الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
484 - وعن جابر رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتوضأ بما أفضلت الحمر ؟ قال : " نعم ، وبما أفضلت السباع كلها " رواه في شرح السنة .

التالي السابق


484 - ( وعن جابر ) أي : ابن عبد الله ( قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتوضأ ؟ ) بنون المتكلم ( بما ) قال التوربشتي : كلمة ( ما ) في الموضعين بمعنى الذي ، وقد رواه بعض الناس بالمد ، ولا أراه إلا تصحيفا ( أفضلت الحمر ؟ ) : أي : الأهلية أو الوحشية ، بضمتين : جمع حمار ، أي : أبقته من فضالة الماء الذي تشربه . ( قال : " نعم ، وبما أفضلت السباع كلها " : قال ابن الملك : وهذا يدل على أن سؤر السباع طاهر ، وبه قال الشافعي ، إلا سؤر الكلب والخنزير ، وعند أبي حنيفة سؤر السباع كلها نجس اهـ . وقد تقدم في أول الفصل ما يدل على أن سؤر السباع نجس ، وذلك حديث صحيح ، وهذا ( رواه في شرح السنة ) : ورواه الشافعي في مسنده من حديث داود الحصين ، عن أبيه ، عن جابر ، وفي بعض رواياته داود بن الحصين عن جابر ، ولم يذكر أباه . كذا نقله السيد من التخريج ، وقال ابن الهمام : يحمل هذا الحديث ، وحديث : سئل عن الحياض الآتي على الماء الكثير ، أو على ما قبل تحريم لحوم السباع ، على أن الحديث الثاني معلول بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، أخرجه ابن ماجه ، والأول أخرجه [ ص: 457 ] الدارقطني ، وفيه داود بن الحصين ضعفه ابن حبان ، لكن روى عنه مالك وأما سؤر الحمار ، وكذا البغل ، فمشكوك في طهوريته على الأصح ، وسبب الشك تعارض الأدلة في إباحته وحرمته ، فحديث خيبر في إكفاء القدور ، وفي بعض رواياته أنه عليه الصلاة والسلام أمر مناديا ينادي بإكفائها فإنه رجس . رواه الطحاوي وغيره يفيد الحرمة ، وحديث غالب بن أبجر - بمفتوحة فموحدة ساكنة فجيم مفتوحة الراء - حيث قال له عليه الصلاة والسلام : " هل لك من مال ؟ " فقال : ليس لي مال إلا حميرات لي - بالرفع والنصب - فقال عليه الصلاة والسلام : " كل من سمين مالك " يفيد الحل ، واختلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم في طهارته ونجاسته ، فعن ابن عمر نجاسته ، وعن ابن عباس طهارته . كذا حققه ابن الهمام .




الخدمات العلمية