وهي مكية في قول الجميع .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32324_28889نزلت سورة عبس بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أن جاءه الأعمى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أو يذكر فتنفعه الذكرى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أما من استغنى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فأنت له تصدى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وما عليك ألا يزكى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=8وأما من جاءك يسعى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=9وهو يخشى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=10فأنت عنه تلهى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=11كلا إنها تذكرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=12فمن شاء ذكره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=13في صحف مكرمة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=14مرفوعة مطهرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بأيدي سفرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كرام بررة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17قتل الإنسان ما أكفره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18من أي شيء خلقه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19من نطفة خلقه فقدره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=20ثم السبيل يسره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=21ثم أماته فأقبره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=22ثم إذا شاء أنشره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=23كلا لما يقض ما أمره nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24فلينظر الإنسان إلى طعامه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=25أنا صببنا الماء صبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثم شققنا الأرض شقا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فأنبتنا فيها حبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وعنبا وقضبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=29وزيتونا ونخلا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وحدائق غلبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وفاكهة وأبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=32متاعا لكم ولأنعامكم nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=33فإذا جاءت الصاخة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يوم يفر المرء من أخيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=35وأمه وأبيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=36وصاحبته وبنيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=38وجوه يومئذ مسفرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=39ضاحكة مستبشرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=40ووجوه يومئذ عليها غبرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41ترهقها قترة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=42أولئك هم الكفرة الفجرة nindex.php?page=treesubj&link=29051قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى أي كلح وجهه وأعرض .
وقرئ " عبس " بالتشديد .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أن جاءه الأعمى مفعول لأجله : أي لأن جاءه الأعمى ، والعامل فيه إما ( عبس ) أو تولى على الاختلاف بين البصريين والكوفيين في التنازع هل المختار إعمال الأول أو الثاني ؟ .
وقد أجمع المفسرون على أن سبب نزول الآية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021756أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد طمع في إسلامهم ، فأقبل nindex.php?page=showalam&ids=100عبد الله بن أم مكتوم ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليه nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم كلامه ، فأعرض عنه فنزلت ، وسيأتي في آخر البحث بيان هذا إن شاء الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى التفت سبحانه إلى خطاب نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المشافهة أدخل في العتاب : أي أي شيء يجعلك داريا بحاله حتى تعرض عنه . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3لعله يزكى مستأنفة لبيان أن له شأنا ينافي الإعراض عنه : أي لعله يتطهر من الذنوب
[ ص: 1586 ] بالعمل الصالح بسبب ما يتعلمه منك ، فالضمير في " لعله " راجع إلى الأعمى ، وقيل هو راجع إلى الكافر : أي وما يدريك أن ما طمعت فيه ممن اشتغلت بالكلام معه عن الأعمى أنه يزكى أو يذكر ، والأول أولى .
وكلمة الترجي باعتبار من وجه إليه الخطاب للتنبيه على أن الإعراض عنه مع كونه مرجو التزكي مما لا يجوز . قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أن جاءه الأعمى على الخبر بدون استفهام ، ووجهه ما تقدم .
وقرأ
الحسن أن جاءه بالمد على الاستفهام ، فهو على هذه القراءة متعلق بفعل محذوف دل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى والتقدير : أن جاءه الأعمى تولى وأعرض ، ومثل هذه الآية قوله في سورة الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي [ الأنعام : 52 ] وكذلك قوله : في سورة الكهف
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا [ الكهف : 28 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أو يذكر عطف على يزكى داخل معه في حكم الترجي : أي أو يتذكر فيتعظ بما تعلمه من المواعظ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4فتنفعه الذكرى أي الموعظة .
قرأ الجمهور " فتنفعه " بالرفع ، وقرأ
عاصم وابن أبي إسحاق ،
وعيسى ،
والسلمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش بالنصب على جواب الترجي .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أما من استغنى أي كان ذا ثروة وغنى ، أو استغنى عن الإيمان وعما عندك من العلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فأنت له تصدى أي تصغي لكلامه ، والتصدي الإصغاء .
قرأ الجمهور تصدى بالتخفيف على طرح إحدى التاءين تخفيفا ، وقرأ
نافع ،
وابن محيصن بالتشديد على الإدغام ، وفي هذا مزيد تنفير له صلى الله عليه وسلم عن الإقبال عليهم والإصغاء إلى كلامهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وما عليك ألا يزكى أي أي شيء عليك في أن لا يسلم ولا يهتدي ، فإنه ليس عليك إلا البلاغ ، فلا تهتم بأمر من كان هكذا من الكفار . ويجوز أن تكون " ما " نافية : أي ليس عليك بأس في أن لا يتزكى من تصديت له وأقبلت عليه ، وتكون الجملة في محل نصب على الحال من ضمير " تصدى " .
ثم زاد سبحانه في معاتبة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=8وأما من جاءك يسعى أي وصل إليك حال كونه مسرعا في المجيء إليك طالبا منك أن ترشده إلى الخير وتعظه بمواعظ الله .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=9وهو يخشى حال من فاعل ( يسعى ) على التداخل ، أو من فاعل ( جاءك ) على الترادف .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=10فأنت عنه تلهى أي تتشاغل عنه وتعرض عن الإقبال عليه عنه ، والتلهي : التشاغل والتغافل ، يقال لهيت عن الأمر ألهى : أي تشاغلت عنه ، وكذا تلهيت .
وقوله : كلا ردع له صلى الله عليه وسلم عما عوتب عليه : أي لا تفعل بعد هذا الواقع منك مثله من الإعراض عن الفقير ، والتصدي للغني والتشاغل به ، مع كونه ليس ممن يتزكى عن إرشاد ما جاءك من أهل التزكي والقبول للموعظة ، وهذا الواقع من النبي صلى الله عليه وسلم هو من باب ترك الأولى فأرشده الله سبحانه إلى ما هو الأولى به .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=11إنها تذكرة أي أن هذه الآيات أو السورة موعظة حقها أن تتعظ بها وتقبلها وتعمل بموجبها ويعمل بها كل أمتك
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=12فمن شاء ذكره أي فمن رغب فيها اتعظ بها وحفظها وعمل بموجبها ، ومن رغب عنها كما فعله من استغنى فلا حاجة إلى الاهتمام بأمره .
قيل الضميران في ( إنها ) وفي ( ذكره ) : للقرآن ، وتأنيث الأول لتأنيث خبره .
وقيل الأول للسورة ، أو للآيات السابقة .
والثاني للتذكرة لأنها في معنى الذكر .
وقيل إن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=12فمن شاء ذكره فمن شاء الله ألهمه وفهمه القرآن حتى يذكره ويتعظ به ، والأول أولى .
ثم أخبر سبحانه عن عظم هذه التذكرة وجلالتها فقال : في صحف أي إنها تذكرة كائنة في صحف ، فالجار والمجرور صفة ل ( تذكرة ) ، وما بينهما اعتراض ، والصحف جمع صحيفة ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=13مكرمة أنها مكرمة عند الله لما فيها من العلم والحكمة ، أو لأنها نازلة من اللوح المحفوظ ، وقيل المراد بالصحف كتب الأنبياء ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إن هذا لفي الصحف الأولى nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=19صحف إبراهيم وموسى [ الأعلى : 19 ، 18 ] .
