الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1649 [ ص: 178 ] [ ص: 179 ] حديث أول لنعيم المجمر

مالك ، عن نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ، ولا الدجال .

التالي السابق


هكذا روى هذا الحديث عن مالك جماعة رواة الموطأ ، وغيرهم ، وقد روى فطر بن حماد بن واقد الصفار ، قال : دخلت أنا وأبي على مالك بن أنس ، فقال له أبي : يا أبا عبد الله ، أيهما أحب إليك : المقام أو بمكة ؟ فقال : ، وذلك أن الله اختارها لنبيه - صلى الله عليه وسلم - من جميع بقاع الأرض ، ثم قال : حدثنا نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من خرج منها رغبة عنها أبدلها الله من هو خير منه ، وإنها لتنفي خبث الرجال كما ينفي الكير خبث الحديد وهذا الحديث خطأ بهذا الإسناد ، والصواب فيه ما في الموطأ .

[ ص: 180 ] وأما قوله : أنقاب المدينة فإنه أراد طرقها ومحاجها ، والواحد : نقب ، ومن ذلك قول الله عز وجل ) فنقبوا في البلاد ( أي جعلوا فيها طرقا ومسالك ، قال امرؤ القيس

وقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب

والمنكب أيضا : الطريق مثل المنقب ، وفي هذا الحديث دليل على فضل المدينة ; إذ لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ، وأنه يطأ الأرض كلها ويدخلها ، حاشى المدينة ، ويروى في غيرها حديث حاشى مكة والمدينة ، روي ذلك من حديث جابر وغيره .

حدثنا سعيد بن نصر ، وعبد الوارث بن سفيان ، قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الصائغ ، قال : حدثنا محمد بن سابق ، قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يخرج الدجال في خفقة من الدين ، وإدبار من العلم ، له أربعون ليلة يسيحها في الأرض ، اليوم منها كالسنة ، واليوم منها كالشهر ، واليوم منها كالجمعة ، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه ، وله حمار يركبه عريض ، ما بين أذنيه أربعون ذراعا ، فيقول للناس : أنا ربكم - وهو أعور - وإن ربكم ليس بأعور ، [ ص: 181 ] مكتوب بين عينيه كافر ، يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ، يرد كل ماء وسهل ، إلا المدينة ومكة ، حرسهما الله عنه ، وقامت الملائكة بأبوابهما ، وذكر الحديث .




الخدمات العلمية