ما روى ، عن ابن عباس أسماء .
( 362 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، عن عمه شعيب بن خالد ، عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجية ، عن أبيه ، عن جده ، عن ، قال : ابن عباس فاطمة تذكر لرسول [ ص: 133 ] الله صلى الله عليه وسلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ عليا فقال : إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها إلا عليك ، فقال له علي : فلم تر ذلك ؟ فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي ، وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء ، وما أنا بالكافر الذي يترقق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - ، فقال إني لأول من أسلم سعد : فإني أعزم عليك لتفرجنها عني ، فإن لي في ذلك فرجا ، فقال : أقول ماذا ؟ فقال : تقول جئت خاطبا إلى الله ورسوله ، فانطلق فاطمة بنت محمد علي فعرض للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ثقيل حصر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " كأن لك حاجة يا علي ؟ " ، قال : أجل صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت محمد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مرحبا " كلمة ضعيفة ، فرجع جئتك خاطبا إلى الله ورسوله علي إلى فقال : قد فعلت الذي أمرتني به ، فلم يزد أن رحب بي بكلمة ضعيفة ، فقال سعد بن معاذ سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق إنه لا خلف الآن ولا كذب ، أعزم عليك لما أتيته غدا فلتقولن : يا رسول الله متى تبنيني ؟ فقال علي : هذه أشد علي من الأولى ، أولا أقول حاجتي ؟ قال : قل كما أمرتك فانطلق علي ، فقال : يا رسول الله متى تبنيني ؟ قال : غدا إن شاء الله ، ثم دعا بلالا ، فقال : " يا بلال ، قد زوجت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح لعلي أجمع المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت منها فائذني بها " فانطلق ففعل ما أمره ، ثم جاء بقصعة فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رأسها ثم قال : أدخل علي الناس زفة زفة [ ص: 134 ] ولا تغادرن زفة إلى غيرها - يعني إذا فرغت من زفة لم تعد ثانية - فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى ، حتى فرغ الناس ، ثم عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل منها فثفل فيها وبارك ، وقال : " يا فائت الغنم ، فخذ شاة وأربعة أمداد - أو خمسة - فاجعل لي قصيعة بلال احملها إلى أمهاتك ، وقل لهن : كلن وأطعمن من غشيكن " ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى دخل على النساء فقال : " إني ، وقد علمتن منزلتها مني ، وأنا دافعها إليه فدونكن ابنتكن " فقمن النساء إليها فغلفنها من طيبهن ، وألبسنها من ثيابهن ، وحلينها من حليهن ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فلما رآه النساء وثبن وبينهن وبين النبي صلى الله عليه وسلم سترة ، وتخلفت زوجت ابنتي ابن عمي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " كما أنت ، على رسلك من أنت ؟ " قالت : أنا التي أحرس ابنتك ، إن الفتاة ليلة يبنى بها ، لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها إن عرضت لها حاجة ، أو أرادت شيئا أفضت بذلك إليها ، قال : " فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ، ومن خلفك ، وعن يمينك ، وعن شمالك من الشيطان الرجيم " ثم صرخ أسماء بنت عميس بفاطمة فأقبلت ، فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم حصرت وبكت ، فأشفق النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك فما ألوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهل ، وايم الذي نفسي بيده ، لقد " فلان منها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا زوجتك سعيدا في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين أسماء ائتيني بالمخضب واملئيه ماء " فأتته أسماء بالمخضب فملأته ماء ، ثم تمسح النبي صلى الله عليه وسلم فيه وغسل قدميه ووجهه ، ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها ، [ ص: 135 ] وكفا بين يديها ، ثم رش جلده وجلدها ، ثم التزمهما فقال : " اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عنا الرجس وطهرتني فطهرهما " ، ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ، ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال : " قوما إلى بيتكما ، جمع الله بينكما ، وبارك في سيركما ، وأصلح بالكما " ، ثم قام فأغلق عليهما بابه بيده ، قال : فأخبرتني ابن عباس أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى تتوارى في حجره . أسماء بنت عميس كانت