[ ص: 427 ] 50 - قالوا : حديث ينقضه القرآن
nindex.php?page=treesubj&link=25211ميراث النبوة
قالوا : رويتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949961إنا - معشر الأنبياء - لا نورث ، ما تركنا صدقة .
وهذا خلاف قول الله - عز وجل - حكاية عن
زكريا :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ، وخلاف قوله : - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=16وورث سليمان داود .
قالوا : وقد طالبت
فاطمة - رضي الله عنها -
أبا بكر - رضي الله عنه - بميراث أبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما لم يعطها إياه ، حلفت لا تكلمه أبدا ، وأوصت أن تدفن ليلا لئلا يحضرها ، فدفنت ليلا واختصم
علي والعباس - رضي الله عنهما - إلى
أبي بكر - رضي الله عنه - في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=treesubj&link=25211لم يورث الأنبياء مالا :
قال
أبو محمد : ونحن نقول إن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949962إنا معشر [ ص: 428 ] الأنبياء لا نورث ليس مخالفا لقول
زكريا - عليه السلام - :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فهب لي من لدنك وليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني ويرث من آل يعقوب ؛ لأن
زكريا - عليه السلام - لم يرد يرثني مالي ، فيكون الأمر على ما ذهبوا إليه .
وأي مال كان
لزكريا - عليه السلام - يضن به عن عصبته حتى يسأل الله تعالى أن يهب له ولدا يرثه ؟
لقد جل هذا المال إذا ، وعظم - عنده - قدره ، ونافس عليه منافسة أبناء الدنيا الذين لها يعملون وللمال يكدحون ، وإنما كان
زكريا بن آذن نجارا ، وكان حبرا كذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : وكلا هذين الأمرين يدل على أنه لا مال له .
nindex.php?page=treesubj&link=31986_31977زهد يحيى وعيسى - عليهما السلام - :
وكذلك المشهور عن
يحيى وعيسى - عليهما السلام - أنه لم يكن لهم أموال ولا منازل يأويان إليها ، وإنما كانا سياحين في الأرض .
ومن الدليل أيضا على أن
يحيى لم يرثه مالا ، أن
يحيى - عليه السلام - دخل
بيت المقدس وهو غلام صغير ، فكان يخدم فيه ، ثم اشتد خوفه فساح ولزم أطراف الجبال وغيران الشعاب .
قال
أبو محمد : وبلغني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12128أبي قبيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص قال : دخل
يحيى بن زكريا بيت [ ص: 429 ] المقدس وهو ابن ثماني حجج ، فنظر إلى عباد
بيت المقدس قد لبسوا من مدارع الشعر وبرانس الصوف ونظر إلى متهجديهم قد خرقوا التراقي وسلكوا فيها السلاسل وشدوها إلى حنايا
بيت المقدس ، فهاله ذلك ورجع إلى أبويه فمر بصبيان يلعبون ، فقالوا :
يا يحيى هلم فلنلعب ، قال : إني لم أخلق للعب . فذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12وآتيناه الحكم صبيا .
فأتى أبويه فسألهما أن يدرعاه الشعر ففعلا ، ثم رجع إلى
بيت المقدس ، فكان يخدم فيه نهارا ويسبح فيه ليلا حتى أتت له خمس عشرة حجة وأتاه الخوف ، فساح ولزم أطراف الأرض وغيران الشعاب ، وخرج أبواه في طلبه فوجداه حين نزلا من
جبال البثنية على
بحيرة الأردن ، وقد قعد على شفير البحيرة وأنقع قدميه في الماء ، وقد كاد العطش يذبحه وهو يقول : وعزتك لا أذوق بارد الشراب حتى أعلم أين مكاني منك . فسأله أبواه أن يأكل قرصا من الشعير كان معهما ، ويشرب من ذلك الماء ، ففعل ذلك وكفر عن يمينه ، فمدح بالبر .
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=14وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا ، ورده أبواه إلى
بيت المقدس .
