الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
209 - وعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنه أبدع بي فاحملني فقال : ( ما عندي ) . فقال رجل : يا رسول الله ! أنا أدله على من يحمله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . رواه مسلم .

التالي السابق


209 - ( وعن أبي مسعود الأنصاري ) : هو أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري ، شهد العقبة الثانية ولم يشهد بدرا عند جمهور أهل العلم بالسير ، وقيل : إنه شهدها والأول أصح ، وإنما نسب إلى ماء بدر لأنه نزله فنسب إليه ، وسكن الكوفة ، ومات في خلافة علي ، روى عنه ابنه بشير ، وخلق سواه . ( قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنه ) الضمير للشأن ( أبدع بي ) : على بناء المفعول يقال : أبدعت الراحلة إذا انقطعت عن السير لها ، لكلال جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه إبداعا عنها ، أي : إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها ، ومعنى أبدع بالرجل ، انقطع به راحلته ، كذا حققه الطيبي ، أي : انقطع راحلتي بي ، ولما حول للمفعول صار الظرف نائبه كسير بعمرو ، ( فاحملني ) : بهمزة الوصل أي : ركبني واجعلني محمولا على دابة غيرها ( فقال ) : - صلى الله عليه وسلم - ( ما عندي ) أي : لا أجد ما أحملكم عليه ( فقال رجل : يا رسول الله أنا أدله على من يحمله ) أي : من أغنياء المسلمين كعثمان أو ابن عوف ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( من دل ) أي : بالقول أو الفعل أو الإشارة أو الكتابة ( على خير ) أي : علم أو عمل مما فيه أجر وثواب ( فله ) : فللدال ( مثل أجر فاعله ) أي : من غير أن ينقص من أجره شيء ( رواه مسلم ) . وروى البزار عن ابن مسعود والطبراني عن سهل بن سعد ، وعن أبي مسعود بلفظ : " الدال على الخير كفاعله " . ورواه أحمد ، وعبد الرزاق في الجامع ، والضياء عن بريدة ، وابن أبي الدنيا عن أنس بلفظ : " الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان " . كذا في الجامع الصغير .

[ ص: 292 ]



الخدمات العلمية