[ ص: 691 ] 3518 - حلية الدجال بلسان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - 3519 - هلاك يأجوج ومأجوج
8555 - حدثنا - إملاء في الجامع قبل بناء الدار للشيخ الإمام في شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة - ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أبو محمد الربيع بن سليمان بن كامل الرمادي - سنة ست وستين - ثنا بشر بن بكر التنيسي ، ثنا ، أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يحيى بن جابر الحمصي ، ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، حدثني أبي ، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عرف ذلك فينا ، وقال : " ما شأنكم ؟ " فقلنا : يا رسول الله ذكرت ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الدجال الغداة فخفضت ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة من النخل ، قال : " إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط لحيته ، قائمة كأنه شبيه العزى بن قطن ، فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف " ثم قال : " أراه يخرج ما بين الشام والعراق ، فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله اثبتوا " قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : " أربعين يوما يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم " قال : قلنا : يا رسول الله فذلك الذي كسنة يكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : " لا اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله فما إسراعه في الأرض ؟ قال : " كالغيث استدبرته الريح " قال : " فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر ، ويأمر الأرض فتنبت ، وتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم ، فتتبعه أموالهم ويصبحون ممحلين ما بأيديهم شيء ، ثم يمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فينطلق وتتبعه كنوزها كيعاسيب [ ص: 692 ] النحل ، ثم يدعو رجلا مسلما شابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين ، قطع رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه ويضحك ، قال : فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى عيسى ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق في مهرودتين ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه عند باب لد فيقتله الله ، ثم يأتي عيسى ابن مريم - عليه السلام - نبي الله قوما قد عصمهم الله منه ، فيمسح عن وجهه ويحدثهم عن درجاتهم في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه : يا عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، حرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ويمر أولهم على بحيرة الطبرية فيشربون ما فيها ، ثم يمر آخرهم ، فيقولون : لقد كان في هذا ماء مرة فيحصر نبي الله عيسى وأصحابه ، حتى يكون رأس الثور لأحدهم يومئذ خير من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه إلى الله - عز وجل - ، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم ، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، فيهبط نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه لا يجدون موضع شبر إلا وقد ملأه الله بزهمهم ونتنهم ودمائهم ، ويرغب نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه إلى الله ، فيرسل طيرا كأعناق البخت فتحملهم ، وتطرحهم حيث شاء ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم قال للأرض : أنبتي ثمرك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة تأخذ تحت آباطهم وتقبض روح كل مسلم ، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .