أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق [ أي سورة الشورى ] بمكة . وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله ، وكذا قال
الحسن وعكرمة وعطاء وجابر .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة أنها مكية إلا أربع آيات منها أنزلت
بالمدينة nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى [ الشورى : 23 26 ] إلى آخرها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17211ونعيم بن حماد والخطيب عن
أرطاة بن المنذر قال : جاء رجل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعنده
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان فقال : أخبرني عن تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق ، فأعرض عنه ، ثم كرر مقالته فأعرض عنه وكرر مقالته ، ثم كررها الثالثة فلم يجبه ، فقال له
حذيفة : أنا أنبئك بها لم كرهها ؟ نزلت في رجل من أهل بيته يقال له
عبد إله أو
عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق ، يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا ، يجتمع فيهما كل جبار عنيد ، فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدتهم بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها ، وتصبح صاحبتها متعجبة كيف افتلتت ، فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ، ثم يخسف الله بها وبهم جميعا ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق يعني : عزيمة من الله وفتنة وقضاء جمع يعني : عدلا منه ، سين : يعني سيكون ، ق لهاتين المدينتين .
أقول : هذا الحديث لا يصح ولا يثبت وما أظنه إلا من الموضوعات المكذوبات ، والحامل لواضعه عليه ما يقع لكثير من الناس من عداوة الدول والحط من شأنهم والإزراء عليهم .
وأخرج
أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر قال
السيوطي بسند ضعيف : قلت : بل بسند موضوع ومتن مكذوب عن
أبي معاوية قال : صعد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب المنبر فقال : أيها الناس هل سمع منكم أحد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يفسر
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق فوثب
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقال : إن حم اسم من أسماء الله ، قال : فعين قال : عاين المذكور عذاب يوم
بدر ، قال : فسين ، قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون [ الشعراء : 227 ] قال : فقاف فسكت ، فقام
أبو ذر ففسر كما قال
ابن العباس وقال : قاف قارعة من السماء تصيب الناس .
قال
ابن كثير في الحديث الأول : إنه غريب عجيب منكر ، وفي الحديث الثاني : إنه أغرب من الحديث الأول . وعندي أنهما موضوعان مكذوبان .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29013_28857_29687كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=4له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق قد تقدم الكلام في أمثال هذه الفواتح ، وسئل
الحسن بن الفضل لم قطع
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق ولم يقطع
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص فقال : لأنها سور أولها حم فجرت مجرى نظائرها ، فكأن حم مبتدأ وعسق خبره ، ولأنهما عدا آيتين . وأخواتهما مثل : كهيعص والمر والمص آية واحدة .
وقيل : لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص وأخواتها أنها حروف التهجي لا غير ، واختلفوا في حم فقيل : معناها حم أي : قضى كما تقدم .
وقيل : إن ح حلمه وم مجده ، وع علمه ، وس سناه ، وق قدرته ، أقسم الله بها .
وقيل غير ذلك مما هو متكلف متعسف لم يدل عليه دليل ولا جاءت به حجة ولا شبهة حجة ، وقد ذكرنا قبل هذا ما روي في ذلك مما لا أصل له ، والحق ما قدمناه لك في فاتحة سورة البقرة .
وقيل : هما اسمان للسورة ، وقيل : اسم واحد
[ ص: 1322 ] لها ، فعلى الأول يكونان خبرين لمبتدأ محذوف ، وعلى الثاني يكون خبرا لذلك المبتدأ المحذوف .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس " حم سق " .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم هذا كلام مستأنف غير متعلق بما قبله أي : مثل ذلك الإيحاء الذي أوحي إلى سائر الأنبياء من كتب الله المنزلة عليهم المشتملة على الدعوة إلى التوحيد والبعث يوحى إليك يا
محمد في هذه السورة .
وقيل : إن حم عسق أوحيت إلى من قبله من الأنبياء ، فتكون الإشارة بقوله كذلك إليها .
قرأ الجمهور " يوحي " بكسر الحاء مبنيا للفاعل وهو الله . وقرأ
مجاهد وابن كثير وابن محيصن بفتحها مبنيا للمفعول ، والقائم مقام الفاعل ضمير مستتر يعود على كذلك ، والتقدير : مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك ، أو القائم مقام الفاعل إليك ، أو الجملة المذكورة أي : يوحى إليك هذا اللفظ أو القرآن أو مصدر يوحي ، وارتفاع الاسم الشريف على أنه فاعل لفعل محذوف كأنه قيل : من يوحي ؟ فقيل : الله العزيز الحكيم .
وأما قراءة الجمهور فهي واضحة اللفظ والمعنى ، وقد تقدم مثل هذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36يسبح له فيها بالغدو والآصال nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37رجال [ النور : 37 ، 36 ] وقرأ
أبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأبان " نوحي " بالنون فيكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3الله العزيز الحكيم في محل نصب ، والمعنى : نوحي إليك هذا اللفظ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=4له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم ذكر - سبحانه - لنفسه هذا الوصف وهو ملك جميع ما في السماوات والأرض لدلالته على كمال قدرته ونفوذ تصرفه في جميع مخلوقاته .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن قرأ الجمهور تكاد بالفوقية ، وكذلك تتفطرن قرءوه بالفوقية مع تشديد الطاء . وقرأ
نافع nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وابن وثاب تكاد السماوات يتفطرن بالتحتية فيهما ، وقرأ
أبو عمرو والمفضل ،
وأبو بكر وأبو عبيد يتفطرن بالتحتية والنون من الانفطار كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إذا السماء انفطرت والتفطر : التشقق .
قال
الضحاك والسدي : يتفطرن يتشققن من عظمة الله وجلاله من فوقهن .
وقيل : المعنى : تكاد كل واحدة منها تتفطر فوق التي تليها من قول المشركين اتخذ الله ولدا ، وقيل : من فوقهن : من فوق الأرضين ، والأول أولى .
ومن في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5من فوقهن لابتداء الغاية أي : يبتدئ التفطر من جهة الفوق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13676الأخفش الصغير : إن الضمير يعود إلى جماعات الكفار أي : من فوق جماعات الكفار وهو بعيد جدا ، ووجه تخصيص جهة الفوق أنها أقرب إلى الآيات العظيمة والمصنوعات الباهرة ، أو على طريق المبالغة كأن كلمة الكفار مع كونها جاءت من جهة التحت أثرت في جهة الفوق ، فتأثيرها في جهة التحت بالأولى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5والملائكة يسبحون بحمد ربهم أي : ينزهونه عما لا يليق به ولا يجوز عليه متلبسين بحمده .
وقيل : إن التسبيح موضوع موضع التعجب أي : يتعجبون من جراءة المشركين على الله .
وقيل : معنى بحمد ربهم بأمر ربهم قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5ويستغفرون لمن في الأرض من عباد الله المؤمنين .
كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7ويستغفرون للذين آمنوا [ غافر : 7 ] وقيل : الاستغفار منهم بمعنى السعي فيما يستدعي المغفرة لهم وتأخير عقوبتهم طمعا في إيمان الكافر وتوبة الفاسق ، فتكون الآية عامة كما هو ظاهر اللفظ غير خاصة بالمؤمنين وإن كانوا داخلين فيها دخولا أوليا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5ألا إن الله هو الغفور الرحيم أي : كثير المغفرة والرحمة لأهل طاعته وأوليائه أو لجميع عباده فإن
nindex.php?page=treesubj&link=29693_19961_29694تأخير عقوبة الكفار والعصاة نوع من أنواع مغفرته ورحمته .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6والذين اتخذوا من دونه أولياء أي : أصناما يعبدونها
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6الله حفيظ عليهم أي : يحفظ أعمالهم ليجازيهم بها
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6وما أنت عليهم بوكيل أي : لم يوكلك بهم حتى تؤاخذ بذنوبهم ، ولا وكل إليك هدايتهم ، وإنما عليك البلاغ قيل : وهذه الآية منسوخة بآية السيف .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا أي : مثل ذلك الإيحاء أوحينا إليك ، وقرآنا مفعول أوحينا ، والمعنى : أنزلنا عليك قرآنا عربيا بلسان قومك كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7لتنذر أم القرى وهي
مكة ، والمراد أهلها ومن حولها من الناس والمفعول الثاني محذوف أي : لتنذرهم العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وتنذر يوم الجمع أي : ولتنذر بيوم الجمع : وهو يوم القيامة لأنه مجمع الخلائق .
وقيل : المراد : جمع الأرواح بالأجساد ، وقيل : جمع الظالم والمظلوم ، وقيل : جمع العامل والعمل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7لا ريب فيه أي : لا شك فيه ، والجملة معترضة مقررة لما قبلها أو صفة ليوم الجمع أو حال منه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فريق في الجنة وفريق في السعير قرأ الجمهور برفع فريق في الموضعين ، إما على أنه مبتدأ وخبره الجار والمجرور ، وساغ الابتداء بالنكرة لأن المقام مقام تفصيل ، أو على أن الخبر مقدر قبله أي : منهم فريق في الجنة ومنهم فريق في السعير ، أو أنه خبر مبتدأ محذوف وهو ضمير عائد إلى المجموعين المدلول عليهم بذكر الجمع أي : هم فريق في الجنة وفريق في السعير .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي " فريقا " بالنصب في الموضعين على الحال من جملة محذوفة أي : افترقوا حال كونهم كذلك ، وأجاز
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي النصب على تقدير : لتنذر فريقا .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة قال
الضحاك : أهل دين واحد ، إما على هدى وإما على ضلالة ، ولكنهم افترقوا على أديان مختلفة بالمشيئة الأزلية ، وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8ولكن يدخل من يشاء في رحمته في الدين الحق : وهو الإسلام
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير أي : المشركون ما لهم من ولي يدفع عنهم العذاب ، ولا نصير ينصرهم في ذلك المقام ، ومثل هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=35ولو شاء الله لجمعهم على الهدى [ الأنعام : 35 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها [ السجدة : 13 ] وهاهنا مخاصمات بين المتمذهبين المحامين على ما درج عليه أسلافهم فدبوا عليه من بعدهم وليس بنا إلى ذكر شيء من ذلك فائدة كما هو عادتنا في تفسيرنا هذا ، فهو تفسير سلفي يمشي مع الحق ويدور مع مدلولات النظم الشريف ، وإنما يعرف ذلك من رسخ قدمه ،
[ ص: 1323 ] وتبرأ من التعصب قلبه ولحمه ودمه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9أم اتخذوا من دونه أولياء مستأنفة مقررة لما قبلها من انتفاء كون للظالمين وليا ونصيرا ، و أم هذه هي المنقطعة المقدرة ببل المفيدة للانتقال وبالهمزة المفيدة للإنكار أي : بل أأتخذ الكافرون من دون الله أولياء من الأصنام يعبدونها ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9فالله هو الولي أي : هو الحقيق بأن يتخذوه وليا ، فإنه الخالق الرازق الضار النافع ، وقيل : الفاء جواب شرط محذوف أي : إن أرادوا أن يتخذوا وليا في الحقيقة فالله هو الولي وهو أي ومن شأنه أنه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير أي : يقدر على كل مقدور ، فهو الحقيق بتخصيصه بالألوهية وإفراده بالعبادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله هذا عام في كل
nindex.php?page=treesubj&link=28328_28367ما اختلف فيه العباد من أمر الدين .
فإن حكمه ومرجعه إلى الله يحكم فيه يوم القيامة بحكمه ويفصل خصومة المختصمين فيه ، وعند ذلك يظهر المحق من المبطل ، ويتميز فريق الجنة وفريق النار .
قال
الكلبي : وما اختلفتم فيه من شيء أي : من أمر الدين فحكمه إلى الله يقضي فيه .
