الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4833 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365309أتدرون ما nindex.php?page=treesubj&link=30415_19509_19889أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ تقوى الله ، وحسن الخلق . أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ الأجوفان : الفم والفرج " رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
4833 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما nindex.php?page=treesubj&link=30415أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ ) أي : ما أكثر أسباب إدخالهم الجنة مع الفائزين ( تقوى الله ) : وأقلها التقوى عن الشرك ، وأعلاها عن خطور ما سوى الله ( وحسن الخلق ) . أي : مع الخلق ، وأدناه ترك أذاهم ، وأعلاه الإحسان إلى من أساء إليه منهم ، وفيه مبادرة إلى الجواب حيث يعلم جهل أهل الخطاب ، وفائدة إيراد السؤال أولا إبهام وتفصيل وهما يوجبان إيقاع الكلام وتأثيره في النفوس أكثر . ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10365310أتدرون ما nindex.php?page=treesubj&link=30433أكثر ما يدخل الناس النار ؟ الأجوفان ) أي : المجوفان أو المعتلان الوسط علة معنوية ( الفم والفرج ) ؛ لأن المرء غالبا بسببهما يقع في مخالفة الخالق وترك المخالفة مع المخلوق ، وبه يظهر الارتباط بين القرينتين من الكلام والله أعلم بحقيقة المرام . وقال الطيبي قوله : تقوى الله إشارة إلى حسن المعاملة مع الخالق بأن يأتي جميع ما أمره به ، وينتهي عما نهى عنه ، وحسن الخلق إشارة إلى حسن المعاملة مع الخلق ، وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة ، ونقيضهما النار ، فأوقع الفم والفرج مقابلا لهما ، أما الفم فمشتمل على اللسان وحفظ ملاك أمر الدين كله ، وأكل الحلال رأس التقوى كله ، وأما الفرج فصونه من أعظم مراتب الدين قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5والذين هم لفروجهم حافظون ؛ لأن هذه الشهوة أغلب الشهوات على الإنسان ، وأعصاه على العقل عند الهيجان ، ومن ترك الزنا خوفا من الله تعالى مع القدرة وارتفاع الموانع ، وتيسر الأسباب لا سيما عند صدق الشهوة وصل إلى درجة الصديقين قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=41فإن الجنة هي المأوى وقصة الرشيد في تعليق طلاق زبيدة مع الإمام أبي يوسف مشهورة ، ومعنى الأكثرية في القرينتين أن أكثر أسباب السعادة الأبدية الجمع بين هاتين الخلتين ، وأن أكثر أسباب الشقاوة السرمدية الجمع بين هاتين الخصلتين . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) .