الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4223 - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10364136nindex.php?page=treesubj&link=33226_33225رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ كسرة من خبز الشعير ، فوضع عليها تمرة ، فقال : " هذه إدام هذه " وأكل . رواه أبو داود .
4223 - ( وعن يوسف بن عبد الله ) : رضي الله تعالى عنه ( ابن سلام ) : بتخفيف اللام ، صحابيان قيل : وروى يوسف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أحاديث ، وبقي إلى سنة مائة ، وله رواية عن عثمان nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، وفي نسخة صحيحة للشمائل زيادة عن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام . قال المؤلف : nindex.php?page=showalam&ids=9228يوسف بن عبد الله يكنى أبا يعقوب ، وكان من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب - عليهما السلام - ولد في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمل إليه ، وأقعده في حجره ، وسماه يوسف ومسح رأسه ومنهم من يقول : له رواية ولا رؤية له ، عداده في أهل المدينة . قلت : أصل الشمائل وإطلاق رواية أبي داود من غير أن يقول مرسلا ، يدل على أن له رؤية [ ص: 2722 ] فتأمل ، مع أن nindex.php?page=treesubj&link=21531مرسل الصحابي حجة إجماعا . قال : وأما أبوه عبد الله بن سلام بتخفيف اللام ، فيكنى أبا يوسف أحد الأحباب ، وأحد من شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، روى عنه ابنه يوسف وغيره ، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين . ( قال ) : أي عبد الله أو ابنه وهو ظاهر الكتاب ( رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم : أي أبصرته حال كونه ( أخذ كسرة ) : بكسر فسكون أي قطعة ( من خبز الشعير : وفي رواية بالتنكير ( فوضع عليها تمرة ، ثم قال : هذه ) : أي التمرة ( إدام هذه ) : أي الكسرة ( وأكل ) : وفي رواية " فأكل " . قال الطيبي : لما كان التمر طعاما مستقلا ، ولم يكن متعارفا بالأدوية أخبر أنه صالح لها . وفي شرح السنة : من حلفت أن لا يأكل خبزا بإدام فأكله بتمر يحنث ، وكذلك إذا أكله بتمر يحنث ، وكذلك إذا أكله بملح أو ثوم أو بصل وقال ميرك : هذا الحديث يقوي قول من ذهب من الأئمة إلى أن nindex.php?page=treesubj&link=33226التمر إدام كالإمام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ومن وافقه ، ويرد قول من شرط الاصطباغ من الإدام ، ومن لم يشترط ، لكن خصص من الإدام ما يؤكل غالبا وحده كالتمر ، ولم يعده من الإدام . ويحتمل أنه وقع إطلاق الإدام على التمر في الحديث مجازا أو تشبيها بالإدام ، حيث أكله مع الخبز . قلت : هذا المحتمل هو المتعين ، وإلا لكان قوله - صلى الله عليه وسلم - تحصيلا للحاصل ، وأما مبنى الإيمان والحنث فعلى العرف المختلف زمانا ومكانا ، ثم في الحديث إشعار بتدبير الغذاء ، فإن الشعير بارد يابس والتمر حار رطب على الأصح ، وفيه من القناعة والرضا ما لا يخفى . ( رواه أبو داود ) : أي بإسناد صحيح وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الشمائل .