[ ص: 426 ] 1559 - بيان الاختلاف في مقام ذبح إسماعيل - عليه السلام -
4094 - فحدثناه أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ، ثنا الحسن ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا أبو عبد الله الواقدي ، قال : قد اختلف علينا في إسماعيل وإسحاق أيهما أراد إبراهيم أن يذبح ، وأين أراد ذبحه بمنى أم ببيت المقدس ، فكتبت كلما سمعت من ذلك من أخبار الحديث ، فحدثني ، عن ابن أبي سبرة أبي مالك من ولد مالك الدار وكان مولى ، عن لعثمان بن عفان قال : سألت عطاء بن يسار ، عن خوات بن جبير الأنصاري إسماعيل ، لما بلغ ذبيح الله أيهما كان ؟ فقال : إسماعيل سبع سنين رأى إبراهيم في النوم في منزله بالشام أنه يذبح إسماعيل ، فركب إليه على البراق حتى جاءه فوجده عند أمه ، فأخذ بيده ومضى به لما أمر به وجاءه الشيطان في صورة رجل يعرفه ، فقال : يا إبراهيم ، أين تريد ؟ قال إبراهيم : في حاجتي . قال : تريد أن تذبح إسماعيل . قال إبراهيم : أرأيت والدا يذبح ولده ؟ قال : نعم أنت ، قال إبراهيم : ولم ؟ قال : تزعم أن الله أمرك بذلك ، قال إبراهيم : فإن كان الله أمرني أطعنا لله وأحسنت .
فانصرف عنه وجاء إبليس إلى هاجر ، فقال : أين ذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت : ذهب في حاجته . قال : فإنه يريد أن يذبحه . قالت : وهل رأيت والدا يذبح ولده ؟ قال : هو يزعم أن الله أمره بذلك . قالت : فقد أحسن حيث أطاع الله . ثم أدرك إسماعيل ، فقال : يا إسماعيل أين يذهب بك أبوك ؟ قال : لحاجته . قال : فإنه يذهب بك ليذبحك . قال : وهل رأيت والدا قط يذبح ولده ؟ قال : نعم هو . قال : ولم ؟ قال : يزعم أن الله أمره بذلك . قال إسماعيل : فقد أحسن حيث أطاع ربه . قال : فخرج به حتى انتهى به إلى منى حيث أمر ، ثم انتهى إلى منحر البدن اليوم ، فقال : أبني ، إن الله أمرني أن أذبحك . قال إسماعيل : فأطع فإن طاعة ربك كل خير . ثم قال إسماعيل : هل أعلمت أمي بذلك ؟ قال : لا . قال : أصبت ، إني أخاف أن تحزن ولكن إذا قربت السكين من حلقي فأعرض عني ، فإنه أجدر أن تصبر ولا تراني . ففعل إبراهيم ، فجعل يحز في حلقه ، فإذا الحز [ ص: 427 ] في نحاس ما يحتك الشفرة ، فشحذها مرتين أو ثلاثة بالحجر كل ذلك لا يستطيع أن يحز ، قال إبراهيم : إن هذا الأمر من الله ، فرفع رأسه ، فإذا بوعل واقف بين يديه ، فقال إبراهيم : قم يا بني فقد نزل فداك . فذبحه هناك بمنى .
قال : وحدثني الواقدي ربيعة بن عثمان ، عن ، عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار أنه قال : " عبد الله بن سلام إسماعيل . الذبيح هو