الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

3819 - عن عمران بن حصين رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " . رواه أبو داود .

التالي السابق


الفصل الثاني

3819 - ( عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ) : أي : على تحصيله ، وإظهاره ( ظاهرين ) : أي : غالبين منصورين ، أو معروفين مشهورين ( على من ناوأهم ) : قال التوربشتي : أي : غالبين على من عاداهم ، والمناوأة المعاداة ، والأصل فيه الهمز ; لأنه من النوء وهو النهوض ، وربما يترك همزه ، وإنما استعمل ذلك في المعاداة ; لأن كل واحد من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه . وفي شرح مسلم ، هو بهمزة بعد الواو ، وهو مأخوذ من ناء إليهم وناءوا إليه ; أي : نهضوا للقتال . وفى النهاية : النواء والمناواة المعاداة . وفي القاموس : ناء نهض بجهد ومشقة وناواه مناواة فاخره وعاداه اه . فالأولى أن يقرأ لفظ الحديث بالهمز ، ولا يلتفت إلى أكثر النسخ حيث لم يضبطوا به ، فإن الرسم واحد . قال الطيبي : قد سبق في الفصل الأول أن تنزيل أمثال هذا الحديث على الطائفة المنصورة من أهل الشام أولى وأحرى اه . والأولى أن يقال : من جهة الشام ليدخل أهل الروم في المراد ، فإنهم القائمون في هذا الزمان بهذه الوظيفة الشريفة حق القيام نصرهم الله وخذل أعداءهم اللئام إلى يوم القيامة ، ( حتى يقاتل آخرهم ) : أي : المهدي وعيسى عليه السلام وأتباعهما ( المسيح الدجال ) : ويقتله عيسى عليه السلام بعد نزوله من السماء على المنارة البيضاء شرقي دمشق بباب له من بيت المقدس حين حاصر المسلمين ، وفيهم المهدي ، وبعد قتله لا يكون الجهاد باقيا ، أما على يأجوج ومأجوج ، فلعدم القدرة والطاقة عليهم وبعد إهلاك الله إياهم لا يبقى على وجه الأرض كافر ما دام عيسى عليه السلام حيا في الأرض ، وأما بعد موته عليه السلام وكفر من كفر بعده ، فلموت المسلمين كلهم عن قريب بريح طيبة ، وبقاء الكفار بحيث لا تقوم الساعة ، وفى الأرض من يقول : الله . فما وقع في بعض الأحاديث كما رواه الحاكم ، يحمل على قربها ، فإن خروج الدجال من أشراطها ، وسيجيء تفصيل هذا المبحث في حديث الدجال إن شاء الله تعالى ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية