nindex.php?page=treesubj&link=29025_31916nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41ولقد جاء آل فرعون النذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إن المجرمين في ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وكل شيء فعلوه في الزبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير مستطر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إن المتقين في جنات ونهر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق عند مليك مقتدر
النذر يجوز أن يكون جمع نذير ، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإنذار كما تقدم ، وهي الآيات التي أنذرهم بها
موسى .
وهذا أولى لقوله : كذبوا بآياتنا كلها فإنه بيان لذلك ، والمراد بها الآيات التسع التي تقدم ذكرها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر أي أخذناهم بالعذاب أخذ غالب في انتقامه قادر على إهلاكهم لا يعجزه شيء .
ثم خوف سبحانه كفار
مكة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=29025_32016_30539_29677أكفاركم خير من أولئكم والاستفهام للإنكار ، والمعنى النفي : أي ليس كفاركم يا أهل
مكة ، أو يا معشر العرب خير من كفار من تقدمكم من الأمم الذين أهلكوا بسبب كفرهم ، فكيف تطمعون في السلامة من العذاب وأنتم شر منهم .
ثم أضرب سبحانه عن ذلك وانتقل إلى تبكيتهم بوجه آخر هو أشد من التبكيت بالوجه الأول فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أم لكم براءة في الزبر والزبر هي الكتب المنزلة على الأنبياء ، والمعنى : إنكار أن تكون لهم براءة من عذاب الله في شيء من كتب الأنبياء .
ثم أضرب عن هذا التبكيت وانتقل إلى التبكيت لهم بوجه آخر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر أي جماعة لا تطاق لكثرة عددنا وقوتنا أو أمرنا مجتمع لا نغلب ، وأفرد منتصرا اعتبارا بلفظ جميع .
قال
الكلبي : المعنى نحن جميع أمرنا ننتصر من أعدائنا .
فرد الله سبحانه عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع أي جمع كفار
مكة ، أو كفار العرب على العموم .
قرأ الجمهور " سيهزم " بالتحتية مبنيا للمفعول .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش عن
يعقوب " سنهزم " بالنون وكسر الزاي ، ونصب " الجمع " .
وقرأ
أبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة بالتحتية مبنيا للفاعل ، وقرئ بالفوقية مبنيا للفاعل " ويولون الدبر " قرأ الجمهور يولون بالتحتية ، وقرأ
عيسى ،
وابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش عن
يعقوب بالفوقية على الخطاب ، والمراد بالدبر الجنس ، وهو في معنى الإدبار ،
[ ص: 1432 ] وقد هزمهم الله يوم
بدر وولوا الأدبار ، وقتل رؤساء الشرك وأساطير الكفر ، فلله الحمد .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=29025_30539بل الساعة موعدهم أي موعد عذابهم الأخروي ، وليس هذا العذاب الكائن في الدنيا بالقتل والأسر والقهر هو تمام ما وعدوا به من العذاب ، وإنما هو مقدمة من مقدماته وطليعة من طلائعه ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46والساعة أدهى وأمر أي وعذاب الساعة أعظم في الضر وأفظع ، مأخوذ من الدهاء ، وهو النكر والفظاعة ، ومعنى أمر : أشد مرارة من عذاب الدنيا ، يقال دهاه أمر كذا : أي أصابه دهوا ودهيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29025_30539_30437إن المجرمين في ضلال وسعر أي في ذهاب عن الحق وبعد عنه ، وقد تقدم في هذه السورة تفسير " وسعر " فلا نعيده .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون في النار على وجوههم والظرف منتصب بما قبله : أي كائنون في ضلال وسعر يوم يسحبون ، أو بقول مقدر بعده : أي يوم يسحبون يقال لهم : ذوقوا مس سقر أي قاسوا حرها وشدة عذابها ، وسقر علم لجهنم .
وقرأ
أبو عمرو في رواية عنه بإدغام سين " مس " في سين " سقر " .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29025_30455إنا كل شيء خلقناه بقدر قرأ الجمهور بنصب " كل " على الاشتغال .