ومعنى مرفوعة أنها رفيعة القدر عند الله ، وقيل مرفوعة في السماء السابعة .
قال
الواحدي : قال المفسرون :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=13مكرمة يعني اللوح المحفوظ مرفوعة يعني في السماء السابعة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : مرفوعة القدر والذكر ، وقيل مرفوعة عن الشبه والتناقض مطهرة أي منزهة لا يمسها إلا المطهرون .
قال
الحسن : مطهرة من كل دنس .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : مصانة عن الكفار لا ينالونها .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بأيدي سفرة السفرة جمع سافر ككتبة وكاتب ، والمعنى : أنها بأيدي كتبة من الملائكة ينسخون الكتب من اللوح المحفوظ .
قال
الفراء : السفرة هنا الملائكة الذين يسفرون بالوحي بين الله ورسوله ، من السفارة وهو السعي بين القوم ، وأنشد :
فما أدع السفارة بين قومي ولا أمشي بغير أب نسيب
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وإنما قيل للكتاب سفر بكسر السين ، والكتاب سافر ؛ لأن معناه أنه بين ، يقال أسفر الصبح : إذا أضاء ، وأسفرت المرأة : إذا كشفت النقاب عن وجهها ، ومنه سفرت بين القوم أسفر سفارة : أي أصلحت بينهم .
قال
مجاهد : هم الملائكة الكرام الكاتبون لأعمال العباد .
وقال
قتادة : السفرة هنا هم القراء لأنهم يقرءون الأسفار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم أثنى سبحانه على السفرة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كرام بررة أي كرام على ربهم كذا قال
الكلبي .
وقال
الحسن : كرام عن المعاصي ، فهم يرفعون أنفسهم عنها .
وقيل يتكرمون أن يكونوا مع ابن آدم إذا خلا بزوجته ، أو قضى حاجته .
وقيل يؤثرون منافع غيرهم على منافعهم .
وقيل يتكرمون على المؤمنين بالاستغفار لهم .
والبررة جمع بار مثل كفرة وكافر : أي أتقياء مطيعون لربهم صادقون في إيمانهم ، وقد تقدم تفسيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17قتل الإنسان ما أكفره أي لعن الإنسان الكافر ما أشد كفره ، وقيل عذب ، قيل : والمراد به
عتبة بن أبي لهب ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17ما أكفره التعجب من إفراط كفره .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه اعجبوا أنتم من كفره ، وقيل المراد بالإنسان من تقدم ذكره في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أما من استغنى وقيل المراد به الجنس ، وهذا هو الأولى ، فيدخل تحته كل كافر شديد الكفر ، ويدخل تحته من كان سببا لنزول الآية دخولا أوليا .
ثم ذكر سبحانه ما كان ينبغي لهذا
[ ص: 1587 ] الكافر أن ينظر فيه حتى ينزجر عن كفره ويكف عن طغيانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18من أي شيء خلقه أي من أي شيء خلق الله هذا الكافر والاستفهام للتقرير .
ثم فسر ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=32405من نطفة خلقه أي من ماء مهين ، وهذا تحقير له .
قال
الحسن : كيف يتكبر من خرج من مخرج البول مرتين ، ومعنى فقدره أي فسواه وهيأه لمصالح نفسه ، وخلق له اليدين والرجلين والعينين وسائر الآلات والحواس ، وقيل قدره أطوارا من حال إلى حال ؛ نطفة ثم علقة إلى أن تم خلقه .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=20ثم السبيل يسره أي يسر له الطريق إلى الخير والشر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
ومقاتل ،
وعطاء ،
وقتادة .
يسره للخروج من بطن أمه ، والأول أولى .
ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين [ البلد : 10 ] وانتصاب السبيل بمضمر يدل عليه الفعل المذكور : أي يسر السبيل يسره .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=21ثم أماته فأقبره أي جعله بعد أن أماته ذا قبر يوارى فيه إكراما له ، ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله السباع والطير ، كذا قال
الفراء : وقال
أبو عبيدة : جعل له قبرا وأمر أن يقبر فيه .
ولم يقل قبره ؛ لأن القابر هو الدافن بيده ، ومنه قول
الأعشى :
لو أسندت ميتا إلى صدرها عاش ولم ينقل إلى قابر
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=22ثم إذا شاء أنشره أي ثم إذا شاء إنشاره أنشره : أي أحياه بعد موته ، وعلق الإنشار بالمشيئة للدلالة على أن وقته غير متعين ، بل هو تابع للمشيئة ، قرأ الجمهور أنشره بالألف ، وروى
أبو حيوة عن
نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16108وشعيب بن أبي حمزة ( نشره ) بغير ألف ، وهما لغتان فصيحتان .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=23كلا لما يقض ما أمره كلا ردع وزجر للإنسان الكافر : أي ليس الأمر كما يقول .
ومعنى : لما يقض ما أمره ، لم يقض ما أمره الله به من العمل بطاعته واجتناب معاصيه ، وقيل المراد الإنسان على العموم ، وأنه لم يفعل ما أمره الله به مع طول المدة لأنه لا يخلو من تقصير .
قال
الحسن : أي حقا لم يعمل ما أمر به .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابن فورك : أي كلا لما يقض لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان ، بل أمره بما لم يقض له .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : الوقف على ( كلا ) قبيح والوقف على ( أمره ) جيد ، و ( كلا ) على هذا بمعنى حقا .
وقيل المعنى : لما يقض جميع أفراد الإنسان ما أمره ، بل أخل به : بعضها بالكفر ، وبعضها بالعصيان ، وما قضى ما أمره الله إلا القليل .
ثم شرع سبحانه في تعداد نعمه على عباده ليشكروها ، وينزجروا عن كفرانها بعد ذكر النعم المتعلقة بحدوثه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29485فلينظر الإنسان إلى طعامه أي ينظر كيف خلق الله طعامه الذي جعله سببا لحياته ؟ وكيف هيأ له أسباب المعاش يستعد بها للسعادة الأخروية ؟ قال
مجاهد : معناه فلينظر الإنسان إلى طعامه : أي إلى مدخله ومخرجه ، والأول أولى .
ثم بين ذلك سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=25أنا صببنا الماء صبا قرأ الجمهور " إنا " بالكسر على الاستئناف .
وقرأ الكوفيون
ورويس عن
يعقوب بالفتح على أنه بدل من طعامه بدل اشتمال لكون نزول المطر سببا لحصول الطعام ، فهو كالمشتمل عليه ، أو بتقدير لام العلة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الكسر على الابتداء والاستئناف ، والفتح على معنى البدل من الطعام .
المعنى : فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا ، وأراد بصب الماء المطر .
وقرأ
الحسن بن علي بالفتح والإمالة .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثم شققنا الأرض شقا أي شققناها بالنبات الخارج منها بسبب نزول المطر شقا بديعا بما يخرج منه في الصغر والكبر والشكل والهيئة .
ثم بين سبب هذا الشق وما وقع لأجله فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فأنبتنا فيها حبا يعني الحبوب التي يتغذى بها ، والمعنى : أن النبات لا يزال ينمو ويتزايد إلى أن يصير حبا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وعنبا معطوف على حبا : أي وأنبتنا فيها عنبا ، قيل وليس من لوازم العطف أن يقيد المعطوف بجميع ما قيد به المعطوف عليه فلا ضير في خلو إنبات العنب عن شق الأرض . والقضب : هو القت الرطب الذي يقضب مرة بعد أخرى تعلف به الدواب ، ولهذا سمي قضبا على مصدر قضبه : أي قطعه كأنه لتكرر قطعها نفس القطع .