فكان إذا قام في صلاته بكى ويبكي
زكريا لبكائه حتى يغمى عليه ، فلم يزل كذلك حتى خرقت دموعه لحم خديه ، فقالت له أمه :
يا يحيى لو أذنت لي لاتخذت لك لبدا يواري هذا الخرق .
قال : أنت وذاك فعمدت إلى قطعتي لبود فألصقتهما على خديه ،
[ ص: 430 ] فكان إذا بكى استنقعت دموعه في القطعتين فتقوم أمه فتعصرهما ، فكان إذا نظر إلى دموعه تجري على ذراعي أمه قال : اللهم هذه دموعي وهذه أمي ، وأنا عبدك وأنت الرحمن .
فأي مال على ما تسمع ورثه
يحيى ؟ وأي مال ورثه
زكريا ؟ وإنما كان نجارا وحبرا ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في رواية
أبي صالح عنه في قوله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فهب لي من لدنك وليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني أي : يرثني الحبورة . وكان حبرا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6ويرث من آل يعقوب أي : يرث الملك . وكان من ولد
داود من سبط
يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - ، فأجابه الله - جل وعز - إلى وراثة الحبورة ولم يجبه إلى وراثة الملك .
وكان
زكريا - عليه السلام - كره أن يرثه ذلك عصبته وأحب أن يهب الله تعالى له ولدا يقوم مقامه ويرثه علمه .
وقال الله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه .
nindex.php?page=treesubj&link=31972وراثة سليمان لداود :
وأما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=16وورث سليمان داود فإنه أراد ورثه الملك والنبوة والعلم ، وكلاهما كان نبيا وملكا ، والملك : السلطان والحكم والسياسة لا المال .
[ ص: 431 ] ولو كان أراد وراثة ماله ما كان في الخبر فائدة ؛ لأن الناس يعلمون أن الأبناء يرثون الآباء أموالهم ، ولا يعلمون أن كل ابن يقوم مقام أبيه في العلم والملك والنبوة .
ومن الدليل أيضا على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يورث ، أنه كان لا يرث بعد أن أوحى الله تعالى إليه ، وإنما كانت وراثته أبويه قبل الوحي .
قال
أبو محمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15943زيد بن أخزم الطائي قال : ثنا
عبد الله بن داود أن أم أيمن مما ورثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمه ، وشقران مما ورثه عن أبيه ، وكيف يأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراث وهو يسمع الله - جل وعز - يذم قوما فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كلا بل لا تكرمون اليتيم nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18ولا تحاضون على طعام المسكين nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وتأكلون التراث أكلا لما nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وتحبون المال حبا جما .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12121عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن
مجاهد بن وردان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، عن
عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=949964أتى في ميراث مولى له وقع من نخلة ، فسأل هل ترك ولدا ؟ قالوا : لا ، قال : فهل ترك حميما ؟ قالوا : لا ، قال : فأعطوه رجلا من أهل قريته . وكأنه تنزه - صلى الله عليه وسلم - عن أكل ميراثه ، فآثر به رجلا من أهل قريته .
[ ص: 432 ] ، وأما
nindex.php?page=treesubj&link=31333_31334_31192منازعة فاطمة أبا بكر - رضي الله عنهما - في ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس بمنكر ؛ لأنها لم تعلم ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وظنت أنها ترثه كما يرث الأولاد آباءهم ، فلما أخبرها بقوله كفت ، وكيف يسوغ لأحد أن يظن
بأبي بكر - رضي الله عنه - أنه منع
فاطمة حقها من ميراث أبيها وهو يعطي الأحمر والأسود حقوقهم ؟
وما معناه في دفعها عنه وهو لم يأخذ لنفسه ولا لولده ولا لأحد من عشيرته ، وإنما أجراه مجرى الصدقة ، وكان دفع الحق إلى أهله أولى به ، وكيف يركب مثل هذا ويستحله من
فاطمة - رضي الله عنها - وهو يرد إلى المسلمين ما بقي في يديه من أموالهم مذ ولي ؟
وإنما أخذه على جهة الأجرة ، فجعل قيامه لهم صدقة عليهم ، وقال
لعائشة - رضي الله عنها - : انظري يا بنية ، فما زاد في مال
أبي بكر مذ ولي هذا الأمر فرديه على المسلمين ، فوالله ما نلنا من أموالهم إلا ما أكلنا في بطوننا من جريش طعامهم ، ولبسنا على ظهورنا من خشن ثيابهم ، فنظرت فإذ بكر وجرد قطيفة لا تساوي خمسة دراهم وحبشية ، فلما جاء به الرسول إلى
عمر - رضي الله عنه - قال : رحم الله
أبا بكر ، لقد كلف من بعده تعبا .