وقرأ
أبو السماك بالرفع ، والمعنى : أن كل شيء من الأشياء خلقه الله سبحانه ملتبسا بقدر قدره وقضاء قضاه سبق في علمه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه ، والقدر التقدير ، وقد قدمنا الكلام على تفسير هذه الآية مستوفى .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر أي إلا مرة واحدة أو كلمة واحدة كلمح بالبصر في سرعته ، واللمح : النظر على العجلة والسرعة .
وفي الصحاح لمحه وألمحه : إذا أبصره بنظر خفيف ، والاسم اللمحة .
قال
الكلبي : وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كطرف البصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=29025_32006_32016ولقد أهلكنا أشياعكم أي أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم ، وقيل أتباعكم وأعوانكم فهل من مدكر يتذكر ويتعظ بالمواعظ ويعلم أن ذلك حق ، فيخاف العقوبة وأن يحل به ما حل بالأمم السالفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وكل شيء فعلوه في الزبر أي جميع ما فعلته الأمم من خير أو شر مكتوب في اللوح المحفوظ ، وقيل في كتب الحفظة .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير مستطر أي كل شيء من أعمال الخلق وأقوالهم وأفعالهم مسطور في اللوح المحفوظ صغيره وكبيره وجليله وحقيره ، يقال : سطر يسطر سطرا : كتب .
وأسطر مثله .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=29025_19875_19889إن المتقين في جنات ونهر أي في بساتين مختلفة وجنان متنوعة وأنهار متدفقة .
قرأ الجمهور " ونهر " بفتح الهاء على الإفراد ، وهو جنس يشمل أنهار الجنة وقرأ
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
وأبو السماك بسكون الهاء وهما لغتان ، وقرأ
أبو مجلز ،
وأبو نهشل ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف ،
وقتادة " نهر " بضم النون والهاء على الجمع .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق أي في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم ، وهو الجنة عند مليك مقتدر أي قادر على ما يشاء لا يعجزه شيء ، و " عند " هاهنا كناية عن الكرامة وشرف المنزلة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16542عثمان البتي " في مقاعد صدق " .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أكفاركم خير من أولئكم يقول : ليس كفاركم خير من قوم
نوح وقوم
لوط .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن منيع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر قال : كان ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=30772_30780يوم بدر قالوا : نحن جميع منتصر فنزلت هذه الآية .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم
بدر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021515أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا ، فأخذ أبو بكر بيده وقال : حسبك يا رسول الله ألححت على ربك ، فخرج وهو يثب في الدرع ويقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021516جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر ، فنزلت يوم يسحبون في النار على وجوههم .
وأخرج
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021517كل شيء بقدر حتى العجز والكيس وأخرج
ابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير مستطر قال : مسطور في الكتاب اهـ .
nindex.php?page=treesubj&link=29025_31916nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
النُّذُرُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ نَذِيرٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْإِنْذَارِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَهِيَ الْآيَاتُ الَّتِي أَنْذَرَهُمْ بِهَا
مُوسَى .
وَهَذَا أَوْلَى لِقَوْلِهِ : كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَإِنَّهُ بَيَانٌ لِذَلِكَ ، وَالْمُرَادُ بِهَا الْآيَاتُ التِّسْعُ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ أَيْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ أَخْذَ غَالِبٍ فِي انْتِقَامِهِ قَادِرٍ عَلَى إِهْلَاكِهِمْ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ .
ثُمَّ خَوَّفَ سُبْحَانَهُ كُفَّارَ
مَكَّةَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=29025_32016_30539_29677أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْمَعْنَى النَّفْيُ : أَيْ لَيْسَ كُفَّارُكُمْ يَا أَهْلَ
مَكَّةَ ، أَوْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ خَيْرٌ مِنْ كَفَّارِ مَنْ تَقَدَّمَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ الَّذِينَ أُهْلِكُوا بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ ، فَكَيْفَ تَطْمَعُونَ فِي السَّلَامَةِ مِنَ الْعَذَابِ وَأَنْتُمْ شَرٌّ مِنْهُمْ .