قال
الخليل : القضب : الفصفصة الرطبة ، فإذا يبست فهي القت .
قال في الصحاح : والقضبة والقضب الرطبة ، قال : والموضع الذي ينبت فيه مقضبة .
قال
القتيبي ،
وثعلب : وأهل
مكة يسمون العنب : القضب .
والزيتون هو ما يعصر منه الزيت ، وهو شجرة الزيتون المعروفة ، والنخل هو جمع نخلة .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وحدائق غلبا جمع حديقة ، وهي البستان ، والغلب العظام الغلاظ الرقاب .
وقال
قتادة ،
ومقاتل : الغلب الملتف بعضها ببعض ، يقال : رجل أغلب : إذا كان عظيم الرقبة ، ويقال للأسد أغلب لأنه مصمت العنق لا يلتفت إلا جميعا .
قال
العجاج :
ما زلت يوم البين ألوي صلبي والرأس حتى صرت مثل الأغلب
وجمع أغلب وغلباء غلب كما جمع أحمر وحمراء على حمر .
وقال
قتادة ،
وابن زيد : الغلب النخل الكرام .
وعن
ابن زيد أيضا
وعكرمة : هي غلاظ الأوساط والجذوع .
والفاكهة ما يأكله الإنسان من ثمار الأشجار كالعنب والتين والخوخ ونحوها .
والأب كل ما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه من الكلأ وسائر أنواع الري ، ومنه قول الشاعر :
جدنا قيس ونجد دارنا ولنا الأب بها والمكرع
قال
الضحاك : الأب كل شيء ينبت على وجه الأرض .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16405ابن أبي طلحة : هو الثمار الرطبة .
وروي عن
الضحاك أيضا أنه قال : هو التين خاصة ، والأول أولى .
ثم شرع سبحانه في بيان
nindex.php?page=treesubj&link=30291_28766أحوال المعاد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=33فإذا جاءت الصاخة يعني صيحة يوم القيامة ، وسميت صاخة لشدة صوتها لأنها تصخ الآذان : أي تصمها فلا تسمع ، وقيل سميت صاخة لأنها يصيخ لها الأسماع ، من قولك أصاخ إلى كذا أي استمع إليه ، والأول أصح .
قال
الخليل : الصاخة : صيحة تصخ الآذان حتى تصمها بشدة وقعها ، وأصل الكلمة في اللغة مأخوذة من الصك الشديد ، يقال صخه بالحجر : إذا صكه بها ، وجواب ( إذا ) محذوف يدل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه أي فإذا جاءت الصاخة اشتغل
[ ص: 1588 ] كل أحد بنفسه .
والظرف في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يوم يفر المرء من أخيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=35وأمه وأبيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=36وصاحبته وبنيه إما بدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109إذا جاءت أو منصوب بمقدر : أي أعني ، ويكون تفسيرا للصاخة ، أو بدلا منها مبني على الفتح ، وخص هؤلاء بالذكر لأنهم أخص القرابة ، وأولادهم بالحنو والرأفة ، فالفرار منهم لا يكون إلا لهول عظيم ، وخطب فظيع .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه أي لكل إنسان يوم القيامة شأن يشغله عن الأقرباء ويصرفه عنهم .
وقيل إنما يفر عنهم حذرا من مطالبتهم إياه بما بينهم ، وقيل يفر عنهم لئلا يروا ما هو فيه من الشدة ، وقيل لعلمه أنهم لا ينفعونه ولا يغنوه عنه شيئا كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا والجملة مستأنفة مسوقة لبيان سبب الفرار .
قال
ابن قتيبة : يغنيه : أي يصرفه عن قرابته ، ومنه يقال أغن عني وجهك : أي اصرفه .
قرأ الجمهور يغنيه بالغين المعجمة .
وقرأ
ابن محيصن بالعين المهملة مع فتح الياء : أي يهمه ، من عناه الأمر إذا أهمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=38وجوه يومئذ مسفرة وجوه مبتدأ وإن كان نكرة لأنه في مقام التفصيل ، وهو من مسوغات الابتداء بالنكرة ، و يومئذ متعلق به ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=38مسفرة خبره ، ومعنى مسفرة : مشرقة مضيئة ، وهي وجوه المؤمنين لأنهم قد علموا إذا ذاك ما لهم من النعيم والكرامة ، يقال أسفر الصبح : إذا أضاء .
قال
الضحاك : مسفرة من آثار الوضوء ، وقيل من قيام الليل .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=39ضاحكة مستبشرة أي فرحة بما نالته من الثواب الجزيل .
ثم لما فرغ من ذكر حال المؤمنين ذكر حال الكفار فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=40ووجوه يومئذ عليها غبرة أي غبار وكدورة لما تراه مما أعده الله لها من العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41ترهقها قترة أي يغشاها ويعلوها سواد وكسوف ، وقيل ذلة ، وقيل شدة ، والقتر في كلام العرب الغبار ، كذا قال
أبو عبيدة ، وأنشد قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
متوج برداء الملك يتبعه فوج ترى فوقه الرايات والقترا
ويدفع ما قاله
أبو عبيدة تقدم ذكر الغبرة فإنها واحدة الغبار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : القترة ما ارتفعت إلى السماء ، والغبرة ما انحطت إلى الأرض .
أولئك يعني أصحاب الوجوه
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=42هم الكفرة الفجرة أي الجامعون بين الكفر بالله والفجور ، يقال فجر : أي فسق ، وفجر : أي كذب ، وأصله الميل ، والفاجر المائل عن الحق .
وقد أخرج
الترمذي وحسنه
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021757أنزلت " عبس وتولى " في nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم الأعمى ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني . وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول لا ، ففي هذا أنزلت .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وأبو يعلى عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021758جاء nindex.php?page=showalam&ids=100عبد الله ابن أم مكتوم ، وهو يكلم أبي بن خلف ، فأعرض عنه ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أن جاءه الأعمى فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس بن عبد المطلب ، وأبا جهل بن هشام وكان يتصدى لهم كثيرا ويحرص عليهم أن يؤمنوا ، فأقبل عليهم رجل أعمى يقال له nindex.php?page=showalam&ids=100عبد الله ابن أم مكتوم يمشي ، وهو يناجيهم ، فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن قال : يا رسول الله علمني مما علمك الله ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه وأقبل على الآخرين ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه ، وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله ببعض بصره ، ثم خفق برأسه ، ثم أنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى الآية ، فلما نزل فيه ما نزل أكرمه نبي الله صلى الله عليه وسلم وكلمه وقال له : ما حاجتك ؟ هل تريد من شيء ؟ وإذا ذهب من عنده قال : هل لك حاجة في شيء ؟ قال
ابن كثير : فيه غرابة ، وقد تكلم في إسناده .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بأيدي سفرة قال : كتبة .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بأيدي سفرة قال : هم بالنبطية القراء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كرام بررة قال : الملائكة : وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما عن
عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021760nindex.php?page=treesubj&link=18621الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، nindex.php?page=treesubj&link=18622والذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=20ثم السبيل يسره قال : يعني بذلك خروجه من بطن أمه يسره له .
وأخرج
ابن المنذر عن
عبد الله بن الزبير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : إلى مدخله ومخرجه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : إلى خرئه .
وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=25أنا صببنا الماء صبا قال : المطر
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثم شققنا الأرض شقا قال : عن النبات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وقضبا قال : الفصفصة يعني القت
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وحدائق غلبا قال : طوالا
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وفاكهة وأبا قال : الثمار الرطبة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الحدائق كل ملتف ، والغلب ما غلظ ، والأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وحدائق غلبا قال : شجر في الجنة يستظل به لا يحمل شيئا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : الأب : الكلأ والمرعى .
وأخرج
أبو عبيد في فضائله
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي قال : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق عن الأب ما هو ؟ فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم ؟ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
عبد الله بن يزيد : أن رجلا سأل
عمر عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وأبا فلما رآهم يقولون أقبل عليهم بالدرة .
وأخرج
ابن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب
والخطيب عن
أنس أن
عمر قرأ على المنبر
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فأنبتنا فيها nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27حبا وعنبا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وأبا قال : كل هذا قد عرفناه ، فما الأب ؟ ثم رفض عصا كانت في يده
[ ص: 1589 ] فقال : هذا لعمر الله هو التكلف ، فما عليك أن لا تدري ما الأب ، اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب فاعملوا عليه ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال الصاخة من أسماء يوم القيامة .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : مسفرة قال : مشرقة ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41ترهقها قترة قال : تغشاها شدة وذلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه قترة قال : سواد الوجه .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32324_28889نَزَلَتْ سُورَةُ عَبَسَ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=8وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=9وَهُوَ يَخْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=10فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=11كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=12فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=13فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=14مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بِأَيْدِي سَفَرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كِرَامٍ بَرَرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18مِنْ أَيِ شَيْءٍ خَلَقَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=20ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=21ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=22ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=23كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=25أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وَعِنَبًا وَقَضْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=29وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وَحَدَائِقَ غُلْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وَفَاكِهَةً وَأَبًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=32مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=33فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=35وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=36وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لِكُلِ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=38وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=39ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=40وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=42أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29051قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى أَيْ كَلَّحَ وَجْهَهُ وَأَعْرَضَ .
وَقُرِئَ " عَبَّسَ " بِالتَّشْدِيدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ : أَيْ لِأَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ، وَالْعَامِلُ فِيهِ إِمَّا ( عَبَسَ ) أَوْ تَوَلَّى عَلَى الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ فِي التَّنَازُعِ هَلِ الْمُخْتَارُ إِعْمَالُ الْأَوَّلِ أَوِ الثَّانِي ؟ .
وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ سَبَبَ نُزُولَ الْآيَةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021756أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إِسْلَامِهِمْ ، فَأَقْبَلَ nindex.php?page=showalam&ids=100عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كَلَامَهُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ بَيَانُ هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى الْتَفَتَ سُبْحَانَهُ إِلَى خِطَابِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِأَنَّ الْمُشَافَهَةَ أَدْخَلُ فِي الْعِتَابِ : أَيْ أَيُّ شَيْءٍ يَجْعَلُكَ دَارِيًا بِحَالِهِ حَتَّى تُعْرِضَ عَنْهُ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3لَعَلَّهُ يَزَّكَّى مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ أَنَّ لَهُ شَأْنًا يُنَافِي الْإِعْرَاضَ عَنْهُ : أَيْ لَعَلَّهُ يَتَطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ
[ ص: 1586 ] بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ ، فَالضَّمِيرُ فِي " لَعَلَّهُ " رَاجِعٌ إِلَى الْأَعْمَى ، وَقِيلَ هُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْكَافِرِ : أَيْ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّ مَا طَمِعْتَ فِيهِ مِمَّنِ اشْتَغَلْتُ بِالْكَلَامِ مَعَهُ عَنِ الْأَعْمَى أَنَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَكَلِمَةُ التَّرَجِّي بِاعْتِبَارِ مَنْ وُجِّهَ إِلَيْهِ الْخِطَابُ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ الْإِعْرَاضَ عَنْهُ مَعَ كَوْنِهِ مَرْجُوَّ التَّزَكِّي مِمَّا لَا يَجُوزُ . قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى عَلَى الْخَبَرِ بِدُونِ اسْتِفْهَامٍ ، وَوَجْهُهُ مَا تَقَدَّمَ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ أَنْ جَاءَهُ بِالْمَدِّ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ ، فَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى وَالتَّقْدِيرُ : أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى تَوَلَّى وَأَعْرَضَ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ [ الْأَنْعَامِ : 52 ] وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : فِي سُورَةِ الْكَهْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [ الْكَهْفِ : 28 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أَوْ يَذَّكَّرُ عَطْفٌ عَلَى يَزَّكَّى دَاخِلٌ مَعَهُ فِي حُكْمِ التَّرَجِّي : أَيْ أَوْ يَتَذَكَّرُ فَيَتَّعِظُ بِمَا تَعَلَّمَهُ مِنَ الْمَوَاعِظِ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَيِ الْمَوْعِظَةُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " فَتَنْفَعُهُ " بِالرَّفْعِ ، وَقَرَأَ
عَاصِمٌ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
وَعِيسَى ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ بِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ التَّرَجِّي .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى أَيْ كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى ، أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الْإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى أَيْ تُصْغِي لِكَلَامِهِ ، وَالتَّصَدِّي الْإِصْغَاءُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ تَصَدَّى بِالتَّخْفِيفِ عَلَى طَرْحِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى الْإِدْغَامِ ، وَفِي هَذَا مَزِيدُ تَنْفِيرٍ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى أَيْ أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَنْ لَا يُسْلِمَ وَلَا يَهْتَدِي ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ، فَلَا تَهْتَمَّ بِأَمْرِ مِنْ كَانَ هَكَذَا مِنَ الْكُفَّارِ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ " مَا " نَافِيَةً : أَيْ لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ فِي أَنْ لَا يَتَزَكَّى مَنْ تَصَدَّيْتَ لَهُ وَأَقْبَلْتَ عَلَيْهِ ، وَتَكُونُ الْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " تَصَدَّى " .
ثُمَّ زَادَ سُبْحَانَهُ فِي مُعَاتَبَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=8وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى أَيْ وَصَلَ إِلَيْكَ حَالَ كَوْنِهِ مُسْرِعًا فِي الْمَجِيءِ إِلَيْكَ طَالِبًا مِنْكَ أَنْ تُرْشِدَهُ إِلَى الْخَيْرِ وَتَعِظَهُ بِمَوَاعِظِ اللَّهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=9وَهُوَ يَخْشَى حَالٌ مِنْ فَاعِلِ ( يَسْعَى ) عَلَى التَّدَاخُلِ ، أَوْ مِنْ فَاعِلِ ( جَاءَكَ ) عَلَى التَّرَادُفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=10فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أَيْ تَتَشَاغَلُ عَنْهُ وَتُعْرِضُ عَنِ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِ عَنْهُ ، وَالتَّلَهِّي : التَّشَاغُلُ وَالتَّغَافُلُ ، يُقَالُ لَهَيْتُ عَنِ الْأَمْرِ أَلْهَى : أَيْ تَشَاغَلْتُ عَنْهُ ، وَكَذَا تَلَهَّيْتُ .
