الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
425 - وعن أنس رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة ، وكان أحدنا يكفيه الوضوء ما لم يحدث . رواه الدارمي .

التالي السابق


425 - ( وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة ) : أي : مفروضة ، ووقع في رواية الترمذي : طاهرا أو غير طاهر . قاله ميرك . ( وكان أحدنا يكفيه الوضوء ما لم يحدث ) : من الإحداث ، وفي الحديث إشعار بأن تجديد الوضوء كان واجبا عليه ثم نسخ بشهادة الحديث الآتي . قال السخاوي : يحتمل أن يكون واجبا عليه خاصة ، ثم نسخ يوم الفتح لحديث بريدة يعني الذي أخرجه مسلم أنه عليه الصلاة والسلام صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ، وأن عمر سأله فقال : ( عمدا صنعته ) . قال : ويحتمل إنه كان يفعله استحبابا ثم خشي أن يظن وجوبه فتركه لبيان الجواز . قلت : وهذا أقرب ، وعلى تقدير النسخ فهو قبل الفتح بدليل حديث سويد بن النعمان ، فإنه كان بخيبر وهي قبل الفتح بزمان ، كذا قاله الشيخ ابن حجر . أقول : وحديث ابن النعمان تقدم في باب ما يوجب الوضوء من هذا الكتاب فليتأمل . قال الشيخ : ويدل على النسخ أيضا ما رواه أحمد وأبو داود من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أسماء بنت زيد بن الخطاب حدثت عن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر ، فلما شق عليه وضع عنه الوضوء إلا من حدث ، والله أعلم ، كذا حرره ميرك ( رواه الدارمي ) : وسنده حسن . قال الأبهري : قلت : ورواه البخاري أيضا في باب الوضوء من غير حدث ولفظه عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة . قلت : كيف كنتم تصنعون ؟ قال : يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث .

[ ص: 420 ]



الخدمات العلمية