وقال
مقاتل : إن أهل
مكة كفر بعضهم بالقرآن وآمن به بعضهم فنزلت ، والاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
ويمكن أن يقال : معنى حكمه إلى الله : أنه مردود إلى كتابه ، فإنه قد اشتمل على الحكم بين عباده فيما يختلفون فيه فتكون الآية عامة في كل اختلاف يتعلق بأمر الدين أنه يرد إلى كتاب الله ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [ النساء : 59 ] وقد حكم - سبحانه - بأن الدين هو الإسلام ، وأن القرآن حق ، وأن المؤمنين في الجنة والكافرين في النار ، ولكن لما كان الكفار لا يذعنون لكون ذلك حقا إلا في الدار الآخرة وعدهم الله بذلك يوم القيامة ذلكم الحاكم بهذا الحكم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10الله ربي عليه توكلت اعتمدت عليه في جميع أموري ، لا على غيره وفوضته في كل شئوني
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10وإليه أنيب أي : أرجع في كل شيء يعرض لي لا إلى غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فاطر السماوات والأرض قرأ الجمهور بالرفع على أنه خبر آخر ل ذلكم ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ وخبره ما بعده ، أو نعت لربي لأن الإضافة محضة ، ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10عليه توكلت وإليه أنيب معترضا بين الصفة والموصوف .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي " فاطر " بالجر على أنه نعت للاسم الشريف في قوله " إلى الله " وما بينهما اعتراض أو بدل من الهاء في عليه أو إليه ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي النصب على النداء وأجاز غيره على المدح ، والفاطر : الخالق المبدع ، وقد تقدم تحقيقه .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11جعل لكم من أنفسكم أزواجا أي : خلق لكم من جنسكم نساء ، أو المراد حواء لكونها خلقت من ضلع
آدم .
وقال
مجاهد : نسلا بعد نسل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ومن الأنعام أزواجا أي : وخلق للأنعام من جنسها إناثا ، أو خلق لكم من الأنعام أصنافا من الذكور والإناث ، وهي الثمانية التي ذكرها في الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يذرؤكم فيه أي : يبثكم فيه ، من الذرء : وهو البث ، أو يخلقكم وينشئكم ، والضمير في يذرؤكم للمخاطبين والأنعام إلا أنه غلب فيه العقلاء ، وضمير فيه راجع إلى الجعل المدلول عليه بالفعل ، وقيل : راجع إلى ما ذكر من التدبير .
وقال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج وابن كيسان : معنى يذرؤكم فيه : يكثركم به أي : يكثركم بجعلكم أزواجا لأن ذلك سبب النسل .
وقال
ابن قتيبة : يذرؤكم فيه : أي : في الزوج ، وقيل : في البطن ، وقيل : في الرحم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء المراد بذكر المثل هنا المبالغة في النفي بطريق الكناية ، فإنه إذا نفي عمن يناسبه كان نفيه عنه أولى : كقولهم : مثلك لا يبخل ، وغيرك لا يجود ، وقيل : إن الكاف زائدة للتوكيد أي : ليس مثله شيء ، وقيل : إن مثل زائدة قاله
ثعلب وغيره كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به [ البقرة : 137 ] أي : بما آمنتم به ، ومنه قول
أوس بن حجر :
وقتلى كمثل جذوع النخي ل يغشاهم مطر منهمر
أي : كجذوع ، والأول أولى ، فإن الكناية باب مسلوك للعرب ومهيع مألوف لهم ، ومنه قول الشاعر :
ليس كمثل الفتى زهير خلق يوازيه في الفضائل
وقال آخر :
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وإن بات من ليلى على اليأس طاويا
وقال آخر :
سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم فما كمثلهم في الناس من أحد
قال
ابن قتيبة : العرب تقيم المثل مقام النفس ، فتقول : مثلي لا يقال له هذا ، أي : أنا لا يقال لي .
وقال
أبو البقاء مرجحا لزيادة الكاف : إنها لو لم تكن زائدة لأفضى ذلك إلى المحال ، إذ يكون المعنى : أن له مثلا وليس لمثله مثل ، وفي ذلك تناقض ؛ لأنه إذا كان له مثل فلمثله مثل ، وهو : هو مع أن
nindex.php?page=treesubj&link=28717_33677إثبات المثل لله - سبحانه - محال ، وهذا تقرير حسن ، ولكنه يندفع ما أورده بما ذكرنا من كون الكلام خارجا مخرج الكناية ، ومن فهم هذه الآية الكريمة حق فهمها وتدبرها حق تدبرها مشى بها عند اختلاف المختلفين في الصفات على طريقة بيضاء واضحة ، ويزداد بصيرة إذا تأمل معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11وهو السميع البصير فإن هذا الإثبات بعد ذلك النفي للمماثل قد اشتمل على برد اليقين وشفاء الصدور وانثلاج القلوب فاقدر يا طالب الحق قدر هذه الحجة النيرة والبرهان القوي ، فإنك تحطم بها كثيرا من البدع وتهشم بها رءوسا من الضلالة ، وترغم بها آناف طوائف من المتكلفين ، ولا سيما إذا ضممت إليه قول الله - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110ولا يحيطون به علما [ طه : 110 ] فإنك حينئذ قد أخذت بطرفي حبل ما يسمونه علم الكلام وعلم أصول الدين :
ودع عنك نهبا صيح في حجراته ولكن حديثا ما حديث الرواحل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12له مقاليد السماوات والأرض أي : خزائنهما أو مفاتيحهما ، وقد تقدم تحقيقه في سورة الزمر ، وهي جمع إقليد ، وهو المفتاح جمع على خلاف القياس . قال
النحاس : والذي يملك المفاتيح يملك الخزائن .
ثم لما ذكر - سبحانه - أن بيده مقاليد السماوات ذكر بعده البسط والقبض فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي : يوسعه لمن
[ ص: 1324 ] يشاء من خلقه ويضيقه على من يشاء
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12إنه بكل شيء من الأشياء عليم فلا تخفى عليه خافية ، وإحاطة علمه بكل شيء يندرج تحتها علمه بطاعة المطيع ومعصية العاصي ، فهو يجازي كلا بما يستحقه من خير وشر .