وَقَوْلُهُ : كَلَّا رَدْعٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا عُوتِبَ عَلَيْهِ : أَيْ لَا تَفْعَلْ بَعْدَ هَذَا الْوَاقِعِ مِنْكَ مِثْلَهُ مِنْ الْإِعْرَاضِ عَنِ الْفَقِيرِ ، وَالتَّصَدِّي لِلْغَنِيِّ وَالتَّشَاغُلِ بِهِ ، مَعَ كَوْنِهِ لَيْسَ مِمَّنْ يَتَزَكَّى عَنْ إِرْشَادِ مَا جَاءَكَ مِنْ أَهْلِ التَّزَكِّي وَالْقَبُولِ لِلْمَوْعِظَةِ ، وَهَذَا الْوَاقِعُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ مِنْ بَابِ تَرْكِ الْأَوْلَى فَأَرْشَدَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِلَى مَا هُوَ الْأَوْلَى بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=11إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ أَيْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ أَوِ السُّورَةَ مَوْعِظَةٌ حَقُّهَا أَنْ تَتَّعِظَ بِهَا وَتَقْبَلَهَا وَتَعْمَلَ بِمُوجِبِهَا وَيَعْمَلَ بِهَا كُلُّ أُمَّتِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=12فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ أَيْ فَمَنْ رَغِبَ فِيهَا اتَّعَظَ بِهَا وَحَفِظَهَا وَعَمِلَ بِمُوجِبِهَا ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْهَا كَمَا فَعَلَهُ مَنِ اسْتَغْنَى فَلَا حَاجَةَ إِلَى الِاهْتِمَامِ بِأَمْرِهِ .
قِيلَ الضَّمِيرَانِ فِي ( إِنَّهَا ) وَفِي ( ذَكَرَهُ ) : لِلْقُرْآنِ ، وَتَأْنِيثُ الْأَوَّلِ لِتَأْنِيثِ خَبَرِهِ .
وَقِيلَ الْأَوَّلُ لِلسُّورَةِ ، أَوْ لِلْآيَاتِ السَّابِقَةِ .
وَالثَّانِي لِلتَّذْكِرَةِ لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الذِّكْرِ .
وَقِيلَ إِنْ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=12فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فَمَنْ شَاءَ اللَّهُ أَلْهَمَهُ وَفَهَّمَهُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَذَّكَّرَهُ وَيَتَّعِظَ بِهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ عِظَمِ هَذِهِ التَّذْكِرَةِ وَجَلَالَتِهَا فَقَالَ : فِي صُحُفٍ أَيْ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ كَائِنَةٌ فِي صُحُفٍ ، فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ صِفَةٌ لِ ( تَذْكِرَةٌ ) ، وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، وَالصُّحُفُ جَمْعُ صَحِيفَةٍ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=13مُكَرَّمَةٍ أَنَّهَا مُكَرَّمَةٌ عِنْدَ اللَّهِ لِمَا فِيهَا مِنَ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ ، أَوْ لِأَنَّهَا نَازِلَةٌ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالصُّحُفِ كُتُبُ الْأَنْبِيَاءِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=19صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى [ الْأَعْلَى : 19 ، 18 ] .
وَمَعْنَى مَرْفُوعَةٍ أَنَّهَا رَفِيعَةُ الْقَدْرِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَقِيلَ مَرْفُوعَةٌ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=13مُكَرَّمَةٍ يَعْنِي اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ مَرْفُوعَةٍ يَعْنِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : مَرْفُوعَةُ الْقِدْرِ وَالذِّكْرِ ، وَقِيلَ مَرْفُوعَةٌ عَنِ الشُّبَهِ وَالتَّنَاقُضِ مُطَهَّرَةٌ أَيْ مُنَزَّهَةٌ لَا يَمَسُّهَا إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ .
قَالَ
الْحَسَنُ : مُطَهَّرَةٌ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : مُصَانَةٌ عَنِ الْكُفَّارِ لَا يَنَالُونَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بِأَيْدِي سَفَرَةٍ السَّفَرَةُ جَمْعُ سَافِرٍ كَكَتَبَةٍ وَكَاتِبٍ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا بِأَيْدِي كَتَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَنْسَخُونَ الْكُتُبَ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : السَّفَرَةُ هُنَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَسْفِرُونَ بِالْوَحْيِ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، مِنَ السِّفَارَةِ وَهُوَ السَّعْيُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، وَأَنْشَدَ :
فَمَا أَدَعُ السِّفَارَةَ بَيْنَ قَوْمِي وَلَا أَمْشِي بِغَيْرِ أَبٍ نَسِيبِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْكِتَابِ سِفْرٌ بِكَسْرِ السِّينِ ، وَالْكِتَابُ سَافِرٌ ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ بَيِّنٌ ، يُقَالُ أَسْفَرَ الصُّبْحُ : إِذَا أَضَاءَ ، وَأَسْفَرَتِ الْمَرْأَةُ : إِذَا كَشَفَتِ النِّقَابَ عَنْ وَجْهِهَا ، وَمِنْهُ سَفَرْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ أَسْفَرَ سِفَارَةً : أَيْ أَصْلَحْتُ بَيْنَهُمْ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : هُمُ الْمَلَائِكَةُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ لِأَعْمَالِ الْعِبَادِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : السَّفَرَةُ هُنَا هُمُ الْقُرَّاءُ لِأَنَّهُمْ يَقْرَءُونَ الْأَسْفَارَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : هُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثُمَّ أَثْنَى سُبْحَانَهُ عَلَى السَّفَرَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كِرَامٍ بَرَرَةٍ أَيْ كِرَامٍ عَلَى رَبِّهِمْ كَذَا قَالَ
الْكَلْبِيُّ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : كِرَامٌ عَنِ الْمَعَاصِي ، فَهُمْ يَرْفَعُونَ أَنْفُسَهُمْ عَنْهَا .
وَقِيلَ يَتَكَرَّمُونَ أَنْ يَكُونُوا مَعَ ابْنِ آدَمَ إِذَا خَلَا بِزَوْجَتِهِ ، أَوْ قَضَى حَاجَتَهُ .
وَقِيلَ يُؤْثِرُونَ مَنَافِعَ غَيْرِهِمْ عَلَى مَنَافِعِهِمْ .
وَقِيلَ يَتَكَرَّمُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ .
وَالْبَرَرَةُ جَمْعُ بَارٍّ مِثْلَ كَفَرَةٍ وَكَافِرٍ : أَيْ أَتْقِيَاءُ مُطِيعُونَ لِرَبِّهِمْ صَادِقُونَ فِي إِيمَانِهِمْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ أَيْ لُعِنَ الْإِنْسَانُ الْكَافِرُ مَا أَشَدَّ كُفْرَهُ ، وَقِيلَ عُذِّبَ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِهِ
عَتَبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17مَا أَكْفَرَهُ التَّعَجُّبُ مِنْ إِفْرَاطِ كُفْرِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ اعْجَبُوا أَنْتُمْ مِنْ كُفْرِهِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ ، وَهَذَا هُوَ الْأَوْلَى ، فَيَدْخُلُ تَحْتَهُ كُلُّ كَافِرٍ شَدِيدُ الْكُفْرِ ، وَيَدْخُلُ تَحْتَهُ مَنْ كَانَ سَبَبًا لِنُزُولِ الْآيَةِ دُخُولًا أَوَّلِيًا .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا كَانَ يَنْبَغِي لِهَذَا
[ ص: 1587 ] الْكَافِرِ أَنْ يَنْظُرَ فِيهِ حَتَّى يَنْزَجِرَ عَنْ كُفْرِهِ وَيَكُفَّ عَنْ طُغْيَانِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ أَيْ مِنْ أَيْ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ هَذَا الْكَافِرَ وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيرِ .
ثُمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=32405مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ أَيْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ، وَهَذَا تَحْقِيرٌ لَهُ .
قَالَ
الْحَسَنُ : كَيْفَ يَتَكَبَّرُ مَنْ خَرَجَ مِنْ مَخْرَجِ الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ ، وَمَعْنَى فَقَدَّرَهُ أَيْ فَسَوَّاهُ وَهَيَّأَهُ لِمَصَالِحِ نَفْسِهِ ، وَخَلَقَ لَهُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ وَسَائِرَ الْآلَاتِ وَالْحَوَاسِّ ، وَقِيلَ قَدَّرَهُ أَطْوَارًا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ؛ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً إِلَى أَنْ تَمَّ خَلْقُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=20ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ أَيْ يَسَّرَ لَهُ الطَّرِيقَ إِلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
وَمُقَاتِلٌ ،
وَعَطَاءٌ ،
وَقَتَادَةُ .
يَسَّرَهُ لِلْخُرُوجِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [ الْبَلَدِ : 10 ] وَانْتِصَابُ السَّبِيلِ بِمُضْمَرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْفِعْلُ الْمَذْكُورُ : أَيْ يَسَّرَ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=21ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ أَيْ جَعَلَهُ بَعْدَ أَنْ أَمَاتَهُ ذَا قَبْرٍ يُوَارَى فِيهِ إِكْرَامًا لَهُ ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِمَّا يُلْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ تَأْكُلُهُ السِّبَاعُ وَالطَّيْرُ ، كَذَا قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : جَعَلَ لَهُ قَبْرًا وَأَمَرَ أَنْ يُقْبَرَ فِيهِ .
وَلَمْ يَقُلْ قَبَرَهُ ؛ لِأَنَّ الْقَابِرَ هُوَ الدَّافِنُ بِيَدِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
لَوْ أَسْنَدَتْ مَيْتًا إِلَى صَدْرِهَا عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إِلَى قَابِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=22ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ أَيْ ثُمَّ إِذَا شَاءَ إِنْشَارَهُ أَنْشَرَهُ : أَيْ أَحْيَاهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، وَعَلَّقَ الْإِنْشَارَ بِالْمَشِيئَةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ وَقْتَهُ غَيْرَ مُتَعَيِّنٍ ، بَلْ هُوَ تَابِعٌ لِلْمَشِيئَةِ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ أَنْشَرَهُ بِالْأَلِفِ ، وَرَوَى
أَبُو حَيْوَةَ عَنْ
نَافِعٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16108وَشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ( نَشَرَهُ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَهُمَا لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=23كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ كَلَّا رَدْعٌ وَزَجْرٌ لِلْإِنْسَانِ الْكَافِرِ : أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا يَقُولُ .
وَمَعْنَى : لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ، لَمْ يَقْضِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ الْإِنْسَانُ عَلَى الْعُمُومِ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ مَعَ طُولِ الْمُدَّةِ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ تَقْصِيرٍ .
قَالَ
الْحَسَنُ : أَيْ حَقًّا لَمْ يَعْمَلْ مَا أُمِرَ بِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابْنُ فُورَكَ : أَيْ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ لِهَذَا الْكَافِرِ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ ، بَلْ أَمَرَهُ بِمَا لَمْ يَقْضِ لَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : الْوَقْفُ عَلَى ( كَلَّا ) قَبِيحٌ وَالْوَقْفُ عَلَى ( أَمَرَهُ ) جَيِّدٌ ، وَ ( كَلَّا ) عَلَى هَذَا بِمَعْنَى حَقًّا .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : لَمَّا يَقْضِ جَمِيعُ أَفْرَادِ الْإِنْسَانِ مَا أَمَرَهُ ، بَلْ أَخَلَّ بِهِ : بَعْضُهَا بِالْكُفْرِ ، وَبَعْضُهَا بِالْعِصْيَانِ ، وَمَا قَضَى مَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا الْقَلِيلُ .
ثُمَّ شَرَعَ سُبْحَانَهُ فِي تَعْدَادِ نِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ لِيَشْكُرُوهَا ، وَيَنْزَجِرُوا عَنْ كُفْرَانِهَا بَعْدَ ذِكْرِ النِّعَمِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِحُدُوثِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29485فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَيْ يَنْظُرْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ طَعَامَهُ الَّذِي جَعَلَهُ سَبَبًا لِحَيَاتِهِ ؟ وَكَيْفَ هَيَّأَ لَهُ أَسْبَابَ الْمَعَاشِ يَسْتَعِدُّ بِهَا لِلسَّعَادَةِ الْأُخْرَوِيَّةِ ؟ قَالَ
مُجَاهِدٌ : مَعْنَاهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ : أَيْ إِلَى مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=25أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا قَرَأَ الْجُمْهُورُ " إِنَّا " بِالْكَسْرِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ .
وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ
وَرُوَيْسٌ عَنْ
يَعْقُوبَ بِالْفَتْحِ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ طَعَامِهِ بَدَلُ اشْتِمَالٍ لِكَوْنِ نُزُولِ الْمَطَرِ سَبَبًا لِحُصُولِ الطَّعَامِ ، فَهُوَ كَالْمُشْتَمِلِ عَلَيْهِ ، أَوْ بِتَقْدِيرِ لَامِ الْعِلَّةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْكَسْرُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالِاسْتِئْنَافِ ، وَالْفَتْحُ عَلَى مَعْنَى الْبَدَلِ مِنَ الطَّعَامِ .
