الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1658 - وعن ابن عباس : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359055أن رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=27403_2196مر بقبر دفن ليلا فقال : متى دفن هذا ؟ قالوا : البارحة . قال : أفلا آذنتموني ؟ قالوا : دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك . فقام فصففنا خلفه فصلى عليه . متفق عليه .
1658 - ( وعن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلا ) أي : في ليل من الليالي . ( فقال : متى دفن هذا ؟ قالوا : البارحة ) . أي : الليلة الماضية . ( قال : أفلا آذنتموني ؟ ! ) بالمد أي : أدفنتموه فلا أعلمتموني ؟ ( قالوا : دفناه في ظلمة الليل فكرهنا ) وفي نسخة : وكرهنا . ( أن نوقظك ) أي : ننبهك من النوم . ( فقام فصففنا خلفه فصلى عليه ) قال المظهر : فيه مسائل جواز nindex.php?page=treesubj&link=2196الدفن بالليل ، أي : بتقريره ، nindex.php?page=treesubj&link=27403والصلاة على القبر بعد الدفن ، واستحباب nindex.php?page=treesubj&link=1047صلاة الميت بالجماعة اهـ .
ولا خلاف في المسألتين المتطرفتين إلا ما شذ به nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وتبعه بعض الشافعية ، ومما يرد عليهم ما صح أيضا : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359056أن ناسا رأوا في المقبرة نارا ، فأتوها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر ، وإذا هو يقول : ناولوني صاحبكم ، فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر ، وأما خبر مسلم : زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضطر إنسان إلى ذلك ، فالنهي فيه إنما هو عن nindex.php?page=treesubj&link=1041دفنه قبل الصلاة عليه ، وإنما الخلاف بين العلماء في تكرار الصلاة .
قال ابن الهمام : وما في الحديث من الصف ، وفي الصحيحين عن الشعبي قال : أخبرني من شهد النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359057أنه أتى على قبر منبوذ وصفهم ، فكبر أربعا . قال الشيباني : من حدثك هذا ؟ قال : ابن عباس دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=27403لمن لم يصل أن يصلي على القبر وإن لم يكن الولي ، وهو خلاف مذهبنا ، ولا مخلص إلا بادعاء أنه لم يكن صلى عليها أصلا ، وهو في غاية من البعد من الصحابة اهـ .
والأقرب أن يحمل على الاختصاص به صلى الله عليه وسلم ، ووقعت صلاة غيره تبعا له ، أو ممن لم يصل قبل ، ثم رأيت السيوطي ذكر في أنموذج اللبيب : أنه ذكر بعض الحنفية أن في عهده عليه السلام لا يسقط فرض الجنازة إلا بصلاته ، فيؤول إلى أن صلاة الجنازة في حقه فرض عين ، وفي حق غيره فرض كفاية ، والله ولي الهداية ، وبه يظهر وجه ما في رواية صحيحة : أنه صلى الله عليه وسلم صلى على قبر مسكينة غير ليلة دفنها ، وفي مرسل صحيح nindex.php?page=showalam&ids=15990لسعيد بن المسيب ومرسله في حكم الموصول حتى عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أيضا : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359059أنه عليه الصلاة والسلام صلى على أم سعد بعد شهر ; لأنه كان غائبا حين موتها . ( متفق عليه ) قال ميرك : واسم صاحب القبر فيه طلحة بن البراء بن عمير العلوي ، حليف الأنصار ، روى حديثه أبو داود مختصرا ، والطبراني مطولا ، وفي روايته من الزيادة : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359060فجاء حتى وقف على قبره فصف الناس معه ، ثم رفع يديه فقال : اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه ، والضحك كناية عن الرضا ، والله أعلم .