1673 - ذكر أسماء أهل الصفة رضوان الله عليهم أجمعين
قال الحاكم : " فمن وفق لاستعمال هذا الوصف من متصوفة زماننا فطوباه ، فهو المقفي [ ص: 555 ] لهدي من تقدمه ، والصوفية : طائفة من طوائف المسلمين ، فمنهم أخيار ، ومنهم أشرار لا كما يتوهمه رعاع الناس وعوامهم ، ولو علموا محل الطبقة الأولى منهم من الإسلام ، وقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمسكوا عن كثير من الوقيعة فيهم " ، " أهل الصفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن أساميهم في الأخبار المنقولة إلينا متفرقة ، ولو ذكرت كل حديث منها بحديثه وسياقة متنه لطال به الكتاب ، ولم يجئ بعض أسانيدها على شرطي في هذا الكتاب ، فذكرت الأسامي من تلك الأخبار على سبيل الاختصار ، وهم أبو عبد الله الفارسي ، ، وأبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ، وأبو اليقظان عمار بن ياسر ، وعبد الله بن مسعود الهذلي ، وقد كان والمقداد بن عمرو بن ثعلبة الأسود بن عبد يغوث تبناه ، فقيل ، المقداد بن الأسود الكندي ، وخباب بن الأرت ، وبلال بن رباح ، وصهيب بن سنان بن عتبة بن غزوان ، وزيد بن الخطاب أخو عمر وأبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأبو مرثد كناز بن حصين العدوي ، ، وصفوان بن بيضاء ، وأبو عبس بن جبر ، وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب ، وعكاشة بن محصن الأسدي ومسعود بن الربيع القاري وعمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو ، ، وعويم بن ساعدة وأبو لبابة بن عبد المنذر ، وسالم بن عمير بن ثابت ، وكان أحد البكائين من الصحابة ، وفيه نزلت وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ، وأبو البشر كعب بن عمرو ، وخبيب بن يساف وعبد الله بن أنيس ، ، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وكان وعتبة بن مسعود الهذلي رضي الله عنهما ممن يأوي إليهم ، ويبيت معهم في المسجد ، وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب أيضا ممن يأوي إليهم ويبيت معهم حذيفة بن اليمان ، وأبو الدرداء عويمر بن عامر وعبد الله بن زيد الجهني ، والحجاج بن عمرو الأسلمي ، ، وأبو هريرة الدوسي صلى الله عليه وآله وسلم ، وثوبان مولى رسول الله ومعاذ بن الحارث القاري ، والسائب بن خلاد ، وثابت بن وديعة رضي الله عنهم أجمعين .
قال الحاكم رضي الله عنه : " علقت هذه الأسامي من أخبار كثيرة متفرقة فيها ذكر أهل الصفة والنازلين معهم المسجد ، فمنهم من تقدمت هجرته مثل ، عمار بن ياسر وسلمان ، وبلال ، وصهيب ، والمقداد ، وغيرهم ، ومنهم من تأخرت هجرته فسكن المسجد في جملة أهل الصفة ، ومنهم من أسلم عام الفتح ، ثم ورد معه وقعد في أهل الصفة إذ لم يأو بالمدينة إلى أهل ولا مال ولا يعد في المهاجرين لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " " وإن مما أرجو من فضل الله عز وجل أن كل من جرى على سنتهم في التوكل والفقر إلى [ ص: 556 ] يوم القيامة أنه منهم ، وممن يحشر معهم ، وإن كل من أحبهم ، وإن كان يرجع إلى دنيا وثروة فمرجو له ذلك أيضا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " من أحب قوما حشر معهم لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية " . فأما