ولو كان ما فعله
أبو بكر من هذا الأمر ظلما
لفاطمة - رضي الله عنها - لرده
علي رضي الله عنه - حين ولي - على ولدها .
[ ص: 433 ] وأما
nindex.php?page=treesubj&link=31316مخاصمة علي والعباس إلى أبي بكر - رضي الله عنهم - في ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليس يصح لي معناه ، وكيف يتخاصمان في شيء لم يدفع إليهما ؟ أو يتحاقان شيئا قد منعاه ؟
وكلاهما لا يخفى عليه أنهما إذا ورثا كان بعد ثمن نسائه
لعلي من حق
فاطمة - رضي الله عنها - النصف
وللعباس - رضي الله عنه - النصف مع
فاطمة ، ففي أي شيء اختصما ؟
وإنما كان الوجه في هذا أن يخاصما
أبي بكر ، وقد اختصما إلى
عمر - رضي الله عنه - لما ولاهما القيام بذلك وإلى
عثمان بعد ، وهذا تنازع له وجه وسبب ، رحمة الله عليهم أجمعين .
[ ص: 427 ] 50 - قَالُوا : حَدِيثٌ يَنْقُضُهُ الْقُرْآنُ
nindex.php?page=treesubj&link=25211مِيرَاثُ النُّبُوَّةِ
قَالُوا : رُوِّيتُمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949961إِنَّا - مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ - لَا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ .
وَهَذَا خِلَافُ قَوْلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حِكَايَةً عَنْ
زَكَرِيَّا :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ، وَخِلَافُ قَوْلِهِ : - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=16وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ .
قَالُوا : وَقَدْ طَالَبَتْ
فَاطِمَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -
أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِمِيرَاثِ أَبِيهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا لَمْ يُعْطِهَا إِيَّاهُ ، حَلَفَتْ لَا تُكَلِّمُهُ أَبَدًا ، وَأَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ لَيْلًا لِئَلَّا يَحْضُرَهَا ، فَدُفِنَتْ لَيْلًا وَاخْتَصَمَ
عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - إِلَى
أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
nindex.php?page=treesubj&link=25211لَمْ يُوَرِّثِ الْأَنْبِيَاءُ مَالًا :
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَنَحْنُ نَقُولُ إِنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949962إِنَّا مَعْشَرَ [ ص: 428 ] الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ لَيْسَ مُخَالِفًا لِقَوْلِ
زَكَرِيَّا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ؛ لِأَنَّ
زَكَرِيَّا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمْ يُرِدْ يَرِثُنِي مَالِي ، فَيَكُونَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ .
وَأَيُّ مَالٍ كَانَ
لِزَكَرِيَّا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَضِنُّ بِهِ عَنْ عَصَبَتِهِ حَتَّى يَسْأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَهَبَ لَهُ وَلَدًا يَرِثُهُ ؟
لَقَدْ جَلَّ هَذَا الْمَالُ إِذًا ، وَعَظُمَ - عِنْدَهُ - قَدْرُهُ ، وَنَافَسَ عَلَيْهِ مُنَافَسَةَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا الَّذِينَ لَهَا يَعْمَلُونَ وَلِلْمَالِ يَكْدَحُونَ ، وَإِنَّمَا كَانَ
زَكَرِيَّا بْنُ آذَنِ نَجَّارًا ، وَكَانَ حَبْرًا كَذَلِكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : وَكِلَا هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا مَالَ لَهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=31986_31977زُهْدُ يَحْيَى وَعِيسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - :
وَكَذَلِكَ الْمَشْهُورُ عَنْ
يَحْيَى وَعِيسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَمْوَالٌ وَلَا مَنَازِلُ يَأْوِيَانِ إِلَيْهَا ، وَإِنَّمَا كَانَا سَيَّاحَيْنِ فِي الْأَرْضِ .
وَمِنَ الدَّلِيلِ أَيْضًا عَلَى أَنَّ
يَحْيَى لَمْ يَرِثْهُ مَالًا ، أَنَّ
يَحْيَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - دَخَلَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ ، فَكَانَ يَخْدُمُ فِيهِ ، ثُمَّ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَسَاحَ وَلَزِمَ أَطْرَافَ الْجِبَالِ وَغِيرَانَ الشِّعَابِ .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَبَلَغَنِي ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12128أَبِي قُبَيْلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : دَخَلَ
يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بَيْتَ [ ص: 429 ] الْمَقْدِسِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي حِجَجٍ ، فَنَظَرَ إِلَى عُبَّادِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَدْ لَبِسُوا مِنْ مَدَارِعِ الشَّعَرِ وَبَرَانِسِ الصُّوفِ وَنَظَرَ إِلَى مُتَهَجِّدِيهِمْ قَدْ خَرَقُوا التَّرَاقِيَ وَسَلَكُوا فِيهَا السَّلَاسِلَ وَشَدُّوهَا إِلَى حَنَايَا
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَهَالَهُ ذَلِكَ وَرَجَعَ إِلَى أَبَوَيْهِ فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ ، فَقَالُوا :
يَا يَحْيَى هَلُمَّ فَلْنَلْعَبْ ، قَالَ : إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِلَّعِبِ . فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا .
فَأَتَى أَبَوَيْهِ فَسَأَلَهُمَا أَنْ يُدَرِّعَاهُ الشَّعَرَ فَفَعَلَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَكَانَ يَخْدُمُ فِيهِ نَهَارًا وَيُسَبِّحُ فِيهِ لَيْلًا حَتَّى أَتَتْ لَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً وَأَتَاهُ الْخَوْفُ ، فَسَاحَ وَلَزِمَ أَطْرَافَ الْأَرْضِ وَغِيرَانَ الشِّعَابِ ، وَخَرَجَ أَبَوَاهُ فِي طَلَبِهِ فَوَجَدَاهُ حِينَ نَزَلَا مِنْ
جِبَالِ الْبَثْنِيَّةِ عَلَى
بُحَيْرَةِ الْأُرْدُنِّ ، وَقَدْ قَعَدَ عَلَى شَفِيرِ الْبُحَيْرَةِ وَأَنْقَعَ قَدَمَيْهِ فِي الْمَاءِ ، وَقَدْ كَادَ الْعَطَشُ يَذْبَحُهُ وَهُوَ يَقُولُ : وَعِزَّتُكَ لَا أَذُوقُ بَارِدَ الشَّرَابِ حَتَّى أَعْلَمَ أَيْنَ مَكَانِي مِنْكَ . فَسَأَلَهُ أَبَوَاهُ أَنْ يَأْكُلَ قُرْصًا مِنَ الشَّعِيرِ كَانَ مَعَهُمَا ، وَيَشْرَبَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ وَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ ، فَمُدِحَ بِالْبِرِّ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=14وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ، وَرَدَّهُ أَبَوَاهُ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ .
فَكَانَ إِذَا قَامَ فِي صِلَاتِهِ بَكَى وَيَبْكِي
زَكَرِيَّا لِبُكَائِهِ حَتَّى يُغْمَى عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى خَرَقَتْ دُمُوعُهُ لَحْمَ خَدَّيْهِ ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ :
يَا يَحْيَى لَوْ أَذِنْتَ لِي لَاتَّخَذْتُ لَكَ لِبْدًا يُوَارِي هَذَا الْخَرْقَ .
قَالَ : أَنْتِ وَذَاكَ فَعَمَدَتْ إِلَى قِطْعَتَيْ لُبُودٍ فَأَلْصَقَتْهُمَا عَلَى خَدَّيْهِ ،
[ ص: 430 ] فَكَانَ إِذَا بَكَى اسْتَنْقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي الْقِطْعَتَيْنِ فَتَقُومُ أُمُّهُ فَتَعْصِرُهُمَا ، فَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى دُمُوعِهِ تَجْرِي عَلَى ذِرَاعَيْ أُمِّهِ قَالَ : اللَّهُمَّ هَذِهِ دُمُوعِي وَهَذِهِ أُمِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنْتَ الرَّحْمَنُ .
فَأَيُّ مَالٍ عَلَى مَا تَسْمَعُ وَرِثَهُ
يَحْيَى ؟ وَأَيُّ مَالٍ وَرِثَهُ
زَكَرِيَّا ؟ وَإِنَّمَا كَانَ نَجَّارًا وَحَبْرًا ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ
أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي أَيْ : يَرِثُنِي الْحُبُورَةَ . وَكَانَ حَبْرًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ أَيْ : يَرِثُ الْمُلْكَ . وَكَانَ مِنْ وَلَدِ
دَاوُدَ مِنْ سِبْطِ
يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - ، فَأَجَابَهُ اللَّهُ - جَلَّ وَعَزَّ - إِلَى وِرَاثَةِ الْحُبُورَةِ وَلَمْ يُجِبْهُ إِلَى وِرَاثَةِ الْمُلْكِ .
وَكَانَ
زَكَرِيَّا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَرِهَ أَنْ يَرِثَهُ ذَلِكَ عَصَبَتُهُ وَأَحَبَّ أَنْ يَهَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ وَلَدًا يَقُومُ مَقَامَهُ وَيَرِثُهُ عِلْمَهُ .
وَقَالَ اللَّهُ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=31972وِرَاثَةُ سُلَيْمَانَ لِدَاوُدَ :
وَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=16وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ فَإِنَّهُ أَرَادَ وِرْثَهُ الْمُلْكَ وَالنُّبُوَّةَ وَالْعِلْمَ ، وَكِلَاهُمَا كَانَ نَبِيًّا وَمَلِكًا ، وَالْمُلْكُ : السُّلْطَانُ وَالْحُكْمُ وَالسِّيَاسَةُ لَا الْمَالُ .
[ ص: 431 ] وَلَوْ كَانَ أَرَادَ وِرَاثَةَ مَالِهِ مَا كَانَ فِي الْخَبَرِ فَائِدَةٌ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْأَبْنَاءَ يَرِثُونَ الْآبَاءَ أَمْوَالَهُمْ ، وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ ابْنٍ يَقُومُ مَقَامَ أَبِيهِ فِي الْعِلْمِ وَالْمُلْكِ وَالنُّبُوَّةِ .
وَمِنَ الدَّلِيلِ أَيْضًا عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُورَثُ ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرِثُ بَعْدَ أَنْ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ وِرَاثَتُهُ أَبَوَيْهِ قَبْلَ الْوَحْيِ .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15943زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ مِمَّا وَرِثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أُمِّهِ ، وَشُقْرَانَ مِمَّا وَرِثَهُ عَنْ أَبِيهِ ، وَكَيْفَ يَأْكُلُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التُّرَاثَ وَهُوَ يَسْمَعُ اللَّهَ - جَلَّ وَعَزَّ - يَذُمُّ قَوْمًا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا .
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12418إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17074مِسْعَرٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12121عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ
مُجَاهِدِ بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=949964أَتَى فِي مِيرَاثِ مَوْلًى لَهُ وَقَعَ مِنْ نَخْلَةٍ ، فَسَأَلَ هَلْ تَرَكَ وَلَدًا ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَهَلْ تَرَكَ حَمِيمًا ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَأَعْطُوهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ . وَكَأَنَّهُ تَنَزَّهَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَكْلِ مِيرَاثِهِ ، فَآثَرَ بِهِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ .
[ ص: 432 ] ، وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=31333_31334_31192مُنَازَعَةُ فَاطِمَةَ أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي مِيرَاثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَظَنَّتْ أَنَّهَا تَرِثُهُ كَمَا يَرِثُ الْأَوْلَادُ آبَاءَهُمْ ، فَلَمَّا أَخْبَرَهَا بِقَوْلِهِ كَفَّتْ ، وَكَيْفَ يَسُوغُ لِأَحَدٍ أَنْ يَظُنَّ
بِأَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ مَنَعَ
فَاطِمَةَ حَقَّهَا مِنْ مِيرَاثِ أَبِيهَا وَهُوَ يُعْطِي الْأَحْمَرَ وَالْأَسْوَدَ حُقُوقَهُمْ ؟
وَمَا مَعْنَاهُ فِي دَفْعِهَا عَنْهُ وَهُوَ لَمْ يَأْخُذْ لِنَفْسِهِ وَلَا لِوَلَدِهِ وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ ، وَإِنَّمَا أَجْرَاهُ مَجْرَى الصَّدَقَةِ ، وَكَانَ دَفْعُ الْحَقِّ إِلَى أَهْلِهِ أَوْلَى بِهِ ، وَكَيْفَ يَرْكَبُ مِثْلَ هَذَا وَيَسْتَحِلُّهُ مِنْ
فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَهُوَ يَرُدُّ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مَا بَقِيَ فِي يَدَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ مُذْ وَلِيَ ؟
وَإِنَّمَا أَخَذَهُ عَلَى جِهَةِ الْأُجْرَةِ ، فَجَعَلَ قِيَامَهُ لَهُمْ صَدَقَةً عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ
لِعَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - : انْظُرِي يَا بُنَيَّةُ ، فَمَا زَادَ فِي مَالِ
أَبِي بَكْرٍ مُذْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ فَرُدِّيهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَوَاللَّهِ مَا نِلْنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا أَكَلْنَا فِي بُطُونِنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ ، وَلَبِسْنَا عَلَى ظُهُورِنَا مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ ، فَنَظَرَتْ فَإِذْ بِكُرٍّ وَجَرْدٍ قَطِيفَةٍ لَا تُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَحَبَشِيَّةٍ ، فَلَمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ إِلَى
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ
أَبَا بَكْرٍ ، لَقَدْ كَلَّفَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا .
وَلَوْ كَانَ مَا فَعَلَهُ
أَبُو بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ ظُلْمًا
لِفَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَرَدَّهُ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حِينَ وَلِيَ - عَلَى وَلَدِهَا .
[ ص: 433 ] وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=31316مُخَاصَمَةُ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - فِي مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَيْسَ يَصِحُّ لِي مَعْنَاهُ ، وَكَيْفَ يَتَخَاصَمَانِ فِي شَيْءٍ لَمْ يُدْفَعْ إِلَيْهِمَا ؟ أَوْ يَتَحَاقَّانِ شَيْئًا قَدْ مُنِعَاهُ ؟
وَكِلَاهُمَا لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنَّهُمَا إِذَا وَرِثَا كَانَ بَعْدَ ثَمَنِ نِسَائِهِ
لِعَلِيٍّ مِنْ حَقِّ
فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - النِّصْفُ
وَلِلْعَبَّاسِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - النِّصْفُ مَعَ
فَاطِمَةَ ، فَفِي أَيِّ شَيْءٍ اخْتَصَمَا ؟
وَإِنَّمَا كَانَ الْوَجْهُ فِي هَذَا أَنْ يُخَاصِمَا
أَبِي بَكْرٍ ، وَقَدِ اخْتَصَمَا إِلَى
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا وَلَّاهُمَا الْقِيَامَ بِذَلِكَ وَإِلَى
عُثْمَانَ بَعْدُ ، وَهَذَا تَنَازُعٌ لَهُ وَجْهٌ وَسَبَبٌ ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .