5210 - ( وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اتَّقُوا الْحَرَامَ " ) أَيِ : احْذَرُوا إِنْفَاقَهُ وَفِي الْجَامِعِ : nindex.php?page=treesubj&link=18580اتَّقُوا الْحَجَرَ الْحَرَامَ ( " فِي الْبُنْيَانِ " ) أَيْ : فِي صَرْفِ عِمَارَةِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ ( " فَإِنَّهُ أَسَاسُ الْخَرَابِ " ) أَيْ : فِي الْأَيَّامِ الْآتِيَةِ ، كَمَا وَرَدَ : " لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ " وَالتَّقْيِيدُ بِالْحَرَامِ لَيْسَ لَهُ مَفْهُومٌ مُعْتَبَرٌ ، بَلْ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْمَالَ الْحَلَالَ لَمْ يُنْفَقْ صَرْفُهُ فِي غَيْرِ حُسْنِ الْمَآلِ ، فَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ الْغَزَالِيُّ : لَوْ أَكَلَ النَّاسُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مِنَ الْحَلَالِ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يَبْقَ لَهَا نِظَامٌ فِي الْحَالِ ، وَلِذَا قِيلَ : لَوْلَا الْحَمْقَى لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْغَفْلَةُ رَحْمَةٌ ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ قِيلَ : التَّقْدِيرُ أَسْبَابُ خَرَابِ الدِّينِ ، أَوْ أَسَاسُ خَرَابِ الْبُنْيَانِ ، فَعَلَى الْأَوَّلِ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ إِنْفَاقِ الْحَلَالِ فِي الْبُنْيَانِ ، وَعَلَى الثَّانِي لَا وَهَذَا أَنْسَبُ بِالْبَابِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ . ( رَوَاهُمَا ) أَيِ : الْحَدِيثَيْنِ ( الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ) : وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : " لِلرَّجُلِ " بَدَلَ " لِلْعَبْدِ " .