الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 1249 ] 1749 - وعن البخاري تعليقا قال : nindex.php?page=treesubj&link=2313لما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ، ثم رفعت ، فسمعت صائحا يقول : ألا هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه آخر : بل يئسوا فانقلبوا .
1749 - ( وعن البخاري تعليقا ) أي : بلا إسناد . ( قال : لما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة ) أي : الخيمة . ( على قبره سنة ) الظاهر أنه لاجتماع الأحباب للذكر ، والقراءة ، وحضور الأصحاب للدعاء والمغفرة والرحمة ، وأما جعل فعلها على العبث المكروه كما فعله ابن حجر فغير لائق بصنيع أهل البيت . ( ثم رفعت ) بالبناء للفاعل أي : أمرت المرأة برفعها ، ويجوز كونه للمفعول أي : رفعت الخيمة . ( فسمعت ) أي : المرأة . ( صائحا ) أي : هاتفا غيبيا . ( يقول : ألا ) بالتخفيف للتنبيه . ( هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه آخر : بل يئسوا ) والظاهر سئموا ، ولكن لما كان في صورة اليأس قال : يئسوا . ( فانقلبوا ) أي : رجعوا ، قال السيوطي : أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن سواد بن مصعب الهمداني ، عن أبيه : أن أخوين كانا جارين له ، وكان كل واحد يجد بصحابه وجدا ، لا يرى مثله فخرج الأكبر إلى أصفهان فمات الأصغر ، فاختلف إلى قبره سبعة أشهر ، فإذا هاتف يهتف من خلفه يوما :
يا أيها nindex.php?page=treesubj&link=2313الباكي على غيره نفسك أصلحها ولا تبكه
إن الذي تبكي على أثره توشك أن تسلك في سلكه
قال : فالتفت فلم ير خلفه أحدا ، فاقشعر وحم فرجع إلى أهله ، فلم يلبث إلا ثلاثا حتى مات ، فدفن إلى جنبه اهـ . وكان من حق المصنف أن يذكر من يرويه البخاري عنه أولا ، وينسب الحديث إليه معنعنا ، ثم يقول بعد تمام الحديث : رواه البخاري تعليقا .