الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2404 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر أو عدد رمل عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا ) . رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب .

التالي السابق


2404 - ( وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ) يجوز فيهما النصب صفة لله أو مدحا ، والرفع بدلا من الضمير أو على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وقال ابن حجر : رفعهما على أنه نعت لهو واقتصر عليه وهو قول مرجوح نسب إلى الكسائي ، والجمهور على أن الضمير لا يوصف ( وأتوب إليه ) أي أطلب المغفرة وأريد التوبة فكأنه قال اللهم اغفر لي ووفقني للتوبة ( ثلاث مرات ) ظرف قال ( غفر الله له ذنوبه ) أي : الصغائر ، ويحتمل الكبائر ، وأغرب ابن حجر حيث قال : والمراد الصغائر ، ومعلوم أن الله تعالى أعلم بمراده ومراد رسوله فلا يقال في كلامهما أن هذا مرادهما مع احتمال الغير فإن الكبائر قابلة أن تكون مراده لقوله تعالى : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( وإن كانت ) أي : ولو كانت ذنوبه في الكثرة ( مثل زبد البحر ، أو ) للتنويع ( عدد رمل عالج ) بفتح اللام وكسرها وهو منصرف ، وقيل : لا ينصرف ، قال الطيبي : موضع بالبادية فيه رمل كثيرة ، وفي النهاية : العالج ما تراكم من الرمل ودخل بعضه على بعض وجمعه عوالج ، فعلى هذا لا يضاف الرمل إلى عالج لأنه صفة له ، وأغرب ابن حجر حيث نصب كلام صاحب النهاية إلى الشارح مع قوله : فعلى هذا لا يضاف الرمل إلى عالج لأنه صفة له أي : رمل يتراكم ، وفي حديث الدعاء وما يحويه عوالج الرمال اهـ .

ويرده إضافة الرمل إلى عالج وعلى ما قاله لا يضاف إليه لأنه وصف وعلى أنه موضع مخصوص فيضاف كلامه ، فتأمل في تقريره وحسن تحريره ، وفي التحرير : عالج موضع مخصوص فيضاف ، قال ميرك : الرواية بالإضافة فعلى [ ص: 1668 ] قول صاحب النهاية وجهه أن يقال : إنه من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة ، أو الإضافية بيانية ، وقيل : اسم واد بعيد الطول والعرض كثير الرمل من أرض المغرب ، وعدد منصوب عطفا على مثل ، ويجوز جره عطفا على الزبد وكذا قوله : ( أو عدد ورق الشجر ، أو عدد أيام الدنيا ) ولعل المراد أوقاتها وساعاتها ( رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب ) .




الخدمات العلمية