفُ
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : أَزْلَفْنَا : جَمَعْنَا ، وَمِنْهُ قِيلَ : لِلَّيْلَةِ الْمُزْدَلِفَةِ لَيْلَةُ جَمْعٍ ، وَ ( ثَمَّ ) ظَرْفُ مَكَانٍ لِلْبَعِيدِ وَقِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى : وَأَزْلَفْنَا قَرَبَّنَا مِنَ النَّجَاةِ ، وَالْمُرَادُ بِالْآخَرِينَ
مُوسَى وَأَصْحَابَهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ، وَأَبُو حَيْوَةَ " وَزَلَفْنَا " ثُلَاثِيًّا ، وَقَرَأَ
أُبَيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ " وَأَزْلَقْنَا " بِالْقَافِ أَيْ : أَزْلَلْنَا وَأَهْلَكْنَا مِنْ قَوْلِهِمْ : أَزْلَقَتِ الْفَرَسُ إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28997_31915_31916وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ بِمُرُورِهِمْ فِي الْبَحْرِ بَعْدَ أَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ طُرُقًا يَمْشُونَ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=31916_28997ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ يَعْنِي
فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ أَغْرَقَهُمُ اللَّهُ بِإِطْبَاقِ الْبَحْرِ عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ دَخَلُوا فِيهِ مُتَّبِعِينَ
مُوسَى وَقَوْمَهُ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=67إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً إِلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِمَّا صَدَرَ بَيْنَ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ ، فَفِي ذَلِكَ آيَةٌ عَظِيمَةٌ وَقُدْرَةٌ بَاهِرَةٌ مِنْ أَدَلِّ الْعَلَامَاتِ عَلَى قُدْرَةِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=67وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ أَيْ : مَا كَانَ أَكْثَرُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مَعَ فِرْعَوْنَ مُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ مِنْهُمْ فِيمَا بَعْدُ إِلَّا الْقَلِيلُ
كَحِزْقِيلَ : وَابْنَتِهِ ،
وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، وَالْعَجُوزِ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى قَبْرِ
يُوسُفَ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَكْثَرَ مَنْ كَانَ مَعَ فِرْعَوْنَ عِنْدَ لَحَاقِهِ
بِمُوسَى فَإِنَّهُمْ هَلَكُوا فِي الْبَحْرِ جَمِيعًا بَلِ الْمُرَادُ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْأَصْلِ وَمَنْ كَانَ مُتَابِعًا لَهُ وَمُنْتَسِبًا إِلَيْهِ ، هَذَا غَايَةُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَغَيْرُهُ : إِنَّ " كَانَ " زَائِدَةٌ ، وَأَنَّ الْمُرَادَ الْإِخْبَارُ عَنِ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ مَا سَمِعُوا الْمَوْعِظَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=68وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ أَيِ : الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِهِ الرَّحِيمُ بِأَوْلِيَائِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ قَالَ : سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ وَسَبْعُونَ أَلْفًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانُوا سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020975كَانَ أَصْحَابُ مُوسَى الَّذِينَ جَازُوا الْبَحْرَ اثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا ، فَكَانَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا كُلُّهُمْ وَلَدُ يَعْقُوبَ .
وَأَخْرُجُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا بِسَنَدٍ .
قَالَ
السُّيُوطِيُّ : وَاهٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
كَانَ فِرْعَوْنُ عَدُوُّ اللَّهِ حَيْثُ أَغْرَقَهُ اللَّهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي سَبْعِينَ قَائِدًا مَعَ كُلِّ قَائِدٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ، وَكَانَ مُوسَى مَعَ سَبْعِينَ أَلْفًا حَيْثُ عَبَرُوا الْبَحْرَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ :
كَانَ طَلَائِعُ فِرْعَوْنَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ فِي أَثَرِهِمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا عَلَى بَهِيمٍ .
وَأَقُولُ : هَذِهِ الرِّوَايَاتُ الْمُضْطَرِبَةُ قَدْ رُوِيَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ السَّلَفِ مَا يُمَاثِلُهَا فِي الِاضْطِرَابِ وَالِاخْتِلَافِ ، وَلَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=58وَمَقَامٍ كَرِيمٍ قَالَ : الْمَنَابِرُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63كَالطَّوْدِ قَالَ : كَالْجَبَلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=64وَأَزْلَفْنَا قَالَ : قَرَّبْنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
أَبِي مُوسَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020978إِنَّ مُوسَى لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَضَلَّ الطَّرِيقَ فَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ : إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا أَنْ لَا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ تَابُوتَهُ مَعَنَا ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى : أَيُّكُمْ يَدْرِي أَيْنَ قَبْرُهُ ؟ فَقَالُوا : مَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَكَانَ قَبْرِهِ إِلَّا عَجُوزٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مُوسَى فَقَالَ : دُلِّينَا عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ ؟ فَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي ، قَالَ : وَمَا حُكْمُكِ ؟ قَالَتْ : أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَكَأَنَّهُ ثَقُلَ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، فَقِيلَ : لَهُ أَعْطِهَا حُكْمَهَا ، فَأَعْطَاهَا حُكْمَهَا ، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ مُسْتَنْقَعَةٍ مَاءً ، فَقَالَتْ لَهُمْ : أَنْضِبُوا عَنْهَا الْمَاءَ فَفَعَلُوا ، قَالَتْ : احْفُرُوا فَحَفَرُوا ، فَاسْتَخْرَجُوا قَبْرَ يُوسُفَ ، فَلَمَّا احْتَمَلُوهُ إِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ .