الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2058 - وعن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام ، وقلما كان يفطر الجمعة ، رواه الترمذي والنسائي ، ورواه أبو داود إلى ثلاثة أيام .

التالي السابق


2058 - ( وعن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من غرة كل شهر ) أي أوله ( ثلاثة أيام ) قيل : لا منافاة بين هذا الحديث وحديث عائشة وهو أنه لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم لأن هذا الراوي وحد الأمر على ذلك في غالب ما اطلع عليه من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدث بما كان يعرف من ذلك ، وعائشة - رضي الله عنها - اطلعت من ذلك على ما لم يطلع عليه هذا الراوي فحدثت بما علمت فلا تنافي بين الأمرين اهـ . وفي القاموس : الغرة من الهلال طلعته ، فيمكن أن يقال كلما طلع هلال صام ثلاثة أيام ، ولا يلزم منه أن يكون الصوم من أوله فيوافق بقية الحديث ( وقلما كان يفطر يوم الجمعة ) بضم الميم ويسكن ، قال المظهر : تأويله أنه كان يصومه منضما إلى ما قبله أو إلى ما بعده أو أنه مختص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كالوصال ، قال القاضي : أو أنه كان يمسك قبل الصلاة ولا يتغذى إلا بعد أداء الجمعة كما روي عن سهل بن سعد الساعدي اهـ . فمعنى الإفطار أكل الفطور هو ما يؤكل أول النهار لا الإفطار الذي ضد الصوم ، وهو بعيد من السياق ، والسباق ، بل ظاهره الإطلاق المؤيد لمذهبنا أنه لا يكره إفراد صومه إذ الاختصاص لا يثبت بالاحتمال ( رواه الترمذي والنسائي ) أي تمام الحديث ( ورواه أبو داود إلى ( ثلاثة أيام ) .

[ ص: 1423 ]



الخدمات العلمية