الْمَعْنَى : فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ، وَأَرَادَ بِصَبِّ الْمَاءِ الْمَطَرَ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا أَيْ شَقَقْنَاهَا بِالنَّبَاتِ الْخَارِجِ مِنْهَا بِسَبَبِ نُزُولِ الْمَطَرِ شَقًّا بَدِيعًا بِمَا يَخْرُجُ مِنْهُ فِي الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ وَالشَّكْلِ وَالْهَيْئَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ سَبَبَ هَذَا الشَّقِّ وَمَا وَقَعَ لِأَجْلِهِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا يَعْنِي الْحُبُوبَ الَّتِي يَتَغَذَّى بِهَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ النَّبَاتَ لَا يَزَالُ يَنْمُو وَيَتَزَايَدُ إِلَى أَنْ يَصِيرَ حَبًّا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وَعِنَبًا مَعْطُوفٌ عَلَى حَبًّا : أَيْ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا عِنَبًا ، قِيلَ وَلَيْسَ مِنْ لَوَازِمِ الْعَطْفِ أَنْ يُقَيَّدَ الْمَعْطُوفُ بِجَمِيعِ مَا قُيِّدَ بِهِ الْمَعْطُوفُ عَلَيْهِ فَلَا ضَيْرَ فِي خُلُوِّ إِنْبَاتِ الْعِنَبِ عَنْ شَقِّ الْأَرْضِ . وَالْقَضْبُ : هُوَ الْقَتُّ الرَّطْبُ الَّذِي يَقْضِبُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى تُعْلَفُ بِهِ الدَّوَابُّ ، وَلِهَذَا سُمِّيَ قَضْبًا عَلَى مَصْدَرِ قَضَبَهُ : أَيْ قَطَعَهُ كَأَنَّهُ لِتَكَرُّرِ قَطْعِهَا نَفْسَ الْقَطْعِ .
قَالَ
الْخَلِيلُ : الْقَضْبُ : الْفَصْفَصَةُ الرَّطْبَةُ ، فَإِذَا يَبِسَتْ فَهِيَ الْقَتُّ .
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : وَالْقَضْبَةُ وَالْقَضْبُ الرَّطْبَةُ ، قَالَ : وَالْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْبُتُ فِيهِ مُقَضَّبَةٌ .
قَالَ
الْقُتَيْبِيُّ ،
وَثَعْلَبٌ : وَأَهْلُ
مَكَّةَ يُسَمُّونَ الْعِنَبَ : الْقَضْبَ .
وَالزَّيْتُونُ هُوَ مَا يُعْصَرُ مِنْهُ الزَّيْتُ ، وَهُوَ شَجَرَةُ الزَّيْتُونِ الْمَعْرُوفَةُ ، وَالنَّخْلُ هُوَ جَمْعُ نَخْلَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وَحَدَائِقَ غُلْبًا جَمْعُ حَدِيقَةٍ ، وَهِيَ الْبُسْتَانُ ، وَالْغُلْبُ الْعِظَامُ الْغِلَاظُ الرِّقَابِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَمُقَاتِلٌ : الْغُلْبُ الْمُلْتَفُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ، يُقَالُ : رَجُلٌ أَغْلَبُ : إِذَا كَانَ عَظِيمَ الرَّقَبَةِ ، وَيُقَالُ لِلْأَسَدِ أَغْلَبُ لِأَنَّهُ مُصْمَتُ الْعُنُقِ لَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا .
قَالَ
الْعَجَاجُ :
مَا زِلْتُ يَوْمَ الْبَيْنَ أَلْوِي صُلْبِي وَالرَّأْسُ حَتَّى صِرْتُ مِثْلَ الْأَغْلَبِ
وَجَمْعُ أَغْلَبَ وَغَلْبَاءَ غُلْبٌ كَمَا جُمِعُ أَحْمَرُ وَحَمْرَاءُ عَلَى حُمْرٍ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : الْغُلْبُ النَّخْلُ الْكِرَامُ .
وَعَنِ
ابْنِ زَيْدٍ أَيْضًا
وَعِكْرِمَةَ : هِيَ غِلَاظُ الْأَوْسَاطِ وَالْجُذُوعِ .
وَالْفَاكِهَةُ مَا يَأْكُلُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ ثِمَارِ الْأَشْجَارِ كَالْعِنَبِ وَالتِّينِ وَالْخَوْخِ وَنَحْوِهَا .
وَالْأَبُّ كُلُّ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِمَّا لَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ وَلَا يَزْرَعُونَهُ مِنَ الْكَلَأِ وَسَائِرِ أَنْوَاعِ الرَّيِّ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
جَدُّنَا قَيْسٌ وَنَجْدٌ دَارُنَا وَلَنَا الْأَبُّ بِهَا وَالْمَكْرَعُ
قَالَ
الضَّحَّاكُ : الْأَبُّ كُلُّ شَيْءٍ يَنْبُتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16405ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ : هُوَ الثِّمَارُ الرَّطْبَةُ .
وَرُوِيَ عَنْ
الضَّحَّاكِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : هُوَ التِّينُ خَاصَّةً ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ شَرَعَ سُبْحَانَهُ فِي بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=30291_28766أَحْوَالِ الْمَعَادِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=33فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَعْنِي صَيْحَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَسُمِّيَتْ صَاخَّةً لِشِدَّةِ صَوْتِهَا لِأَنَّهَا تَصُخُّ الْآذَانَ : أَيْ تُصِمُّهَا فَلَا تَسْمَعُ ، وَقِيلَ سُمِّيَتْ صَاخَّةً لِأَنَّهَا يَصِيخُ لَهَا الْأَسْمَاعُ ، مِنْ قَوْلِكَ أَصَاخَ إِلَى كَذَا أَيِ اسْتَمَعَ إِلَيْهِ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ .
قَالَ
الْخَلِيلُ : الصَّاخَّةُ : صَيْحَةٌ تَصُخُّ الْآذَانَ حَتَّى تَصُمَّهَا بِشِدَّةِ وَقْعِهَا ، وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ فِي اللُّغَةِ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الصَّكِّ الشَّدِيدِ ، يُقَالُ صَخَّهُ بِالْحَجَرِ : إِذَا صَكَّهُ بِهَا ، وَجَوَابُ ( إِذَا ) مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أَيْ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ اشْتَغَلَ
[ ص: 1588 ] كُلُّ أَحَدٍ بِنَفْسِهِ .
وَالظَّرْفُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=35وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=36وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ إِمَّا بَدَلٌ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109إِذَا جَاءَتْ أَوْ مَنْصُوبٌ بِمُقَدَّرٍ : أَيْ أَعْنِي ، وَيَكُونُ تَفْسِيرًا لِلصَّاخَّةِ ، أَوْ بَدَلًا مِنْهَا مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ ، وَخَصَّ هَؤُلَاءِ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمْ أَخَصُّ الْقَرَابَةِ ، وَأَوْلَادَهُمْ بِالْحُنُوِّ وَالرَّأْفَةِ ، فَالْفِرَارُ مِنْهُمْ لَا يَكُونُ إِلَّا لِهَوْلٍ عَظِيمٍ ، وَخَطْبٍ فَظِيعٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أَيْ لِكُلِّ إِنْسَانِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ شَأْنٌ يَشْغَلُهُ عَنِ الْأَقْرِبَاءِ وَيَصْرِفُهُ عَنْهُمْ .
وَقِيلَ إِنَّمَا يَفِرُّ عَنْهُمْ حَذَرًا مِنْ مُطَالَبَتِهِمْ إِيَّاهُ بِمَا بَيْنَهُمْ ، وَقِيلَ يَفِرُّ عَنْهُمْ لِئَلَّا يَرَوْا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ ، وَقِيلَ لِعِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا يَنْفَعُونَهُ وَلَا يُغْنُوهُ عَنْهُ شَيْئًا كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِبَيَانِ سَبَبِ الْفِرَارِ .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : يُغْنِيهِ : أَيْ يَصْرِفُهُ عَنْ قَرَابَتِهِ ، وَمِنْهُ يُقَالُ أَغْنِ عَنِّي وَجْهَكَ : أَيِ اصْرِفْهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يُغْنِيهِ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مَعَ فَتْحِ الْيَاءِ : أَيْ يُهِمُّهُ ، مَنْ عَنَاهُ الْأَمْرُ إِذَا أَهَمَّهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=38وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ وُجُوهٌ مُبْتَدَأٌ وَإِنْ كَانَ نَكِرَةً لِأَنَّهُ فِي مَقَامِ التَّفْصِيلِ ، وَهُوَ مِنْ مُسَوِّغَاتِ الِابْتِدَاءِ بِالنَّكِرَةِ ، وَ يَوْمَئِذٍ مُتَعَلِّقٌ بِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=38مُسْفِرَةٌ خَبَرُهُ ، وَمَعْنَى مُسْفِرَةٌ : مُشْرِقَةٌ مُضِيئَةٌ ، وَهِيَ وُجُوهُ الْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا إِذَا ذَاكَ مَا لَهُمْ مِنَ النَّعِيمِ وَالْكَرَامَةِ ، يُقَالُ أَسْفَرَ الصُّبْحُ : إِذَا أَضَاءَ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : مُسْفِرَةٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ ، وَقِيلَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=39ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ أَيْ فَرِحَةٌ بِمَا نَالَتْهُ مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ .
ثُمَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ ذِكْرِ حَالِ الْمُؤْمِنِينَ ذَكَرَ حَالَ الْكُفَّارِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=40وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ أَيْ غُبَارٌ وَكُدُورَةٌ لِمَا تَرَاهُ مِمَّا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهَا مِنَ الْعَذَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أَيْ يَغْشَاهَا وَيَعْلُوهَا سَوَادٌ وَكُسُوفٌ ، وَقِيلَ ذِلَّةٌ ، وَقِيلَ شِدَّةٌ ، وَالْقَتَرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْغُبَارُ ، كَذَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
مُتَوَّجٌ بِرِدَاءِ الْمُلْكِ يَتْبَعُهُ فَوْجٌ تَرَى فَوْقَهُ الرَّايَاتِ وَالْقَتَرَا
وَيَدْفَعُ مَا قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةُ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْغَبَرَةِ فَإِنَّهَا وَاحِدَةُ الْغُبَارِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : الْقَتَرَةُ مَا ارْتَفَعَتْ إِلَى السَّمَاءِ ، وَالْغَبَرَةُ مَا انْحَطَّتْ إِلَى الْأَرْضِ .
أُولَئِكَ يَعْنِي أَصْحَابَ الْوُجُوهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=42هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ أَيِ الْجَامِعُونَ بَيْنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَالْفُجُورِ ، يُقَالُ فَجَرَ : أَيْ فَسَقَ ، وَفَجَرَ : أَيْ كَذَبَ ، وَأَصْلُهُ الْمَيْلُ ، وَالْفَاجِرُ الْمَائِلُ عَنِ الْحَقِّ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021757أُنْزِلَتْ " عَبَسَ وَتَوَلَّى " فِي nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى ، أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْشِدْنِي . وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ وَيَقُولُ : أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسًا ؟ فَيَقُولُ لَا ، فَفِي هَذَا أُنْزِلَتْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَأَبُو يَعْلَى عَنْ
أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021758جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=100عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَهُوَ يُكَلِّمُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِي عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=18وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَكَانَ يَتَصَدَّى لَهُمْ كَثِيرًا وَيَحْرِصُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ أَعْمَى يُقَالُ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=100عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يَمْشِي ، وَهُوَ يُنَاجِيهِمْ ، فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْتَقْرِئُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبَسَ فِي وَجْهِهِ وَتَوَلَّى وَكَرِهَ كَلَامَهُ وَأَقْبَلَ عَلَى الْآخَرِينَ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَجْوَاهُ ، وَأَخَذَ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ أَمْسَكَ اللَّهُ بِبَعْضِ بَصَرِهِ ، ثُمَّ خَفَقَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى الْآيَةَ ، فَلَمَّا نَزَلَ فِيهِ مَا نَزَلَ أَكْرَمَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَّمَهُ وَقَالَ لَهُ : مَا حَاجَتُكَ ؟ هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيْءٍ ؟ وَإِذَا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ : هَلْ لَكَ حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ ؟ قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : فِيهِ غَرَابَةٌ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي إِسْنَادِهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بِأَيْدِي سَفَرَةٍ قَالَ : كَتَبَةٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بِأَيْدِي سَفَرَةٍ قَالَ : هُمْ بِالنَّبَطِيَّةِ الْقُرَّاءُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كِرَامٍ بَرَرَةٍ قَالَ : الْمَلَائِكَةُ : وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021760nindex.php?page=treesubj&link=18621الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، nindex.php?page=treesubj&link=18622وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=20ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ قَالَ : يَعْنِي بِذَلِكَ خُرُوجَهُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَسَّرَهُ لَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ قَالَ : إِلَى مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=24فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ قَالَ : إِلَى خَرْئِهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=25أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا قَالَ : الْمَطَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا قَالَ : عَنِ النَّبَاتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وَقَضْبًا قَالَ : الْفَصْفَصَةُ يَعْنِي الْقَتُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وَحَدَائِقَ غُلْبًا قَالَ : طُوَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قَالَ : الثِّمَارُ الرَّطْبَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْحَدَائِقُ كُلُّ مُلْتَفٍّ ، وَالْغُلْبُ مَا غَلُظَ ، وَالْأَبُّ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِمَّا تَأْكُلُهُ الدَّوَابُّ وَلَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وَحَدَائِقَ غُلْبًا قَالَ : شَجَرٌ فِي الْجَنَّةِ يُسْتَظَلُّ بِهِ لَا يَحْمِلُ شَيْئًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْأَبُّ : الْكَلَأُ وَالْمَرْعَى .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12402إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَنِ الْأَبِّ مَا هُوَ ؟ فَقَالَ : أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ ؟ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ
عُمَرَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وَأَبًّا فَلَمَّا رَآهُمْ يَقُولُونَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِالدِّرَّةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ سَعْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ
وَالْخَطِيبُ عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ
عُمَرَ قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فَأَنْبَتْنَا فِيهَا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27حَبًّا وَعِنَبًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وَأَبًّا قَالَ : كُلُّ هَذَا قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا الْأَبُّ ؟ ثُمَّ رَفَضَ عَصَا كَانَتْ فِي يَدِهِ
[ ص: 1589 ] فَقَالَ : هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ هُوَ التَّكَلُّفُ ، فَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَدْرِيَ مَا الْأَبُّ ، اتَّبَعُوا مَا بُيِّنَ لَكُمْ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ فَاعْمَلُوا عَلَيْهِ ، وَمَا لَمْ تَعْرِفُوهُ فَكِلُوهُ إِلَى رَبِّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الصَّاخَّةُ مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : مُسْفِرَةٌ قَالَ : مُشْرِقَةٌ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ قَالَ : تَغْشَاهَا شِدَّةٌ وَذِلَّةٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَتَرَةٌ قَالَ : سَوَادُ الْوَجْهِ .