الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
419 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن للوضوء شيطانا يقال له : الولهان ، فاتقوا وسواس الماء " . رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث ; لأنا لا نعلم أحدا أسنده غير خارجة ، وهو ليس بالقوي عند أصحابنا .

التالي السابق


419 - ( وعن أبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن للوضوء " أي : للوسوسة فيه " شيطانا " : خاصا " يقال له : الولهان : بفتحتين مصدر : وله يوله ولهانا ، وهو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد وغاية العشق ، فسمي به شيطان الوضوء ; إما لشدة حرصه على طلب الوسوسة في الوضوء ، وإما لإلقائه الناس بالوسوسة في مهواة الحيرة حتى يرى صاحبه حيران ذاهب العقل لا يدري كيف يلعب به الشيطان ، ولم يعلم هل وصل الماء إلى العضو أم لا ؟ وكم مرة غسله ؟ فهو بمعنى اسم الفاعل ، أو باق على مصدريته للمبالغة ، كرجل عدل . " فاتقوا : أي : احذروا ( وسواس الماء ) قال الطيبي : أي : وسواسه ، هل وصل الماء إلى أعضاء الوضوء أم لا ؟ وهل غسل مرة أو مرتين ؟ وهل طاهر أو نجس أو بلغ قلتين أو لا ؟ قال ابن الملك وتبعه ابن حجر : أي وسواس الولهان ، وضع الماء موضع ضمير مبالغة في كمال الوسواس في شأن الماء أو لشدة ملازمته . ( رواه الترمذي وابن ماجه . وقال الترمذي : هذا حديث غريب ) : أي : إسنادا ( وليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث ) : أي : ولو كان رجال إسناده عدولا عند الفقهاء لأنا لا نعلم أحدا ) : علة للغرابة ( أسنده ) : أي رفعه ( غير خارجة ) : أي : خارجة بن مصعب بن خارجة . قال الذهبي في الميزان : وهن جدا . وقال في المغني : ضعفه الدارقطني وغيره . نقله ميرك ( وهو ) أي : خارجة ليس بالقوي ) : وفي نسخة : ليس بقوي ( عند أصحابنا ) : أي : أهل الحديث قاله الطيبي : وقال الترمذي : وضعفه ابن المبارك ، نقله السيد جمال الدين . وقال ميرك : قال الترمذي : وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن ، ولا يصح في هذا الباب حديث مرفوع .




الخدمات العلمية