ثُمَّ أَضْرَبَ سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ وَانْتَقَلَ إِلَى تَبْكِيتِهِمْ بِوَجْهٍ آخَرَ هُوَ أَشَدُّ مِنَ التَّبْكِيتِ بِالْوَجْهِ الْأَوَّلِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ وَالزُّبُرُ هِيَ الْكُتُبُ الْمُنَزَّلَةُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمَعْنَى : إِنْكَارُ أَنْ تَكُونَ لَهُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ .
ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ هَذَا التَّبْكِيتِ وَانْتَقَلَ إِلَى التَّبْكِيتِ لَهُمْ بِوَجْهٍ آخَرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ أَيْ جَمَاعَةٌ لَا تُطَاقُ لِكَثْرَةِ عَدَدِنَا وَقُوَّتِنَا أَوْ أَمْرُنَا مُجْتَمِعٌ لَا نُغْلَبُ ، وَأَفْرَدَ مُنْتَصِرًا اعْتِبَارًا بِلَفْظِ جَمِيعٍ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْمَعْنَى نَحْنُ جَمِيعُ أَمْرِنَا نَنْتَصِرُ مِنْ أَعْدَائِنَا .
فَرَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ أَيْ جَمْعُ كَفَّارِ
مَكَّةَ ، أَوْ كُفَّارِ الْعَرَبِ عَلَى الْعُمُومِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " سَيُهْزَمُ " بِالتَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ عَنْ
يَعْقُوبَ " سَنَهْزِمُ " بِالنُّونِ وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَنَصَبَ " الْجَمْعَ " .
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِالتَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَقُرِئَ بِالْفَوْقِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ " وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ " قَرَأَ الْجُمْهُورُ يُوَلُّونَ بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَقَرَأَ
عِيسَى ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَوَرْشٌ عَنْ
يَعْقُوبَ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ ، وَالْمُرَادُ بِالدُّبُرِ الْجِنْسُ ، وَهُوَ فِي مَعْنَى الْإِدْبَارِ ،
[ ص: 1432 ] وَقَدْ هَزَمَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ
بَدْرٍ وَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ، وَقَتَلَ رُؤَسَاءَ الشِّرْكِ وَأَسَاطِيرَ الْكُفْرِ ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=29025_30539بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ أَيْ مَوْعِدُ عَذَابِهِمُ الْأُخْرَوِيِّ ، وَلَيْسَ هَذَا الْعَذَابُ الْكَائِنُ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالْقَهْرِ هُوَ تَمَامُ مَا وُعِدُوا بِهِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مُقَدِّمَةٌ مِنْ مُقَدِّمَاتِهِ وَطَلِيعَةٌ مِنْ طَلَائِعِهِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ أَيْ وَعَذَابُ السَّاعَةِ أَعْظَمُ فِي الضُّرِّ وَأَفْظَعُ ، مَأْخُوذٌ مِنَ الدَّهَاءِ ، وَهُوَ النُّكْرُ وَالْفَظَاعَةُ ، وَمَعْنَى أَمَرُّ : أَشَدُّ مَرَارَةً مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا ، يُقَالُ دَهَاهُ أَمْرُ كَذَا : أَيْ أَصَابَهُ دَهْوًا وَدَهْيًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29025_30539_30437إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ أَيْ فِي ذَهَابٍ عَنِ الْحَقِّ وَبُعْدٍ عَنْهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ تَفْسِيرُ " وَسُعُرٍ " فَلَا نُعِيدُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَالظَّرْفُ مُنْتَصِبٌ بِمَا قَبْلَهُ : أَيْ كَائِنُونَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ ، أَوْ بِقَوْلٍ مُقَدَّرٍ بَعْدَهُ : أَيْ يَوْمَ يُسْحَبُونَ يُقَالُ لَهُمْ : ذُوقُوا مَسَّ سَقَرٍ أَيْ قَاسُوا حَرَّهَا وَشِدَّةَ عَذَابِهَا ، وَسَقَرُ عَلَمٌ لِجَهَنَّمَ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِإِدْغَامِ سِينِ " مَسَّ " فِي سِينِ " سَقَرَ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29025_30455إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ " كُلَّ " عَلَى الِاشْتِغَالِ .
وَقَرَأَ
أَبُو السِّمَاكِ بِالرَّفْعِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ خَلَقَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُلْتَبِسًا بِقَدَرٍ قَدَّرَهُ وَقَضَاءٍ قَضَاهُ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَبْلَ وُقُوعِهِ ، وَالْقَدَرُ التَّقْدِيرُ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا الْكَلَامَ عَلَى تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ مُسْتَوْفًى .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ أَيْ إِلَّا مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ أَوْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ فِي سُرْعَتِهِ ، وَاللَّمْحُ : النَّظَرُ عَلَى الْعَجَلَةِ وَالسُّرْعَةِ .
وَفِي الصِّحَاحِ لَمَحَهُ وَأَلْمَحَهُ : إِذَا أَبْصَرَهُ بِنَظَرٍ خَفِيفٍ ، وَالِاسْمُ اللَّمْحَةُ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : وَمَا أَمْرُنَا بِمَجِيءِ السَّاعَةِ فِي السُّرْعَةِ إِلَّا كَطَرْفِ الْبَصَرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=29025_32006_32016وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ أَيْ أَشْبَاهَكُمْ وَنُظَرَاءَكُمْ فِي الْكُفْرِ مِنَ الْأُمَمِ ، وَقِيلَ أَتْبَاعَكُمْ وَأَعْوَانَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ يَتَذَكَّرُ وَيَتَّعِظُ بِالْمَوَاعِظِ وَيَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ حَقٌّ ، فَيَخَافُ الْعُقُوبَةَ وَأَنْ يَحِلَّ بِهِ مَا حَلَّ بِالْأُمَمِ السَّالِفَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ أَيْ جَمِيعُ مَا فَعَلَتْهُ الْأُمَمُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ، وَقِيلَ فِي كُتُبِ الْحَفَظَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ أَيْ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَلْقِ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ مَسْطُورٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ صَغِيرُهُ وَكَبِيرُهُ وَجَلِيلُهُ وَحَقِيرُهُ ، يُقَالُ : سَطَرَ يَسْطُرُ سَطْرًا : كَتَبَ .
وَأَسْطَرَ مِثْلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=29025_19875_19889إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ أَيْ فِي بَسَاتِينَ مُخْتَلِفَةٍ وَجِنَانٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَأَنْهَارٍ مُتَدَفِّقَةٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " وَنَهَرٍ " بِفَتْحِ الْهَاءِ عَلَى الْإِفْرَادِ ، وَهُوَ جِنْسٌ يَشْمَلُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَأَبُو السِّمَاكِ بِسُكُونِ الْهَاءِ وَهُمَا لُغَتَانِ ، وَقَرَأَ
أَبُو مِجْلَزٍ ،
وَأَبُو نَهْشَلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ،
وَقَتَادَةُ " نُهُرٍ " بِضَمِّ النُّونِ وَالْهَاءِ عَلَى الْجَمْعِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ أَيْ فِي مَجْلِسِ حَقٍّ لَا لَغْوَ فِيهِ وَلَا تَأْثِيمَ ، وَهُوَ الْجَنَّةُ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أَيْ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ، وَ " عِنْدَ " هَاهُنَا كِنَايَةٌ عَنِ الْكَرَامَةِ وَشَرَفِ الْمَنْزِلَةِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16542عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ " فِي مَقَاعِدِ صِدْقٍ " .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ يَقُولُ : لَيْسَ كُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ قَوْمِ
نُوحٍ وَقَوْمِ
لُوطٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ مَنِيعٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ قَالَ : كَانَ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=30772_30780يَوْمَ بَدْرٍ قَالُوا : نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَوْمَ
بَدْرٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021515أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ وَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ وَيَقُولُ : سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُمْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021516جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ ، فَنَزَلَتْ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
مُسْلِمٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021517كُلُّ شَيْءٍ بِقَدْرٍ حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ قَالَ : مَسْطُورٌ فِي الْكِتَابِ اهـ .