وقد أخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021355خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي يده كتابان ، فقال : أتدرون ما هذان الكتابان ؟ قلنا لا ، إلا أن تخبرنا يا رسول الله ، قال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ، ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا ، فقال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال : سددوا وقاربوا ، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل له قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيديه فنبذهما ، ثم قال : فرغ ربكم من العباد nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فريق في الجنة وفريق في السعير .
قال
الترمذي بعد إخراجه : حديث حسن صحيح غريب .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير طرفا منه عن
ابن عمرو موقوفا عليه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : وهذا الموقوف أشبه بالصواب .
قلت : بل المرفوع أشبه بالصواب ، فقد رفعه الثقة ، ورفعه زيادة ثابتة من وجه صحيح . ويقوي الرفع ما أخرجه
ابن مردويه عن
البراء قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021356خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في يده كتاب ينظر فيه قالوا : انظروا إليه كيف وهو أمي لا يقرأ ، قال : فعلمها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء قبائلهم لا يزاد منهم ولا ينقص منهم ، وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فريق في الجنة وفريق في السعير ، فرغ ربكم من أعمال العباد .
أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق [ أَيْ سُورَةُ الشُّورَى ] بِمَكَّةَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ ، وَكَذَا قَالَ
الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ وَعَطَاءٌ وَجَابِرٌ .
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةَ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ إِلَّا أَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْهَا أُنْزِلَتْ
بِالْمَدِينَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [ الشُّورَى : 23 26 ] إِلَى آخِرِهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17211وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَالْخَطِيبُ عَنْ
أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِنْدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ كَرَّرَ مَقَالَتَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَكَرَّرَ مَقَالَتَهُ ، ثُمَّ كَرَّرَهَا الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُجِبْهُ ، فَقَالَ لَهُ
حُذَيْفَةُ : أَنَا أُنْبِئُكَ بِهَا لِمَ كَرِهَهَا ؟ نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ
عَبْدُ إِلَهٍ أَوْ
عَبْدُ اللَّهِ يَنْزِلُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ ، يَبْنِي عَلَيْهِ مَدِينَتَيْنِ يُشَقُّ النَّهْرُ بَيْنَهُمَا شَقًّا ، يَجْتَمِعُ فِيهِمَا كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، فَإِذَا أَذِنَ اللَّهُ فِي زَوَالِ مُلْكِهِمْ وَانْقِطَاعِ دَوْلَتِهِمْ وَمُدَّتِهِمْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَى إِحْدَاهُمَا نَارًا لَيْلًا فَتُصْبِحُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً قَدِ احْتَرَقَتْ كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَكَانَهَا ، وَتُصْبِحُ صَاحِبَتُهَا مُتَعَجِّبَةً كَيْفَ افْتَلَتَتْ ، فَمَا هُوَ إِلَّا بَيَاضُ يَوْمِهَا ذَلِكَ حَتَّى يَجْتَمِعَ فِيهَا كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا وَبِهِمْ جَمِيعًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق يَعْنِي : عَزِيمَةً مِنَ اللَّهِ وَفِتْنَةً وَقَضَاءَ جَمْعٍ يَعْنِي : عَدْلًا مِنْهُ ، سِينٌ : يَعْنِي سَيَكُونُ ، ق لِهَاتَيْنِ الْمَدِينَتَيْنِ .
أَقُولُ : هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَصِحُّ وَلَا يَثْبُتُ وَمَا أَظُنُّهُ إِلَّا مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ الْمَكْذُوبَاتِ ، وَالْحَامِلُ لِوَاضِعِهِ عَلَيْهِ مَا يَقَعُ لِكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ مِنْ عَدَاوَةِ الدُّوَلِ وَالْحَطِّ مِنْ شَأْنِهِمْ وَالْإِزْرَاءِ عَلَيْهِمْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ : قُلْتُ : بَلْ بِسَنَدٍ مَوْضُوعٍ وَمَتْنٍ مَكْذُوبٍ عَنْ
أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ : صَعِدَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمِنْبَرَ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ سَمِعَ مِنْكُمْ أَحَدٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُفَسِّرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق فَوَثَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ : إِنَّ حم اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، قَالَ : فَعَيْنٌ قَالَ : عَايَنَ الْمَذْكُورُ عَذَابَ يَوْمِ
بَدْرٍ ، قَالَ : فَسِينٌ ، قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [ الشُّعَرَاءِ : 227 ] قَالَ : فَقَافٌ فَسَكَتَ ، فَقَامَ
أَبُو ذَرٍّ فَفَسَّرَ كَمَا قَالَ
ابْنُ الْعَبَّاسِ وَقَالَ : قَافٌ قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تُصِيبُ النَّاسَ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ : إِنَّهُ غَرِيبٌ عَجِيبٌ مُنْكَرٌ ، وَفِي الْحَدِيثِ الثَّانِي : إِنَّهُ أَغْرَبُ مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ . وَعِنْدِي أَنَّهُمَا مَوْضُوعَانِ مَكْذُوبَانِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29013_28857_29687كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=4لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي أَمْثَالِ هَذِهِ الْفَوَاتِحِ ، وَسُئِلَ
الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ لِمَ قَطَعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق وَلَمْ يَقْطَعْ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص فَقَالَ : لِأَنَّهَا سُوَرٌ أَوَّلُهَا حم فَجَرَتْ مَجْرَى نَظَائِرِهَا ، فَكَأَنَّ حم مُبْتَدَأٌ وَعسق خَبَرُهُ ، وَلِأَنَّهُمَا عَدَا آيَتَيْنِ . وَأَخَوَاتُهُمَا مِثْلُ : كهيعص وَالمر وَالمص آيَةٌ وَاحِدَةٌ .
وَقِيلَ : لِأَنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي كهيعص وَأَخَوَاتِهَا أَنَّهَا حُرُوفُ التَّهَجِّي لَا غَيْرَ ، وَاخْتَلَفُوا فِي حم فَقِيلَ : مَعْنَاهَا حُمَّ أَيْ : قَضَى كَمَا تَقَدَّمَ .
وَقِيلَ : إِنَّ ح حِلْمُهُ وَم مَجْدُهُ ، وَع عِلْمُهُ ، وَس سَنَاهُ ، وَق قُدْرَتُهُ ، أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا .
وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مُتَكَلَّفٌ مُتَعَسَّفٌ لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ وَلَا جَاءَتْ بِهِ حُجَّةٌ وَلَا شُبْهَةُ حُجَّةٍ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا قَبْلَ هَذَا مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ مِمَّا لَا أَصْلَ لَهُ ، وَالْحَقُّ مَا قَدَّمْنَاهُ لَكَ فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَقِيلَ : هُمَا اسْمَانِ لِلسُّورَةِ ، وَقِيلَ : اسْمٌ وَاحِدٌ
[ ص: 1322 ] لَهَا ، فَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونَانِ خَبَرَيْنِ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَعَلَى الثَّانِي يَكُونُ خَبَرًا لِذَلِكَ الْمُبْتَدَأِ الْمَحْذُوفِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ " حم سق " .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هَذَا كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ غَيْرُ مُتَعَلِّقٍ بِمَا قَبْلَهُ أَيْ : مِثْلُ ذَلِكَ الْإِيحَاءِ الَّذِي أُوحِيَ إِلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَيْهِمُ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى التَّوْحِيدِ وَالْبَعْثِ يُوحَى إِلَيْكَ يَا
مُحَمَّدُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ .
وَقِيلَ : إِنَّ حم عسق أُوحِيَتْ إِلَى مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَتَكُونُ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ كَذَلِكَ إِلَيْهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يُوحِي " بِكَسْرِ الْحَاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَهُوَ اللَّهُ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِفَتْحِهَا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَالْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ يَعُودُ عَلَى كَذَلِكَ ، وَالتَّقْدِيرُ : مِثْلُ ذَلِكَ الْإِيحَاءِ يُوحِي هُوَ إِلَيْكَ ، أَوِ الْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ إِلَيْكَ ، أَوِ الْجُمْلَةُ الْمَذْكُورَةُ أَيْ : يُوحَى إِلَيْكَ هَذَا اللَّفْظُ أَوِ الْقُرْآنُ أَوْ مَصْدَرُ يُوحِي ، وَارْتِفَاعُ الِاسْمِ الشَّرِيفِ عَلَى أَنَّهُ فَاعِلٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَنْ يُوحِي ؟ فَقِيلَ : اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
وَأَمَّا قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ فَهِيَ وَاضِحَةُ اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ هَذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37رِجَالٌ [ النُّورِ : 37 ، 36 ] وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَأَبَانُ " نُوحِي " بِالنُّونِ فَيَكُونُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ ، وَالْمَعْنَى : نُوحِي إِلَيْكَ هَذَا اللَّفْظَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=4لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - لِنَفْسِهِ هَذَا الْوَصْفَ وَهُوَ مَلِكُ جَمِيعِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَنُفُوذِ تَصَرُّفِهِ فِي جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ قَرَأَ الْجُمْهُورُ تَكَادُ بِالْفَوْقِيَّةِ ، وَكَذَلِكَ تَتَفَطَّرْنَ قَرَءُوهُ بِالْفَوْقِيَّةِ مَعَ تَشْدِيدِ الطَّاءِ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ بِالتَّحْتِيَّةِ فِيهِمَا ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَالْمُفَضَّلُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عُبَيْدٍ يَتَفَطَّرْنَ بِالتَّحْتِيَّةِ وَالنُّونِ مِنَ الِانْفِطَارِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَالتَّفَطُّرُ : التَّشَقُّقُ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ : يَتَفَطَّرْنَ يَتَشَقَّقْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَلَالِهِ مِنْ فَوْقِهِنَّ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : تَكَادُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا تَتَفَطَّرُ فَوْقَ الَّتِي تَلِيهَا مِنْ قَوْلِ الْمُشْرِكِينَ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ، وَقِيلَ : مِنْ فَوْقِهِنَّ : مِنْ فَوْقِ الْأَرَضِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَمِنْ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5مِنْ فَوْقِهِنَّ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ أَيْ : يَبْتَدِئُ التَّفَطُّرُ مِنْ جِهَةِ الْفَوْقِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13676الْأَخْفَشُ الصَّغِيرُ : إِنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ إِلَى جَمَاعَاتِ الْكُفَّارِ أَيْ : مِنْ فَوْقِ جَمَاعَاتِ الْكُفَّارِ وَهُوَ بَعِيدٌ جِدًّا ، وَوَجْهُ تَخْصِيصِ جِهَةِ الْفَوْقِ أَنَّهَا أَقْرَبُ إِلَى الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ وَالْمَصْنُوعَاتِ الْبَاهِرَةِ ، أَوْ عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ كَأَنَّ كَلِمَةَ الْكُفَّارِ مَعَ كَوْنِهَا جَاءَتْ مِنْ جِهَةِ التَّحْتِ أَثَّرَتْ فِي جِهَةِ الْفَوْقِ ، فَتَأْثِيرُهَا فِي جِهَةِ التَّحْتِ بِالْأَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ أَيْ : يُنَزِّهُونَهُ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مُتَلَبِّسِينَ بِحَمْدِهِ .
وَقِيلَ : إِنَّ التَّسْبِيحَ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ التَّعَجُّبِ أَيْ : يَتَعَجَّبُونَ مِنْ جَرَاءَةِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى اللَّهِ .
وَقِيلَ : مَعْنَى بِحَمْدِ رَبِّهِمْ بِأَمْرِ رَبِّهِمْ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ .
كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [ غَافِرٍ : 7 ] وَقِيلَ : الِاسْتِغْفَارُ مِنْهُمْ بِمَعْنَى السَّعْيِ فِيمَا يَسْتَدْعِي الْمَغْفِرَةَ لَهُمْ وَتَأْخِيرَ عُقُوبَتِهِمْ طَمَعًا فِي إِيمَانِ الْكَافِرِ وَتَوْبَةِ الْفَاسِقِ ، فَتَكُونُ الْآيَةُ عَامَّةً كَمَا هُوَ ظَاهِرُ اللَّفْظِ غَيْرَ خَاصَّةٍ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ كَانُوا دَاخِلِينَ فِيهَا دُخُولًا أَوَّلِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=5أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أَيْ : كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ وَأَوْلِيَائِهِ أَوْ لِجَمِيعِ عِبَادِهِ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29693_19961_29694تَأْخِيرَ عُقُوبَةِ الْكُفَّارِ وَالْعُصَاةِ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ أَيْ : أَصْنَامًا يَعْبُدُونَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ أَيْ : يَحْفَظُ أَعْمَالَهُمْ لِيُجَازِيَهُمْ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=6وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ أَيْ : لَمْ يُوَكِّلْكَ بِهِمْ حَتَّى تُؤَاخَذَ بِذُنُوبِهِمْ ، وَلَا وُكِّلَ إِلَيْكَ هِدَايَتُهُمْ ، وَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ قِيلَ : وَهَذِهِ الْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا أَيْ : مِثْلُ ذَلِكَ الْإِيحَاءِ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ، وَقُرْآنًا مَفْعُولُ أَوْحَيْنَا ، وَالْمَعْنَى : أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا بِلِسَانِ قَوْمِكَ كَمَا أَرْسَلْنَا كُلَّ رَسُولٍ بِلِسَانِ قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَهِيَ
مَكَّةُ ، وَالْمُرَادُ أَهْلُهَا وَمَنْ حَوْلَهَا مِنَ النَّاسِ وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ أَيْ : لِتُنْذِرَهُمُ الْعَذَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ أَيْ : وَلِتُنْذِرَ بِيَوْمِ الْجَمْعِ : وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لِأَنَّهُ مَجْمَعُ الْخَلَائِقِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ : جَمْعُ الْأَرْوَاحِ بِالْأَجْسَادِ ، وَقِيلَ : جَمْعُ الظَّالِمِ وَالْمَظْلُومِ ، وَقِيلَ : جَمْعُ الْعَامِلِ وَالْعَمَلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7لَا رَيْبَ فِيهِ أَيْ : لَا شَكَّ فِيهِ ، وَالْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا أَوْ صِفَةٌ لِيَوْمِ الْجَمْعِ أَوْ حَالٌ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِرَفْعِ فَرِيقٌ فِي الْمَوْضِعَيْنِ ، إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ ، وَسَاغَ الِابْتِدَاءُ بِالنَّكِرَةِ لِأَنَّ الْمَقَامَ مَقَامُ تَفْصِيلٍ ، أَوْ عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ مُقَدَّرٌ قَبْلَهُ أَيْ : مِنْهُمْ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَمِنْهُمْ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ، أَوْ أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَهُوَ ضَمِيرٌ عَائِدٌ إِلَى الْمَجْمُوعَيْنِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِمْ بِذِكْرِ الْجَمْعِ أَيْ : هُمْ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ " فَرِيقًا " بِالنَّصْبِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ عَلَى الْحَالِ مِنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ أَيِ : افْتَرَقُوا حَالَ كَوْنِهِمْ كَذَلِكَ ، وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ النَّصْبَ عَلَى تَقْدِيرِ : لِتُنْذِرَ فَرِيقًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً قَالَ
الضَّحَّاكُ : أَهْلَ دِينٍ وَاحِدٍ ، إِمَّا عَلَى هُدًى وَإِمَّا عَلَى ضَلَالَةٍ ، وَلَكِنَّهُمُ افْتَرَقُوا عَلَى أَدْيَانٍ مُخْتَلِفَةٍ بِالْمَشِيئَةِ الْأَزَلِيَّةِ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ فِي الدِّينِ الْحَقِّ : وَهُوَ الْإِسْلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=8وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ أَيِ : الْمُشْرِكُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ يَدْفَعُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ ، وَلَا نَصِيرٍ يَنْصُرُهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=35وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى [ الْأَنْعَامِ : 35 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا [ السَّجْدَةِ : 13 ] وَهَاهُنَا مُخَاصَمَاتٌ بَيْنَ الْمُتَمَذْهِبِينَ الْمُحَامِينَ عَلَى مَا دَرَجَ عَلَيْهِ أَسْلَافُهُمْ فَدَبُّوا عَلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِمْ وَلَيْسَ بِنَا إِلَى ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَائِدَةٌ كَمَا هُوَ عَادَتُنَا فِي تَفْسِيرِنَا هَذَا ، فَهُوَ تَفْسِيرٌ سَلَفِيٌّ يَمْشِي مَعَ الْحَقِّ وَيَدُورُ مَعَ مَدْلُولَاتِ النَّظْمِ الشَّرِيفِ ، وَإِنَّمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ رَسَخَ قَدَمُهُ ،
[ ص: 1323 ] وَتَبَرَّأَ مِنَ التَّعَصُّبِ قَلْبُهُ وَلَحْمُهُ وَدَمُهُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنِ انْتِفَاءِ كَوْنِ لِلظَّالِمِينَ وَلِيًّا وَنَصِيرًا ، وَ أَمْ هَذِهِ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الْمُقَدَّرَةُ بِبَلِ الْمُفِيدَةِ لِلِانْتِقَالِ وَبِالْهَمْزَةِ الْمُفِيدَةِ لِلْإِنْكَارِ أَيْ : بَلْ أَأَتَّخَذَ الْكَافِرُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ مِنَ الْأَصْنَامِ يَعْبُدُونَهَا ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ أَيْ : هُوَ الْحَقِيقُ بِأَنْ يَتَّخِذُوهُ وَلِيًّا ، فَإِنَّهُ الْخَالِقُ الرَّازِقُ الضَّارُّ النَّافِعُ ، وَقِيلَ : الْفَاءُ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : إِنْ أَرَادُوا أَنْ يَتَّخِذُوا وَلِيًّا فِي الْحَقِيقَةِ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ أَيْ وَمِنْ شَأْنِهِ أَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَيْ : يَقْدِرُ عَلَى كُلِّ مَقْدُورٍ ، فَهُوَ الْحَقِيقُ بِتَخْصِيصِهِ بِالْأُلُوهِيَّةِ وَإِفْرَادِهِ بِالْعِبَادَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ هَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ
nindex.php?page=treesubj&link=28328_28367مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْعِبَادُ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ .
فَإِنَّ حُكْمَهُ وَمَرْجِعَهُ إِلَى اللَّهِ يَحْكُمُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحُكْمِهِ وَيَفْصِلُ خُصُومَةَ الْمُخْتَصِمِينَ فِيهِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَظْهَرُ الْمُحِقُّ مِنَ الْمُبْطِلِ ، وَيَتَمَيَّزُ فَرِيقُ الْجَنَّةِ وَفَرِيقُ النَّارِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ أَيْ : مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ يَقْضِي فِيهِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : إِنَّ أَهْلَ
مَكَّةَ كَفَرَ بَعْضُهُمْ بِالْقُرْآنِ وَآمَنَ بِهِ بَعْضُهُمْ فَنَزَلَتْ ، وَالِاعْتِبَارُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ .
وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : مَعْنَى حُكْمِهِ إِلَى اللَّهِ : أَنَّهُ مَرْدُودٌ إِلَى كِتَابِهِ ، فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَمَلَ عَلَى الْحُكْمِ بَيْنَ عِبَادِهِ فِيمَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَتَكُونُ الْآيَةُ عَامَّةً فِي كُلِّ اخْتِلَافٍ يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الدِّينِ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [ النِّسَاءِ : 59 ] وَقَدْ حَكَمَ - سُبْحَانَهُ - بِأَنَّ الدِّينَ هُوَ الْإِسْلَامُ ، وَأَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَالْكَافِرِينَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الْكُفَّارُ لَا يُذْعِنُونَ لِكَوْنِ ذَلِكَ حَقًّا إِلَّا فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَعَدَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَلِكُمُ الْحَاكِمُ بِهَذَا الْحُكْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ اعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِي ، لَا عَلَى غَيْرِهِ وَفَوَّضْتُهُ فِي كُلِّ شُئُونِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10وَإِلَيْهِ أُنِيبُ أَيْ : أَرْجِعُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَعْرِضُ لِي لَا إِلَى غَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ آخَرُ لِ ذَلِكُمْ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ ، أَوْ نَعْتٌ لِرَبِّي لِأَنَّ الْإِضَافَةَ مَحْضَةٌ ، وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=10عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ مُعْتَرِضًا بَيْنَ الصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ " فَاطِرِ " بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِلِاسْمِ الشَّرِيفِ فِي قَوْلِهِ " إِلَى اللَّهِ " وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ أَوْ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ فِي عَلَيْهِ أَوْ إِلَيْهِ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ النَّصْبَ عَلَى النِّدَاءِ وَأَجَازَ غَيْرُهُ عَلَى الْمَدْحِ ، وَالْفَاطِرُ : الْخَالِقُ الْمُبْدِعُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا أَيْ : خَلَقَ لَكُمْ مِنْ جِنْسِكُمْ نِسَاءً ، أَوِ الْمُرَادُ حَوَّاءُ لِكَوْنِهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِ
آدَمَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : نَسْلًا بَعْدَ نَسْلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا أَيْ : وَخَلَقَ لِلْأَنْعَامِ مِنْ جِنْسِهَا إِنَاثًا ، أَوْ خَلَقَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ أَصْنَافًا مِنَ الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ ، وَهِيَ الثَّمَانِيَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ أَيْ : يَبُثُّكُمْ فِيهِ ، مِنَ الذَّرْءِ : وَهُوَ الْبَثُّ ، أَوْ يَخْلُقُكُمْ وَيُنْشِئُكُمْ ، وَالضَّمِيرُ فِي يَذْرَؤُكُمْ لِلْمُخَاطَبِينَ وَالْأَنْعَامِ إِلَّا أَنَّهُ غَلَبَ فِيهِ الْعُقَلَاءُ ، وَضَمِيرُ فِيهِ رَاجِعٌ إِلَى الْجَعْلِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْفِعْلِ ، وَقِيلَ : رَاجِعٌ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنَ التَّدْبِيرِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ وَابْنُ كَيْسَانَ : مَعْنَى يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ : يُكَثِّرُكُمْ بِهِ أَيْ : يُكَثِّرُكُمْ بِجَعْلِكُمْ أَزْوَاجًا لِأَنَّ ذَلِكَ سَبَبُ النَّسْلِ .
وَقَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ : أَيْ : فِي الزَّوْجِ ، وَقِيلَ : فِي الْبَطْنِ ، وَقِيلَ : فِي الرَّحِمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ الْمُرَادُ بِذِكْرِ الْمِثْلِ هُنَا الْمُبَالَغَةُ فِي النَّفْيِ بِطَرِيقِ الْكِنَايَةِ ، فَإِنَّهُ إِذَا نُفِيَ عَمَّنْ يُنَاسِبُهُ كَانَ نَفْيُهُ عَنْهُ أَوْلَى : كَقَوْلِهِمْ : مِثْلُكَ لَا يَبْخَلُ ، وَغَيْرُكَ لَا يَجُودُ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْكَافَ زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ أَيْ : لَيْسَ مِثْلَهُ شَيْءٌ ، وَقِيلَ : إِنَّ مِثْلَ زَائِدَةٌ قَالَهُ
ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ [ الْبَقَرَةِ : 137 ] أَيْ : بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ :
وَقَتْلَى كَمِثْلِ جُذُوعِ النَّخِي لِ يَغْشَاهُمْ مَطَرٌ مُنْهَمِرْ
أَيْ : كَجُذُوعٍ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، فَإِنَّ الْكِنَايَةَ بَابٌ مَسْلُوكٌ لِلْعَرَبِ وَمَهْيَعٌ مَأْلُوفٌ لَهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَيْسَ كَمِثْلِ الْفَتَى زُهَيْرٍ خُلُقٌ يُوَازِيهِ فِي الْفَضَائِلِ
وَقَالَ آخَرُ :
عَلَى مِثْلِ لَيْلَى يَقْتُلُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ وَإِنْ بَاتَ مِنْ لَيْلَى عَلَى الْيَأْسِ طَاوِيَا
وَقَالَ آخَرُ :
سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ إِذَا أَبْصَرْتَ فَضْلَهُمُ فَمَا كَمِثْلِهِمِ فِي النَّاسِ مِنْ أَحَدِ
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْعَرَبُ تُقِيمُ الْمَثَلَ مَقَامَ النَّفْسِ ، فَتَقُولُ : مِثْلِي لَا يُقَالُ لَهُ هَذَا ، أَيْ : أَنَا لَا يُقَالُ لِي .
وَقَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ مُرَجِّحًا لِزِيَادَةِ الْكَافِ : إِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ زَائِدَةً لَأَفْضَى ذَلِكَ إِلَى الْمُحَالِ ، إِذْ يَكُونُ الْمَعْنَى : أَنَّ لَهُ مِثْلًا وَلَيْسَ لِمِثْلِهِ مِثْلٌ ، وَفِي ذَلِكَ تَنَاقُضٌ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ لَهُ مِثْلٌ فَلِمِثْلِهِ مِثْلٌ ، وَهُوَ : هُوَ مَعَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28717_33677إِثْبَاتَ الْمِثْلِ لِلَّهِ - سُبْحَانَهُ - مُحَالٌ ، وَهَذَا تَقْرِيرٌ حَسَنٌ ، وَلَكِنَّهُ يَنْدَفِعُ مَا أَوْرَدَهُ بِمَا ذَكَرْنَا مِنْ كَوْنِ الْكَلَامِ خَارِجًا مَخْرَجَ الْكِنَايَةِ ، وَمَنْ فَهِمَ هَذِهِ الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ حَقَّ فَهْمِهَا وَتَدَبَّرَهَا حَقَّ تَدَبُّرِهَا مَشَى بِهَا عِنْدَ اخْتِلَافِ الْمُخْتَلِفِينَ فِي الصِّفَاتِ عَلَى طَرِيقَةٍ بَيْضَاءَ وَاضِحَةٍ ، وَيَزْدَادُ بَصِيرَةً إِذَا تَأَمَّلَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فَإِنَّ هَذَا الْإِثْبَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ النَّفْيِ لِلْمُمَاثِلِ قَدِ اشْتَمَلَ عَلَى بَرْدِ الْيَقِينِ وَشِفَاءِ الصُّدُورِ وَانْثِلَاجِ الْقُلُوبِ فَاقْدُرْ يَا طَالِبَ الْحَقِّ قَدْرَ هَذِهِ الْحُجَّةِ النَّيِّرَةِ وَالْبُرْهَانِ الْقَوِيِّ ، فَإِنَّكَ تُحَطِّمُ بِهَا كَثِيرًا مِنَ الْبِدَعِ وَتُهَشِّمُ بِهَا رُءُوسًا مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَتُرْغِمُ بِهَا آنَافَ طَوَائِفَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهِ قَوْلَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [ طَهَ : 110 ] فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ قَدْ أَخَذْتَ بِطَرَفَيْ حَبْلِ مَا يُسَمُّونَهُ عِلْمَ الْكَلَامِ وَعِلْمَ أُصُولِ الدِّينِ :
وَدَعْ عَنْكَ نَهْبًا صِيحَ فِي حَجَرَاتِهِ وَلَكِنْ حَدِيثًا مَا حَدِيثُ الرَّوَاحِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَيْ : خَزَائِنُهُمَا أَوْ مَفَاتِيحُهُمَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ فِي سُورَةِ الزُّمَرِ ، وَهِيَ جَمْعُ إِقْلِيدٍ ، وَهُوَ الْمِفْتَاحُ جُمِعَ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَالَّذِي يَمْلِكُ الْمَفَاتِيحَ يَمْلِكُ الْخَزَائِنَ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّ بِيَدِهِ مَقَالِيدَ السَّمَاوَاتِ ذَكَرَ بَعْدَهُ الْبَسْطَ وَالْقَبْضَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ أَيْ : يُوَسِّعُهُ لِمَنْ
[ ص: 1324 ] يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَيُضَيِّقُهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=12إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ عَلِيمٌ فَلَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَإِحَاطَةُ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ يَنْدَرِجُ تَحْتَهَا عِلْمُهُ بِطَاعَةِ الْمُطِيعِ وَمَعْصِيَةِ الْعَاصِي ، فَهُوَ يُجَازِي كُلًّا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021355خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ ؟ قُلْنَا لَا ، إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى : هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِأَسْمَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ، ثُمَّ أَجْمَلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ : هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِأَسْمَاءِ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ، ثُمَّ أَجْمَلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ .
قَالَ
التِّرْمِذِيُّ بَعْدَ إِخْرَاجِهِ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ طَرَفًا مِنْهُ عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا عَلَيْهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَهَذَا الْمَوْقُوفُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ .
قُلْتُ : بَلِ الْمَرْفُوعُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ ، فَقَدْ رَفَعَهُ الثِّقَةُ ، وَرَفْعُهُ زِيَادَةٌ ثَابِتَةٌ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ . وَيُقَوِّي الرَّفْعَ مَا أَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021356خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي يَدِهِ كِتَابٌ يَنْظُرُ فِيهِ قَالُوا : انْظُرُوا إِلَيْهِ كَيْفَ وَهُوَ أُمِّيٌّ لَا يَقْرَأُ ، قَالَ : فَعَلِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِأَسْمَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءِ قَبَائِلِهِمْ لَا يُزَادُ مِنْهُمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ ، وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ، فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ .