وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة الذاريات بمكة .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
ابن الزبير مثله .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فالمقسمات أمرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إنما توعدون لصادق nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين لواقع nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7والسماء ذات الحبك nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إنكم لفي قول مختلف nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يؤفك عنه من أفك nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قتل الخراصون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الذين هم في غمرة ساهون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12يسألون أيان يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إن المتقين في جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كانوا قليلا من الليل ما يهجعون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وبالأسحار هم يستغفرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19وفي أموالهم حق للسائل والمحروم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وفي الأرض آيات للموقنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء رزقكم وما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ( 23 )
nindex.php?page=treesubj&link=29022_31758_28904قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا يقال ذرت الريح التراب تذروه ذروا ، وأذرته تذريه ذريا ، أقسم سبحانه بالرياح التي تذري التراب ، وانتصاب ذروا على المصدرية ، والعامل فيها اسم الفاعل ، والمفعول محذوف .
قرأ
أبو عمرو ،
وحمزة بإدغام تاء ( الذاريات ) في ذال ( ذروا ) .
وقرأ الباقون بدون إدغام .
وقيل : المقسم به مقدر وهو رب الذاريات وما بعدها ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29022_28904فالحاملات وقرا هي السحاب تحمل الماء كما تحمل ذوات الأربع الوقر ، وانتصاب ( وقرا ) على أنه مفعول به كما يقال حمل فلان عدلا ثقيلا .
قرأ الجمهور ( وقرا ) بكسر الواو اسم ما يوقر : أي يحمل ، وقرئ بفتحها على أنه مصدر والعامل فيه اسم الفاعل ، أو على تسمية المحمول بالمصدر مبالغة .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29022_28904فالجاريات يسرا هي السفن الجارية في البحر بالرياح جريا سهلا .
وانتصاب ( يسرا ) على المصدرية ، أو صفة لمصدر محذوف ، أو على الحال : أي : جريا ذا يسر .
وقيل : هي الرياح .
وقيل : السحاب ، والأول أولى .
واليسر : السهل في كل شيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29022_29653_29654_29656_28904_29747فالمقسمات أمرا هي الملائكة التي تقسم الأمور .
قال
الفراء : تأتي بأمر مختلف :
جبريل بالغلظة ،
وميكائيل صاحب الرحمة ،
وملك الموت يأتي بالموت ، وقيل : تأتي بأمر مختلف من الجدب ، والخصب ، والمطر ، والموت ، والحوادث .
وقيل : هي السحب التي يقسم الله بها أمر العباد ، وقيل : إن المراد بالذاريات ، والحاملات ، والجاريات ، والمقسمات الرياح ،
[ ص: 1404 ] فإنها توصف بجميع ذلك لأنها تذرو التراب ، وتحمل السحاب ، وتجري في الهواء ، وتقسم الأمطار ، وهو ضعيف جدا .
وانتصاب ( أمرا ) على المفعول به ، وقيل : على الحال : أي : مأمورة ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29022_29468إنما توعدون لصادق هذا جواب القسم : أي : إنما توعدون من الثواب والعقاب لكائن لا محالة .
و ( ما ) يجوز أن تكون موصولة ، والعائد محذوف ، وأن تكون مصدرية .
ووجه تخصيص هذه الأمور بالإقسام بها كونها أمورا بديعة مخالفة لمقتضى العادة ، فمن قدر عليها فهو قادر على البعث الموعود به .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29022والسماء ذات الحبك قرأ الجمهور ( الحبك ) بضم الحاء والباء ، وقرئ بضم الحاء وسكون الباء ، وبكسر الحاء وفتح الباء ، وبكسر الحاء وضم الباء .
قال
ابن عطية : هي لغات ، والمراد بالسماء هنا هي المعروفة ، وقيل : المراد بها السحاب ، والأول أولى .
واختلف المفسرون في تفسير ( الحبك ) ، فقال
مجاهد ،
وقتادة ،
والربيع ، وغيرهم : المعنى ذات الخلق المستوي الحسن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد حبكته ، واحتبكته .
وقال
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : ذات الزينة .
وروي عن
الحسن أيضا أنه قال : ذات النجوم .
وقال
الضحاك : ذات الطرائق ، وبه قال
الفراء ، يقال لما تراه من الماء والرمل إذا أصابته الريح : حبك .
قال
الفراء : الحبك بكسر : كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة ، والماء إذا مرت به الريح ، ويقال لدرع الحديد حبك ، ومنه قول الشاعر :
كأنما جللها الحواك طنفسة في وشيها حباك
أي : طرق .
وقيل : الحبك الشدة ، والمعنى : والسماء ذات الشدة ، والمحبوك الشديد الخلق من فرس أو غيره ، ومنه قول الشاعر :
قد غدا يحملني في أنفه لاحق الإطلين محبوك ممر
وقال الآخر :
مرج الدين فأعددت له مشرف الحارك محبوك الكتد
قال
الواحدي بعد حكاية القول الأول : هذا قول الأكثرين .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29022إنكم لفي قول مختلف هذا جواب القسم بالسماء ذات الحبك : أي : إنكم يا أهل
مكة لفي قول مختلف متناقض في
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - : بعضكم يقول إنه شاعر ، وبعضكم يقول إنه ساحر ، وبعضكم يقول إنه مجنون .
ووجه تخصيص القسم بالسماء المتصفة بتلك الصفة تشبيه أقوالهم في اختلافها باختلاف طرائق السماء ، واستعمال الحبك في الطرائق هو الذي عليه أهل اللغة ، وإن كان الأكثر من المفسرين على خلافه .
على أنه يمكن أن ترجع تلك الأقوال في تفسير الحبك إلى هذا ، وذلك بأن يقال : إن ما في السماء من الطرائق يصح أن يكون سببا لمزيد حسنها ، واستواء خلقها ، وحصول الزينة فيها ، ومزيد القوة لها .
وقيل : إن المراد بكونهم ( في قول مختلف ) أن بعضهم ينفي الحشر وبعضهم يشك فيه ، وقيل : كونهم يقرون أن الله خالقهم ويعبدون الأصنام .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يؤفك عنه من أفك أي يصرف عن الإيمان برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وبما جاء به ، أو عن الحق - وهو البعث والتوحيد - من صرف .
وقيل : يصرف عن ذلك الاختلاف من صرفه الله عنه بالعصمة والتوفيق ، يقال : أفكه يأفكه إفكا : أي : قلبه عن الشيء وصرفه عنه ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22قالوا أجئتنا لتأفكنا [ الأحقاف : 22 ] وقال
مجاهد : يؤفن عنه من أفن ، والأفن فساد العقل ، وقيل : يحرمه من حرم .
وقال
قطرب : يجدع عنه من جدع .
وقال
اليزيدي : يدفع عنه من دفع .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قتل الخراصون هذا دعاء عليهم .
وحكى
الواحدي ، عن المفسرين جميعا أن المعنى : لعن الكذابون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : والقتل إذا أخبر به عن الله كان بمعنى اللعن ؛ لأن من لعنه الله فهو بمنزلة المقتول الهالك .
قال
الفراء : معنى قتل : لعن .
والخراصون : الكذابون الذين يتخرصون فيما لا يعلمون فيقولون : إن
محمدا مجنون كذاب شاعر ساحر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الخراصون هم الكذابون ، والخرص : حزر ما على النخل من الرطب تمرا ، والخراص : الذي يخرصها ، وليس هو المراد هنا .
ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الذين هم في غمرة ساهون أي في غفلة وعمى جهالة عن أمور الآخرة ، ومعنى ( ساهون ) : لاهون غافلون ، والسهو : الغفلة عن الشيء وذهابه عن القلب ، وأصل الغمرة ما ستر الشيء وغطاه ، ومنها غمرات الموت .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29022_30292يسألون أيان يوم الدين أي يقولون متى يوم الجزاء تكذيبا منهم واستهزاء .
ثم أخبر سبحانه عن ذلك اليوم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون أي يحرقون ويعذبون ، يقال : فتنت الذهب : إذا أحرقته لتختبره ، وأصل الفتنة الاختبار .
قال
عكرمة : ألم تر أن الذهب إذا أدخل النار قيل فتن .
وانتصاب ( يوم ) بمضمر : أي : الجزاء يوم هم على النار ، ويجوز أن يكون بدلا من ( يوم الدين ) ، والفتح للبناء لكونه مضافا إلى الجملة ، وقيل : هو منصوب بتقدير أعني .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة برفع ( يوم ) على البدل من ( يوم الدين ) .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذوقوا فتنتكم هي بتقدير القول : أي يقال لهم : ذوقوا عذابكم ، قاله
ابن زيد .
وقال
مجاهد : حريقكم ، ورجح الأول
الفراء ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14هذا الذي كنتم به تستعجلون من جملة ما هو محكي بالقول : أي : هذا ما كنتم تطلبون تعجيله استهزاء منكم ، وقيل : هي بدل من ( فتنتكم ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إن المتقين في جنات وعيون لما ذكر سبحانه
nindex.php?page=treesubj&link=30437حال أهل النار ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30395حال أهل الجنة : أي : هم في بساتين فيها عيون جارية لا يبلغ وصفها الواصفون .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخذين ما آتاهم ربهم أي : قابلين ما أعطاهم ربهم من الخير والكرامة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16إنهم كانوا قبل ذلك محسنين تعليل لما قبلها : أي لأنهم كانوا في الدنيا محسنين في أعمالهم الصالحة من فعل ما أمروا به وترك ما نهوا عنه .
ثم بين إحسانهم الذي وصفهم به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29022_30395_30415كانوا قليلا من الليل ما يهجعون الهجوع : النوم بالليل دون النهار ، والمعنى : كانوا قليلا ما ينامون من الليل ، و ( ما ) زائدة ، ويجوز أن تكون مصدرية ، أو موصولة : أي كانوا قليلا من الليل هجوعهم ، أو ما يهجعون فيه ، ومن ذلك قول
أبي قيس بن الأسلت :
[ ص: 1405 ] قد حصت البيضة رأسي فما أطعم نوما غير تهجاع
والتهجاع : القليل من النوم ، ومن ذلك قول
عمرو بن معدي كرب :
أمن ريحانة الداعي السميع يهيجني وأصحابي هجوع
وقيل : ( ما ) نافية أي : ما كانوا ينامون قليلا من الليل ، فكيف بالكثير منه ، وهذا ضعيف جدا .
وهذا قول من قال : إن المعنى كان عددهم قليلا .
ثم ابتدأ فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17ما يهجعون وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري وهو أضعف مما قبله .
وقال
قتادة في تفسير هذه الآية كانوا يصلون بين العشاءين ، وبه قال
أبو العالية ،
وابن وهب .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29022_30395_30415وبالأسحار هم يستغفرون أي يطلبون في أوقات السحر من الله سبحانه أن يغفر ذنوبهم .
قال
الحسن : مدوا الصلاة إلى الأسحار ، ثم أخذوا بالأسحار الاستغفار .
وقال
الكلبي ،
ومقاتل ،
ومجاهد : هم بالأسحار يصلون ، وذلك أن صلاتهم طلب منهم للمغفرة .
وقال
الضحاك : هي صلاة الفجر .
ثم ذكر سبحانه صدقاتهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29022_30395_30415وفي أموالهم حق للسائل والمحروم أي
nindex.php?page=treesubj&link=23468_23477يجعلون في أموالهم على أنفسهم حقا للسائل والمحروم تقربا إلى الله عز وجل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ،
وقتادة : الحق هنا الزكاة المفروضة ، والأول أولى ، فيحمل على صدقة النفل وصلة الرحم ، وقري الضيف ؛ لأن السورة مكية ، والزكاة لم تفرض إلا
بالمدينة ، وسيأتي في سورة ( سأل سائل )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم [ المعارج : 25 ، 24 ] بزيادة ( معلوم ) ، والسائل هو الذي يسأل الناس لفاقته .
واختلف في تفسير المحروم ، فقيل هو الذي يتعفف عن السؤال حتى يحسبه الناس غنيا فلا يتصدقون عليه ، وبه قال
قتادة ، والزهري .
وقال
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=12691ومحمد بن الحنفية : هو الذي لا سهم له في الغنيمة ولا يجري عليه من الفيء شيء ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : هو الذي أصيب ثمره أو زرعه أو ماشيته .
قال
القرطبي : هو الذي أصابته الجائحة ، وقيل : الذي لا يكتسب ، وقيل : هو الذي لا يجد غنى يغنيه ، وقيل : هو الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه ، وقيل : هو المملوك ، وقيل : الكلب ، وقيل : غير ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : لي اليوم سبعون سنة منذ احتلمت أسأل عن المحروم ، فما أنا اليوم بأعلم مني فيه يومئذ ، والذي ينبغي التعويل عليه ما يدل عليه المعنى اللغوي ، والمحروم في اللغة الممنوع ، من الحرمان ، وهو المنع ، فيدخل تحته من حرم الرزق من الأصل ، ومن أصيب ماله بجائحة أذهبته ، ومن حرم العطاء ، ومن حرم الصدقة لتعففه .
ثم ذكر سبحانه ما نصبه من
nindex.php?page=treesubj&link=28658الدلائل الدالة على توحيده ، وصدق وعده ووعيده ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وفي الأرض آيات للموقنين أي : دلائل واضحة ، وعلامات ظاهرة من الجبال ، والبر ، والبحر ، والأشجار ، والأنهار ، والثمار ، وفيها آثار الهلاك للأمم الكافرة المكذبة لما جاءت به رسل الله ودعتهم إليه ، وخص الموقنين بالله لأنهم الذين يعترفون بذلك ويتدبرون فيه فينتفعون به .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون أي : وفي أنفسكم آيات تدل على توحيد الله وصدق ما جاءت به الرسل ، فإنه خلقهم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما إلى أن ينفخ فيه الروح ، ثم تختلف بعد ذلك صورهم ، وألوانهم ، وطبائعهم ، وألسنتهم ، ثم نفس خلقهم على هذه الصفة العجيبة الشأن من لحم ، ودم ، وعظم ، وأعضاء ، وحواس ، ومجاري ، ومنافس ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21أفلا تبصرون أفلا تنظرون بعين البصيرة ، فتستدلون بذلك على الخالق الرزاق المتفرد بالألوهية ، وأنه لا شريك له ولا ضد ولا ند ، وأن وعده الحق ، وقوله الحق ، وأن ما جاءت إليكم به رسله هو الحق الذي لا شك فيه ، ولا شبهة تعتريه ، وقيل : المراد بالأنفس الأرواح : أي : وفي نفوسكم التي بها حياتكم آيات .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29022وفي السماء رزقكم أي : سبب رزقكم ، وهو المطر فإنه سبب الأرزاق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ،
والضحاك ، : الرزق هنا ما ينزل من السماء من مطر وثلج .
وقيل : المراد بالسماء السحاب أي : وفي السحاب رزقكم ، وقيل : المراد بالسماء المطر ، وسماه سماء لأنه ينزل من جهتها ، ومنه قول الشاعر :
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
وقال
ابن كيسان : يعني وعلى رب السماء رزقكم ، ونظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها [ هود : 6 ] وهو بعيد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : أي : عند الله في السماء رزقكم .
وقيل المعنى : وفي السماء تقدير رزقكم .
قرأ الجمهور ( رزقكم ) بالإفراد ، وقرأ
يعقوب ،
وابن محيصن ،
ومجاهد ، ( أرزاقكم ) بالجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وما توعدون من الجنة والنار ، قاله
مجاهد .
قال
عطاء : من الثواب ، والعقاب ، وقال
الكلبي : من الخير والشر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : ما توعدون من أمر الساعة .
وبه قال
الربيع .
والأولى الحمل على ما هو أعم من هذه الأقوال ، فإن جزاء الأعمال مكتوب في السماء ، والقضاء والقدر ينزل منها ، والجنة والنار فيها .
ثم أقسم سبحانه بنفسه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29022فورب السماء والأرض إنه لحق أي : ما أخبركم به في هذه الآيات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو ما ذكر من أمر الرزق والآيات .
قال
الكلبي : يعني ما قص في الكتاب .
وقال
مقاتل : يعني من أمر الساعة .
وقيل إن ( ما ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وما توعدون مبتدأ وخبره ( فورب السماء والأرض إنه لحق ) ، فيكون الضمير ل ( ما ) .
ثم قال سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23مثل ما أنكم تنطقون قرأ الجمهور بنصب ( مثل ) على تقدير : كمثل نطقكم ، و ( ما ) زائدة ، كذا قال بعض الكوفيين : إنه منصوب بنزع الخافض .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : يجوز أن ينتصب على التوكيد : أي لحق حقا مثل نطقكم .
وقال
المازني : إن " مثل " مع " ما " بمنزلة شيء واحد فبني على الفتح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : هو مبني لإضافته إلى غير متمكن ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد ،
وأبو حاتم .
وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وأبو بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، ( مثل ) بالرفع على أنه صفة ل ( حق ) لأن ( مثل ) نكرة وإن أضيفت فهي لا تتعرف بالإضافة ك " غير " .
ورجح قول
المازني أبو علي الفارسي ، قال : ومثله قول
حميد :
وويحا لمن لم يدر ما هن ويحما
فبني " ويح " مع " ما " ولم يلحقه التنوين ، ومعنى الآية تشبيه
[ ص: 1406 ] تحقيق ما أخبر الله عنه بتحقيق نطق الآدمي ووجوده ، وهذا كما تقول : إنه لحق كما أنك هاهنا ، وإنه لحق كما أنك تتكلم ، والمعنى : أنه في صدقه ووجوده ، كالذي تعرفه ضرورة .
وقد أخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الأفراد ،
والحاكم ، وصححه ،
والبيهقي في الشعب ، من طرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا قال : الرياح
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا قال : السحاب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا قال : السفن
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فالمقسمات أمرا قال : الملائكة .
وأخرج
البزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الأفراد ،
وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب مثله ، ورفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي إسناده
nindex.php?page=showalam&ids=12503أبو بكر بن سبرة وهو لين الحديث ،
وسعيد بن سلام وليس من أصحاب الحديث ، كذا قال
البزار .
قال
ابن كثير : فهذا الحديث ضعيف رفعه ، وأقرب ما فيه أنه موقوف على
عمر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مثل قول
علي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ في العظمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7والسماء ذات الحبك قال : حسنها واستواؤها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ في العظمة عنه في الآية قال : ذات البهاء ، والجمال ، وإن بنيانها كالبرد المسلسل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مثله .
وأخرج
ابن منيع ، عن
علي قال : هي السماء السابعة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يؤفك عنه من أفك قال : يضل عنه من ضل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قتل الخراصون قال : لعن المرتابون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : هم الكهنة
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الذين هم في غمرة ساهون قال : في غفلة لاهون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الغمرة الكفر والشك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : في ضلالتهم يتمادون ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون قال : يعذبون .
وأخرج هؤلاء عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخذين ما آتاهم ربهم قال : الفرائض
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16إنهم كانوا قبل ذلك محسنين قال : قبل أن تنزل الفرائض يعملون .
وأخرج هؤلاء أيضا
والحاكم ، وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الأسماء والصفات عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال : ما تأتي عليهم ليلة ينامون حتى يصبحوا إلا يصلون فيها .
وأخرج
ابن نصر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عنه أيضا في الآية يقول : قليلا ما كانوا ينامون .
وأخرج
أبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم ، وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في سننه ، عن
أنس في الآية قال : كانوا يصلون بين المغرب والعشاء .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وبالأسحار هم يستغفرون قال : يصلون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24في أموالهم حق قال : سوى الزكاة يصل بها رحما ، أو يقري بها ضيفا ، أو يعين بها محروما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : السائل الذي يسأل الناس ، والمحروم الذي ليس له سهم من فيء المسلمين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : المحروم هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه ، ولا يسأل الناس ، فأمر الله المؤمنين برفده .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
عائشة في الآية قالت : هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه .
وأخرج
الترمذي ،
والبيهقي في سننه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11129فاطمة بنت قيس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1021467أنها سألت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن هذه الآية قال : إن في المال حقا سوى الزكاة ، وتلا هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ليس البر أن تولوا وجوهكم إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة [ البقرة : 77 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الشعب ، عن
عبد الله بن الزبير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال : سبيل الغائط والبول .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةُ الذَّارِيَاتِ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ( 23 )
nindex.php?page=treesubj&link=29022_31758_28904قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا يُقَالُ ذَرَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ تَذْرُوهُ ذَرْوًا ، وَأَذْرَتْهُ تُذْرِيهِ ذَرْيًا ، أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِالرِّيَاحِ الَّتِي تُذْرِي التُّرَابَ ، وَانْتِصَابُ ذَرْوًا عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا اسْمُ الْفَاعِلِ ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ .
قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَحَمْزَةُ بِإِدْغَامِ تَاءِ ( الذَّارِيَاتِ ) فِي ذَالِ ( ذَرْوًا ) .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِدُونِ إِدْغَامٍ .
وَقِيلَ : الْمُقْسَمُ بِهِ مُقَدَّرٌ وَهُوَ رَبُّ الذَّارِيَاتِ وَمَا بَعْدَهَا ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29022_28904فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا هِيَ السَّحَابُ تَحْمِلُ الْمَاءَ كَمَا تَحْمِلُ ذَوَاتُ الْأَرْبَعِ الْوِقْرَ ، وَانْتِصَابُ ( وِقْرًا ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ كَمَا يُقَالُ حَمَلَ فُلَانٌ عِدْلًا ثَقِيلًا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( وِقْرًا ) بِكَسْرِ الْوَاوِ اسْمُ مَا يُوقَرُ : أَيْ يُحْمَلُ ، وَقُرِئَ بِفَتْحِهَا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ وَالْعَامِلُ فِيهِ اسْمُ الْفَاعِلِ ، أَوْ عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَحْمُولِ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29022_28904فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا هِيَ السُّفُنُ الْجَارِيَةُ فِي الْبَحْرِ بِالرِّيَاحِ جَرْيًا سَهْلًا .
وَانْتِصَابُ ( يُسْرًا ) عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ، أَوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ عَلَى الْحَالِ : أَيْ : جَرْيًا ذَا يُسْرٍ .
وَقِيلَ : هِيَ الرِّيَاحُ .
وَقِيلَ : السَّحَابُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْيُسْرُ : السَّهْلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29022_29653_29654_29656_28904_29747فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا هِيَ الْمَلَائِكَةُ الَّتِي تُقَسِّمُ الْأُمُورَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : تَأْتِي بِأَمْرٍ مُخْتَلِفٍ :
جِبْرِيلُ بِالْغِلْظَةِ ،
وَمِيكَائِيلُ صَاحِبُ الرَّحْمَةِ ،
وَمَلَكُ الْمَوْتِ يَأْتِي بِالْمَوْتِ ، وَقِيلَ : تَأْتِي بِأَمْرٍ مُخْتَلِفٍ مِنَ الْجَدْبِ ، وَالْخِصْبِ ، وَالْمَطَرِ ، وَالْمَوْتِ ، وَالْحَوَادِثِ .
وَقِيلَ : هِيَ السُّحُبُ الَّتِي يُقَسِّمُ اللَّهُ بِهَا أَمْرَ الْعِبَادِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالذَّارِيَاتِ ، وَالْحَامِلَاتِ ، وَالْجَارِيَاتِ ، وَالْمُقَسِّمَاتِ الرِّيَاحُ ،
[ ص: 1404 ] فَإِنَّهَا تُوصَفُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ لِأَنَّهَا تَذْرُو التُّرَابَ ، وَتَحْمِلُ السَّحَابَ ، وَتَجْرِي فِي الْهَوَاءِ ، وَتُقَسِّمُ الْأَمْطَارَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا .
وَانْتِصَابُ ( أَمْرًا ) عَلَى الْمَفْعُولِ بِهِ ، وَقِيلَ : عَلَى الْحَالِ : أَيْ : مَأْمُورَةً ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29022_29468إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ : أَيْ : إِنَّمَا تُوعَدُونَ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ لَكَائِنٌ لَا مَحَالَةَ .
وَ ( مَا ) يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ ، وَأَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً .
وَوَجْهُ تَخْصِيصِ هَذِهِ الْأُمُورِ بِالْإِقْسَامِ بِهَا كَوْنُهَا أُمُورًا بَدِيعَةً مُخَالِفَةً لِمُقْتَضَى الْعَادَةِ ، فَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهَا فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الْبَعْثِ الْمَوْعُودِ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29022وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( الْحُبُكِ ) بِضَمِّ الْحَاءِ وَالْبَاءِ ، وَقُرِئَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ ، وَبِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ ، وَبِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّ الْبَاءِ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : هِيَ لُغَاتٌ ، وَالْمُرَادُ بِالسَّمَاءِ هُنَا هِيَ الْمَعْرُوفَةُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهَا السَّحَابُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِيرِ ( الْحُبُكِ ) ، فَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالرَّبِيعُ ، وَغَيْرُهُمْ : الْمَعْنَى ذَاتُ الْخَلْقِ الْمُسْتَوِي الْحَسَنِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : كُلُّ شَيْءٍ أَحْكَمْتَهُ وَأَحْسَنْتَ عَمَلَهُ فَقَدْ حَبَكْتَهُ ، وَاحْتَبَكْتَهُ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : ذَاتُ الزِّينَةِ .
وَرُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : ذَاتُ النُّجُومِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : ذَاتُ الطَّرَائِقِ ، وَبِهِ قَالَ
الْفَرَّاءُ ، يُقَالُ لِمَا تَرَاهُ مِنَ الْمَاءِ وَالرَّمْلِ إِذَا أَصَابَتْهُ الرِّيحُ : حُبُكٌ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْحِبْكُ بِكَسْرٍ : كُلُّ شَيْءٍ كَالرَّمْلِ إِذَا مَرَّتْ بِهِ الرِّيحُ السَّاكِنَةُ ، وَالْمَاءُ إِذَا مَرَّتْ بِهِ الرِّيحُ ، وَيُقَالُ لِدِرْعِ الْحَدِيدِ حُبُكٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
كَأَنَّمَا جَلَّلَهَا الْحُوَّاكُ طِنْفِسَةٌ فِي وَشْيِهَا حِبَاكُ
أَيْ : طُرُقٌ .
وَقِيلَ : الْحَبْكُ الشِّدَّةُ ، وَالْمَعْنَى : وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الشِّدَّةِ ، وَالْمَحْبُوكُ الشَّدِيدُ الْخَلْقِ مِنْ فَرَسٍ أَوْ غَيْرِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
قَدْ غَدَا يَحْمِلُنِي فِي أَنْفِهِ لَاحِقُ الْإِطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمَرُّ
وَقَالَ الْآخَرُ :
مَرَجَ الدِّينُ فَأَعْدَدْتُ لَهُ مُشْرِفَ الْحَارِكِ مَحْبُوكَ الْكَتَدْ
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ بَعْدَ حِكَايَةِ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ : هَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29022إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ بِالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ : أَيْ : إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ
مَكَّةَ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ مُتَنَاقِضٍ فِي
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : بَعْضُكُمْ يَقُولُ إِنَّهُ شَاعِرٌ ، وَبَعْضُكُمْ يَقُولُ إِنَّهُ سَاحِرٌ ، وَبَعْضُكُمْ يَقُولُ إِنَّهُ مَجْنُونٌ .
وَوَجْهُ تَخْصِيصِ الْقَسَمِ بِالسَّمَاءِ الْمُتَّصِفَةِ بِتِلْكَ الصِّفَةِ تَشْبِيهُ أَقْوَالِهِمْ فِي اخْتِلَافِهَا بِاخْتِلَافِ طَرَائِقِ السَّمَاءِ ، وَاسْتِعْمَالُ الْحُبُكِ فِي الطَّرَائِقِ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ اللُّغَةِ ، وَإِنْ كَانَ الْأَكْثَرُ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى خِلَافِهِ .
عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ تَرْجِعَ تِلْكَ الْأَقْوَالُ فِي تَفْسِيرِ الْحُبُكِ إِلَى هَذَا ، وَذَلِكَ بِأَنْ يُقَالَ : إِنَّ مَا فِي السَّمَاءِ مِنَ الطَّرَائِقِ يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ سَبَبًا لِمَزِيدِ حُسْنِهَا ، وَاسْتِوَاءِ خَلْقِهَا ، وَحُصُولِ الزِّينَةِ فِيهَا ، وَمَزِيدِ الْقُوَّةِ لَهَا .
وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِكَوْنِهِمْ ( فِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) أَنَّ بَعْضَهُمْ يَنْفِي الْحَشْرَ وَبَعْضَهُمْ يَشُكُّ فِيهِ ، وَقِيلَ : كَوْنُهُمْ يُقِرُّونَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ وَيَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ أَيْ يُصْرَفُ عَنِ الْإِيمَانِ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَبِمَا جَاءَ بِهِ ، أَوْ عَنِ الْحَقِّ - وَهُوَ الْبَعْثُ وَالتَّوْحِيدُ - مَنْ صُرِفَ .
وَقِيلَ : يُصْرَفُ عَنْ ذَلِكَ الِاخْتِلَافِ مَنْ صَرَفَهُ اللَّهُ عَنْهُ بِالْعِصْمَةِ وَالتَّوْفِيقِ ، يُقَالُ : أَفِكَهُ يَأْفِكُهُ إِفْكًا : أَيْ : قَلَبَهُ عَنِ الشَّيْءِ وَصَرَفَهُ عَنْهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا [ الْأَحْقَافِ : 22 ] وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يُؤْفَنُ عَنْهُ مَنْ أُفِنَ ، وَالْأَفْنُ فَسَادُ الْعَقْلِ ، وَقِيلَ : يُحْرَمُهُ مَنْ حُرِمَ .
وَقَالَ
قُطْرُبٌ : يُجْدَعُ عَنْهُ مَنْ جُدِعَ .
وَقَالَ
الْيَزِيدِيُّ : يُدْفَعُ عَنْهُ مَنْ دُفِعَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ هَذَا دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ .
وَحَكَى
الْوَاحِدِيُّ ، عَنِ الْمُفَسِّرِينَ جَمِيعًا أَنَّ الْمَعْنَى : لُعِنَ الْكَذَّابُونَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَالْقَتْلُ إِذَا أُخْبِرَ بِهِ عَنِ اللَّهِ كَانَ بِمَعْنَى اللَّعْنِ ؛ لِأَنَّ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمَقْتُولِ الْهَالِكِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَى قُتِلَ : لُعِنَ .
وَالْخَرَّاصُونَ : الْكَذَّابُونَ الَّذِينَ يَتَخَرَّصُونَ فِيمَا لَا يَعْلَمُونَ فَيَقُولُونَ : إِنَّ
مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ كَذَّابٌ شَاعِرٌ سَاحِرٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْخَرَّاصُونَ هُمُ الْكَذَّابُونَ ، وَالْخَرْصُ : حَزْرُ مَا عَلَى النَّخْلِ مِنَ الرُّطَبِ تَمْرًا ، وَالْخَرَّاصُ : الَّذِي يَخْرُصُهَا ، وَلَيْسَ هُوَ الْمُرَادُ هُنَا .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ أَيْ فِي غَفْلَةٍ وَعَمَى جَهَالَةٍ عَنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ ، وَمَعْنَى ( سَاهُونَ ) : لَاهُونَ غَافِلُونَ ، وَالسَّهْوُ : الْغَفْلَةُ عَنِ الشَّيْءِ وَذَهَابُهُ عَنِ الْقَلْبِ ، وَأَصْلُ الْغَمْرَةِ مَا سَتَرَ الشَّيْءَ وَغَطَّاهُ ، وَمِنْهَا غَمَرَاتُ الْمَوْتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29022_30292يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ أَيْ يَقُولُونَ مَتَى يَوْمُ الْجَزَاءِ تَكْذِيبًا مِنْهُمْ وَاسْتِهْزَاءً .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ أَيْ يُحْرَقُونَ وَيُعَذَّبُونَ ، يُقَالُ : فَتَنْتُ الذَّهَبَ : إِذَا أَحْرَقْتَهُ لِتَخْتَبِرَهُ ، وَأَصْلُ الْفِتْنَةِ الِاخْتِبَارُ .
قَالَ
عِكْرِمَةُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ الذَّهَبَ إِذَا أُدْخِلَ النَّارَ قِيلَ فُتِنَ .
وَانْتِصَابُ ( يَوْمَ ) بِمُضْمَرٍ : أَيِ : الْجَزَاءُ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ ( يَوْمُ الدِّينِ ) ، وَالْفَتْحُ لِلْبِنَاءِ لِكَوْنِهِ مُضَافًا إِلَى الْجُمْلَةِ ، وَقِيلَ : هُوَ مَنْصُوبٌ بِتَقْدِيرِ أَعْنِي .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِرَفْعِ ( يَوْمُ ) عَلَى الْبَدَلِ مِنْ ( يَوْمُ الدِّينِ ) .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هِيَ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ يُقَالُ لَهُمْ : ذُوقُوا عَذَابَكُمْ ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : حَرِيقَكُمْ ، وَرَجَّحَ الْأَوَّلَ
الْفَرَّاءُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ مِنْ جُمْلَةِ مَا هُوَ مَحْكِيٌّ بِالْقَوْلِ : أَيْ : هَذَا مَا كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ تَعْجِيلَهُ اسْتِهْزَاءً مِنْكُمْ ، وَقِيلَ : هِيَ بَدَلٌ مِنْ ( فِتْنَتَكُمْ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30437حَالَ أَهْلِ النَّارِ ذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=30395حَالَ أَهْلِ الْجَنَّةِ : أَيْ : هُمْ فِي بَسَاتِينَ فِيهَا عُيُونٌ جَارِيَةٌ لَا يَبْلُغُ وَصْفَهَا الْوَاصِفُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ أَيْ : قَابِلِينَ مَا أَعْطَاهُمْ رَبُّهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْكَرَامَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا : أَيْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا مُحْسِنِينَ فِي أَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ مِنْ فِعْلِ مَا أُمِرُوا بِهِ وَتَرْكِ مَا نُهُوا عَنْهُ .
ثُمَّ بَيَّنَ إِحْسَانَهُمُ الَّذِي وَصَفَهُمْ بِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29022_30395_30415كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ الْهُجُوعُ : النَّوْمُ بِاللَّيْلِ دُونَ النَّهَارِ ، وَالْمَعْنَى : كَانُوا قَلِيلًا مَا يَنَامُونَ مِنَ اللَّيْلِ ، وَ ( مَا ) زَائِدَةٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، أَوْ مَوْصُولَةً : أَيْ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ هُجُوعُهُمْ ، أَوْ مَا يَهْجَعُونَ فِيهِ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ :
[ ص: 1405 ] قَدْ حَصَّتِ الْبَيْضَةُ رَأْسِي فَمَا أَطْعَمُ نَوْمًا غَيْرَ تَهْجَاعِ
وَالتَّهْجَاعُ : الْقَلِيلُ مِنَ النَّوْمِ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ :
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ يُهَيِّجُنِي وَأَصْحَابِي هُجُوعُ
وَقِيلَ : ( مَا ) نَافِيَةٌ أَيْ : مَا كَانُوا يَنَامُونَ قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ، فَكَيْفَ بِالْكَثِيرِ مِنْهُ ، وَهَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا .
وَهَذَا قَوْلُ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمَعْنَى كَانَ عَدَدُهُمْ قَلِيلًا .
ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17مَا يَهْجَعُونَ وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَهُوَ أَضْعَفُ مِمَّا قَبْلَهُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ كَانُوا يُصَلُّونَ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ ، وَبِهِ قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَابْنُ وَهْبٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29022_30395_30415وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ أَيْ يَطْلُبُونَ فِي أَوْقَاتِ السَّحَرِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَهُمْ .
قَالَ
الْحَسَنُ : مَدُّوا الصَّلَاةَ إِلَى الْأَسْحَارِ ، ثُمَّ أَخَذُوا بِالْأَسْحَارِ الِاسْتِغْفَارَ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ ،
وَمُقَاتِلٌ ،
وَمُجَاهِدٌ : هُمْ بِالْأَسْحَارِ يُصَلُّونَ ، وَذَلِكَ أَنَّ صَلَاتَهُمْ طَلَبٌ مِنْهُمْ لِلْمَغْفِرَةِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هِيَ صَلَاةُ الْفَجْرِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ صَدَقَاتِهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29022_30395_30415وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=23468_23477يَجْعَلُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ حَقًّا لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ،
وَقَتَادَةُ : الْحَقُّ هُنَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، فَيُحْمَلُ عَلَى صَدَقَةِ النَّفْلِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَقَرْيِ الضَّيْفِ ؛ لِأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَالزَّكَاةُ لَمْ تُفْرَضْ إِلَّا
بِالْمَدِينَةِ ، وَسَيَأْتِي فِي سُورَةِ ( سَأَلَ سَائِلٌ )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [ الْمَعَارِجِ : 25 ، 24 ] بِزِيَادَةِ ( مَعْلُومٌ ) ، وَالسَّائِلُ هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ النَّاسَ لِفَاقَتِهِ .
وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الْمَحْرُومِ ، فَقِيلَ هُوَ الَّذِي يَتَعَفَّفُ عَنِ السُّؤَالِ حَتَّى يَحْسَبَهُ النَّاسُ غَنِيًّا فَلَا يَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهِ ، وَبِهِ قَالَ
قَتَادَةُ ، وَالزُّهْرِيُّ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12691وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ : هُوَ الَّذِي لَا سَهْمَ لَهُ فِي الْغَنِيمَةِ وَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ مِنَ الْفَيْءِ شَيْءٌ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : هُوَ الَّذِي أُصِيبَ ثَمَرُهُ أَوْ زَرْعُهُ أَوْ مَاشِيَتُهُ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : هُوَ الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَائِحَةُ ، وَقِيلَ : الَّذِي لَا يَكْتَسِبُ ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَطْلُبُ الدُّنْيَا وَتُدْبِرُ عَنْهُ ، وَقِيلَ : هُوَ الْمَمْلُوكُ ، وَقِيلَ : الْكَلْبُ ، وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : لِي الْيَوْمَ سَبْعُونَ سَنَةً مُنْذُ احْتَلَمْتُ أَسْأَلُ عَنِ الْمَحْرُومِ ، فَمَا أَنَا الْيَوْمَ بِأَعْلَمَ مِنِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ ، وَالَّذِي يَنْبَغِي التَّعْوِيلُ عَلَيْهِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ ، وَالْمَحْرُومُ فِي اللُّغَةِ الْمَمْنُوعُ ، مِنَ الْحِرْمَانِ ، وَهُوَ الْمَنْعُ ، فَيَدْخُلُ تَحْتَهُ مَنْ حُرِمَ الرِّزْقَ مِنَ الْأَصْلِ ، وَمَنْ أُصِيبَ مَالُهُ بِجَائِحَةٍ أَذْهَبَتْهُ ، وَمَنْ حُرِمَ الْعَطَاءَ ، وَمَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ لِتَعَفُّفِهِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا نَصَبَهُ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28658الدَّلَائِلِ الدَّالَّةِ عَلَى تَوْحِيدِهِ ، وَصِدْقِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ أَيْ : دَلَائِلُ وَاضِحَةٌ ، وَعَلَامَاتٌ ظَاهِرَةٌ مِنَ الْجِبَالِ ، وَالْبَرِّ ، وَالْبَحْرِ ، وَالْأَشْجَارِ ، وَالْأَنْهَارِ ، وَالثِّمَارِ ، وَفِيهَا آثَارُ الْهَلَاكِ لِلْأُمَمِ الْكَافِرَةِ الْمُكَذِّبَةِ لِمَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُ اللَّهِ وَدَعَتْهُمْ إِلَيْهِ ، وَخَصَّ الْمُوقِنِينَ بِاللَّهِ لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ وَيَتَدَبَّرُونَ فِيهِ فَيَنْتَفِعُونَ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَيْ : وَفِي أَنْفُسِكُمْ آيَاتٌ تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَصِدْقِ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ ، فَإِنَّهُ خَلَقَهُمْ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْمًا إِلَى أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ ، ثُمَّ تَخْتَلِفُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوَرُهُمْ ، وَأَلْوَانُهُمْ ، وَطَبَائِعُهُمْ ، وَأَلْسِنَتُهُمْ ، ثُمَّ نَفْسُ خَلْقِهِمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ الْعَجِيبَةِ الشَّأْنِ مِنْ لَحْمٍ ، وَدَمٍ ، وَعَظْمٍ ، وَأَعْضَاءٍ ، وَحَوَاسَّ ، وَمَجَارِي ، وَمَنَافِسَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَفَلَا تَنْظُرُونَ بِعَيْنِ الْبَصِيرَةِ ، فَتَسْتَدِلُّونَ بِذَلِكَ عَلَى الْخَالِقِ الرَّزَّاقِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْأُلُوهِيَّةِ ، وَأَنَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا ضِدَّ وَلَا نِدَّ ، وَأَنَّ وَعْدَهُ الْحَقُّ ، وَقَوْلَهُ الْحَقُّ ، وَأَنَّ مَا جَاءَتْ إِلَيْكُمْ بِهِ رُسُلُهُ هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ ، وَلَا شُبْهَةَ تَعْتَرِيهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْأَنْفُسِ الْأَرْوَاحُ : أَيْ : وَفِي نُفُوسِكُمُ الَّتِي بِهَا حَيَاتُكُمْ آيَاتٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29022وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ أَيْ : سَبَبُ رِزْقِكُمْ ، وَهُوَ الْمَطَرُ فَإِنَّهُ سَبَبُ الْأَرْزَاقِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَالضَّحَّاكُ ، : الرِّزْقُ هُنَا مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَطَرٍ وَثَلْجٍ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالسَّمَاءِ السَّحَابُ أَيْ : وَفِي السَّحَابِ رِزْقُكُمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالسَّمَاءِ الْمَطَرُ ، وَسَمَّاهُ سَمَاءً لِأَنَّهُ يَنْزِلُ مِنْ جِهَتِهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ رَعَيْنَاهُ وَإِنْ كَانُوا غِضَابَا
وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : يَعْنِي وَعَلَى رَبِّ السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ، وَنَظِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [ هُودٍ : 6 ] وَهُوَ بَعِيدٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : أَيْ : عِنْدَ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : وَفِي السَّمَاءِ تَقْدِيرُ رِزْقِكُمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( رِزْقُكُمْ ) بِالْإِفْرَادِ ، وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ، ( أَرْزَاقُكُمْ ) بِالْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَمَا تُوعَدُونَ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ .
قَالَ
عَطَاءٌ : مِنَ الثَّوَابِ ، وَالْعِقَابِ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ : مَا تُوعَدُونَ مِنْ أَمْرِ السَّاعَةِ .
وَبِهِ قَالَ
الرَّبِيعُ .
وَالْأَوْلَى الْحَمْلُ عَلَى مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ ، فَإِنَّ جَزَاءَ الْأَعْمَالِ مَكْتُوبٌ فِي السَّمَاءِ ، وَالْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ يَنْزِلُ مِنْهَا ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ فِيهَا .
ثُمَّ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29022فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ أَيْ : مَا أُخْبِرُكُمْ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ مَا ذَكَرَ مِنْ أَمْرِ الرِّزْقِ وَالْآيَاتِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي مَا قَصَّ فِي الْكِتَابِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي مِنْ أَمْرِ السَّاعَةِ .
وَقِيلَ إِنَّ ( مَا ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَمَا تُوعَدُونَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ) ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ لِ ( مَا ) .
ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ ( مِثْلَ ) عَلَى تَقْدِيرِ : كَمِثْلِ نُطْقِكُمْ ، وَ ( مَا ) زَائِدَةٌ ، كَذَا قَالَ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ : إِنَّهُ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : يَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ عَلَى التَّوْكِيدِ : أَيْ لَحَقٌّ حَقًّا مِثْلَ نُطْقِكُمْ .
وَقَالَ
الْمَازِنِيُّ : إِنَّ " مِثْلَ " مَعَ " مَا " بِمَنْزِلَةِ شَيْءٍ وَاحِدٍ فَبُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : هُوَ مَبْنِيٌّ لِإِضَافَتِهِ إِلَى غَيْرِ مُتَمَكِّنٍ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ ،
وَأَبُو حَاتِمٍ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَأَبُو بَكْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، ( مِثْلُ ) بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِ ( حَقٌّ ) لِأَنَّ ( مِثْلَ ) نَكِرَةٌ وَإِنْ أُضِيفَتْ فَهِيَ لَا تَتَعَرَّفُ بِالْإِضَافَةِ كَ " غَيْرِ " .
وَرَجَّحَ قَوْلَ
الْمَازِنِيِّ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ ، قَالَ : وَمِثْلُهُ قَوْلُ
حُمَيْدٍ :
وَوَيْحًا لِمَنْ لَمْ يَدْرِ مَا هُنَّ وَيْحَمَا
فَبُنِيَ " وَيْحَ " مَعَ " مَا " وَلَمْ يَلْحَقْهُ التَّنْوِينُ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ تَشْبِيهُ
[ ص: 1406 ] تَحْقِيقِ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُ بِتَحْقِيقِ نُطْقِ الْآدَمِيِّ وَوُجُودِهِ ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ : إِنَّهُ لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا ، وَإِنَّهُ لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ فِي صِدْقِهِ وَوُجُودِهِ ، كَالَّذِي تَعْرِفُهُ ضَرُورَةً .
وَقَدْ أَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ ،
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ ، مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا قَالَ : الرِّيَاحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا قَالَ : السَّحَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا قَالَ : السُّفُنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا قَالَ : الْمَلَائِكَةُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِثْلَهُ ، وَرَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَفِي إِسْنَادِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12503أَبُو بَكْرِ بْنُ سَبْرَةَ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ ،
وَسَعِيدُ بْنُ سَلَّامٍ وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، كَذَا قَالَ
الْبَزَّارُ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : فَهَذَا الْحَدِيثُ ضَعِيفٌ رَفْعُهُ ، وَأَقْرَبُ مَا فِيهِ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى
عُمَرَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ قَوْلِ
عَلِيٍّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ قَالَ : حُسْنُهَا وَاسْتِوَاؤُهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : ذَاتُ الْبَهَاءِ ، وَالْجَمَالِ ، وَإِنَّ بُنْيَانَهَا كَالْبَرَدِ الْمُسَلْسَلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَنِيعٍ ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ : هِيَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ قَالَ : يُضَلُّ عَنْهُ مَنْ ضَلَّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ قَالَ : لُعِنَ الْمُرْتَابُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : هُمُ الْكَهَنَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ قَالَ : فِي غَفْلَةٍ لَاهُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْغَمْرَةُ الْكُفْرُ وَالشَّكُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادَوْنَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ قَالَ : يُعَذَّبُونَ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ قَالَ : الْفَرَائِضُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ قَالَ : قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ الْفَرَائِضُ يَعْمَلُونَ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ قَالَ : مَا تَأْتِي عَلَيْهِمْ لَيْلَةٌ يَنَامُونَ حَتَّى يُصْبِحُوا إِلَّا يُصَلُّونَ فِيهَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ نَصْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ يَقُولُ : قَلِيلًا مَا كَانُوا يَنَامُونَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ
أَنَسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَانُوا يُصَلُّونَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قَالَ : يُصَلُّونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ قَالَ : سِوَى الزَّكَاةِ يَصِلُ بِهَا رَحِمًا ، أَوْ يَقْرِي بِهَا ضَيْفًا ، أَوْ يُعِينُ بِهَا مَحْرُومًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : السَّائِلُ الَّذِي يَسْأَلُ النَّاسَ ، وَالْمَحْرُومُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سَهْمٌ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْمَحْرُومُ هُوَ الْمُحَارِفُ الَّذِي يَطْلُبُ الدُّنْيَا وَتُدْبِرُ عَنْهُ ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِرَفْدِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ فِي الْآيَةِ قَالَتْ : هُوَ الْمُحَارِفُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَتَيَسَّرُ لَهُ مَكْسَبُهُ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11129فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1021467أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ : إِنَّ فِي الْمَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ [ الْبَقَرَةِ : 77 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ قَالَ : سَبِيلُ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ .